banner
مساحة «للتعارف» بين الإیرانيين و العرب
المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية
  کلمات   جمل   تعليقات      

الأواني المستطرقة
ثقافتنا - العدد 8
أدب
محمّد علي آذرشب
1426

«ملخّص»
الاواني المستطرقة تشبيه جميل لما بين العرب والايرانيين من اشتراك في التأثر لارتباط الجذور الحضارية بينهما، وقصة العرب والايرانيين في العصر الحديث ، رغم ما أريد لهما من انفصال، تكاد تكون متشابهة في موقفهما الثقافي من الغرب، تجلّى هذا التشابه في رفض الواقع السيء، والتفكير في العلاج، وإرادة التغيير، والاتجاه نحو اليسار، وانعكس كل ذلك في الشعر المعاصر العربي والفارسي، إضافة إلى اشتراكهما في ظاهرة الشعر الحر والمنثور والغموض، وبروز روح اليأس، والانتفاض على الموضوعات القديمة.

مقدمة
«شعر معاصر عرب» كتاب الاستاذ الدكتور محمدرضا شفيعي كدكني، الباحث، والاديب، والشاعر المعاصر الايراني وأستاذ جامعة طهران حول الشعر المعاصر العربي، وفيه يطرح نظرية«آب در ظروف مرتبطه» = الماء في الأواني المرتبطة، أو الأواني المستطرقة، ويذهب إلى أن الحياة الثقافية للايرانيين والعرب لم تشهد من التحولات السريعة والآفاق المتنوعة كما شهدته في القرن العشرين(1).
وفي تلك الاعوام المائة كان للغرب تأثيره على الجوانب العاطفية والشعورية أكثر من تأثيره على الأسس العقلانية الثقافية(2).
ويرى أن ماشهده الشعر الفارسي والعربي من تحولات في ذلك القرن إنما كان تابعاً لمتغيرات الترجمة من الادب الغربي إلى هاتين اللغتين(3).
كما يرى أن الفوضى التي سادت الساحتين الادبيتين العربية والايرانية في الربع الاخير من القرن العشرين إنما كان بسبب عدم ظهور نماذج بارزة في الشعر الغربي مثل اليوت ولوركا(4).
فتأثر جيل پروين اعتصامي وبهار وايرج في حياتهم الأدبية تشبه تأثر جيل شوقي وإيليا أبو ماضي مع شيء من الاختلاف. وهكذا تأثر فروغ فرخزاد وشاملو وسپهري هو نفس تأثر جيل خليل الحاوي والبياتي وأدونيس(5).
ثم يذكر شفيعي كدكني نماذج من المضامين المشتركة لعصر النهضة في الادبين، وعودة شعراء الفارسية إلى العنصري، ومنوچهري، وفرخي سيستاني، وناصر خسرو، واتجاه الشعراء المعاصرين العرب إلى أن يحذوا حذو البحتري وأبي تمام والمتنبي(6).
كما يذكر نماذج من اشتراك المضامين في الادبين منها: الدعوة إلى الحياة الجديدة، والحملة على المفاسد الناتجة عن تقليد الحضارة الغربية، والاهتمام بالطبقات الفقيرة والمسحوقة، والدعوة إلى التحرر ومناصرة الحركات التحررية(7).
كما يستعرض التطور والتشابه في ماطرأ على الشعر العربي والفارسي من تحول في الاوزان والقوافي، وظهور الشعر الحر في الساحتين(8).
وحدة الدائرة الحضارية
صحيح أنّ التحولات التي ظهرت في العصر الحديث على الادبين العربي والفارسي كانت مطبوعة بالتأثر الغربي كما يقول صاحب كتاب «شعر معاصر عرب» لكن هناك ظاهرة هامة يجب أن نقف عندها وهي وحدة المواقف وردود الافعال والتأثّر والتطوير والتجديد والانفعال في الادبين، وهذا ما يعبّر عن وحدة الجذور الحضارية عند العرب والايرانيين، من هنا فالآمال واحدة والآلام واحدة أيضاً.
والواقع أن الحديث عن الأدب في أية أمة هو الحديث عن حياة تلك الأمة بكل ما في هذه الحياة من قوّة وضعف، ومن مظاهر صحة أو مرض، ومن هزيمة وانتصار.
قصة العرب والإيرانيين في العصر الحديث تكاد تكون متشابهة في كثير من مقاطعها وانعطافاتها. تبدأ من غزو عسكري لا يشبه ذلك الغزو الذي تعرضت له المنطقة من قبل على يد الصليبيين الأوائل أو الغزّ أو المغول، لأنه كان هذه المرة مجهزاً بمشروع حضاري متكامل فيه الفكر الفلسفي والعلمي والتطور التقني. وكان من المفروض بمنطق التاريخ أن يذوب العرب والإيرانيون في الفاتحين المنتصرين، وينهزموا أمامهم تماماً، بلغتهم وخطّهم وفكرهم وأدبهم ودينهم وتقاليدهم، كما حدث للأمم المغلوبة على مر التاريخ، لكن الذي حدث أن انبثق لديهما بدل ذلك تشبّث بالحياة والبقاء، ويعود ذلك إلى مايستندان إليه من خلفية حضارية غنية بأفكارها وآدابها ومعتقداتها وتراثها. من هنا حدثت عودة إلى الماضي في عصوره الذهبية مع ظهور إرادة التغيير.. وبدأ من هنا ظهور الإشكالية التي لاتزال قائمة لديهما حتى اليوم متمثلة بالطموح إلى مشروع يجمع بين الأصالة والمعاصرة.. بين الحفاظ على المخزون الحضاري الذي يعود إليه الفضل في الحياة والإرادة والهوية، وبين التطور العالمي الهائل في جميع المجالات.
وبسبب غياب المشروع المتكامل كان هناك تأرجح واضح في الأفكار والآراء تجاه قضايا التراث والمعاصرة، ويمكن اختصار الاتجاهات التي ظهرت في الفكر والأدب مع شيء من التسامح بثلاثة اتجاهات:
الأول: التمسّك بالقديم وخاصة ماكان في عصوره الذهبية باعتباره أفضل عملية تستطيع أن تحافظ على الهوية والشخصية الحضارية، وتقينا من الذوبان في الآخر.
الثاني: يرى أن كل مشاكلنا في تمسكنا بالقديم، وإذا أردنا أن نحافظ على وجودنا فلابد من قبول الحضارة الغربية بكل مافيها من خير أو شر، إذ لا يمكن فصل أجزاء المشروع الحضاري، ولابد من رفض كل ما يمت للقديم بصلة.
الثالث: يرى أن الحضارة الإسلامية طالما واجهت تيارات فكرية غريبة، وكان موقفها من هذه التيارات موقف الانتقاء والتفاعل الإيجابي. ونستطيع اليوم أن نقف على قاعدة من تراثنا، لنتعامل مع الحضارة الغربية بشكل إيجابي فاعل.. نأخذ منها ما نريد ونرفض ما لا نريد.
وشهدت الساحة الأدبية والفكرية نقاشاً حاداً بين التيارات الثلاثة بأساليب مختلفة، وكان الإشكال على الاتجاه الأول اتهامه بالجمود، وعلى الثاني رميه بالتغرّب والهزيمة، والثالث كان أقوى حجّة غير أن عملية الانتقاء ماكانت باليسيرة لأنها تتطلّب وجوداً حضارياً على مستوى العصر، يستطيع أن يواجه التيارات الوافدة ويتفاعل معها إيجابياً، وإلا سوف يتحوّل التفاعل إلى انفعال.
حول هذه القصة المشتركة بين الأدبين المعاصرين العربي والفارسي سأضيف في هذا المقال هامشاً على كتاب الدكتور شفيعي كدكني مركزاً على الأدب الفارسي لعلم القارئ العربي بما في الأدب العربي المعاصر من نظائر لهذه المنعطفات.

التأثير الغربي:
أثر حروب الروس وإيران (بقيادة عباس ميرزا في عهد فتح علي شاه القاجاري) على الثقافة والأدب في إيران يشبه إلى حد كبير تأثير حملة نابليون على مصر، فقد أيقظت الإيرانيين ليستشعروا تخلّفهم، ولكن هذا الإحساس لم يقترن بمشروع نهضوي أصيل يقدمه ويعمل على تنفيذه قادة مبدئيون. بل إن هذه اليقظة اقترنت بفراغ لابد أن يملأ. وكان المشروع الجاهز لملء الفراغ هو المشروع الغربي. وكان التعامل معه - مع الأسف – تعامل المغلوب أمام الغالب. وهو تعامل يقترن عادة بالانفعال والتقليد الأعمى، ولا يسفر في النتيجة عن حركة حضارية داخل الأمة المغلوبة. وهكذا كان الأمر لدى الإيرانيين، كما كان عند العرب في زمن محمد علي باشا وبعده.
ظهر هذا الانفعال في إيران على يد الإيرانيين القاطنين خارج الوطن بشكل خاص، وأذكر منهم عبد الرحيم طالبوف (ولد سنة 1830) صاحب كتاب «أحمد» وكتاب «مسالك المحسنين»، والحاج زين العابدين مراغه اي (ولد سنة 1835) صاحب كتاب «سياحتنامه إبراهيم بيك»، وميرزا ملكم خان صاحب الرسائل النقدية الكثيرة ومدير صحيفة «قانون» (ولد سنة 1829)، وميرزا فتح علي آخوند زاده (ولد سنة 1812( المسرحي الناقد وصاحب الرسائل النقدية الكثيرة.
ويلاحظ في هذه الكتابات غالباً رفض كل ماهو موجود في إيران من دين وتراث وعادات وتقاليد، وقبول كل ماهو غربي، وهذا هو الانفعال الناتج عن غياب مشروع أصيل للنهضة.
ويلاحظ أيضاً اهتمام هؤلاء بالارتباط بالمحافل الماسونية الغربية وسعيهم لتأسيس هذه المحافل في إيران.
وأقف قليلاً عند بعض أفكار واحد من هؤلاء، فهي تمثل تجربة الهزيمة القاسية، وتبين طبيعة هذه الهزيمة وتوجهاتها.
ميرزا فتح علي آخوند زاده رائد كتابة المسرحية والقصة الأوروبية في الشرق كما يقول عنه فريدون آدميّت. وفريدون هذا من المهتمين بدراسة روّاد التغرّب في إيران ومن المتحمّسين لهم والمروّجين لأفكارهم.
في كتابه «انديشه هاي ميرزا فتح علي آخوندزاده» = أفكار… يقول:
«إنّ هذا الرجل: منظّر القومية الإيرانية ناقد السياسة والدين، والمؤمن بانفصال السياسة عن الدين انفصالاً مطلقاً.. »(9).
والواقع أنه ماكان مؤمناً بالقومية الإيرانية بقدر ماكان حاقداً على الإسلام، وبالتالي حاقداً على العرب وعلى الخط العربي، ولذلك فهو أول من دعا إلى استبدال الحرف اللاتيني بالحرف العربي. ودافعه في ذلك ننقله على لسان فريدون آدميّت (المدافع عنه) إذ يقول: «يمكننا بنظرة سريعة أن نفهم الدافع في ذلك (في الدعوة إلى تغيير الخط العربي) إنه كراهية الكاتب للعنصر العربي وما يرتبط بالعرب» وينقل آدميّت عن آخوندزاده مايؤيد هذه الكراهية، ولا ننقله ترفعاً عن ذكره (10).
من هنا نستطيع أن نفهم بوضوح ارتباط التوجه الإسلامي في إيران بحب العرب والعربية، والصلة الواضحة بين التغرّب وكراهية العرب. وليت المثقفين العرب يفهمون هذه الحقيقة في مواقفهم من إيران.

رفض الواقع السيء:
عدم الاستسلام للواقع المتردّي الذي مُنيت به الأمة وأدّى إلى هزيمتها ظاهرة مشهودة في الأدبين المعاصرين العربي والفارسي.
وتستند هذه الظاهرة إلى ماكان يستشعره إنسان هذه المنطقة الحضارية من تاريخ عريق مليء بالمفاخر. يقول علي أكبر دهخدا(11). (ولد سنة 1897):
1- اى مردم آزاده كجاييد كجاييد
2- در قصه وتاريخ چو آزاده بخوانيد
3- بى شبهه شما روشنـــى چشم جهانيــــــد
آزادگى افسرد بياييد بياييد
مقصود از آزاده شماييد شماييد
در چشمـة خورشيد شما نـور وضياييـــــــد
أي:
1ـ أيها الأحرار أين أنتم؟ أين أنتم؟ فالحرية ذبلت، هلمّوا هلمّوا.
2- إذا قرأتم حديث الأحرار في قصص التاريخ فالمقصود من الأحرار هو أنتم،
أنتم بالذات.
3- أنتم دون شك ضياء عيون العالمين، وأنتم في عين الشمس نور وضياء.
ويستذكر أديب الممالك الفراهاني(12). (ولد سنة 1880( أمجاد المسلمين، وكأنها جزء من أمجاد بني وطنه، فيقول:
1ـ درچين وختن ولولـه از هيبت ما بود
2- در اندلس وروم عيان قدرت مابود
3- صقليـه نهان در كف و در رايت مابود
در مصر وعدن غلغله از شوكت مابود
غرناطه وأشبيليه در طاعت مابود
فرمان همايـون قضا آيت مـا بــــــــود
4- جاري به زمين وفلك وثابت وسيّار
أي:
1ـ كانت الصين والختن صاخبة من هيبتنا
وكانت مصر وعدن تعج من شوكتنا
2- وكانت الأندلس والروم عيانا فيها قدرتنا
وكانت غرناطة وأشبيلية كلها في طاعتنا
3- وكانت صقلية في كفنا وتحت رايتنا
وكان أمر القضاء الحاكم آيتنا
4- جارياً في الأرض والفلك الثابت والسيار
ولا يقتصر الشاعر على ذكر الأمجاد، بل يلتفت إلى الواقع السيء، فيقول:
1ـ افسوس كه اين مزرعه را آب گرفته
2- خون دل ما رَنگِ مىِ ناب گرفته
3- رخسار هنر گونـــــه مهتاب گرفتــــــه
دهقان مصيبت زده را خواب گرفته
وز سوزش تب پيكرمان تاب گرفته
چشمان خِرد پــرده زخـــــــوناب گرفتـــه
4- ثروت شده بى مايه و صحت شده بيمار
أي:
1ـ أسفاً لقد غمر الماء هذه المزرعة
وقد غطّ في النوم هذا الفلاّح المنكوب
2- ومهجتنا اصطبغت بلون الشراب النقي
وانحنت قامتنا من حر الحمّى
3- ووجه الفن أصبح كالليل المشوب ببصيص القمر
وعيون العقل أُسدلت عليها ستائر حمراء
4- أصبحت الثروة غير ذات قيمة وأضحى الجسم سقيما

التفكير في العلاج:
لم يكن في الساحة مشروع يُحتذى للتخلّص من الوضع الفاسد، بل تراوحت وجهات النظر في العلاج بين الاستنهاض العسكري، والتغيير السياسي، والتحول الاجتماعي.
يقول علي أكبر دهخدا بعد أبياته التي ذكرناها في دعوة أحرار إيران:
1- اين روبهكان تاطمع از ملك ببرّند
2- أندر كفتان چوكان، وين گوى به ميدان
3- بس عقده گشوديد به اعصار وكنون هم
4- منهيـد زكف چاچخ و شمشيـر و نه زوبين
يك بار دگر پنجه شيري بنمائيد
با جَلدى وچالاكى زودش بربائيد
اين بسته گشائيد كه بس عقده گشائيد
در حرب و وغائيد نه در صلــح وصفائيــد
أي:
1ـ حتى ينقطع أمل هذه الثعالب من البلاد
مرة أخرى اشهروا مخالب الأسود
2- في أيديكم صولجان، وهذه الكرة في الميدان
فاضربوا الكرة بسرعة وبجلد وخفّة
3- كثيرة هي العقد التي حُلّت بأيديكم في العصور
وهذه العقدة المستعصية حلّوها، فما أكثر ما فككتم من عُقد
4- لا تضعوا أرضاً أنواع مابيدكم من سلاح
ففي الحرب والوغى أنتم، لا في صلح وصفاء
ويرى محمد تقي بهار (13) أن الأوضاح تحتاج إلى جماعة مصلحة تشيع في الوطن التربية والحرية والقانون، فيقول بعد أن يستعرض مفاخر إيران قبل الإسلام وبعده:
1ـ ايران بود آن چشمه صافى كه به تدريج
2- كو مرد دليرى كه به بازوى توانا
3- جز فرقه مصلح نكند دفع مفاسد
4- بى تربيت آزادى وقانون نتوان داشت
5- بى نيروى قانون نرود كارى از پيش
6- يارب تونگهبان دل أهل وطن بـــاش
بگرفته لجن تاگلو وزير ذقن را
بزدايد از اين چشمه گل لاى ولجن را
آن فرقه كه آزرم ندارد تو ومن را
«سعفص» نتواند خواند نخوانده «كلمن» را
جز بر سر آهن نتوان برد ترن را
كامّيد به ايشـان بــــــود ايــران كهن را
أي:
1ـ إيران كانت عين صافية، ثم بالتدريج
علاها العفن حتى الحلقوم وتحت الذقن
2- أين الرجل الشجاع الذي بساعديه القويتين
يزيل عن هذه العين الأوحال والعفن
3- لا يستطيع دفع المفاسد سوى جماعة مصلحة
هذه الجماعة التي لا تهتم بـ «أنا» و«أنت» (أي تفكر تفكيراً اجتماعياً لا ذاتياً).
4- فبدون التربية لا يمكن أن يكون لنا حرية وقانون.
لايمكن بدونها أن نقرأ «سعفص» بدون قراءة «كلمن»
5- لا يمكن أن نفعل شيئاً دون قوة القانون
كما أنه لا يمكن أن يسير القطار إلاّ على الحديد
6- يارب كن حارس قلب أهل الوطن
فأمل إيران العريقة بهؤلاء
ويرى أديب الممالك في قصيدة أن المشكلة سياسية تتمثل بالتدخل الأجنبي الروسي والبريطاني ، فالروس نقضوا العهود، وجاء البريطانيون ملوحين بالإنقاذ غير أن عهودهم أيضاً أبادت البلاد.. ويرى أن سبب هذا التدخل الأجنبي هم المسؤولون من وزراء ونواب يبيعون الأوطان للأجنبي بثمن بخس، يقول:
1ـ در طرف راست يار عربده جو بين
2- شاهد روسى نخست از ره بيداد
3- آن سان رفتار كرد با تو كه بروي
4- ليك بت انكليس از در اخلاص
5- عهد بريتانيا نسيم صبا بود
6- اي وزرا تا به چند در گلّه ما
7- اى وكلا تا به كى دهيد بـــه دشمـــن
در طرف چپ حريف عهد شكن را
كرده حيله هاى سرّ وعلن را
هيج نكردى خطا عقيده وظن را
آمد و وارونه كرد طرح سخن را
طرفه نسيمى كه سوخت سرو وسمن را
راهنمايى كنيد گُرگِ كهن را
أز ره جهل و هـوس عـروس وطــــن را
أي:
1ـ انظر إلى الجانب الأيمن حيث الرفيق المعربد
وإلى الجانب الأيسر حيث الصاحب الناقض للعهد
2- والروس بظاهر جذّاب سلكوا سبيل الظلم
ودبّروا المكائد ماظهر منها وما بطن
3- وقد عاملك بهذا الشكل وأنت
لم تسئ فيه ظناً ولا فكراً
4- أما الصنم البريطاني فمن باب الإخلاص
جاء وقَلَب أسلوب كلامه
5- كان عهد بريطانيا نسيم صبا
وهبّة نسيم أحرقت الأخضر واليابس..
6- يا أيها الوزراء حتّام في قطيعنا
تسوقون الذئاب المحترفة؟
7- أيها النواب إلى متى تسلّمون العدو
عن جهل وهوى عروس الوطن؟
وبأسلوب ساخر يتحدث أشرف الدين الكيلاني (14) (ولد سنة 1870( عن الأوضاع السيئة، ويعزو كل هذه الأوضاع إلى غياب حرية الرأي وحرية القلم فيقول:
1ـ اي قلم پنداشتى هنگامه دانشوريست
2-تو نفهميدى كه اوضاع جهان خرتو خـريست
دوره علم آمد، و هركس به عرفان مشتريست
خر همانست و عــــوض گرديده پالان اى قلم
3- نيستى آزاد در ايران ويران اى قلم
4- ايها الشاعر تو هم از شعر گفتن لال باش
5- چشم بندى كن ميان معركه نقــّـال بـــاش
شعر يعنى چه! برو حمّال شو رمّال باش
حقـــه بازى كن تو هـــم مانند رندان اى قلم
6- نيستى آزاد در ايران ويران اى قلم
أي:
1ـ أيها القلم أظننت أنه آن أوان المعرفة
وجاء عصر العلم، وأصبح الجميع زبائن العرفان؟!
2- ألم تفهم بأن أوضاع العالم حمارٌ في حمار (هرج ومرج)
فالحمار هو نفسه، وإنما تغيّر سرجه أيها القلم!
3- لست حراً في إيران المخروبة أيها القلم
4- أيها الشاعر أنت أيضاً اسكت عن قول الشعر
ماهو الشعر؟ إذهب وكن حمالاً ورمّالاً!
5- كن مهرّجاً على المسرح وكن (حكواتياً)
كن مخادعاً وكن مثل الشطّار أيها القلم
6- لست حراً في إيران المخروبة أيها القلم

إرادة التغيير:
وتصاعدت أمام التحديات الخارجية والداخلية إرادة التغيير وظهرت الحركات الإصلاحية في المجتمع، والدعوة إلى التطوير في الأدب.
يقول أديب الممالك معبراً عن هذه الإرادة:
1ـ اى ادبا تابه كى معانى بى اصل
2- اى شعرا چند هشته در طبق فكر
3-اى عرفا چندگستريـــــد درايـــن راه
مى بتراشيد ابجد و كلمن را
ليمونى پستان يار وسيب ذقن را
دانـــه تسبيـــح ودام حيلـــه وفــن را
أي:
1ـ أيها الأدباء إلى متى تجهدون أنفسكم
لاصطناع معان جوفاء لكلمات مثل أبجد وكلمن؟
2- أيها الشعراء إلى متى تعكفون في فكركم
على ليمون ثدي الحبيب وتفّاح ذقنة؟!
3- أيها العرفاء كم تنشرون في هذا الطريق
حبّات المسبحة وفخ الحيل والفنون؟!
إنها ثورة على الجمود في المعاني والألفاظ، ورفض لظواهر الدجل والرياء، ولم نر مثل هذه الثورة قبل هذا العصر، مما يدل على تصاعد إرادة التغيير.
وإيرج ميرزا (15) (ولد سنة 1874) يراه الشاعر الأديب «بهار» أنه سعدي (16) العصر، أي أن سعدي مهما عظم فهو شاعر زمانه، ولا يجوز الوقوف عند سعدي بدعوى أنه ليس بالإمكان أفضل مما جاء به الأقدمون. بل لابد من أن يواكب الشعر الزمان.
يقول:
1ـ سعدى نو بود، وچون سعدى به دهر
2- سعدى عصرم، اين دفتر واين ديـوانم
شعر نو آورد ايرج ميرزا
باورت نيست به ديوانـــــم بين ودفتـــر
أي:
1ـ كان سعدي مجدداً، ومثل سعدي في زمانه
جاء بشعر جديد، (إيرج ميرزا).
2- أنا سعدي عصري، وهذا دفتري وهذا ديواني
إن لم تصدق انظر إلى ديواني ودفتري
واستمرت إرادة التغيير لتخلق إبداعاً في الشعر وفي سائر ألوان الأدب، مع كل ما اعترى هذا الإبداع من قوّة وضعف.

اليسار:
قبيل منتصف القرن العشرين شاع بين المثقفين والأدباء الإيرانيين توجه نحو المشروع السوفيتي.
ويعود هذا التوجه إلى الصدمة التي مُني بها المثقفون من ممارسات الغرب، ولكن أوروبا بقيت هي الغالبة المسيطرة على الأفكار والنفوس، فإذا صدمها غرب أوروبا فإنها تتجه إلى شرق أوروبا لتستمد منه مشروعها النهضوي.
ونشط الاتحاد السوفيتي السابق ليحتوي هذا الجو الجديد، وتأسست «جمعية العلاقات الثقافية الإيرانية السوفيتية» وعقدت أول مؤتمر للكتاب والشعراء الإيرانيين سنة 1947، واجتمع فيه ستون شاعراً وأديباً وباحثاً ((17.
وهذا التيار الأوروبي الشرقي تبلور في الدفاع عن «الحرية الحمراء» وعن (حقوق الكادحين).
من شعراء هذا الاتجاه فرّخي يزدي (18). (ت 1940( قضى عمره في السجون والمعتقلات، وقتل في السجن بحقنة هوائية، وكان يكتب مقالاته الثورية في صحيفة أصدرها باسم «طوفان». ومن أشعاره المشهورة التي تحولت إلى أنشودة ثورية قوله:
1ـ آن زمان كه بنهادم سر به پاى آزادى
2- تا مگر به دست آرم دامن وصالش را
3- در محيط طوفانزاى، ماهرانه در جنگست
4- دامن محبت را گر كنى زخون رنگين
5- فرّخــــى زجان ودل مـى كند در اين محفل
دست خود زجان شستم از براى آزادى
مى دوم به پاى سر در قفاى آزادى
ناخداى استبداد با خداى آزادى
مى توان ترا گفتن پيشواى آزادى
دل نثار استقــلال، جـان فــــــــداى آزادى
أي:
1ـ في ذلك الزمان إذ وهبتُ رأسي للحرية
نفضتُ يدي من الحياة من أجل الحرية
2- حتى أحظى بوصالها
أركض سعياً على الرأس في أعقاب الحرية
3- في جو عاصف، يخوض الحرب بمهارة
ربّان الاستبداد مع رب الحرية
4- إذا ضرّجتَ حضن المحبة بالدم
يمكن أن يقال لك أنك رائد الحرية
5- فرّخي في هذا المحفل يبذل - بكل وجوده- .
مهجته في سبيل الاستقلال وروحه في سبيل الحرية
ومن شعراء هذا الاتجاه أبو القاسم لاهوتي (19) توفي في موسكو سنة 1953، بعد أن تولى رئاسة أكاديمية طاجيكستان، وعضوية الحزب الشيوعي. من أشعاره:
1ـ غيرتم مى كشد اين گونه كه پروانه دهد جان
سوزد وخوش بود الحق كه چه مردانه دهد جان
2- اى خوش آن عاشق صادق كه به ميدان محبّت
غرق خون گردد و در دامن جانانه دهد جان
3- درگه دوست بود خانه ى آزادى واميد
زنده آن است كه در خدمت اين خانه دهد جان
4- گر خزان حمله كند بنده ى آن بلبل مستم
كه جدايى نكند از گل و در لانه دهد جان
أي:
1- أنا أغار من الفراشة على طريقة موتها
أنها تحترق، وما أجمل ذلك حقاً أن تموت هكذا بشهامة
2- طوبى لذلك العاشق الصادق الذي في ساحة الحب
يتضرّج بدمه، ويسلم الروح في حضن الحبيب
3- منزل الحبيب هو منزل الحرية والأمل
والحي من يقدم حياته في خدمة هذا المنزل
4- إذا هجم الخريف فأنا غلام ذلك البلبل
الذي لا ينفصل عن الورد ويسلم الروح في وكره

ظاهرة التحرر من الشعر العمودي
لئن تجلّت هذه الظاهرة في الأدب العربي المعاصر على يد نازك الملائكة وبدر شاكر السياب وغيرهما من رواد الشعر الحر، فإنها تبلورت بوضوح في الأدب الفارسي المعاصر على يد علي اسفندياري الملقب بـ «نيما يوشيج» (20) (ولد سنة 1903(، فهو بحق رائد الشعر الحر في إيران، وإن كان قد سبقه من نظم شعراً بهذا السبك شعراء آخرون، لكنه كان أسطورة في هذا اللون الأدبي حتى سمّي الشعر الحر في إيران بالشعر النيمائي نسبة إليه.
ونيما أنشد الشعر العمودي في بداية حياته الشعرية بالسبك الخراساني، وعاش مع أقطاب الشعر العمودي، لكنه أحس في نفسه بعطش إلى التغيير والإبداع والتطوير فقدّم القصائد تلو القصائد نحا فيها منحى غنائياً متأثراً بالشاعر الفارسي القديم نظامي گنجوي، ومنفتحاً على مدارس الرومانسية والرمزية الفرنسية.
ومفهوم التغيير لدى نيما يتلخص بمايلي:
1ـ يتجه في الشعر من حيث المحتوى اتجاهاً اجتماعياً، وأن يكون الشاعر ابن زمانه.
2- يرى أن الشعر ينبغي أن يصوّر تجاربه الشعورية بشكل محسوس مرئي، لا أن يصوغ هذه التجارب بشكل ذهني.
3- التحول في المحتوي والطريقة والرؤية يتطلب تغييراً في القالب أيضاً كي يكون منسجماً مع هذا التحول. ومن هنا فإن الوزن والقافية بكل مافيهما من موسيقى ضرورية للشعر، ينبغي أن يكونا منساقين في اتجاه عواطف الشاعر وانفعالاته. ويرى أنه لم يهمل عروض الخليل، ولكنه جعلها أكثر سعة وعطاء (21). هذا التوجه يشبه إلى حد بعيد ما تكتبه نازك الملائكة ومايكتبه أدونيس عن تطور الشعر العربي.
آى آدمها (أيها البشر!) قصيدة لنيما يوشيج يتضح فيها مذهبه الشعري، يقول فيها:
آى آدمها كه بر ساحل نشسته شاد و خندانيد
يك نفر در آب دارد مى سپارد جان
يك نفر دارد كه دست و پاى دائم من زند
روى اين درياى تند و تيره و سنگين كه مى دانيد
آن زمان كه مست هستيد از خيال دست يابيدن به دشمن
آن زمان كه پيش خود بيهوده پنداريد
كه گرفتيد دست ناتوانى را
تاتوانايى بهتر را پديد آريد
آن زمان كه تنگ مىبنديد
بر كمرهاتان كمربند
درچه هنگامى بگويم من
يك نفر در آب دارد مى كند بيهوده جان قربان
أي:
أيها الجالسون على الساحل مسرورين وضاحكين
هناك شخص في الماء يلفظ أنفاسه الأخيرة.
هناك شخص يرفس باستمرار بيده ورجله.
عند ذلك البحر الداكن الثقيل الهائج الذي تعرفونه،
في ذلك الوقت الذي تنتشون فيه متخيلين أنكم انتصرتم على العدو..
في ذلك الوقت الذي تظنون فيه عبثاً أنكم
قد أخذتم بيد إنسان ضعيف
لكي تخلقوا له قوة أفضل..
في ذلك الوقت الذي تضيقون فيه
أحزمتكم على ظهوركم.
في أي وقت أقول لكم
هناك شخص يفقد روحه عبثاً في الماء.

الشعر المنثور:
ظهرت في العالـــم العربي قصيدة النثر لتقلّد ماظهر في الغرب تحت اسم (Poeme en Prose) وواجهت نقداً لاذعاً حتى من دعاة الشعر الحر. وحين وصفت دعوة أصحابها بأنها ركيكة فارغة المعنى كان جواب المدافعين عنها: بأن كبار شعراء الغرب قد كتبوا قصائد منثورة مثل بودلير ورامبو وسان جون بيرس و…، وبأن رافضي قصيدة النثر وضعوا «حجاب التزمّت والسلفية والانغلاقية» (22).
وفي إيران أيضال لايزال النقاش محتدماً حول الشعر المنثور أو الشعر الأبيض.
وبروز هذه الظاهرة ومايدور حولها من نقاش في الأدبين المعاصرين العربي والفارسي يدل على اشتراكهما في المؤثرات الغربية، وفي وجود إرادة التطوير لدى المبدعين، كما أن النقاش الحاد في هذا المجال يدل أيضاً على غياب مشروع
أصيل للحداثة.
أبرز وجوه الشعر المنثور في إيران أحمد شاملو، فقد أصدر أول مجموعاته الشعرية عام 1948 تحت عنوان: «آهنگهاى فراموش شده» أي الألحان المنسية، وهي تضم قصائد في الشعر العمودي والشعر الحر والشعر الأبيض (المنثور).
وحذا حذوه في إنشاد الشعر المنثور بعض الشعراء الشباب، غير أنه واجه نقداً لاذعاً ولم يقابل الاستحسان، لكنه ظلّ مستمراً حتى آخر حياته.
ومما أنشده شاملو من الشعر المنثور في ديوانه ابراهيم در آتش = ابراهيم في النار:
درنيست
راه نيست
شب نيست
ماه نيست
نه روز و
نه آفتاب،
ما
بيرون زمان
ايستاده ايم
با دشنه تلخى
در گُرده هاىمان
هيچ كَس
با هيچ كَس
سخن نمى گويد
كه خاموشى
به هزار زبان
در سخن است.
در مردگان خويش
نظر مى بنديم
با طرح خنده ئي،
و نوبت خودرا انتظار مى كشيم
بىهيچ
خنده ئى!
أي :
ليس ثمة باب
ليس ثمة طريق
لا نهار و
لا شمس،
نحن
خارج الزمان
واقفون
بسكّين مُرّ
على رقابنا.
أيّ فرد
مع أيّ فرد
لا يتحدّث
إذ السكوت
بألف لسان
في حال حديث.
في أمواتنا
نحدّق أنظارنا
ثم نُطلق ضحكة
وننتظر دورَنا
بدون
ضحكة!
الغموض:
الفن ينطلق من الروح الإبداعية الجمالية للإنسان، وهذه الروح من مظاهر «نفخة» رب العالمين في هذا الكائن البشري، ولذلك فإن الفن يحمل مسحة من هذه النفخة بما فيها من مظاهر جلال وجمال ومن أبعاد لامتناهية ومن غموض.
وطبيعة النفس البشرية تتوق إلى الفن الذي تتوفر فيه هذه الصفات.. الجمال. والتحليق نحو اللامتناهي.. والغموض. والشعر كلما كان محلّقاً في ماوراء المحسوس والمشهود كان غموضه أكثر، ولكن قدرة الشاعر هو أن يتحدث بلغة قادرة أن ترفع المتلقي إلى مستوى فهم عالمه الغامض وأن يقدم له تجربته الشعورية بلغة موحية بنفس أحاسيس الشاعر، وما هذه الفنون التي تزخر بها لغة الشعر من تصوير وخيال وفنون بيانية إلا وسيلة لإيصال لغة الشعر إلى المتلقي.
قدرة الشاعر تتجلّى إذن في جانبين:
الأول: الارتفاع إلى العالم الغامض اللامتناهي الذي يخترق حجب الظاهر والمحسوس.
الثاني: التمكن من رسم عالمه وإيحاء مشاعره الغامضة للمتلقّي.
الشعر العربي والشعر الفارسي غنيّان بالعمالقة الذين برزت فيهم هذه القدرة على اختلاف في مراتبهم، ويجد الإنسان نفسه مع هؤلاء العمالقة يعيش في عالم غير هذا العالم المحدود.
اللغة عندهم لا تعبر عن واقع قائم كما هي حالة النثر، بل تخلق عالماً جديداً متميزاً له خصائص متفرّدة.
هذا الغموض الجميل في لغة الشعر العربي والفارسي يغمر الإنسان بشعور صوفي ميتافيزيقي، يرفعه إلى عالم اللامتناهي، ويلبّي حاجة عميقة في نفسه إلى هذا الارتفاع والاتصال.
وكان من المفروض في نهضة الشعر الحديثة أن يقدم شعراء الفارسية والعربية المعاصرون عوالمهم الجديدة، وتجاربهم الشعورية البديعة، لكن أكثرهم لم يستطع ذلك بسبب الابتلاء بتقليد الغرب، وهو تقليد يحول دون الابتكار والإبداع. ومن هذا التقليد (الغموض)
في الشعر.
الغموض – كما ذكرنا – من خصائص الشعر، حين يكون معبراً عن تجربة شعورية صادقة في نفس شاعر موهوب، لكن الغموض حين يكون تقليداً فلا يسفر إلا عن قطيعة بين الشاعر والمتلقي، وقد يُقال إن هذا الشعر الغامض له فئة واسعة من المتلقين، وهذا حق، ولكن هؤلاء المتلقين يبحثون في الواقع عن عالم يتجاوز الظواهر المحسوسة المادية. وقد يخالون أنهم يجدون ضالتهم في هذا الغموض الذي يقدمه لهم أصحاب الحداثة، ولكنه غموض يبدو في كثير من الأحيان سرابياً (يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجد شيئاً(.
طبعاً هذا الحكم على الغموض في شعر الحداثة ليس مطلقاً، بل هو الظاهرة العامة، كما أن هذا لا يعني أن الوضوح يدل دائما على قدرة إبداع. وكما يقول أدونيس:
«إن حياتنا الشعرية شعبذة تتخذ من الغموض ستاراً لتخفي عجز أصحابها عن الإبداع.. وهناك شعبذة تتخذ من الوضوح ستاراً لتخفي هي الأخرى عجز أصحابها عن الإبداع. فلا يعنيني الغموض بذاته أو الوضوح بذاته، وإنما الإبداع هو الذي يعنيني» (23). الإبداع هو المطلوب، لكن التقليد عدو الإبداع، ويكاد الباحثون يجمعون على أن الغموض عند الشعراء العرب والإيرانيين المعاصرين ظهر مع ظهور الشعراء الرمزيين الغربيين، ومن بعدهم السرياليين (24).
وكما ظهر في العالم العربي من يدافع عن مطلق الغموض في الشعر العربي المعاصر، كذلك في إيران هناك من يرى أن الشاعر المعاصر لم يتعمّد الغموض، بل إنه استهدف أن يتوغل في عالم خاص وفضاء خاص (25)، ويعتقد أن فهم الغموض في الشعر المعاصر يتوقف على فهم العلاقات البعيدة التي تربط بين أجزاء الشعر، ويضرب على ذلك مثالاً من الشعر الفارسي المعاصر حيث يقول الشاعر:
تاريك ترين شبان بى شبگير
رودى ست سياه
رودى ست
فرو رونده
در مرداب
أي:
أحلك ليلة بلا سحر
نهر أسود
نهر
ينساب
في مستنقع
وإلى هنا المقطع واضح، فالليل يشبه نهراً أسود، وهذا النهر الأسود يصب في مستنقع.. ثم نرى في مقطع آخر للشاعر قوله:
من شب را
قطره
قطره
مى نوشم
أي:
أنا الليل
قطرة
فقطرة
أشربه
فالمقطع هذا غير مفهوم، فما معنى أن الشاعر يشرب الليل قطرة فقطرة. ولكن لو أوجدنا ارتباطاً بين هذا المقطع والسابق، نفهم أن هذه الـ«أنا» هي المستنقع.
هذا التبرير للغموض في الربط بين المقطعين ليس عاماً، فالربط هذا غير ممكن في كثير من الشعر الغامض الذي نستطيع أن نحكم عليه بأنه صادر عن ذهن لا يعرف هذا الارتباط.

روح اليأس:
مشكلة فئة كبيرة من الطبقة «المثقفة» في إيران والعالم العربي أنها ربطت نفسها بمثل أعلى مستورد لا أصيل، اتجهت أولاً إلى المثل الأعلى الغربي فتبنته، وراحت تتغنى بالقانون والديمقراطية والحرية دون أن يكون لها مشروع كامل لتحقيق هذه الآمال الوردية، ثم باءت بأنواع الإحباطات بعد أن تبين لها الوجه الاستعماري الاستكباري للغرب، وبعد أن تحول دعاة التغرب – ومنهم رضا شاه في إيران – إلى طواغيت متفرعنين حين مسكوا السلطة، وعاملوا الأحرار أسوأ مما كان يعاملهم السلاطين المستبدون.
ثم جاء البشير من شرق أوروبا ليلوح لهم بمشروع مناصرة الأحرار والكادحين والمظلومين، وسرعان مابدت سرابيته حين تعامل مع إيران كقوة كبرى تريد أن يكون لها سيطرة وهيمنة ونفوذ ومصالح وجواسيس وعملاء.
وتوالت هذه الإحباطات، وظهر ذلك جلياً في الأدب الفارسي المعاصر كما ظهر لدى شعراء العربية في قصائدهم عن وعود بريطانيا، وبريق الشعارات الغربية، وفشل ثورة عرابي باشا، وحادثة دنشواي، وتبدد الآمال في الثورة العربية الكبرى، والهزائم العسكرية أمام العدو الصهوني.
نرى هذا الإحباط لدى صادق هدايت في رواية «بوف كور» أي البومة العمياء: وصادق هدايت أشهر كاتب إيراني في عهد رضا شاه (أبو الشاه الأخير المخلوع). درس في باريس، ثم عاد إلى باريس بعد يأس مرير سنة 1951، وانتحر فيها. يعبر صادق هدايت عن إحباطه ويأسه في روايته المذكورة إذ يقول: «في الحياة جراح هي مثل البرص تفترس بالتدريج الروح وتدمرها، وهذه الأوجاع لايمكن أن نشكوها لأحد، لأن الناس يميلون بشكل عام إلى اعتبار هذا النوع من الآلام ظواهر غير طبيعية، وبالتالي لا تستحق الاهتمام، إذ أنه لم يكن من حظ البشرية حتى اليوم، اكتشاف وسيلة شفاء أو دواء لذلك، لذا يبقى الدواء المخدرات» (26).
ولولا بصيص الأمل الذي شعّ على أثر الحركة الوطنية الإسلامية في عهد مصدق - كاشاني وما تبعها من حركة تأميم النفط لساد اليأس تماماً في أوساط المثقفين.
غير أن اليأس من الأوضاع بقي بدرجة وأخرى مشهوداً في آثار أدباء إيران.
نراه في شعر سهراب سپهري حيث يعبر عن وحدته بقوله:
به سراغ من اگر مىآييد
نرم و آهسته بياييد، مبادا كه ترك بردارد
چينى نازك تنهايى من
أي:
إذا توجهتم إليّ فتعالوا بهدوء وبطء، كي لا تنفطر
زجاجة وحدتي الرقيقة
ويعبّر شفيعي كدكني عن رغبته في هجرة الديار التي ضاقت به من خلال حوار بين زهرة برية اسمها «گَوَن» وبين «نسيم» يهبّ في قطعة «سفر به خير»، أي مع السلامة(*).
- (به كجا چنين شتابان؟)
گَوَن از نسيم پرسيد:
- (دل من گرفته زين جا،
هوس سفر ندارى
زغبار اين بيابان؟)
- (همه آرزويم، اما
چه كنم كه بسته پايم..)
_ (به كجا چنين شتابان؟)
- ( به هر آن كجا كه باشد به جز اين سرا سرايم)
_ ( سفرت به خير! اما تو ودوستى خدا را)
چو از اين كوير وحشت
به سلامتى گذشتى
به شكوفه ها به باران
برسان سلام مارا
أي:
- (إلى أين أنت ذاهب بهذه السرعة؟)
سألت زهرة الصحراء النيسم:
_ ( ضاق صدري بهذا المكان
أما فيك هوى للسفر
من غبار هذه الصحراء؟)
_ ( كلّ وجودي أملٌ لكن
ماذا أعمل فرجلي مغلولة).
- إلى أين أنت ذاهب بهذه السرعة؟!
- (إلى حيث ألقت رحلها أم قشعم فكل مكان غير هذا الربع ربعي).
- (تصحبك السلامة، ولكن أقسم عليك بالله وبحقّ الصحبة إذا اجتزت هذه الصحراء الموحشة بسلامة فإلى الأزهار، والى المطر بلغ سلامنا).
ويقول مهدي أخوان ثالث معبراً عن هذا اليأس مخاطباً (قاصدك) (27).
قاصدك! هان چه خبر آوردى؟
از كجا وز كه خبر آوردى؟
خوش خبر باشى، اما، اما
گرد بام و در مَنْ
بى ثمر مى گردى
انتظار خبرى نيست مرا
نه ز يار و نه ديار و ديارى – بارى،
برو آن جا كه بود چشمى و گوشى باكس
برو آن جا كه ترا منتظرند
قاصدك!
در دل من / همه كورند و كَرند..
دست بردار از ين در وطن خويش غريب
قاصدِ تجربه هاى همه تلخ،
با دلم مىگويد
كه دروغى تو، دروغ
كه فريبى تو، فريب
أي:
يا قاصدك ما وراءك!
من أين تحمل الأخبار وعن من تُخبر؟
خيراً خبرك، أما ، أما
حول سطح بيتي و بابي
عبثاً تدور
فلا أنتظر خبراً
لا من حبيب ولا من ديار و لاديّار، على أي حال
إذهب حيث يكون مع شخص عين وأذن
إذهب حيث ينتظرونك
يا قاصدك
في قلبي الجميع عُمي وصُم
كفّ عن هذا الذي هو غريب في وطنه
يا قاصد التجارب المليئة بالمرارة
تقول لقلبي أنت كذب.. كذب
أنت خداع. خداع
وفروغ فرخزاد شعرت دائماً بوحدتها في مجتمعها، ولم تنسجم أبداً مع ما يحيط بها، بدأت متمردّة، ثم ارتدّت خائبة حزينة يائسة، ومما قالته معبرة عن يأسها:
واين منم
زنى تنها
در آستانه فصلى سرد
در ابتداى درك هستى آلودة زمين
ويأس ساده وغمناك آسمان
وناتوانى دستهاى سيمانى
زمان گذشت
زمان گذشت و ساعت چهار بار نواخت
چهار بار نواخت
امروز اول دى ماه است
من راز فصلها را مىدانم
نجات دهنده در گور خفته است
وخاك، خاك پذيرنده
اشارتيست به آرامش..
به مادر گفتم: «ديگر تمام شد»
گفتم: «هميشه پيش از آن كه فكر كنى إتفاق مىافتد
بايد براى روزنامه تسليتى بفرستيم».
ايمان بياوريم
ايمان بياوريم به آغاز فصل سرد
ايمان بياوريم به ويرانه هاى باغهاى تخيل
به داسهاى واژگون شدة بيكار
ودانه هاى زندانى
نگاه كن چه برفى مىبارد..
أي:
هذه أنا
امرأة وحيدة
على عتبة فصل بارد
عند بداية إدراك وجود الأرض الملوث
ويأس السماء البسيط الحزين
وعجز الأيدي الإسمنتية
* * *
مر الزمان
مر الزمان ودقت الساعة أربعاً
دقت أربع دقات
واليوم أول يوم من أشهر الشتاء
أنا أعرف سر الفصول
والمنقذ يرقد في القبر
والتراب، التراب المضياف
علامة للسكينة..
* * *
قلت لأمي: «انتهى كل شيء»
قلت: «دائماً قبل أن تتوقّعي فثمة شيء يحدث
لابد أن نرسل عزاء إلى الصحيفة»
* * *
لنؤمن
لنؤمن ببداية فصل البرد
لنؤمن بخرائب بساتين الخيال
بالمناجل المعلّقة المهجورة
وبالبذور السجينة
أنظر أيّ ثلج يتساقط..

الانتفاض على الموضوعات القديمة:
من مظاهر التحول في الشعر المعاصر العربي والفارسي التجديد في الموضوعات. وهذا التجديد نراه في الشعرين ينحو منحى إنسانياً، ويحاول أن يثور على تلك الرومانسية الحالمة للشعراء، ويوجّه الشعر نحو تحسّس آلام الجماهير وواقعها، ويستلهم الوزن والقافية والمضمون من حركة الناس في الشوارع والطرقات.
يقول الشاعر أحمد شاملو:
1ـ موضوع شعر شاعر پيشين
از زندگى نبود
در آسمان خشك خيالش، او
جز باشراب و يار نمىكرد گفت وگو
او در خيال بود شب و روز
در دام گيس مضحك معشوقة پاى بند،
حال آن كه ديگران
دستى به جام باده ودستى به زلف يار
مستانه در زمين خدا نعره مى زدند!
2- موضوع شعر
امروز
موضوع ديگرى است..
امروز شعر، حربة خلق است
زيرا كه شاعران
خود شاخه يى زجنگل خلقند
نه ياسمين و سنبل گلخانة فلان
3- بيگانه نيست شاعر امروز
با دردهاى مشترك خلق:
او با لبان مردم
لبخند مي زند
درد و اميد مردم را
با استخوان خويش
پيوند مىزند.
4- امروز
شاعر
بايد لباس خوب بپوشد
كفش تميز واكس زده بايد به پا كند،
آنگاه در شلوغترين نقطه هاى شهر
موضوع وزن وقافية اش را، يكى يكى
با دقتى كه خاص خود اوست،
از بين عابران خيابان جدا كند…
وزن و لغات و قافية ها را
هميشه من
در كوچه جسته ام.
آحاد شعر من، همه افراد مردمند
از «زندگى» كه بيشترين «مضمون قطعه» است
تا «لفظ» و «وزن» و «قافيه» شعر، جمله را
من در ميان مردم مىجويم.
اين طريق بهتر به شعر، زندگى و روح مىدهد.
أي:
1- موضوع شعر الشاعر القديم
لم يكن عن الحياة.
في سماء خياله الجافة
لم يكن يتحدث سوى مع الكأس والحبيب
كان يعيش في الخيال ليل نهار
غارقاً في فخ تجاعيد شعر محبوبته المضحك،
بينما الآخرون: يد على الكأس ويد على شعر الحبيب
ثملون يعربدون في أرض الله!
2- موضوع الشعر
اليوم
موضوع آخر..
الشعر اليوم حربة الجماهير
لأن الشعراء
هم أنفسهم أغصان في غابة الجماهير
لا زهور في مزهرية فلان.
3_ ليس غريبا شاعر اليوم
مع آلام الجماهير المشتركة
إنه مع شفاه الناس
يبتسم
آلام وآمال الناس
بعظامه
يدمجها.
4- اليوم
الشاعر
لابد أن يلبس الفاخر
ويرتدي الحذاء النظيف اللامع،
ثم في أكثر نقاط المدينة ازدحاماً.
موضوع أوزانه وقافيته، واحدة واحدة بدّقة خاصة به،
يفرزها بين مارّة الشارع.
الأوزان والكلمات والقوافي
دائماً أنا
عثرت عليها في الزقاق.
مفردات شعري كل الأفراد.
من «الحياة» التي تشكل أكثر «مضمون القطعة»
حتى «اللفظ» و«الوزن» و«القافية» جميعها
أجدها بين الناس
هذا الطريق
يعطي الشعر، حياة وروحاً أفضل.
هذه نماذج من الظواهر المشتركة في الأدبين المعاصرين العربي والفارسي، تدل جميعاً على وحدة المسار، ووحدة التحديات واشتراك العرب والإيرانيين في الآمال والآلام.

الهوامش:
* - أستاذ في جامعة طهران.
(*) يمكن أن نفهم هذه القطعة من الشعر بأنها تعبير عن روح الشاعر الذي تضيق به الحياة المحدودة، وتتوق نفسه دائماً إلى الانطلاق نحو أبعاد الكون الفسيح.. نحو اللانهاية.
1- شعر معاصر عرب، محمدرضا شفيعي كدكني، ط1، طهران 1380هـ . ش، ص 12.
2- نفس المصدر، ص 13.
3- نفس المصدر والصفحة.
4- نفس المصدر والصفحة.
5- نفس المصدر، ص 15.
6- نفس المصدر، ص 42، 43.
7- نفس المصدر، ص 45 ومابعدها.
8- نفس المصدر، ص 53 ومابعدها.
9- الكتاب المذكور، ص 16.
10- الكتاب المذكور، ص 76.
11- على أكبر دهخدا، باحث وشاعر وصحفي، بعد الانقضاض على الحركة الدستورية توجه وجمع من أنصار الحركة إلى أوروبا وأصدر في سويسرا صحيفة «صور إسرافيل»، ثم هاجر إلى استانبول وأصدر صحيفة (سروش). عاد إلى طهران وأصبح مندوباً في مجلس الشورى، وبعد الحرب العالمية الأولى اعتزل السياسة واشتغل في البحث والتدريس. ومما ألفه أكبر معجم للغة الفارسية باسم (لغت نامه دهخدا)، توفي سنة 1944، ويعتبر من شعراء عصر النهضة الأدبية الحديثة..
12- الميرزا محمد صادق أميري المعروف باسم أديب الممالك، اشتغل في الصحافة، وبعد تأسيس مجلس الشورى اصبح رئيس تحرير مجلة «مجلس»، ثم اشتغل في أواخر عمره في وزارة العدل، وهو من شعراء النهضة الأدبية ومن مقلدي كبار الشعراء الإيرانيين خاصة أنوري، تكثر في شعره العبارات العربية لاطلاعه الواسع على الأدب العربي، توفي في الثامنة والخمسين من عمره.
13- محمد تقي بهار، ولد في خراسان، ومارس الصحافة، وانتخب مندوباً في مجلس الشورى، أسس في طهران مجلة (دانشكده) أي معهد علمي، عانى من السجن والنفي، غير أنه واصل الدراسة والتأليف، ثم أصبح مدرساً في كلية الآداب بعد تأسيسها، وبعد ابتعاد طويل عن الساحة السياسية عاد إلى الصحافة ولكن بمعنويات قليلة، توفي سنة 1953. له تأليفات في النثر الفارسي وتاريخ الأحزاب السياسية.
14- سيد أشرف الدين گيلاني ، شاعر الشعب في عصر النهضة، بعد هزيمة الحركة الدستورية أصدر صحيفة هزلية نقدية في شمال إيران باسم «نسيم الشمال» وكانت لها شعبية واسعة. اتهموه في أواخر حياته بالجنون ونقلوه إلى مستشفى المجانين، وعاش في فقر مدقع حتى وفاته سنة 1936.
ومجموعة أشعار تعبر بلغة واضحة بسيطة عن آمال الشعب وآلامه وعن سوء الأوضاع الاجتماعية.
15-شاعر من العائلة المالكة القاجارية، كان أبوه وجده من الشعراء، تعلم اللغة العربية والفرنسية في تبريز، واشتغل في دائرة مالية خراسان خمس سنوات، تعرف خلالها على كبار شعراء هذه المنطقة، وعلى رأسهم الأديب النيشابوري. عاش في آخر عمره فقيراً حتى توفي سنة 1939. بقي من أشعاره ما يقرب من أربعة آلاف بيت، شعره يمتاز بالبساطة والشعبية والتجديد.
16- سعدي، الشيرازي، مصلح الدين، الشيخ الأجل، شاعر وناثر إيراني كبير، ومن عمالقة الأدب الفارسي، ولد سنة 606 هجرية في شيراز وتوفي فيها سنة 691هـ. كتاباه «گلستان» أي روضة الورود، و«بوستان» أي روضة العطر، من أرفع قمم الشعر والنثر في الفارسية، ترجما مراراً إلى العربية.
17- محمد جعفر ياحقي، چون سبوي تشنه – أدبيات معاصر فارسي، چـاب سـوم، 1375هـ. ش،ص 107.
18- فرّخي يزدي ، تفتحت فيه مواهب الشعر منذ الطفولة، وتأثر بالشعراء الكبار وعلى رأسهم سعدي، وانتمى إلى الديمقراطيين اليساريين، وتغنيه بالحرية عرضه إلى السجن، وإلى خياطة شفته. نشر صحيفة (طوفان) وكتب فيها مقالاته الثورية ثم أصبح نائباً في المجلس بدورته السابعة، ثم عاد ينتقل من سجن إلى سجن وحاول الانتحار مرة في السجن فلم يفلح، حتى قتل فيه.
19- أبو القاسم الهامي ولقبه الشعري لاهوتي، ولد في كرمانشاه في عائلة مزارعة غير أنها أسرة أدب وشعر، شارك في الحركة الدستورية، وفي أثناء الحرب العالمية الأولى نشر صحيفة «بيستون» في مسقط رأسه. وكان من المشاركين مع اليساريين في احتلال تبريز، وحين فشل اليساريون هرب إلى الاتحاد السوفيتي ومكث هناك حتى توفي في موسكو.
20- علي اسفندياري الملقب «نيما يوشيج» ولد في قرية «يوش» من قرى جبال البرز، عاش في الطبيعة الجبلية الحرة، وهاجر في صباه الى طهران مع أسرته، وتعلم الفرنسية، وظهرت مواهبة الشعرية، وهو أكثر الشعراء المعاصرين إثارة للنقد والجدل في الساحة الأدبية.
21- ياحقي، ص 94-95.
22- محمد حمود، الحداثة في الشعر العربي المعاصر، ط 1، 1996، ص 193 ومابعدها.
23- الحداثة في الشعر، يوسف الخال، دار الطليعة، بيروت 1978، ص 281.
24- الحداثة في الشعر العربي المعاصر، ص 176.
25- ادبيات امروز ايران (3)، محمد حقوقي، ، تهران 1377هـ. ش، ص 415 ومابعدها.
26- دورتيا كرافولكسي، العرب وإيران، ط 1، 1993، ص 246 ومابعدها.
27- ثمة نبتة تنثر بذورها، فتنتشر في الفضاء مثل المظلات، ويتفاءل الإيرانيون بالخير إن هبطت على بيوتهم، كأنها تحمل بشائر سارّة. واسمها عربي «قاصد» مصغر على الطريقة الفارسية بإضافة (ك) فأصبحت: قاصدك.

مقالات أخرى من هذا الكاتب
• «أكبر» والمذاهب   (بازدید: 859)   (موضوع: شخصيات)
• أبو فراس الحمداني   (بازدید: 2097)   (موضوع: أدب)
• أبو فراس الحمداني / مقاربة في دارسة مدحه وهجائه   (بازدید: 2372)   (موضوع: أدب)
• إحياء الاسلام أولا   (بازدید: 851)   (موضوع: الوحدة الإسلامية)
• أزمة التخلف الحضاري و انعكاساتها على وضع المرأة المسلمة في عصرنا الراهن   (بازدید: 4151)   (موضوع: )
• ادباء ايرانيون في دراسات سيد قطب   (بازدید: 1614)   (موضوع: أدب)
• الأدبان المعاصران العربي و الفارسي مقاربة في الظواهر المشتركة   (بازدید: 1174)   (موضوع: أدب)
• الامام علي - العطاء الحضاري المتواصل   (بازدید: 902)   (موضوع: شخصيات)
• التقريب في القرن الماضي   (بازدید: 1075)   (موضوع: الوحدة الإسلامية)
• التيسير في الحج في ضوء نصوص الشريعة ومقاصدها   (بازدید: 1162)   (موضوع: ملتقيات)
• الحب و التقريب   (بازدید: 921)   (موضوع: الوحدة الإسلامية)
• الحكومة الاسلامية من منظور الشاعر الكميت بن زيد   (بازدید: 1272)   (موضوع: أدب)
• الحوزة الإيرانية في القرن الماضي   (بازدید: 1334)   (موضوع: أوضاع المسلمين)
• الخطاب الانساني في مثنوي مولانا جلال الدين الرومي   (بازدید: 2468)   (موضوع: أدب)
• الرسالية في الشعر الشيعي   (بازدید: 948)   (موضوع: أدب)
• السنن الحَسنة   (بازدید: 907)   (موضوع: الوحدة الإسلامية)
• الشهيد مطهري وإحياء الفكر الاسلامي   (بازدید: 2456)   (موضوع: فكر إسلامي)
• القاعدة الاخلاقية والفكرية في الاقتصاد الاسلامي   (بازدید: 1356)   (موضوع: فكر إسلامي)
• القدس رمز وجودنا   (بازدید: 1020)   (موضوع: فلسطين)
• القضية الفلسطينية في ضمير الشعب الإيراني   (بازدید: 1013)   (موضوع: فلسطين)
• المؤتمر الفكري الاول للشهيد السعيد آية الله السيد محمد باقر الحكيم (رض) لندن 11/1/2004   (بازدید: 856)   (موضوع: ملتقيات)
• المذاهب الإسلامية بين السلب والإيجاب   (بازدید: 787)   (موضوع: الوحدة الإسلامية)
• المنظومة الفكرية للشهرستاني وموقع ابن سينا منها   (بازدید: 2123)   (موضوع: فكر إسلامي)
• الهجرة الفرص والتحديات   (بازدید: 1324)   (موضوع: حوار الحضارات)
• الى عرفات اللّه   (بازدید: 805)   (موضوع: الوحدة الإسلامية)
• انتشار الإسلام في إيران / هل دخل بالسيف أم عن طريق القلوب؟   (بازدید: 2155)   (موضوع: فكر إسلامي)
• تكريم روّاد التقريب   (بازدید: 875)   (موضوع: الوحدة الإسلامية)
• ثقافة التقريب / لماذا؟   (بازدید: 859)   (موضوع: الوحدة الإسلامية)
• جولات تقريبية   (بازدید: 965)   (موضوع: الوحدة الإسلامية)
• جولات تقريبية   (بازدید: 862)   (موضوع: فكر إسلامي)
• جولات تقريبية «القسم الثالث»   (بازدید: 853)   (موضوع: الوحدة الإسلامية)
• حركة التاريخ في فكر الامام الصدر   (بازدید: 1926)   (موضوع: فكر إسلامي)
• حوار الحضارات - الالولويات - الأخطار   (بازدید: 1902)   (موضوع: حوار الحضارات)
• حوار مع الدكتور سيد حسين نصر   (بازدید: 1751)   (موضوع: مقابلات)
• دور السيد جمال الدين في الادب العربي الحديث   (بازدید: 2663)   (موضوع: شخصيات)
• دور زينب بنت علي في مسيرة الحضارة الاسلامية   (بازدید: 1727)   (موضوع: دراسات حضارية)
• رؤية السيد الشهيد الصدر لمسألة التنمية   (بازدید: 1452)   (موضوع: دراسات حضارية)
• رسالـة التقريب   (بازدید: 1012)   (موضوع: الوحدة الإسلامية)
• سؤالات مجهولة من أسئلة نافع بن الأزرق إلى عبدالله بن عباس   (بازدید: 2134)   (موضوع: قرآن)
• سبل تنشيط العلاقات الثقافية بين الايرانيين و العرب   (بازدید: 990)   (موضوع: ثقافة)
• سعدي الشيرازي   (بازدید: 1973)   (موضوع: أدب)
• شاعران كبيران في إيران   (بازدید: 1515)   (موضوع: أدب)
• شيخ الإشراق شهاب الدين السهروردي الحلبي   (بازدید: 2526)   (موضوع: شخصيات)
• عزة الامة في التقريب   (بازدید: 973)   (موضوع: الوحدة الإسلامية)
• عصر الأدب الفارسي الإسلامي   (بازدید: 7204)   (موضوع: أدب)
• فرصة عظيمة و لكنها مهددة   (بازدید: 918)   (موضوع: الوحدة الإسلامية)
• قصة الناي في فكر الكواكبي   (بازدید: 1794)   (موضوع: فكر إسلامي)
• قصة الناي في فكر الكواكبي   (بازدید: 1100)   (موضوع: فكر إسلامي)
• كتب في ميزان التقريب   (بازدید: 1013)   (موضوع: كتب)
• كلمة التحرير   (بازدید: 948)   (موضوع: الوحدة الإسلامية)
• لسان الدين بن الخطيب الاندلسي   (بازدید: 2832)   (موضوع: شخصيات)
• مؤتمر تيسير علم النحو   (بازدید: 1329)   (موضوع: ملتقيات)
• مجالات التقريب   (بازدید: 1011)   (موضوع: الوحدة الإسلامية)
• مشاكل وعقبات في طريق وحدة المسلمين   (بازدید: 1318)   (موضوع: الوحدة الإسلامية)
• معوقات النهوض وأسباب التخلّف في فكر الإمام الصدر   (بازدید: 1352)   (موضوع: فكر إسلامي)
• موقف الإسلام من التراث الإيراني القديم   (بازدید: 1840)   (موضوع: تاريخ)
• موقف الإيرانيين من الدعوة الإسلاميّة   (بازدید: 837)   (موضوع: تاريخ)
• موقف الايرانيين من الدعوة الإسلامية   (بازدید: 1132)   (موضوع: تاريخ)
• موقف الرئيس الاسد من الثورة الاسلامية الايرانية - الخلفية التاريخية   (بازدید: 960)   (موضوع: شخصيات)
• نحن و البدعة   (بازدید: 956)   (موضوع: الوحدة الإسلامية)
• نحن و التاريخ   (بازدید: 902)   (موضوع: الوحدة الإسلامية)
• نحن و الحج   (بازدید: 803)   (موضوع: الوحدة الإسلامية)
• نحن و الحسين   (بازدید: 871)   (موضوع: )
• نحن و السلفية   (بازدید: 801)   (موضوع: الوحدة الإسلامية)
• نحن و السياسية   (بازدید: 801)   (موضوع: الوحدة الإسلامية)
• نحن و السيرة   (بازدید: 786)   (موضوع: الوحدة الإسلامية)
• نحن و الصحوة الإسلاميّة   (بازدید: 794)   (موضوع: الوحدة الإسلامية)
• نحن و العزة الإسلاميّة   (بازدید: 894)   (موضوع: الوحدة الإسلامية)
• نحن و الغزو الثقافي   (بازدید: 1038)   (موضوع: الغزو الثقافي)
• نحن و النظام الدولي الجديد   (بازدید: 884)   (موضوع: العالم الإسلامي)
• نحن و دولة الإسلام في إيران   (بازدید: 849)   (موضوع: العالم الإسلامي)
• نحن و شهر رمضان المبارك   (بازدید: 846)   (موضوع: الوحدة الإسلامية)
• نحن و قضايانا المشتركة   (بازدید: 850)   (موضوع: الوحدة الإسلامية)
• نحن و مؤامرات الإثارة الطائفية   (بازدید: 850)   (موضوع: الوحدة الإسلامية)
• ندوة ثقافة التقريب بين المذاهب الاسلامية ودورها في وحدة الامة   (بازدید: 862)   (موضوع: ملتقيات)
• وحدة المسلمين فريضة   (بازدید: 850)   (موضوع: الوحدة الإسلامية)

مقالات أخرى من هذا الموضوع
• الأدب العربي في إصفهان   (بازدید: 1242)   (نویسنده: حيدر محلاتي)
• دور الأدب في بناء الحضارة المعاصرة   (بازدید: 4451)   (نویسنده: محمّد علي آذرشب)
• فلسطين .. والشعر   (بازدید: 1078)   (نویسنده: محمّد علي آذرشب)
• فلسطين .. والشعر   (بازدید: 2280)   (نویسنده: محمّد علي آذرشب)
• فلسطين في الشعر اللبناني   (بازدید: 1635)   (نویسنده: الدكتور عبدالمجيد زراقط)
• فلسطين في شعر المملكة العربية السعودية   (بازدید: 3227)   (نویسنده: الدكتور محمد بن حسن الزير)
• فلسطين في شعر المملكة العربية السعودية   (بازدید: 2661)   (نویسنده: الدكتور محمد بن حسن الزير)
• الأدبان المعاصران العربي و الفارسي مقاربة في الظواهر المشتركة   (بازدید: 1174)   (نویسنده: محمّد علي آذرشب)
• الخطاب الانساني في مثنوي مولانا جلال الدين الرومي   (بازدید: 2468)   (نویسنده: محمّد علي آذرشب)
• سعدي الشيرازي   (بازدید: 1973)   (نویسنده: محمّد علي آذرشب)
• يد العشق   (بازدید: 1353)   (نویسنده: عيسى العاكوب)
• الحماني العلوي - شاعر من سلالة الهاشميين   (بازدید: 1576)   (نویسنده: حيدر محلاتي)
• أبو فراس الحمداني   (بازدید: 2097)   (نویسنده: محمّد علي آذرشب)
• الأسلوب الأدبي للشهيد الصدر   (بازدید: 720)   (نویسنده: الشيخ عبد المجيد فرج الله)
• الوحدة الدينية في شعر الشيخ الفرطوسي   (بازدید: 1479)   (نویسنده: حيدر محلاتي)
• أثر المعتزلة على الادب العربي   (بازدید: 1214)   (نویسنده: فالح الربيعي)
• ادباء ايرانيون في دراسات سيد قطب   (بازدید: 1614)   (نویسنده: محمّد علي آذرشب)
• شاعران كبيران في إيران   (بازدید: 1515)   (نویسنده: محمّد علي آذرشب)
• الحكومة الاسلامية من منظور الشاعر الكميت بن زيد   (بازدید: 1272)   (نویسنده: محمّد علي آذرشب)
• الرسالية في الشعر الشيعي   (بازدید: 948)   (نویسنده: محمّد علي آذرشب)

التعليقات
الاسم:
البريد الالکتروني:
العنوان:
التعليق:
ثبت
[ Web design by Abadis ]