أزمة التخلف الحضاري و انعكاساتها على وضع المرأة المسلمة في عصرنا الراهن
|
ثقافتنا - العدد 16
محمّد علي آذرشب
1428
ملخّص لا يمكن أن نفصل أزمة المرأة في عالمنا المعاصر عن أزمة الامة الحضارية. التخلف الحضاري له أسبابه وله تبعاته وإفرازاته. وهذه التبعات تنعكس على المرأة أكثر، ولعلّ أفظعها استفحال الشهوات وبالتالي غياب النظرة الجمالية للمرأة. مقدمة التخلّف الحضاري أكبر ظاهرة تهيمن على حياتنا الإسلامية المعاصرة، وكل ما نشهده من مظاهر سلبية يعود إلى هذه الظاهرة، وكثيرة من المعالجات لمشاكلنا تذهب هدرًا بسبب عدم إعادتها إلى جذورها الحضارية. والمقصود من التخلّف الحضاري ابتعاد الأمة عن المساهمة في دفع المسيرة البشرية على طريق التطوير والإبداع والإثراء في مجالات الحياة الإنسانية. لقد كانت الأمة الإسلامية رائدة في هذا المجال خلال قرون ازدهارها الحضاري، وطوت طريق الازدهار هذا بسرعة مذهلة بعد ممارساتها للتجربة الإسلامية، ثم تظافرت عوامل عديدة أدّت إلى اتجاه منحنيها الحضاري نحو الهبوط منذ القرن السابع، وسقطت حضاريًا بعد عصر الاستعمار، حتى لم يعد لها اليوم مكانة تذكر في هذا المضمار. ولكي نتبيّن ارتباط التخلّف الحضاري بمشاكل المرأة في عالمنا الإسلامي نلقي الضوء أولاً على بعض الآراء التي حلّلت هذا التخلّف وبيّنت خلفيّاته وعاملَه الأساس، ثم نبيّن إفرازاته خاصة فيما يرتبط بالمرأة. آراء في أسباب التخلّف الحضاري من الطبيعي أن تشغل هذه المسألة ذهن كلّ المصلحين والإحيائيين المسلمين، وأن تكون في صدر اهتماماتهم الفكرية والعملية. لذلك نراهم تناولوها من وجهات نظر مختلفة وبيّنوا فيها آراءهم، لكنني بحدود اطلاعي لم أجد دراسة مستوعبة قائمة على أساس منظومة فكرية متكاملة تطرح هذه المسألة وتبيّن عواملها وسبل تجاوزها، وإنّما نرى أفكارًا في هذا المجال تحتاج إلى جهد علمي وفكري لوضعها في منظومة منسجمة متكاملة موجّهة. كما أنني بحدود اطلاعي لم أجد أقسام دراسات الحضارة الإسلامية في الجامعات تتناول هذه المسألة، بل الاهتمام ينصبّ على دراسة تاريخ الحضارة الإسلامية في عصور إنتاجها وحركتها، أما في واقعها ومستقبلها فقلّ أن نرى تناولاً لها. أذكر هنا بعض آراء الإحيائيين المتأخرين ممن حملوا همّ التخلّف الحضاري في أمتنا. من أوائل الذين حرّكوا موجة الإحياء في القرن التاسع عشر السيد جمال الدين الأسد آبادي المعروف بالأفغاني (1254هـ/ 1838م – 1314هـ/ 1897م). هذا الرجل رأى المشكلة كامنةً في السلطة السياسية المهيمنة على العالم الإسلامي سواء كانت قاجارية أم عثمانية أم خديوية، ورأى أن هذه السلطة المستبدة سبب كل فساد في المجتمعات المسلمة. وأقام مشروعه على ثلاثة محاور: 1ـ يقظة الشرق 2- العودة إلى الإسلام 3- وحدة المسلمين. ويعود سرّ نجاحه بخاصة في رأينا الى: أ- انفتاحه على الآخر المسلم والغربي، فقد تجاوز التقسيمات العرقية والإقليمية والطائفية بين المسلمين وأصبح ينتمي إلى كلّ الأمة الإسلامية، كما أنه انفتح على الحضارة الغربية، ودعا إلى الأخذ بإيجابياتها. ب – الجمع بين الأصالة والمعاصرة مما أعاد الأمل إلى النفوس المهزورة بإمكان عودة الإسلام إلى الحياة بلغة العصر وعلى مستوى متطلّبات العصر، وإمكان الإصلاح والنهضة من منطلق إسلامي لا غربي([1]). ومن طلائع النهضة عبد الرحمن الكواكبي (1271هـ/1855م – 1320هـ/1902م)، وهذا الرجل أيضاً مثل السيد جمال الدين جمع بين الأصل الفارسي (من الأسرة الصفوية الإيرانية) والمحتد العربي (حلب سوريا)، وامتاز بعمق التفكير وبالثورة على الواقع، وذهب إلى أن مشكلة الأمة تكمن فيما سمّاه «الفتور»، وهذا الفتور ناشئ عن فقدان الحرية([2]). وبالمناسبة أذكر هنا رأياً آخر لشابّ لم يمهله الأجل لتقديم مشروعه النهضوي وهو أبو القاسم الشابي (1909-1934). ولو قدّر لهذا النابغة التونسي أن يمتدّ به العمر لكان في مقدمة الإحيائيين المعاصرين. يتحدث عن سبب ما هو مشهود في الساحة البشرية من تفاوت بين الشعوب في ابتكارها وإبداعها وفنونها وآدابها، بين شعب يطفح بالحياة والحيوية وشعب هو أقرب إلى البطالة والفراغ والكسل والخمول، وينقل رأياً يقول: إنه الحرية. ويرفض ذلك ويرى أنه «يقظة الإحساس» لا الحرية.. «يقظة روحية عميقة سامية تملأهم شعوراً بأنفسهم وبالحياة»([3]). ولعل أكبر مفكر مسلم اهتمّ بدراسة التخلّف الحضاري في العالم الإسلامي وسبل الإقلاع الحضاري هو «مالك بن نبي» فقد كرّس أكثر كتاباته على هذا الموضوع، وأقام مشروعه على أساس «بناء الذات ومقاومة مخطط الاستعمار»([4]). يرى مالك بن نبي أن الحركة الحضارية تنتج من تفاعل «الإنسان» و«التراب» و«الوقت»([5]). وهذا التفاعل يحتاج إلى طاقة روحية لا يمكن أن يوفّرها إلاّ الدين. ويقصد بالدين أن ينشدّ الإنسان إلى معبود غيبي بالمعنى العام([6]).. أي أن ينشدّ إلى أهداف بعيدة يضع حجرها الأول جيل وتواصل بناءه، الاجيال المتعاقبة. ونفس الحقيقة يلامسها الإمام الشهيد محمد باقر الصدر إذ يطرح نظرية المثل الأعلى ويرى أن الأمة تتحرك بمقدار ما يملك مثلها الأعلى من طاقة للدفع، فإذا كان مثلها الأعلى هابطاً فإن الأمة تعيش همومها اليوميّة التافهة وتراوح في مكانها. أما إذا كان ذلك المثل الأعلى كبيراً فإنه يدفع الأمة إلى أهداف كبرى. والدين الحقّ يدفع بالمسيرة الإنسانية لأن تتجه نحو الله سبحانه. والإنسان في حركته نحو الله يسير على طريق غير متناه، ومجال التطور والإبداع والنمو متواصل دائماً دون توقف([7]). ويمكن جمع كل الآراء السابقة سواء من رأى أن العامل في التحرّك الحضاري يكمن في التخلّص من «الاستبداد السياسي» أو الذي رأى أنه في «يقظة الشعور» أو «بناء الذات» و«مقاومة الاستعمار» أو الانشداد إلى «المثل الأعلى الحق». يمكن جمع كل تلك الآراء – في اعتقادنا – بعبارة واحدة هي أن عامل التحرّك الحضاري هو «العزّة». فالعزّة تمنح «الحياة»، وبعكسها الذلّ عامل قهر وموت للإنسان والمجموعة البشرية. وإذا نشطت روح الحياة في الكائن الإنساني والمجموعة البشرية استيقظ فيها الشعور، وتوفرت عوامل بناء الذات، وتصاعدت روح المقاومة واتجهت نحو الأهداف الكبيرة. الإحيائيون بمختلف اتجاهاتهم حاولوا أن يغرسوا روح «العزّة» في النفوس، ويزيلوا من أمامها عوامل الإذلال. العزّة وصناعة التاريخ كلامنا عن «العزّة» باعتبارها منطلق الحركة الحضارية له ما يؤيده في الدراسات القديمة والحديثة. لإن اختلفنا مع «فوكوياما» في كتابه «نهاية التاريخ والإنسان الأخير» في مشروعه الذي يطرحه عن الليبرالية الديمقراطية باعتبارها نهاية التاريخ، نقترب منه كثيراً في تبنّي نظرية «التيموس» الأفلاطونية لتفسير حركة التاريخ. والتيموس هو النـزعة الموجودة في نفس الإنسان لأن يعترف به الآخرون، ولا أجد في العربية مقابلاً لهذه النـزعة سوى «العزّة». «إن رغبة الاعتراف قد تبدو للوهلة الأولى مفهوماً غير مألوف تماماً، ولكنه في الواقع قديم قدم تراث الفلسفة السياسية الغربية وهو يشكل جزءاً لا يتجزأ من الشخصية الإنسانية. كان أفلاطون أول من وصف هذه الرغبة في الجمهورية، عندما أشار إلى أن الكائن الإنساني يتكوّن من ثلاثة مركّبات: جزء راغب وجزء عاقل وجزء يسميه تيموس (thymos) أو روح الحياة. هناك جزء كبير من السلوك الإنساني يمكن تفسيره من خلال اندماج العنصرين الأولين، الرغبة والعقل: فالرغبة تدفع البشر للبحث عن أشياء موجودة خارج ذواتهم بينما العقل والحساب يبيّنان لهم أفضل السبل للحصول عليها. ولكن بالإضافة إلى ذلك يبحث الإنسان عن الاعتراف بكرامته الذاتية أو بكرامة الشعب أو الأشياء أو المبادئ التي يشحنها بالكرامة. فالنزوع إلى شحن الأنا بقيمة معينة وإلى طلب الاعتراف بهذه القيمة يتوافق مع ما نسمّيه في اللغة الجارية «احترام الذات». هذا النـزوع لاحترام الذات يولّد من هذا الجزء في الكائن الذي يسميه أفلاطون تيموس. فهو يشبه عند الإنسان نوعًا من الإحساس الفطري بالعدالة. يعتقد الناس بأن لهم قيمة معينة وإذا ما عاملهم الآخرون وكأن قيمتهم أقل من ذلك فإنهم يشعرون بانفعال الغضب. وبالمقابل عندما لا يرفع الناس حياتهم إلى مستوى ما يعتبرونه قيمتهم، فإنهم يشعرون بالخجل، وأخيراً عندما يقيَّمون بشكل صحيح يتناسب مع قيمتهم، فإنهم يشعرون بالاعتزاز. فرغبة الاعتراف والانفعالات التي ترافقها ـ الغضب والخجل والاعتزاز ـ تشكل جزءاً لا يتجزأ من حياة أية شخصية إنسانية. وبحسب هيغل إنها محركات السيرورة التاريخية بكاملها»([8]). وهيغل تبنى هذه النظرية لتفسير حركة التاريخ.. «بالنسبة لهيغل، إن للكائنات الإنسانية، شأن الحيوانات، حاجات ورغبات طبيعية لأشياء خارجة عن ذاتها: الغذاء والشراب والمسكن وكل ما يحافظ على الجسد الذاتي. إلا أن الإنسان يختلف جذريًا عن الحيوانات لأنه بالإضافة إلى ذلك يرغب في «رغبة» الناس الآخرين، أي أنه يريد أن يتم «الاعتراف به» وخاصة يريد أن يعترف به ككائن إنساني، أي كائن مزوّد بكفاءة معينة وبكرامة معينة. هذه الكرامة ترتبط بالدرجة الأولى بإراداته في احتمال تعريض حياته في صراع من أجل الاعتبار فحسب. فالإنسان وحده يستطيع أن يتجاوز غرائزه الحيوانية الخالصة ـ ومن بينها بشكل رئيسي غريزة البقاءـ من أجل الالتزام بمبادئ وأهداف أسمى وأكثر تجريداً. بالنسبة لهيغل إن رغبة الاعتراف هي التي قادت أول خصمين مصارعين إلى السعي المتبادل كي «يعترف» الآخر بطبيعة الكينونة الإنسانية لخصمه مع تعريض حياتهما في صراع مميت. وعندما يؤدي الخوف الطبيعي من الموت بأحد المصارعين للخضوع، فإن علاقة السيد والعبد تولد إذ ذاك. إن أسباب هذه المعركة الدامية في بدايات التاريخ، ليست الغذاء ولا المأوى ولا الأمن، ولكن الهيبة والاعتبار وحسب. ولأن سبب هذه المعركة لا يتحدّد بالبيولوجيا، فإن هيغل يرى فيه بالضبط النور الأول للحرية الإنسانية»([9]). إفرازات التخلف الحضاري الحديث عن إفرازات التخلف الحضاري، هو كما ذكرنا، الحديث عن الحالة النفسية للإنسان الذليل والحالة الاجتماعية للمجتمع الذليل، وهذه الإفرازات أو الأعراض أُجملها فيما يلي: 1ـ فقدان قيمة الإنسان: حالة الذل تخلق عقدة الحقارة في نفس الإنسان، والحقارة هي أن لا يرى لنفسه وزناً ولا قيمة.. ومن الطبيعي أن لا يرى للآخر الذي يعيش في مجتمعه قيمة. ولذلك تنعدم أخلاق الاحترام وحفظ الحقوق في مثل هذا المجتمع، ويصبح الإنسان أرخص شيء فيه، وتُهدر كرامته لأتفه الأسباب. 2- الروح العداونية التسلطية: الذل لا يستطيع أن يقضى على فطرة العزّة أو التيموس في نفس الإنسان، بل يمسخها، وكل العوامل للمضادة للفطرة السليمة لا تقضي عليها بل تضلّل طريقها وتغيّر معالمها. من هنا فإن الإنسان المقهور يطلب العزّة ولكنه يطلبها في العدوان على من هو أضعف منه ولذلك نرى طغيان روح الدكتاتورية في كل أطر هذا المجتمع، السياسية منها، والعائلية، والثقافية، والاقتصادية. 3- الذوبان والتماهي في القوى المسيطرة: وفي مقابل الروح العدوانية للقوي تجاه الضعيف، يتخذ الضعيف موقف العبودية تجاه القوي، يشعر أمامه بالصغر ويودّ أن يقيم له فروض الطاعة، ويستسلم لأوامره، وقد يرتكب أبشع أنواع الجرائم وأفظع ألوان الخيانات من أجل استرضائه. 4- قصور الفكر المنهجي: الإنسان المقهور يفقد قدرة التفكير الشمولي المنطقي القائم على منهج علمي، وتصبح تحليلاته للأمور فجّة وناقصة، وتكون مواقفه القائمة على أساس تلك التحليلات مواقف مهزوزه لا تصبّ في مصلحته ولا تتجه نحو مقصد واضح. يشير الكواكبي إلى هذه الحالة فيقول: ([10]) «ليس من شأن الشرقي أن يسير مع الغربي في طريق واحدة، فلا تطاوعه طباعه على استباحة ما يستحسنه الغربي، وإن تكلف تقليده في أمر فلا يحسن التقليد، وإن أحسنه فلا يثبت، وإن ثبت فلا يعرف استثماره، حتى لو سقطت الثمرة في كفه تمنى لو قفزت على فمه!.. فالشرقي مثلا يهتم في شأن ظالمه إلى أن يزول عنه ظلمه، ثم لا يفكر فيمن يخلفه ولا يراقبه، فيقع في الظلم ثانية، فيعيد الكرة ويعود الظلم إلى ما لا نهاية. وكأولئك الباطنية في الإسلام: فتكوا بمئات أمراء على غير طائل، كأنهم لم يسمعوا بالحكمة النبوية: «لا يلدغ المرء من جحر مرتين»، ولا بالحكمة القرآنية: )إن الله يحبُّ المتّقين( أما الغربي إذا أخذ على يد ظالمه فلا يفلته حتى يشلها، بل حتى يقطعها ويكوي مقطعها». 5- الانفعال والتأرجح بين الإفراط والتفريط قد يندرج هذا العارض ضمن فقدان الفكر المنهجي ولكنه لبروزه أكثر وأهميته أضعه في عنوان مستقل، فالانفعال يعني عدم مواجهة الواقع بخطة فاعلة، بل الانجراف في أحداث الواقع لتفعل به ما تشاء. وتجاه هذا الانجراف أو الانفعال يتخذ أحد موقفين إما الإفراط أو التفريط.. إما أن يتشدّد أكثر مما ينبغي أو يتراخى أكثر مما ينبغي، وفي كلا الحالتين لا يستطيع أن يحافظ على الوسطية، وعلى التعادل، ويبقى متأرجها كشعرة في مهبّ الريح. 6- سيطرة الخرافات: حين لا يستطيع الإنسان المقهور أن يتجه نحو فهم الأسباب الحقيقية لواقعه المؤلم، يتجه إلى الخرافات ليرجع مظاهر قهره وتخلفه إلى أسباب غيبيّة، وفي السِيَر الشعبية التي ظهرت في عصور الانحطاط، وفي العقائد الجبرية التي سادت في ظروف الإذلال خير مثال على سيطرة الخرافات التي تتخذ مع الأسف أحياناً طابعاً دينياً. وفي هذا الصدد يصف الكواكبي أسير الاستبداد، وهو المصاب بداء الذل والتخلف الحضاري فيقول: ([11]) «إن أخوف ما يخافه الأسير هو أن يظهر عليه أثر نعمة الله في الجسم أو المال، فتصبيه عين الجواسيس (وهذا أصل عقيدة إصابة العين)! أو أن يظهر له شأن في علم أو جاه أو نعمة مهمة، فيسعى به حاسدوه إلى المستبد (وهذا أصل شر الحسد الذي يتعوذ منه)! وقد يتحيل الأسير على حفظ ماله الذي لا يمكنه إخفاؤه كالزوجة الجميلة، أو الدابة الثمينة، أو الدار الكبيرة، فيحميها بإسناد الشؤم، وهذا أصل التشاؤم بالأقدام والنواصي والأعتاب». 7- غياب الأهداف البعيدة الإنسان العزيز هو الإنسان الحيّ ومن مظاهر الحياة التطلّع إلى المستقبل، والذليل يفقد النظرة المستقبلية ولا يستطيع أن يتجاوز واقعه. بل إنه يقدّس هذا الواقع، ويرى في كل تطوير تهديداً لوجوده وكيانه: ) إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ (. 8-التمزّق الاجتماعي: ظاهرة التمزّق حالة طبيعيّة لغياب الهدف الذي يجمع الأمة، إذ يكون هدف كل فرد في المجتمع المقهور ذاتياته وأهواءه. والذاتيات الفردية لا تلتقي غالباً، بل تتصارع المصالح الفردية في حالة غياب المصالح الاجتماعية. أضف إلى ذلك فإن دافع حبّ الاعتراف تدفع المقهورين للانضمام إلى جماعات لا هدف لها سوى تحقيق الذاتيات أيضاً، غير أن هذه الجماعات إما أن تحمل عنوان قبيلة أو عشيرة، أو تتخذ صفة حزب وجماعة هي _ وإن حملت شعارات قومية أو وطنية ـ لكنها في الواقع عشائرية محضة. ثم إنك ترى داخل هذه الجماعات نوعاً من الارتباط، غير أنه ظاهري لأن كل فرد يعيش همومه الذاتية: ) تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى (. 9- الانكفاء على الذات: الذاتية المستفحلة في الفرد المقهور والمجتمع المقهور لا تخلق حالة الانفتاح على الآخر، بل تجعل نظره قاصراً على نفسه ومحيطه، فيرى نفسه محور الكون ويرى قريته ما بعدها قرية. الخطاب الصادر عن المجتمع المقهور يتحدث مع نفسه لا مع الآخر، لأنه لا يعرف الآخر، والتعصّب ينتح عن هذا الانكفاء، لأن المتعصّب لا يتحرّى الصحة، بل ينشد ذاتيته ويطلب الانتصار على الرأي الآخر بشتى أنواع المغالطات والمكابرات. 10- تكريس الذاتية: وإذا كان الانكفاء على الذات يحول دون الانفتاح على الآخر، فإن تكريس الذاتية تجعل الفرد في كل المجالات لا يفكّر إلاّ بمصالحه الذاتية حتى في موقفه من أقرب الناس إليه. لذلك قلّ أن تجد عند المقهورين مشاريع عامة، وقلّ أن تجد خططاً ناجحة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية، وقلّ أن تعثر على ابتكارات واختراعات لأن كل ذلك يحتاج إلى تجاوز الذات والتفكير في المصحة العامة. 11- استفحال الشهوات الإنسان طبعاً له شهوات، ومن الطبيعي أن يكون جزء من وقته مخصصاً لتلبية هذه الشهوات، ولكن الإنسان الذليل تستعر عنده الشهوات حتى تستوعب كلّ تفكيره ومشاريعه. وللإحساس بالكرامة ارتباط مباشر بانخفاض ضغط الشهوات. وفي النصوص الدينية: «من كرمت عليه نفسه هانت عليه شهواته>. ويرى الكواكبي أن «الاسير» (وهو تعبيره عن المتخلف) لا يعرف من اللذات سوى اللذات البهيمية يقول: «وهذه الحال تجعل الأسير لا يذوق في الكون لذة نعيم، غير بعض الملذّات البهيمية. بناء عليه، يكون شديد الحرص على حياته الحيوانية وإن كانت تعيسة، وكيف لا يحرص عليها وهو لا يعرف غيرها؟! أين هو من الحياة الأدبية؟! أين هو من الحياة الاجتماعية؟! أما الأحرار فتكون منزلة حياتهم الحيوانية عندهم بعد مراتب عديدة، ولا يعرف ذلك إلا من كان منهم، أو كشف عن بصيرته». بعد هذا العرض السريع لأعراض التخلف الحضاري أعود إلى قضية المرأة في مجتمعاتنا لنرى آثار هذا التخلف عليها: انعكاس أزمة التخلّف على وضع المرأة المرأة كما يقول صاحب كتاب «التخلّف الاجتماعي»([12]) «العنصر الأشدّ تلقياً للظلم والقهر في المجتمع، وهي أوضح مثال للإنسان المقهور، فالعلاقة بين الرجل والمرأة في المجتمع المتخلّف تلعب دوراً هاماً من الناحية الدفاعية، حيث يتهرب الرجل من مأزقه بتحميل المرأة كل مظاهر النقص والمهانة التي يشكو منها في علاقته بالمتسلط وقهره والطبيعة واعتباطها، ولذلك يفرض على المرأة أكثر الوضعيات عبثاً في المجتمع المتخلف، إنها محط إسقاطات الرجل السلبية والإيجابية على حدّ سواء، وهي تُدفع نتيجة لذلك إلى أقصى حالات التخلّف، ولكنها من هوة تخلّفها وقهرها ترسّخ تخلف البنية الاجتماعية من خلال ما تغرسه في نفوس أطفالها من خرافة وانفعالية ورضوخ». لإن اختلفنا مع صاحب الكتاب في بعض تحليلاته الفرويدية والماركسية، فإننا لا نختلف معه باعتباره عالماً نفسياً في تحليله للوضع الذي تعانيه المرأة في المجتمعات المتخلفة. حين ينزل بالمجتمع ظلم فان المرأة تتحمل من هذا الظلم ضعفين بل أضعافاً، لأنها تتحمل ما ينزل بها من ظلم وما ينزل بزوجها وأولادها. فالقضية إذن ليست قضية المرأة وما يرتبط بحقوقها الزوجية وحقوقها المالية وحقوقها القضائية، بل هي قضية المجتمع وما يعانيه من تخلّف. وفي هذا السياق تنبّه الكواكبي في «طبائع الاستبداد». حيث يرى أنّ «أسير الاستبداد» (وهو اصطلاح الكواكبي للإنسان المقهور المتخلف) «لو قَدَرَ لجعل زوجته وعائلته وعشيرته وقومه والبشر كلّهم، حتى وربّه الذي خلقه تابعين لرأيه وأمره»([13]). وهذا هو الذي ذكرناه تحت عنوان الروح العدوانية التسلطية باعتباره أحد إفرازات التخلف الحضاري. والى ارتباط وضع المرأة المسلمة في عصرنا الراهن بالتخلف الاجتماعي العام يشير محمد قطب في كتابه المشهور شبهات حول الإسلام إذ يقول: «إن الوضع السيء الذي تعانيه المرأة الشرقية يرجع إلى ظروف اقتصادية واجتماعية وسياسية وسيكولوجية ينبغي أن نلمّ بها، لنعلم من أين تأتينا هذه المفاسد، ونكون على هدى ونحن نحاول الاصلاح. هذا الفقر البشع الذي يعانيه الشرق منذ أجيال عدة. هذا الظلم الاجتماعي الذي يجعل قوماً يغرقون في الترف الفاجر والمتاع الغليظ، وغيرهم لا يجد لقمة الخبز والثوب الذي يكسو به العورات. هذا الكبت السياسي الذي يجعل من الحكام طبقة غير طبقة المحكومين – طبقة لها كلّ الحقوق وليس عليها واجبات، والمحكومون يدفعون جميع التكاليف بلا مقابل. وهذا الظلام التعس والإرهاق العصبي الذي يعيش فيه سواد الشعوب نتيجة هذه الظروف.. هذا كلّه هو المسؤول عما تعيش فيه المرأة من الذلّ والاضطهاد. إن ما تحتاج إليه المرأة هو «عواطف» الاحترام والمودة بينها وبين الرجل. وأين تنبت هذه العواطف؟ في الفقر المدفع والكبت المرهق للجميع؟! ليست المرأة وحدها هي الضحية، ولكنه الرجل كذلك، وإن بدا أنه في وضع خير منها»([14]). ولو عدنا إلى ما ذكرناه من إفرازات التخلف الحضاري لوجدنا في حياة المرأة هذه الظواهر بوضوح: 1ـ عدم اعتراف الرجل بقيمة المرأة ومكانتها، وبالتالي عدم سيادة ظاهرة الاحترام المتبادل في العلاقات الزوجية وتكثر ظاهرة الطلاق لأتفه الأسباب، وتسود النظرة الدونية للمرأة المطلقة. وفي خطاب العرفان الإسلامي الذي يتمحور حول عزّة الإنسان وكرامته إشارات رائعة إلى هذه المسألة. مولانا جلال الدين الرومي يرى أن المرأة ينبغي أن تكون لها الكلمة الأولى حينما يسود العقل والعاطفة الإنسانية، لكنّ المرأة تنحطّ حينما يغلب الطابع الحيواني والشهوي على الرجل: 1ـ گفت پيغامبر كه زن بر عاقلان غالب آيد سخت و بر صاحب دلان 2- باز بر زن جاهلان غالب شوند زانكه ايشان تند و بس خيره روند 3- كم بُودشان رقّت ولطف ووداد زانكه حيوانيست غالب بر نهـــــاد 4- مهر ورقّت وصف انساني بُود خشم وشهوت وصفِ حيواني بود 1ـ قال النبي: إن المرأة تغلب أصحاب العقول بشدّه وتغلب أصحاب القلوب. 2- وأيضا الجاهلون يغلبون المرأة لمافيهم من جفاء ولجاج. 3- فهؤلاء الجهال تنقصهم الرقة واللطف والوداد، للصفة الحيوانية الغالبة على طبعهم. 4- الحبّ والرقّة من الصفات الإنسانية، والغضب والشهوة من الصفات الحيوانية. وهذه رؤية إنسانية رائعة للعلاقة بين الرجل والمرأة، ولمكانة المرأة عند الرجل. ثم يردف الأبيات السابقة ببيت يحلّق فيه بالمرأة الى السماء ويجعلها لجمالها الظاهري والمعنوي مظهراً من مظاهر الله سبحانه. يقول: 5- پـر تو حقست آن ، معشوق نيست خــالقست آن ، گوييا مخلوق نيست 5- إنها قبس من نور الله سبحانه، وليست هي المعشوقة، كأنها هي خالقة وليست مخلوقة!! ([15]) هذه النظرة السامية للمرأة يفهمها مولانا جلال الدين من نصوص الدين وروحه، ويرى فيها سرّ كلّ العواطف البشرية نحو الأنثى، بمنظار يرفعها عن نزعات الشهوة والجنس. 2- التسلط العدواني على المرأة، وهذه ظاهرة واضحة في العلاقات الأسرية في عالمنا الإسلامي، وهو كما يذكر مولانا في الأبيات السابقة نتيجة غياب العاطفة الإنسانية، وهذا بدوره نتيجة سيادة روح القهر أو الذل في المجتمع. 3- خضوع المرأة لدكتاتورية الرجل وتبنيها لفكرة أن المرأة يجب أن تصبر أمام طغيان الرجل مهما قسى عليها وأن لا تترك بيتها حتى تخرج جنازتها من بيت الزوجية يندرج ضمن ظاهرة الذوبان والتماهي في القوي المسيطر. 4- ثم إن قصور الفكر المنهجي في حلّ مشكلة المرأة ظاهرة واضحة، فثمة معالجات فقهية اجتهادية لمسائل بلوغها وإرثها وشهادتها وإمامتها في الصلاة، وزواجها من الكتابي وثمة أحاديث مسهبة عمّا منحها الإسلام من حقوق، وعمّا تتحلّى به من حرمة قياساً بالمرأة الغربية.. لكنّ كل ذلك لم يحلّ مشكلة المرأة، بل تزداد تعقيداً باستمرار، لعدم وجود منهج شامل يأخذ بنظر الاعتبار كل جوانب الأمر، خاصة فيما يرتبط بالشأن الحضاري لحل مسألة المرأة. 5- أما الانفعال والتأرجح بين الإفراط والتفريط في قضية المرأة فهو أبرز ما يتسم به الخطاب الخاص بالمرأة في العالم الإسلامي. ولقد شهدتُ في دمشق مؤتمراً أقامته دار الفكر الإسلامي قبل سنين اشتركت فيه نساء من مختلف الانتماءات الفكرية. ورأيت هناك الإفراط والتفريط، فمن قائلة بوجوب النقاب على الوجه، وأكثر من ذلك وجوب التزوج بأكثر من واحدة مستندة إلى قوله سبحانه ) .. مثنى وثلاث ورباع..(!! إلى الداعيات أن يُسمح للمرأة أيضا أن تتزوج بأكثر من رجل في حالات الضرورة، وإسقاط كلمة «عورة» من قاموس الحديث عن المرأة!! ولا شك أن الاعتدال في النظر إلى فقه المرأة بحاجة إلى اعتدال اجتماعي هو مفقود كما ذكرنا في المجتمع المقهور وذهنية الإنسان المقهور. 6- سيطرة الخرافات في حياة المرأة ورواج السحر والشعوذة ودفع العين شائع في مجتمعاتنا الإسلامية، ونظرة واحد على قنوات السحر والتفأل التي راجت مع الأسف في الفضائيات تكفي لأن نرى حجم الالتجاء النسوي لهذه الخرافات التي تتخذ أحياناً مع الأسف طابعاً دينياً بخلطها ببعض الأذكار والأوراد وآيات القرآن الكريم. 7- غياب الأهداف البعيدة تبرز أيضا في نساء مجتمعاتنا أكثر من الرجال، وأحاديث مجالس النساء غالباً ما تدور حول مسائل غير مناسبة، أو مسائل لا تتجاوز الهموم الأسرية والعاطفية على أحسن الأحوال. 8- ظاهرة التمزّق والتفرّق في الوسط النسوي المتخلّف ظاهرة شائعة أكثر مما في أوساط الرجال، وظاهرة التنافر والحسد والضغائن شائعة بينهنّ، وقد تكون الاختلافات التي تنشب بين الرجال وراءها ما يسمى فتن النساء. 9- استفحال الذاتية يظهر عند النساء في مجتمعاتنا المتخلفة بصور شتى، خاصة في الإسراف بالزينة، والسعي لجمع الذهب والمجوهرات، وزيادة الاستهلاك، والمبالغة في التنوّع. 10- ثم الانكفاء على الذات وعدم قبول الآخر، والتعصّب والإصرار على الذهنيات الموجودة ظاهرة بارزة في المجتمع النسوي المتخلّف، ولعلّ هذا هو السبب في ظهور الصراع بين الأمهات والآباء، وبين الأمهات والأبناء، ولعلّ هذا العامل هو سبب قلة مشاركة النساء في التطوير الفكري الحقيقي، وقلّتهن بين رجال المشروع الحقيقي للنهضة والإصلاح والإحياء. 11- لعلّ أسوأ ما تمنى به المرأة في المجتمعات المتخلفة استفحال الشهوات. هذه الظاهرة تدفع بالعلاقات بين الجنسين لأن تكون جنسيّة محضة، ولا يخفى ما لذلك من آثار سيئة على العلاقات العاطفية الإنسانية التي يجب أن تسود بين المرأة والرجل، وبالأمس القريب نشرت الصحف نبأ مثيراً مفاده أن أكثر من سبعين ألف حالة طلاق في العالم العربي سُجّلت أخيراً، والسبب في جميعها واحد وهو أن الأزواج ازدروا نساءهم بعد إدمانهم على مشاهدة مغنية ساقطة مبتذلة لرغبتهم أن يروا جسداً وحركات في الزوجات كالتي يرونها في تلك المسماة «فنانة» ([16]). وثمة خسارة كبرى تمنى بها المرأة في جوّ استفحال الشهوات هي غياب النظرة الجمالية إلى المرأة. فالإنسان مفطور على حبّ الجمال، لأن الإنسان مفطور على الشوق إلى الله، والله سبحانه هو الجميل المطلق. والمرأة بما تطفح به من عواطف إنسانية رفيعة وبما فيها من سكن وجمال في النفس هي أجمل مخلوق في هذا الكون، ولذلك كانت موضوع غزل الشعراء ومثار عواطفهم وأشواقهم إلى الجمال. لكنّ استعار الشهوات يضيّع هذه الصفة الجمالية في المرأة ويحوّل النظرة إليها – كما يقول الشابي إلى «نظرة دنيئة سافلة منحطة إلى أقصى قرار من المادة، لا تفهم من المرأة إلا أنها جسد يُشتهى ومتعة من متع العيش الدنيء...»([17]). استدراك هام إذا كانت المرأة أكثر تأثراً من الرجل بأعراض التخلف الحضاري، فهي أسرع اندفاعاً إلى الحركة في مضمار يقظة الشعور أو الاستئناف الحضاري. لقد شاهدنا مظاهر ذلك في إطار الصحوة الإسلامية المعاصرة، وفي إطار الثورة الإسلامية في إيران، وفي إطار الانتفاضة الفلسطينية، بل أيضا في الاطار العلمي حين توفرت ظروف عودة شيء من العزّة إلى جسد العالم الإسلامي. وهذه مسألة أخرى تحتاج إلى رصد دقيق لحركة المرأة بتأثير يقظة الشعور. ومن المؤكد أن المرأة سيكون لها الدور الأول في عملية الاستئناف الحضاري، وعسى أن يكون بإذن الله قريباً. الهوامش: -------------------------------------------------------------------------------- [1]- دور السيد جمال ا لدين في الأدب العربي الحديث، محمد علي آذرشب، مقال في نفس المصدر المذكور أعلاه. [2]- أم القرى، ص 58، وما بعدها، دراسة وتحقيق محمد جمال الطحان، ط 1، دمشق 2002م. [3]- الشابي، المجلد الثاني، مؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري، إعداد محمد الحليوي، ط 1، تونس 1994. [4]- ثقافة المقاومة بين العودة إلى الذات ونموذج الوعد الصادق، محمد حسن يزي. Biblooislam.net [5]- شروط النهضة، ترجمة عمر كامل مسقاوي وعبد الصبور شاهين، ط4، دمشق 1987، ص49 [6]- نفس المصدر/ 56 . [7]- مقدمات للتفسير الموضوعي للقرآن، ط 1، بيروت 1400هـ ، ص 129 – 152. [8]- نهاية التاريخ والإنسان الأخير، فرانسيس فوكوياما، ترجمة فؤاد شاهين وآخرون، مركز الإنماء القومي، بيروت 1993، ص 27-28. [9]- نفس المصدر، ص 27. [10]- عودة الكواكبي، د. محمد جمال الطحان، طبائع الاستبداد، حلب، 2006م، ص 431. [11]- نفس المصدر، ص 447. [12]- www.biblioislam.net/Elibrary. [13]- عودة الكواكبي/ ص 362. [14]- نقلا عن/ اللغة العربية الحديثة، طهران، سمت، ص 285- 286. [15]- مجلة «ثقافتنا»، المجلد الأول، العدد 2، طهران 2004، مقال: الخطاب الإنساني في مثنوي جلال الدين الرومي، ص 167 ومابعدها. [16]- ثقافة التقريب، المجمع العالمي للتقريب، طهران 2007، مقال: عاصفة الشهوات والإذلال، ص 77. [17]- الشابي، إعداد وتقديم أبو القاسم محمد كرو، مؤسسة البابطين، الكويت، 1/96.
|
مقالات أخرى من هذا الكاتب |
• «أكبر» والمذاهب
(بازدید: 859)
(موضوع: شخصيات)
• أبو فراس الحمداني
(بازدید: 2097)
(موضوع: أدب)
• أبو فراس الحمداني / مقاربة في دارسة مدحه وهجائه
(بازدید: 2372)
(موضوع: أدب)
• إحياء الاسلام أولا
(بازدید: 851)
(موضوع: الوحدة الإسلامية)
• ادباء ايرانيون في دراسات سيد قطب
(بازدید: 1614)
(موضوع: أدب)
• الأدبان المعاصران العربي و الفارسي مقاربة في الظواهر المشتركة
(بازدید: 1174)
(موضوع: أدب)
• الأواني المستطرقة
(بازدید: 1837)
(موضوع: أدب)
• الامام علي - العطاء الحضاري المتواصل
(بازدید: 902)
(موضوع: شخصيات)
• التقريب في القرن الماضي
(بازدید: 1075)
(موضوع: الوحدة الإسلامية)
• التيسير في الحج في ضوء نصوص الشريعة ومقاصدها
(بازدید: 1162)
(موضوع: ملتقيات)
• الحب و التقريب
(بازدید: 921)
(موضوع: الوحدة الإسلامية)
• الحكومة الاسلامية من منظور الشاعر الكميت بن زيد
(بازدید: 1272)
(موضوع: أدب)
• الحوزة الإيرانية في القرن الماضي
(بازدید: 1334)
(موضوع: أوضاع المسلمين)
• الخطاب الانساني في مثنوي مولانا جلال الدين الرومي
(بازدید: 2468)
(موضوع: أدب)
• الرسالية في الشعر الشيعي
(بازدید: 948)
(موضوع: أدب)
• السنن الحَسنة
(بازدید: 907)
(موضوع: الوحدة الإسلامية)
• الشهيد مطهري وإحياء الفكر الاسلامي
(بازدید: 2456)
(موضوع: فكر إسلامي)
• القاعدة الاخلاقية والفكرية في الاقتصاد الاسلامي
(بازدید: 1356)
(موضوع: فكر إسلامي)
• القدس رمز وجودنا
(بازدید: 1020)
(موضوع: فلسطين)
• القضية الفلسطينية في ضمير الشعب الإيراني
(بازدید: 1013)
(موضوع: فلسطين)
• المؤتمر الفكري الاول للشهيد السعيد آية الله السيد محمد باقر الحكيم (رض) لندن 11/1/2004
(بازدید: 856)
(موضوع: ملتقيات)
• المذاهب الإسلامية بين السلب والإيجاب
(بازدید: 787)
(موضوع: الوحدة الإسلامية)
• المنظومة الفكرية للشهرستاني وموقع ابن سينا منها
(بازدید: 2123)
(موضوع: فكر إسلامي)
• الهجرة الفرص والتحديات
(بازدید: 1324)
(موضوع: حوار الحضارات)
• الى عرفات اللّه
(بازدید: 805)
(موضوع: الوحدة الإسلامية)
• انتشار الإسلام في إيران / هل دخل بالسيف أم عن طريق القلوب؟
(بازدید: 2155)
(موضوع: فكر إسلامي)
• تكريم روّاد التقريب
(بازدید: 875)
(موضوع: الوحدة الإسلامية)
• ثقافة التقريب / لماذا؟
(بازدید: 859)
(موضوع: الوحدة الإسلامية)
• جولات تقريبية
(بازدید: 965)
(موضوع: الوحدة الإسلامية)
• جولات تقريبية
(بازدید: 862)
(موضوع: فكر إسلامي)
• جولات تقريبية «القسم الثالث»
(بازدید: 853)
(موضوع: الوحدة الإسلامية)
• حركة التاريخ في فكر الامام الصدر
(بازدید: 1926)
(موضوع: فكر إسلامي)
• حوار الحضارات - الالولويات - الأخطار
(بازدید: 1902)
(موضوع: حوار الحضارات)
• حوار مع الدكتور سيد حسين نصر
(بازدید: 1751)
(موضوع: مقابلات)
• دور السيد جمال الدين في الادب العربي الحديث
(بازدید: 2663)
(موضوع: شخصيات)
• دور زينب بنت علي في مسيرة الحضارة الاسلامية
(بازدید: 1727)
(موضوع: دراسات حضارية)
• رؤية السيد الشهيد الصدر لمسألة التنمية
(بازدید: 1452)
(موضوع: دراسات حضارية)
• رسالـة التقريب
(بازدید: 1012)
(موضوع: الوحدة الإسلامية)
• سؤالات مجهولة من أسئلة نافع بن الأزرق إلى عبدالله بن عباس
(بازدید: 2134)
(موضوع: قرآن)
• سبل تنشيط العلاقات الثقافية بين الايرانيين و العرب
(بازدید: 990)
(موضوع: ثقافة)
• سعدي الشيرازي
(بازدید: 1973)
(موضوع: أدب)
• شاعران كبيران في إيران
(بازدید: 1515)
(موضوع: أدب)
• شيخ الإشراق شهاب الدين السهروردي الحلبي
(بازدید: 2526)
(موضوع: شخصيات)
• عزة الامة في التقريب
(بازدید: 973)
(موضوع: الوحدة الإسلامية)
• عصر الأدب الفارسي الإسلامي
(بازدید: 7204)
(موضوع: أدب)
• فرصة عظيمة و لكنها مهددة
(بازدید: 918)
(موضوع: الوحدة الإسلامية)
• قصة الناي في فكر الكواكبي
(بازدید: 1794)
(موضوع: فكر إسلامي)
• قصة الناي في فكر الكواكبي
(بازدید: 1100)
(موضوع: فكر إسلامي)
• كتب في ميزان التقريب
(بازدید: 1013)
(موضوع: كتب)
• كلمة التحرير
(بازدید: 948)
(موضوع: الوحدة الإسلامية)
• لسان الدين بن الخطيب الاندلسي
(بازدید: 2832)
(موضوع: شخصيات)
• مؤتمر تيسير علم النحو
(بازدید: 1329)
(موضوع: ملتقيات)
• مجالات التقريب
(بازدید: 1011)
(موضوع: الوحدة الإسلامية)
• مشاكل وعقبات في طريق وحدة المسلمين
(بازدید: 1318)
(موضوع: الوحدة الإسلامية)
• معوقات النهوض وأسباب التخلّف في فكر الإمام الصدر
(بازدید: 1352)
(موضوع: فكر إسلامي)
• موقف الإسلام من التراث الإيراني القديم
(بازدید: 1840)
(موضوع: تاريخ)
• موقف الإيرانيين من الدعوة الإسلاميّة
(بازدید: 837)
(موضوع: تاريخ)
• موقف الايرانيين من الدعوة الإسلامية
(بازدید: 1132)
(موضوع: تاريخ)
• موقف الرئيس الاسد من الثورة الاسلامية الايرانية - الخلفية التاريخية
(بازدید: 960)
(موضوع: شخصيات)
• نحن و البدعة
(بازدید: 956)
(موضوع: الوحدة الإسلامية)
• نحن و التاريخ
(بازدید: 902)
(موضوع: الوحدة الإسلامية)
• نحن و الحج
(بازدید: 803)
(موضوع: الوحدة الإسلامية)
• نحن و الحسين
(بازدید: 871)
(موضوع: )
• نحن و السلفية
(بازدید: 801)
(موضوع: الوحدة الإسلامية)
• نحن و السياسية
(بازدید: 801)
(موضوع: الوحدة الإسلامية)
• نحن و السيرة
(بازدید: 786)
(موضوع: الوحدة الإسلامية)
• نحن و الصحوة الإسلاميّة
(بازدید: 794)
(موضوع: الوحدة الإسلامية)
• نحن و العزة الإسلاميّة
(بازدید: 894)
(موضوع: الوحدة الإسلامية)
• نحن و الغزو الثقافي
(بازدید: 1038)
(موضوع: الغزو الثقافي)
• نحن و النظام الدولي الجديد
(بازدید: 884)
(موضوع: العالم الإسلامي)
• نحن و دولة الإسلام في إيران
(بازدید: 849)
(موضوع: العالم الإسلامي)
• نحن و شهر رمضان المبارك
(بازدید: 846)
(موضوع: الوحدة الإسلامية)
• نحن و قضايانا المشتركة
(بازدید: 850)
(موضوع: الوحدة الإسلامية)
• نحن و مؤامرات الإثارة الطائفية
(بازدید: 850)
(موضوع: الوحدة الإسلامية)
• ندوة ثقافة التقريب بين المذاهب الاسلامية ودورها في وحدة الامة
(بازدید: 862)
(موضوع: ملتقيات)
• وحدة المسلمين فريضة
(بازدید: 850)
(موضوع: الوحدة الإسلامية)
|
مقالات أخرى من هذا الموضوع |
• المرأة المسلمة والتحديات العالمية من خلال بعض الاتفاقيات الدولية
(بازدید: 2732)
(نویسنده: محمد علي التسخيري)
• المرأة في المشروع الإسلامي المعاصر
(بازدید: 2651)
(نویسنده: زكي الميلاد)
• توصيات مؤتمر المرأة المسلمة في المجتمعات المعاصرة
(بازدید: 4194)
(نویسنده: محمّد علي آذرشب)
• جلال الدين الرومي وآثاره العربيّة
(بازدید: 6849)
(نویسنده: فرح ناز رفعت جو)
• في أجواء نداء الحج لعام 1428هـ
(بازدید: 2882)
(نویسنده: محمّد علي آذرشب)
• قيمة الجمال في تداولها الإسلامي
(بازدید: 3253)
(نویسنده: عبد المجيد الصغير)
• منهج البيروني في دراسة الأديان
(بازدید: 4255)
(نویسنده: علي بن مبارك)
• ميتا - استراتيجيا المقاومة التبصُّر الخُلُقي نموذجًا
(بازدید: 2147)
(نویسنده: محمود حيدر)
• أزمة الحوار الإسلامي
(بازدید: 1352)
(نویسنده: زكي الميلاد)
• أزمة الحوار السني - الشيعي
(بازدید: 4058)
(نویسنده: زكي الميلاد)
• إشكالية المرجعية في تقرير التنمية الإنسانية
(بازدید: 1214)
(نویسنده: خالد سليمان)
• آفتان في المتعصبين
(بازدید: 2170)
(نویسنده: الشيخ محمّد الغزالي)
• إنما المؤمنون إخوة
(بازدید: 1819)
(نویسنده: محمد حلمي عيسى باشا)
• أيها المسلمون.. ثقوا بأنفسكم دعوة لا تزال حيّة
(بازدید: 1639)
(نویسنده: عبدالمجيد سليم)
• الإرهاب الصهيوني فكرًا وممارسة
(بازدید: 1023)
(نویسنده: أسعد السحمراني)
• الإمام علي بن أبي طالب والتقريب بين المذاهب
(بازدید: 1061)
(نویسنده: الدکتور عبدالمتعال الصعيدي)
• الانسجام الإسلامي
(بازدید: 1540)
(نویسنده: محمّد علي آذرشب)
• التحديات الراهنة كيف نواجهها
(بازدید: 843)
(نویسنده: الشيخ محمود محمدي عراقي)
• التشريع وكرامة الإنسان
(بازدید: 888)
(نویسنده: سيد موسى الصدر)
• التقريب.. منهج تربوي
(بازدید: 1283)
(نویسنده: السيد محمد حسين فضل اللّه)
|