banner
مساحة «للتعارف» بين الإیرانيين و العرب
المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية
  کلمات   جمل   تعليقات      

القاعدة الاخلاقية والفكرية في الاقتصاد الاسلامي

فكر إسلامي
محمّد علي آذرشب


اثر التحديد الذاتي في الحقل الاقتصادي
يبدأ الإسلام عمله من داخل الانسان.. ويصوغ محتواه الداخلي بشكل يرتب عليه كل تخطيطاته الاجتماعية والاقتصادية.. والانسان المسلم بموجب هذه الصياغة تتحدد حريته في تعامله وتحركه، ولكن هذا التحديد غير مفروض على الانسان، بل إن دور الانسان هو دور المريد في هذا التحديد.. ولذا فسوف لا يشعر بقيد يكبله ولا بسلطة لابد أن يرضخ لها شاء أم أبى.
وقد لعبت هذه الرقابة غير المنظورة دورها في المجتع الاسلامي وأدّت فعاليتها بمقدار قد يفوق الدور الذي تلعبه الدولة صاحبة التخطيط المركزي في عملية التنفيذ والتطبيق .
وقد شهد المجتمع الاسلامي إبان الشوط القصير الذي مرت فيه الرسالة بدور التطبيق أروع الصور التي برز فيها عطاء هذه الصياغة الداخلية وهذه التربية الخلقية السامية. فالمرأة الزانية التي تأتي رسول الله(ص) تطلب منه أن يطهرها، والسارق الذي يأتي بنفسه يطلب إقامة الحد عليه، والرجل الذي يطلب من الرسول أن يسمح له بأن يهب كل ما يملك في سبيل الله، كل تلك صور اعتاد المجتمع عليها واصبحت الطابع المقوم للكيان الذي بناه الاسلام.. وماكانت هذه إلا ثمرة للصياغة التي أحكم الاسلام كل دقائقها وجزئياتها.. تلكم هي صياغة الشخصية الاسلامية، هذه الشخصية التي كانت ولاتزال مصدر خير وعطاء للبشرية جمعاء.
ولايزال هذا التحديد الذاتي يلعب دوره الآن في مجالات البر والاحسان بالرغم من ابتعاد المسلمين عن روح التجربة العملية للشريعة الاسلامية.
وما اندفاع ملايين المسلمين لاداء فريضة الزكاة وبقية حقوق الله بملء حرياتهم إلا ثمرة من عطاء هذه الصياغة وهذا التحديد بالرغم من انحطاط مستواهم الفكري والنفسي، ولو قدر لتلك التجربة القصيرة التي مر بها الاسلام أن تمتد لشهدت الانسانية أروع صورة للخلافة التي شاءها الله للانسان على هذه الأرض. ولصنعت عالماً زاخراً بمشاعر العدل والرحمة ولا جتثّت كل دوافع الشر والظلم من نفس البشرية التي منيت بمناهج لاتفهم للتربية النفسية والصياغة الداخلية معنى، وإنما نظمت الشكل الظاهري من علاقة الانسان بمحيطه المادي، فراح هذا الانسان وفق هذا المنهج الذي لا يمسّ جوهره يعيث في الارض فساداً، ويتفنن في وسائل الدمّار والتخريب.
الاخلاقية في الاقتصاد الاسلامي
من الصفات المهمة للاقتصاد الاسلامي هي الاخلاقية:
وتتمثل هذه الاخلاقية في الغاية والطريقة.
أ- الاخلاقية من ناحية الغاية: إن غاية الاقتصاد الاسلامي لا تنبع من واقع خارج حدود الانسان، فالماركسية في تحديدها لحق العامل وللضمان الاجتماعي تنطلق من واقع وسائل الإنتاج وتطورها، وتنظر الى الواقع المادي للإنسان كمحدد للشكل الاقتصادي الذي يسود، بينما ينطلق الإسلام في تحديده للقيم العملية التي يجب أن تسود من ناحية خلقية.
ب – الأخلاقية من ناحية الطريقة: إن الاسلام في طريقته يهتم بالعامل النفسي ويجعل الطريقة مسنجمة مع أحاسيس ومشاعر الانسان ومتفاعلة معها.. وعملية التكافل الاجتماعي قد تتمّ بأخذ الضرائب من الأغنياء عن طريق القوة وإعطائها الى الفقراء، ولكن هذه الطريقة ليست في نظر الاسلام صحيحة وإن كانت تؤدي الجانب الموضوعي من الغاية وهي إشباع حاجة الفقراء ، بل يجب أن تكون الطريقة أخلاقية، يجب أن ينبعث شعور التكامل من وجدان الانسان المسلم وينطلق من مشاعره.
وهذا الاهتمام الكبير من قبل الاسلام بالأخلاقية يرينا مدى الاهتمام بالصياغة النفسية والروحية والخلقية للانسان في المجتمع الاسلامي وبالتالي مدى الاهتمام بالتحديد الذاتي كمنطلق لتحقيق التوازن والتكامل الاجتماعي.
الاقتصاد الاسلامي يقوم على أرضية فكرية وخلقية
أود قبل أن أتكلم عن الارضية الاسلامية توضيح علاقة الارضية بالمذهب والصلة المتبادلة بينهما. إن أي تخطيط اجتماعي أو اقتصادي لا يمكن أن يكتب له النجاح الاّ بعد أن يكوّن إطاراً يستطيع أن يدمج الأمة ضمنه ولا يمكن لأي منهج أن يؤدي دوره الفعال الاّ إذا استطاع أن يحرك الامة ويفجّر طاقاتها بأن يبعث فيها حركة دائبة لا تعرف الملل.
ولو ألقينا نظرة على المناهج السائدة اليوم في أوربا لرأيناها تلتقي والأرضية الاوربية وتلتئم ومشاعر الانسان الأوربي، فانسان أوربا يعيش أخلاقية تتكون من مزيج من إيمان عميق بالحرية ونظرة متأصلة في الارض لا ترتفع الى السماء، وشعور واضح بالفردية والأنانية، وتمثل هذا جلياً في كل تطلعات الانسان الأوربي العلمية والفكرية حينما ذهب يبحث عن أصله بين فصائل الحيوان وبدأ يفسر سير البشرية والصرح الانساني كله على أساس الصراع والتناقض بين القوى المنتجة وحتى إله المسيحية أنزله من السماء الى الأرض وجسّده بهيئة كائن أرضي.
ومن هذا المزيج انطلقت فكرة الاقتصاد الحر التي تمثل الفردية الشخصية، وفكرة الاقتصاد الاشتراكي التي تمثل الفردية الطبقية وفكرة الوجودية تمثل قمة شعور الانسان الأوربي بالحرية.. من هنا لا نستغرب حينما نرى الانسان الاوربي في ظل هذه الأنظمة بدأ بتفاعل إيجابي مع المادة.. يستغل خيراتها ويكتشف أسرارها.
ولم يكن غريبا أيضا أن نرى هذه النهضة العلمية في أوربا.. وحركة الانسان الأوربي الدائبة في تفاعله مع وسطه المادي، لأن المنهج الذي يعمل ضمنه يمثل إطار تفكيره ويعبر عن مزيج أخلاقيته. ومن هنا أيضا لا نستغرب حينما نرى الانسان المسلم تسود ذهنه نظرات سلبية الى الحياة المادية تتمثل في الزهد تارة وفي القناعة تارة أخرى، ومؤدية الى العزلة والانطواء.
إن السلبية التي تسود ذهنية المسلم اليوم لم تنبع من الأخلاقية التي يعيشها، بل نتجت بعد أن قدمت له الأرض بشكل لايتلائم والاطار الخلقي الذي يعيشه.
الانسان المسلم يحتاج الى منهج تلبس الأرض فيه لباس السماء، ويتعامل مع محيطه المادي وفق مقياس الوجوب والاستحباب وعند ذاك سوف يندفع في حركة لا حدود لها، وسوف تتفجر الطاقات الخلاقة في نفسه، وسوف يعمر الأرض لا مادياً فحسب بل يتغلغل الى داخل النفس الانسانية مجتثاً منها كل دوافع الحقد والظلم، مكوناً المجتمع الذي تطمح كل الانسانية اليوم اليه، وإن غفلت عنه، ذلكم هو المجتمع الاسلامي.
ان الارضية الاسلامية تتكون من عناصر ثلاث هي:
العقيدة والمفاهيم والعواطف.
فالعقيدة تحدد نظرة الانسان الى الكون وتعطيه التفسير الكامل عن الوجود وعلى ضوء هذه العقيدة تنشأ عند الانسان المسلم نظرات معينة الى الاشياء وتحديدات ثابتة لها، متمثلة في (المفاهيم) وهذه المفاهيم تبعث في نفس الانسان أحاسيس ومشاعر معينة يظهر فعلها وعطاءوها في الخارج متمثلة في (العواطف) التي تكون عنصراً مهماً من عناصر التربة التي يعيش عليها النظام الاقتصادي الاسلامي. ومن هنا نعلم أن الاقتصاد الاسلامي لا يمكن أن يخطط له مركزياً في ظروف كالظروف التي نعيشها اليوم من أجل تطبيقه كما يفكر المتحمسون للاقتصاد الاسلامي اليوم. إن تطبيق الاقتصاد الاسلامي يبدأ بتهيئة التربة الصالحة له، يبدأ بتربية وفق عقيدة الاسلام وبث المفاهيم المنبثقة من هذه العقيدة كي تتفجر في نفس المسلم المعاصر الاحاسيس والمشاعر التي يستطيع أن يحتضن بها الاقتصاد الاسلامي ويتطلع الى مجتمع أفضل هو المجتمع الاسلامي.
الدافع الذاتي في إطار الدين
إن الدافع الذاتي نزعة متأصلة في النفس الانسانية. والانسان في كل تطلعاته وتصرفاته ينطلق من هذا الدافع ، لذا كان سلوك الانسان وأخلاقيته مظهراً لهذا الدافع، ويتكيف الجانب الخلقي والجانب السلوكي للانسان تبعاً لتوجيه هذا الدافع وتكييفه.
ويشكل الدافع الذاتي عقبة كبرى أمام أي تخطيط اجتماعي، بل يمكن القول بأن هذا الدافع هو مثار المشكلة الاجتماعية، فالنزعة الذاتية لما كانت تصطدم بالمصلحة الاجتماعية فكل تخطيط يضمن مصالح الفرد الذاتية يصطدم بالمصلحة الاجتماعية وكل تخطيط يهدف مصلحة المجتمع يتعارض مع الدافع الذاتي للفرد.
ولما كانت هذه النزعة فطرية ومتأصلة فلا يمكن القضاء عليها أولا.. ومن ثم لا يستطيع أي جهاز اجتماعي كالجهاز الحكومي مثلا أن يخطط للقضاء على هذه النزعة لان هذا الجهاز جزء من المجتمع ويسري عليه مايسري على المجتمع من نزعات الدوافع الذاتية.
وبذا فسوف تبقى المشكلة معلقة والصراع محتدم مازالت المسألة في مستوى تخطيط أرضي ومنهج بشري.
وهنا يأتي دور الدين باعتباره العلاج الوحيد لما ينجم عن الفطرة من مشاكل وباعتبار أن الدين جاء ليكون متمماً للفطرة الانسانية السليمة لتوجيه الانسان الى طريق كماله.
فالدين يقرّ بوجود الدافع الذاتي ولكنه يوجهه توجيهاً يرتفع عن مستوى الارض ويربطه بالعالم الآخر.
فالانسان المسلم بحكم تربيته يفكر بمجتمعه ويعطي من نفسه الكثير لصالح المجموع.. ويضحّي بماله ودمه أحيانا في سبيل المصلحة الاجتماعية ، كل هذا يقدمه الانسان المسلم منتظراً العوض المضاعف في الدار الآخرة.
فالمصلحة الاجتماعية مضمونة، والمصلحة الفردية مضمونة أيضاً. ولا يمكن لمصلحة ذاتية للانسان أن تكون إيجابية ومعطاءة في أي إطار كالاطار الذي يصوغه لها الدين وكالمنهج الذي يقدمه.
والقرآن الكريم في دفعه للانسان المسلم يكوّن له هذه النظرة عن مصالحه وأرباحه فيقول: ماكان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب أن يتخلفوا عن رسول الله ولا يرغبوا بأنفسهم عن نفسه، ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ ولا نصب ولا مخمصة في سبيل الله ولا يطأون موطئا يغيض الكفار ولا ينالون من عدو نيلا إلا كتب لهم به عمل صالح إن الله لا يضيع أجر المحسنين، ولا ينفقون نفقة صغيرة ولا كبيرة ولا يقطعون وادياً إلاّ كتب لهم ليجزيهم أحسن ماكانوا
يعملون.
من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها ،
 يومئذ يصدر الناس أشتاتا ليروا أعمالهم فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره، ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره . من هنا نعرف معنى دين الفطرة ومعنى القيمومة التي وصف الله تعالى بها رسالته: فأقم وجهك للدين حنيفاً فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيّم ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
التفسير الاقتصادي للسلوك والافكار
يحلو لاصحاب الاتجاه اليساري في عصرنا الحاضر أن يفسروا كل مظاهر السلوك تفسيراً اقتصاديا ويصنفوا الناس تصنيفاً طبقياً ويحكموا على اتجاهات هذه الفئة وتلك الجماعة من خلال مستواهم المعاشي. ونحن لا نريد أن نرجع هذه الأقاويل إلى المادية التاريخية لنتبين خطأها بل نستعرض بعض النماذج من الأهداف التي دعا إليها الاسلام والّتي يجب أن تظهر في «عرف الماركسية» عند ظهور الطبقة البرجوازية وبعد انتشار الصناعة:
1ـ دعا الاسلام الى المساواة ونبذ كل تفرقة بسبب اللون أو العنصر أو اللغة فـ «الناس سواسية كأسنان المشط» في العرف الاسلامي، و«لا فضل لعربي على أعجمي الا بالتقوى» ولم يكن هذا بالمستوى النظري فقط وإنما استطاع أن يعكس هذه المفاهيم على الواقع الاجتماعي ويجسدها في العلاقات الاجتماعية. علما بأن الماركسية تقول بأن عَلَم المساواة يجب أن ترفعه الطبقة البرجوازية التي تظهر في المجتمع الصناعي.
2- تحدى الاسلام المادية التاريخية بدعوته إلى مجتمع عالمي يجمع الانسانية كلها على صعيد واحد. فمن بين تلك الحياة العشائرية البدائية ظهرت هذه الفكرة ومن بين تلك العقول الضيقة الافق شعت هذه الدعوة، فأي وسيلة للانتاج طورت هذا التفكير وأي آلة غيّرت نظرة أقوام لا يدركون المجتمع القومي فأصبحوا في فترة قصيرة دعاة مجتمع عالمي؟!
3- ومرة أخرى يتحدى الاسلام منطق التاريخ الماركسي حين يقيم علاقات اقتصادية لا يمكن أن تقوم في حساب الاقتصاد الاشتراكي إلاّ بعد بلوغ المجتمع درجة من المرحلة الصناعية والآلية في الانتاج، فقلص الملكية الفردية وحدد مجالها وأعطاها مفاهيم وقيم معينة لتهذيبها ووضع ضمانات التوازن وعدالة التوزيع.. في الوقت الذي يقول منطق القرن الثامن عشر على لسان آرثر يونج «لا يجهلن سوى الا بله أن الطبقات الدنيا يجب أن تظل فقيرة، والاّ لن تكون مجتهدة» ويقول منطق القرن التاسع عشر على لسان مالثوس: «ليس للّذي يولد في عالم تم امتلاكه حق في الغذاء إذا ما تعذر عليه الظفر بوسائل عيشه عن طريق عمله أو أهله، فهو طفيلي لا لزوم لوجوده، إذ ليس له على خوان الطبيعة مكان، والطبيعة تأمره بالذهاب ولا تتوانى في تنفيذ أوامرها» بينما يقول الاسلام معلناً مبدأ الضمان الاجتماعي:
«من ترك ضياعاً فعلي ضياعه، ومن ترك دَيناً فعليّ دينه».
ويعلن الاسلام بأن الطبيعة ليست هي سبب جوع الفقراء، بل هو بسبب سوء التوزيع وفساد العلاقات فيقول الحديث: «ماجاع فقير إلا بما متع غني» ومن كل هذا نستنتج بأن العلاقات الاقتصادية لم تقم على أساس تطور وسائل الانتاج ولا على أي أساس مادي آخر، بل إنها قائمة على اسس فكرية وروحية تمتزجان فتكونان أخلاقية معينة، وهذه الاخلاقية هي الّتي تحدد العلاقات الاقتصادية وترسم طريق العدالة الاجتماعية.
مشكلة التوزيع في نظر الاسلام
إن لكل مذهب اقتصادي نظرة معينة في التوزيع تنسجم والاطار العام للمذهب فالشيوعية في معيارها للتوزيع تعتمد على قاعدة: من كل وفقاً لطاقته ولكل وفقاً لحاجته. والنظرة الاشتراكية تقول: من كل حسب طاقته ولكل حسب عمله. والاشتراكية بعد الماركسية تعتقد بأن التوزيع يتحدد وفقا لحالة الصراع الطبقي في المجتمع. فطبقة العبيد التي كانت تعيش تحت سياط السادة كان وضعها شيئاً سائغاً في ظروف تتطلب هذا النوع من الصراع بين السادة والعبيد.
ويقف الاسلام موقف المعارض لهذه النظرة، ويثبت مسألة التوزيع على أساس خلقي.
فالطبقة التي حُرمت من العمل بسبب ظروف جسمية وفكرية يكون مصيرها الحرمان في منطق الاشتراكية بينما يقرر الاسلام بقوله: وفي أموالهم حق للسائل والمحروم، فهذه الفئة هي جزء من المجتمع الانساني ولابد للمجتمع السعيد الذي يشيد دعائمه الاسلام أن يقلّص آلام الحرمان إلى أبعد حد ممكن. وعلى هذا الاساس الخلقي لا تحرم هذه الفئة من التكافل والضمان لمجرد أنها محتاجة لذلك. ومن هنا نعرف أن المشكلة الاقتصادية في نظر الاسلام هي أخلاقية صرفة، فالنظرة الماركسية تذهب إلى أن المشكلة الاقتصادية ناتجة عن التناقض بين شكل الانتاج وعلاقات التوزيع، بينما يذهب الاسلام إلى ان المشكلة الاقتصادية نابعة من الانسان نفسه حين يقرر في الآيات الكريمة: الله الّذي خلق السماوات والارض، وأنزل من السماء ماءاً فأخرج من الثمرات رزقاً لكم، وسخّر لكم الفلك لتجري في البحر بأمره، وسخّر لكم الأنهار، وسخّر لكم الشمس والقمر دائبين، وسخّر لكم الليل والنهار، وآتاكم من كل ما سألتموه، وإن تعدّوا نعمة الله لا تحصوها، إن الانسان لظلوم كفار.
فهذا الكون الفسيح كله مسخر لمنفعة الانسان ولمصلحته ولكنه ظلوم كفار كما تقرر الآية الكريمة.
فالظلم والكفران هما سبب المشكلة الاقتصادية، فالظلم يتمثل في سوء التوزيع ويتمثل الكفران في إهمال الانسان لا ستثمار معطيات الطبيعة.
فالانسان إذن هو سبب المشكلة، وهو القادر على حل المشكلة حينما يقيم علاقات مع هذا الكون تسمو على العلاقات المادية ويعيش الوسط الذي يحيطه وفق مقاييس فكرية وروحية.
اخلاقية الملكية في الاقتصاد اسلامي
إن الملكية في الاسلام تُفسر على الطريقة المذهبية على أساس العمل وصلة العامل بنتاج عمله وهذا مالسنا بصدده، إذ نحن بصدد التفسير الخلقي للملكية الذي يحدده مفهوم الخلافة، واعتبار أن الانسان خليفة ووكيل في هذه الارض، هذا المفهوم الّذي يؤطر الملكية بالاطار العام لصياغة الاسلام للفرد في تحديد مشاعره ونشاطه.
ولهذا التفسير الخلقي الّذي يربي الاسلام أفراده وفقا لمقاييسه معطياته الكبيرة وأهمها هي:
1ـ إن مفهوم الخلافة يقيّد الانسان المسلم ويشده إلى تعليمات من وهبه هذه الخلافة، قال تعالى آمنوا بالله ورسوله وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه. فالذين آمنوا منكم وانفقوا لهم أجر كبير.
وتنمو وفق هذا المفهوم الرقابة غير المنظورة في نفس الانسان المسلم لأنه يشعر دائماً بأنه مراقب في كل تصرفاته وأعماله فيقول تعالى: ثم جعلناكم خلائف في الارض من بعدهم لننظر كيف تعملون.
2- إن الانسان المسلم على ضوء هذا المفهوم سوف يكون أمام رقابة أخرى هي رقابة المجتمع، فالخلافة في الاصل للجماعة، وعليها تقع مسؤولية حماية المال لانها وكيلة عليه، فلا يجوز أن تسمح للسفهاء أن يتملكوا شيئاً، قال تعالى: ولا تؤتوا السفهاء أموالكم الّتي جعل الله لكم قياما وارزقوهم واكسوهم، وقولوا لهم قولا معروفاً فالاموال وإن كانت للافراد بالملكية الخاصة ولكن القرآن عبر عنها بكلمة .. أموالكم الّتي جعل الله لكم قياماً.. إشارة إلى المسؤولية الملقاة على عاتق الجماعة باعتبارها هي التي تتحمّل أعباء الخلافة.
3- وعلى ضوء مفهوم الخلافة فقد جُرّدت الملكية من الامتيازات المعنوية التي رافقتها واقترنت بوجودها، فليس هناك أي امتياز معنوي للغني على الفقير، ولا يجوز اقتران الملكية بأي نوع من القيمة الاجتماعية في العلاقات المتبادلة، فقد جاء في الحديث الشريف عن الامام علي بن موسى الرضا عليه السلام «من لقي فقيراً مسلماً فسلّم عليه خلاف سلامه على الغني لقي الله عزوجل يوم القيامة وهو عليه غضبان».
وندّد القرآن الكريم بهذه المقاييس التي تعتبر الثروة هي التي تطبع نوعية العلاقات والمعاملات الاجتماعية فيقول تعالى، عبس وتولى، أن جاءه الاعمى وما يدريك لعله يزكّى أو يذّكر فتنفعه الذكرى أما من استغنى فأنت له تصدّى وما عليك ألاّ يزّكى وأما من جاءك يسعى وهو يخشى فأنت عنه تلهّى.
وهكذا تذوب كل هذه الامتيازات على ضوء اعتبار أن الملكية خلافة لها مسؤوليتها ووظيفتها، لاحقاً ذاتياً.
4- تتحول الملكية وفق هذا المفهوم من اعتبارها غاية إلى كونها مجرد وسيلة، إذ إن الانسان الّذي اندمج كيانه روحياً ونفسياً مع الاسلام ينظر إلى الملكية بوصفها وسيلة تحقق الهدف من الخلافة وإشباع الحاجات الانسانية المتنوعة. فيقرر الرسول الكريم(ص) «ليس لك من مالك الا ما أكلت فأفنيت ولبست فأبليت وتصدقت فابقيت» والمال بهذا المنظار لا يكون تجميعاً وتكديساً شَرِهاً لا يرتوي ولا يشبع.
تلك هي الصياغة الروحية والخلقية للملكية في الاسلام التي تكمل الصياغة المذهبية للملكية فتشكلان معا علاقة الانسان بما يملك، علاقة سامية ذات نتاج ثر إيجابي معطاء.
الوسائل الخلقية والفكرية في تنمية الانتاج
إن وسائل الاسلام في عملية التنمية الاقتصادية هي بالدرجة الاولى أخلاقية وفكرية، فالاسلام يشد الانسان بالأرض ويدفعه في حركة مستمرة لاستثمار خيرات الطبيعة وفقاً لمقاييس معينة، وهذه المقاييس تضمن لهذا الانسان الاستمرار في الحركة أولا، وعدم التجاوز على حركة الآخرين ثانياً.
ففي الوقت الذي يجب أن يندفع الانسان في الاستثمار وفق المقاييس الاسلامية يجب أن يبتعد عن الاعتداء فيقول تعالى:  يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم، ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين وأعطي الاسلام بعد ذلك للعمل قيمة كبيرة وجعله مرتبطاً بكرامة الانسان وأصبح الخمول والتقاعس والترفع عن العمل وفق الصياغة الخلقية للاسلام نقصاً في إنسانية الانسان وسبباً في تفاهته.
فعن رسول الله(ص) أنه قبّل يوماً يد عامل وقال «طلب الحلال فريضة على كل مسلم ومسلمة، ومن أكل من كدّ يده مرّ على الصراط كالبرق الخاطف. ومن أكل من كدّ يده نظر الله اليه بالرحمة ثم لا يعذبه أبدا. ومن أكل من كدّ يده حلالا فتح له أبواب الجنة يدخل من أيها شاء».
وكان (ص) يسأل عن الشخص إذا أعجبه مظهره، فان قيل له ليست له حرفة ولا عمل يمارسه، سقط من عينه ويقول: «إن المؤمن إذا لم تكن له حرفة يعيش بدينه».
وفي الحديث الشريف: «ما من مسلم يزرع زرعاً أو يغرس غرساً فيأكل منه الانسان أو دابته الا وكتب له به صدقة».
وفي الحديث أن الامام الصادق(ع) سأل عن رجل فقيل: أصابته الحاجة وهو في البيت يعبد ربه، وإخوانه يقومون بمعيشته فقال(ع): «الذي يقوته أشد عبادة منه».
والاسلام بعد هذا يؤكد على استثمار مختلف مجالات الطبيعة: وهو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً ، فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه واليه النشور.
هذا هو الاطار الفكري والخلقي الذي يضعه الاسلام لمفهوم العمل والعامل في الاسلام وفي هذا الاطار تتفجر طاقات الانسان المسلم ويندفع في حركة مثمرة تكمل الجانب التشريعي في مبدأ عملية الانتاج.
استنتاج
هناك بعض النصوص عن المعصومين(ع) تعطي للتعامل مع المادة والحياة نظرة سلبية وتحث الانسان المسلم على ترك حب الدنيا نظير قول الرسول(ص) «من أحب دنياه أضرّ بآخرته» وعن الصادق(ع) «رأس كل خطيئة حب الدنيا» وعن الصادق(ع) أيضاً: «أبعد ما يكون العبد من الله إذا لم يهمه الا بطنه وفرجه» وعن أمير المؤمنين علي(ع) «إن من أعون الاخلاق على الدين الزهد في الدنيا».
كل هذه النصوص توصي بالابتعاد عن التفاعل الايجابي مع الحياة.. ولكن هدف هذه النصوص يتضح لو قارناها بنصوص أخرى وردت عنهم(ع).
قال رسول الله(ص): «نعم العون على تقوى الله الغنى». وعن الصادق(ع) «إن نعم العون على الاخرى الدنيا».
وعن الصادق(ع) أيضاً: «لاخير فيمن لا يحب جمع المال من حلال، يكف به وجهه، ويقضي به دينه، ويصل به رحمه».
وفي الحديث الشريف: «ليس منا من ترك دنياه لآخرته او آخرته لدنياه»، فبتركيب نصوص المجموعة الاولى مع نصوص المجموعة الثانية نخلص الى النتيجة التي رسمها الاسلام ليعطي مفهومه عن الثروة: وهو إن الثروة ليست غاية بل هي وسيلة يؤدي بها الانسان المسلم دور الخلافة.
وبهذا المنظار سوف لا يكون تعامل الانسان مع المادة شرهاً أنانياً مخرباً، بل تعاملاً يضمن المصلحة العامة ويؤدي الى سيطرة الانسان نفسه على الثروة، لا أن يدفع الثروة تسيطر عليه وتسيّره.
أخلاقية الاسلام على على خط الحياة
تتفق المدارس التي تؤمن أن (الانسان) هو محور التغيير الاجتماعي على أن بداية التغيير هي تربية الانسان وفق مفاهيم وقواعد معينة، وصياغة ذهنه وفق أخلاقية مرسومة، ولكنها تختلف فيما بينها في طريق التربية وترسيخ المفاهيم.
وأكاد أستطيع حصر الطرق التي تتبعها المدارس الاخلاقية في إعطائها للمفاهيم التربوية الى قسمين:
المدرسة الاولى: وهي التي تتبع منهجاً معيناً ذا مراحل معينة في التربية. هذه المدرسة تمثلها الطريقة المسيحية ومن تأثر بها. وتتبع هذه المدرسة طريقة ما يشبه الدارسة الاكاديمية من حيث اجتياز الطالب لمراحل معينة في تربيته، ومن حيث أنها تعطى عن طريق أستاذ وطالب بين جدران أربعة بمعزل عن الحياة الاجتاعية.
أما المدرسة الثانية: التي تمثلها التربية الاسلامية فهي تقف مع المدرسة الاولى على طرفي نقيض.
فهي لا تؤمن بمراحل ومناهج اكاديمية للتربية، ولا تؤمن بأن التربية تتم بالجلوس مع أستاذ بمعزل عن الممارسة العملية مع الواقع الاجتماعي. فالمناهج العملية التي رسمها الاسلام للانسان المسلم في سياسته واقتصاده وتعامله مع المجتمع كلها مؤطرة بـإطار اخلاقي.
ولا يستطيع الانسان المسلم أن يعيش هذه الاطر الاخلاقية الا بعد أن يمارس تلك المناهج العملية. فمع استمرار الانسان في حركته وتفاعله وفق منهج الله وضمن شريعته يكتسب الاخلاقية التي أرادها الاسلام.
ولا تتحقق هذه الاخلاقية ولا تعطي ثمارها في الواقع الموضوعي إلا بالممارسة وبالتفاعل والتعامل المستمر.
من هنا نقول بأن أخلاقية الاسلام على خط الحياة تنبع من الممارسة العملية المرسومة. بل إن الاخلاقية هي النتجية الطبيعية للممارسة الاجتماعية وفق منهج الله تعالى.
تلك صورة شاهدنا في فصول الموضوع السالف، ونشهدها من حديث رسول الله(ص) يخاطب أبا ذر قائلاً: «يا أبا ذر إن استطعت أن لا تأكل ولا تشرب الا في سبيل الله فافعل».
إنه الاطار الاسمى الذي يعطيه الاسلام لكل تعامل للانسان المسلم في الحياة. فهو يمارس أخلاقية معينة حتى في أكله وشربه. وهو بعد لا ينفك عن هذا الاطار طوال مسيرته الاجتماعية وفي كل منعطفات الحياة.
استنتاج
التنمية الشاملة في المجتمع هي التي تحقّق كرامة الانسان وعزّته وتتجه به الى الكمال في الجوانب المادية والمعنويّة. وهذا مالا يتحقق في إطار الانظمة الماديّة التي تجعل من المصالح الاقتصادية حافزاً أساسياً للتنمية. فهذا الحافز قد يؤدّي الى تسجيل انتصار مادي في حقل استثمار مواهب الطبيعة، لكنه يقترن بتكالب محموم يصادر كل قيم الانسانية.
والمنهج الاسلامي في التنمية الذي يقوم على أساس تزكية الانسان هو الذي يستطيع أن يحقق طموح البشرية في حياة حرّة كريمة. وبالمناسبة فان التزكية من «زكا» أي «نما» فالتزكية هي التنمية الشاملة بالمعنى الاسلامي، وتبدأ من تغيير المحتوى الداخلي للانسان لتحل كل التناقضات بينه وبين الطبيعة وبينه وبين أخيه الانسان، وتخلق تفاعلاً ايجابياً بين الكائن البشري والارض وفق مفاهيم الاستخلاف.

مقالات أخرى من هذا الكاتب
• «أكبر» والمذاهب   (بازدید: 859)   (موضوع: شخصيات)
• أبو فراس الحمداني   (بازدید: 2097)   (موضوع: أدب)
• أبو فراس الحمداني / مقاربة في دارسة مدحه وهجائه   (بازدید: 2372)   (موضوع: أدب)
• إحياء الاسلام أولا   (بازدید: 851)   (موضوع: الوحدة الإسلامية)
• أزمة التخلف الحضاري و انعكاساتها على وضع المرأة المسلمة في عصرنا الراهن   (بازدید: 4151)   (موضوع: )
• ادباء ايرانيون في دراسات سيد قطب   (بازدید: 1614)   (موضوع: أدب)
• الأدبان المعاصران العربي و الفارسي مقاربة في الظواهر المشتركة   (بازدید: 1174)   (موضوع: أدب)
• الأواني المستطرقة   (بازدید: 1837)   (موضوع: أدب)
• الامام علي - العطاء الحضاري المتواصل   (بازدید: 902)   (موضوع: شخصيات)
• التقريب في القرن الماضي   (بازدید: 1075)   (موضوع: الوحدة الإسلامية)
• التيسير في الحج في ضوء نصوص الشريعة ومقاصدها   (بازدید: 1162)   (موضوع: ملتقيات)
• الحب و التقريب   (بازدید: 921)   (موضوع: الوحدة الإسلامية)
• الحكومة الاسلامية من منظور الشاعر الكميت بن زيد   (بازدید: 1272)   (موضوع: أدب)
• الحوزة الإيرانية في القرن الماضي   (بازدید: 1334)   (موضوع: أوضاع المسلمين)
• الخطاب الانساني في مثنوي مولانا جلال الدين الرومي   (بازدید: 2468)   (موضوع: أدب)
• الرسالية في الشعر الشيعي   (بازدید: 948)   (موضوع: أدب)
• السنن الحَسنة   (بازدید: 907)   (موضوع: الوحدة الإسلامية)
• الشهيد مطهري وإحياء الفكر الاسلامي   (بازدید: 2456)   (موضوع: فكر إسلامي)
• القدس رمز وجودنا   (بازدید: 1020)   (موضوع: فلسطين)
• القضية الفلسطينية في ضمير الشعب الإيراني   (بازدید: 1013)   (موضوع: فلسطين)
• المؤتمر الفكري الاول للشهيد السعيد آية الله السيد محمد باقر الحكيم (رض) لندن 11/1/2004   (بازدید: 856)   (موضوع: ملتقيات)
• المذاهب الإسلامية بين السلب والإيجاب   (بازدید: 787)   (موضوع: الوحدة الإسلامية)
• المنظومة الفكرية للشهرستاني وموقع ابن سينا منها   (بازدید: 2123)   (موضوع: فكر إسلامي)
• الهجرة الفرص والتحديات   (بازدید: 1324)   (موضوع: حوار الحضارات)
• الى عرفات اللّه   (بازدید: 805)   (موضوع: الوحدة الإسلامية)
• انتشار الإسلام في إيران / هل دخل بالسيف أم عن طريق القلوب؟   (بازدید: 2155)   (موضوع: فكر إسلامي)
• تكريم روّاد التقريب   (بازدید: 875)   (موضوع: الوحدة الإسلامية)
• ثقافة التقريب / لماذا؟   (بازدید: 859)   (موضوع: الوحدة الإسلامية)
• جولات تقريبية   (بازدید: 965)   (موضوع: الوحدة الإسلامية)
• جولات تقريبية   (بازدید: 862)   (موضوع: فكر إسلامي)
• جولات تقريبية «القسم الثالث»   (بازدید: 853)   (موضوع: الوحدة الإسلامية)
• حركة التاريخ في فكر الامام الصدر   (بازدید: 1926)   (موضوع: فكر إسلامي)
• حوار الحضارات - الالولويات - الأخطار   (بازدید: 1902)   (موضوع: حوار الحضارات)
• حوار مع الدكتور سيد حسين نصر   (بازدید: 1751)   (موضوع: مقابلات)
• دور السيد جمال الدين في الادب العربي الحديث   (بازدید: 2663)   (موضوع: شخصيات)
• دور زينب بنت علي في مسيرة الحضارة الاسلامية   (بازدید: 1727)   (موضوع: دراسات حضارية)
• رؤية السيد الشهيد الصدر لمسألة التنمية   (بازدید: 1452)   (موضوع: دراسات حضارية)
• رسالـة التقريب   (بازدید: 1012)   (موضوع: الوحدة الإسلامية)
• سؤالات مجهولة من أسئلة نافع بن الأزرق إلى عبدالله بن عباس   (بازدید: 2134)   (موضوع: قرآن)
• سبل تنشيط العلاقات الثقافية بين الايرانيين و العرب   (بازدید: 990)   (موضوع: ثقافة)
• سعدي الشيرازي   (بازدید: 1973)   (موضوع: أدب)
• شاعران كبيران في إيران   (بازدید: 1515)   (موضوع: أدب)
• شيخ الإشراق شهاب الدين السهروردي الحلبي   (بازدید: 2526)   (موضوع: شخصيات)
• عزة الامة في التقريب   (بازدید: 973)   (موضوع: الوحدة الإسلامية)
• عصر الأدب الفارسي الإسلامي   (بازدید: 7204)   (موضوع: أدب)
• فرصة عظيمة و لكنها مهددة   (بازدید: 918)   (موضوع: الوحدة الإسلامية)
• قصة الناي في فكر الكواكبي   (بازدید: 1794)   (موضوع: فكر إسلامي)
• قصة الناي في فكر الكواكبي   (بازدید: 1100)   (موضوع: فكر إسلامي)
• كتب في ميزان التقريب   (بازدید: 1013)   (موضوع: كتب)
• كلمة التحرير   (بازدید: 948)   (موضوع: الوحدة الإسلامية)
• لسان الدين بن الخطيب الاندلسي   (بازدید: 2832)   (موضوع: شخصيات)
• مؤتمر تيسير علم النحو   (بازدید: 1329)   (موضوع: ملتقيات)
• مجالات التقريب   (بازدید: 1011)   (موضوع: الوحدة الإسلامية)
• مشاكل وعقبات في طريق وحدة المسلمين   (بازدید: 1318)   (موضوع: الوحدة الإسلامية)
• معوقات النهوض وأسباب التخلّف في فكر الإمام الصدر   (بازدید: 1352)   (موضوع: فكر إسلامي)
• موقف الإسلام من التراث الإيراني القديم   (بازدید: 1840)   (موضوع: تاريخ)
• موقف الإيرانيين من الدعوة الإسلاميّة   (بازدید: 837)   (موضوع: تاريخ)
• موقف الايرانيين من الدعوة الإسلامية   (بازدید: 1132)   (موضوع: تاريخ)
• موقف الرئيس الاسد من الثورة الاسلامية الايرانية - الخلفية التاريخية   (بازدید: 960)   (موضوع: شخصيات)
• نحن و البدعة   (بازدید: 956)   (موضوع: الوحدة الإسلامية)
• نحن و التاريخ   (بازدید: 902)   (موضوع: الوحدة الإسلامية)
• نحن و الحج   (بازدید: 803)   (موضوع: الوحدة الإسلامية)
• نحن و الحسين   (بازدید: 871)   (موضوع: )
• نحن و السلفية   (بازدید: 801)   (موضوع: الوحدة الإسلامية)
• نحن و السياسية   (بازدید: 801)   (موضوع: الوحدة الإسلامية)
• نحن و السيرة   (بازدید: 786)   (موضوع: الوحدة الإسلامية)
• نحن و الصحوة الإسلاميّة   (بازدید: 794)   (موضوع: الوحدة الإسلامية)
• نحن و العزة الإسلاميّة   (بازدید: 894)   (موضوع: الوحدة الإسلامية)
• نحن و الغزو الثقافي   (بازدید: 1038)   (موضوع: الغزو الثقافي)
• نحن و النظام الدولي الجديد   (بازدید: 884)   (موضوع: العالم الإسلامي)
• نحن و دولة الإسلام في إيران   (بازدید: 849)   (موضوع: العالم الإسلامي)
• نحن و شهر رمضان المبارك   (بازدید: 846)   (موضوع: الوحدة الإسلامية)
• نحن و قضايانا المشتركة   (بازدید: 850)   (موضوع: الوحدة الإسلامية)
• نحن و مؤامرات الإثارة الطائفية   (بازدید: 850)   (موضوع: الوحدة الإسلامية)
• ندوة ثقافة التقريب بين المذاهب الاسلامية ودورها في وحدة الامة   (بازدید: 862)   (موضوع: ملتقيات)
• وحدة المسلمين فريضة   (بازدید: 850)   (موضوع: الوحدة الإسلامية)

مقالات أخرى من هذا الموضوع
• الإمامة   (بازدید: 1736)   (نویسنده: الشيخ مجيد العصفور)
• الامداد الغيبي في حياة البشرية   (بازدید: 1445)   (نویسنده: مرتضى مطهري)
• البرهان والعرفان   (بازدید: 1334)   (نویسنده: الدكتور علي أبو الخير)
• المنطلقات الفكرية للتعددية السياسية   (بازدید: 1877)   (نویسنده: الدكتور حسان عبدالله حسان)
• المنظومة الفكرية للشهرستاني وموقع ابن سينا منها   (بازدید: 2123)   (نویسنده: محمّد علي آذرشب)
• تأملات في دعاء شهر رجب   (بازدید: 3400)   (نویسنده: محمد مهدي الآصفي)
• قصة الناي في فكر الكواكبي   (بازدید: 1794)   (نویسنده: محمّد علي آذرشب)
• ما الذي يعنينا في هذا الاستشراق؟   (بازدید: 1289)   (نویسنده: عبدالنبي اصطيف)
• مقاصد الشريعة في المجتمع الإسلامي   (بازدید: 2789)   (نویسنده: الدكتور عمار الطالبي)
• مناهج دراسة مسألة «المهدي»   (بازدید: 1296)   (نویسنده: محمّد علي آذرشب)
• نهضة المهدي في ضوء فلسفة التاريخ   (بازدید: 1222)   (نویسنده: مرتضى مطهري)
• الاسلام وايران / الاتجاه الحضاري   (بازدید: 2176)   (نویسنده: الدکتور محسن الويري)
• التجديد والزمن - رؤية الشهيد الصدر لمؤثرات التجديد   (بازدید: 1254)   (نویسنده: السيد حسين الشامي)
• التحديات التي تواجه الإسلام / في العصر الحديث   (بازدید: 6892)   (نویسنده: الدكتور محمود حمدى زقزوق)
• الحداثة والتجديد / في فكر الإمام الخميني العرفاني   (بازدید: 1723)   (نویسنده: الدكتورة فاطمة الطباطبائي)
• الشهيد مطهري وإحياء الفكر الاسلامي   (بازدید: 2456)   (نویسنده: محمّد علي آذرشب)
• العلاقات الدولية / واحترام العهود والمواثيق في الإسلام   (بازدید: 2924)   (نویسنده: الدكتور وهبة الزحيلي)
• الغلو والتطرّف والإرهاب / وموقف الإسلام منها   (بازدید: 1333)   (نویسنده: الدكتور مراد ويلفريد هوفمان)
• الغلوُّ والتَّطرف والإرهاب / وموقف الإسلام منها   (بازدید: 1617)   (نویسنده: الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي)
• دور الامام الصدر في التطوير الفقهي / وتحديد المشكلة الاقتصادية   (بازدید: 1078)   (نویسنده: الدكتور عبد الهادي الفضلي)

التعليقات
الاسم:
البريد الالکتروني:
العنوان:
التعليق:
ثبت
[ Web design by Abadis ]