banner
مساحة «للتعارف» بين الإیرانيين و العرب
المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية
  کلمات   جمل   تعليقات      

الغلو والتطرّف والإرهاب / وموقف الإسلام منها
ثقافتنا - العدد 8
فكر إسلامي
الدكتور مراد ويلفريد هوفمان
1426

«ملخّص»
النظرة السائدة في الغرب اليوم إلى المسلمين هو أنهم متعصبون يرفضون الآخر، ولا يقبلون التعددية، وقد التصق مفهوم الارهاب مع الاسف بالمسلمين، ويعود ذلك إلى التصرفات الطائشة لبعض المسلمين باسم الاسلام. وسبل التغلب على هذه الظاهرة السلبية هي: التعليم، ومكافحة الفقر، ومعالجة الحقد الغربي التقليدي للاسلام والمسلمين.
تختلف رؤية المسلمين لأنفسهم اختلافاً كليّاً عن الكيفية التي يُنظرُ بها إلى الإسلام في الغرب في أيامنا هذه.
وسواء أردنا ذلك أم لم نرده فإنه لا ينظر للإسلام والمسلمين في الغرب على أنهم تعدُّديون ومتسامحون بل على العكس من ذلك فإنه ينظر إليهم على أنهم متعصّبون متطرّفون ومتصفون بالعنف بل حتى ذوو دين يقوم على عقيدة إرهابية.
وفي معرض تناولي للتناقض الذي سبق ذكره ولأسبابه، آمل في هذه الورقة أن أبيّن مخرجاً من المعضلة التي تواجهنا الآن.
ويفترض ذلك مقدَّماً بطبيعة الحال أن يكون لدينا فهم مشترك لما يمثله التعصّب والتطرّف والإرهاب.
1ـ التعصب: تمَّ تعريف المتعصبين بأنهم أشخاص متحمسون لقضيتهم وينافحون دون رحمة عن فكرة أو عقيدة مستعدين للتضحية بالكثير بل حتى بأنفسهم من أجلها. ومن اللافت إلى حد بعيد أن الجذر اللاتيني fanaticus المرادف لكلمة التعصّب باللغة الإنجليزية fanaticism يعني شخصا غارقاً في حب الله لدرجة الافتتان، ولذلك فإنه يمكن النظر إلى التعصّب على أنه شكل من أشكال المرض النفسي الذي يعكس سلوكاً مغالياً في التشيّع لاتجاه ما، أو على أنه التزام شديد لشخص «بفكرة مترسخة بعمق» يلاحقها دون هوادة بغضّ النظر عما تكلّفه أو تكلف الآخرين من ثمن(1).
ويربط قاموس روجيه بين المتعصّبين والتعصّب من ناحية ومفاهيم من قبيل المجنون mad، ومختلّ العقل insane ومتصلّب في الرأي heterodox، ومعصوم من الخطأ infallible، ومعاند للحقّ bigot، ووَرِع أو مُخلِص devout.
واعتقد أنه يوجد في ذهن كل منا بعض الناس بمن فيهم المسلمون ممن ينطبق عليهم ذلك الوصف بدرجة أو بأخرى.
2- التطرّف: يعدّ المرء متطرّفاً إذا كان لديه استعداد للمبالغة المغرقة، ومعتاداً على اختيار أحد نقيضين. والمتطرّف مخاصم ومفرط لدرجة لا تعرف المهادنة وإلى حدّ يصل إلى الفوضى(2) anarchy. ومن الواضح أن التعصب والتطرف مترابطان إذ لابدّ لكل متعصّب من أن يكون متطرّفاً أيضاً، بينما من غير المحتمل أن يكون كل متطرّف يسعى لدعم وجهات نظره باندفاع متسمٍ بالتعصّب.
3- الإرهاب: أما فيما يتعلق بالإرهاب الذي أنجبتهُ فترة حكم الإرهاب أثناء الثورة الفرنسية، فالأمر مختلف. وكما أثبتت سنوات عديدة من المحاولات العقيمة في هيئة الأمم المتحدة، فإنه لا يمكن تعريف الإرهاب تعريفاً يرضي كل إنسان(3). وبناء على ذلك فإن محاولاتي تعريف الإرهاب لا تخلو هي الأخرى من الانحياز فأقول:
الإرهاب هو نشر الخوف، أي الإرهاب، داخل المجتمع عن طريق استخدام العنف دون تمييز ولأغراض سياسية أيضاً. ويغطي هذا التعريف كلاً من إرهاب الدولة كما تمارسه إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني كما يشمل العنف غير الحكومي ضد أنظمة الحكم التي تعد غير شرعية.
وليس الإرهاب الظاهرة الحديثة فقد حدث في العصور القديمة عندما كان يتم قتل الطغاة كما حدث أثناء العصور الوسطى عندما قام أفراد طائفة الإسماعيلية (الحشاشون التي كانت متمركزة في قلعة الموت) باغتيال الشخصيات الهامة مثل نظام المُلْك.
كذلك فقد عرف القرن التاسع عشر الإرهاب ممارسةً كما هو حال الفوضويين الروس Anarchists . كما شهد القرن العشرون إرهاب الدولة البلشفيّ على نطاق واسع. مارسها اليساريون المغلون في يساريّتهم وحركات الاستقلال القومية مثل منظمة الجيش الجمهوري الإرلندي IRA وعصابة شتيرن الصهيونية والقوميون الأرْمَن ورأى كل هؤلاء في الإرهاب أنه أفضل أنواع حروب الفقراء من حيثُ الاقتصاد في التكلفة وأشدّها فعالية، لأن من شأن الأعمال الإرهابية أن تولد ضغطاً شعبيّاً على الحكومات يحمل الأخيرة تغيير سياساتها. غير أن إرهاب هذه الجهات كان ذا أثر عكسي في غالبية الحالات. ولم يكن جميع هؤلاء الإرهابيين يتحركون مدفوعين بعقائدية مبرّرة
لما يقومون به بل إن بعضاً منهم كانوا مغامرين من النوع غير الواقعي أو كانوا يتصرّفون بدافع من الملل أو تحركهُم شهوةٌ جامحة للعدوان ليس لها سبب محدد. (ويخشى أيضاً أن تكون منظمة القاعدة الآن في خطر السعي وراء العنف من أجل العنف).
أمّا المشهد الإرهابيّ الراهن فيسيطر عليه الإسلاميون ويا للأسف، أي يسيطر عليه المسلمون الذين يتخذون من دينهم وسيلة لأغراض سياسية. ويبين هذا الإرهاب الآن الملامح غير العادية التالية وهي أنه:
ـ ينظم من جهات تنتمي إلى أمم متعددة.
ـ وحشيّ بدرجة مروّعة.
ـ مرتبط بالصراعات السياسية والعقائدية في العالم الإسلامي (أفغانستان، مصر، إسرائيل، السعودية).
ـ موجّه بالدرجة الأولى ضد الولايات المتحدة كطرف في الصراع.
ـ جزء من مشروع مالي بالغ الفخامة كما أثبتت لورينا نابليوني.
- ب -
لنحاول الآن في مواجهة هذه الخلفية توجيه النظر إلى الاتجاه الرئيسي الحقيقي للوضع الإسلامي إزاء هذه الظواهر الثلاث:
1ـ التعصّب/ التطرّف:
أ) يرى المسلمون أن الإسلام كما جاء وصفه في القرآن ديناً معتدلاً، ذا توجّه شعبي نحو الناس وعقلانياً يختطّ سبيلاً وسطاً (آية 148 من سورة البقرة). فأمَّتهم هي الأمة الوسطية التي تنأى بنفسها عن أوضاع التطرّف والمبالغة سواء كان ذلك في مجال العقيدة أو الأخلاق (سورة النساء: آية 171؛ سورة المائدة: آية 77؛ سورة هود: آية 112؛ سورة طه: آية 43). وكما جاء في سورة النساء آية 171: (يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم…((4).
وعلى نفس الدرجة من الأهميّة يأتي التحذير القرآني من التفرّق إلى شيع وهي نتيجة معهودة لاتخاذ المواقف القائمة على التطرّف. (سورة الأنعام: آية 159) . وبدلاً من ذلك هناك حث للمسلمين على ترك الحكم لله بين من هم على حق ومن هم على باطل في الجدل الديني. (سورة الشورى: آية 10) ويمنع المسلمون بصورة خاصة من تكفير بعضهم بعضاً أي تجريد إخوانهم في الدين من دينهم (سورة الأنعام: آية 52 وسورة الحجرات: آية 11)...( *).
ومما لا مشاحّة فيه أن كلاً من التعصّب والتطرّف يتناقضان مع التسامح الرفيع والتعددية الدينية التي يعلمنا إياها القرآن في الآيتين 148 و256 من سورة البقرة، والآية 84 من سورة آل عمران والآية 48 من سورة المائدة والآية 108 من سورة الأنعام، والآية 99 وما بعدها من سورة الأنعام، والآية 93 من سورة النحل، والآية 67 من سورة الحجّ والآية 46 من سورة العنكبوت والآية 11 وما بعدها من سورة الحجرات حيث تعلّمنا هذه الآيات مايلي:
ـ في الواقع أنه ليس بالإمكان فرض الإيمان أو العقيدة بالقوة.
ـ لايمكن لإنسان أن يؤمن إلا بإذن الله.
ـ إن التعددّية الدينية والتنافس في الخير أمر محمود وسويّ.
ـ على المرء أن يظهر الاحترام حتى للناس الذين يحملون معتقدات خاطئة.
ـ المماحكات الدينية أمور لا طائل تحتها، فالله تعالى رب الناس جميعاً.
ـ لاحقّ لا مرئ في إصدار أحكام على عقيدة شخص آخر (**).
وبناء على ما تقدّم فإن النهج الإسلامي الحقّ ليس نهجاً تبشيرياً(***) بل هونهج يتقبل التنوّع الدينيّ كهبة من الله.
ب ) (1) مع بالغ الأسى هناك مسلمون يزعمون أن أسمى درجات التسامح الديني التي أمر بها القرآن يجب إظهارها تجاه غير المسلمين فقط. وبعبارة أخرى فإنه في التعامل مع المسلمين في هذا المجال يفترض أنه يجوز مخالفة القاعدة الملزمة (والبديهية النفسية) القائلة بأن لا إكراه في الدين. (سورة البقرة: آية 256 وسورة التوبة: آية 99).
ومما لاشك فيه أن الإكراه في أمور العقيدة أمر سخيف لأنه يقع خارج نطاق ما هو مسموح به من ناحية (أي مستحيل)، ولأنه ذو أثر عكسي من ناحية أخرى. وفضلاً عن ذلك فإن من المؤسف أن يكون بعض المسلمين أكثر استعداداً من غير المسلمين لإلحاق الأذى بإخوانهم في الإسلام.
2ـ نقول مرة أخرى إن مسلمين آخرين يتوصّلون إلى استنتاجات مفزعة من الأمر القرآني الذي يحضّ على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. (سورة آل عمران الآيات 104 و110 و 114 وسورة التوبة آية 71). ولهذه القاعدة عواقب مخيفة عندما يقوم المسلمون – كأفراد – بمهمة روبن هود العصر الحديث بأن يوكلوا لأنفسهم القيام بمهمة النائب العام والقاضي منطلقين إلى إزالة المظالم وتصحيح الأخطاء الاجتماعية ليس في محيطهم الخاصّ بهم وحسب، - سواء كان محيط الأسرة أو المدرسة أو مكان العمل – بل يشعرون أيضاً أن لديهم الصلاحية للقيام بهذا التصحيح على صعيد العالم برمته، بحيث يجعل كل منهم من نفسه خليفة!! لا مراء في أن موقفاً كهذا موقف متطرّف بالفعل.
3- من الممكن أن تصبح الأمور أسوأ حتى من ذلك عندما يشرع المسلمون كأفراد في القيام بمهام الحكم على مدى إسلامية إخوتهم في العقيدة فيمارسون التكفير ضدهم أي بإخراجهم من نطاق الأمة. كل ذلك بالرغم من نهي القرآن عن تكفير شخص يعتقد هو نفسه أنه مؤمن.
ومن المؤلم أن سيد قطب، بوصفه ضحية الظروف التي كانت سائدة في مصر في أيامه كان قد نادى في كتابه المثير «معالم في الطريق» بتنفيذ عملية طرد جماعية شاملة للمجتمع المصري من الإسلام متعاملاً معهم آنذاك كأنهم مازالوا يعيشون جاهلية ما قبل الإسلام. صحيح أن هذا أمر مفهوم لكنه مع ذلك موقف متطرّف(*).
2- الإرهاب:
أـ يشجع المسلمون على الجنوح إلى السلم (سورة النساء: آية 90، وسورة الأنفال: آية 61، وسورة الشورى: آية40). غير أن مبدأ أو مذهب الإفراط في المسالمة ليس من الإسلام في شيء. إذ يجب على المسلمين ردع العدوان بالبقاء متسلّحين بقدر كاف (سورة الأنفال: آية 60). وفي حال أخفق الردع فإن الإسلام يسمح بالدفاع ضد العدوان الخارجي. (سورة البقرة: آية 190، 191؛ وسورة التوبة: آية 13 وسورة الحج: آية 39) كما يسمح بالمقاومة المسلحة ضد الظلم النابع من الداخل إذا ما أخفقت الوسائل الأخرى كلها. (سورة الأنفال: آية 39؛ سورة الشورى: آية 39)، وآية 41 وما بعدها) (5).
بيد أن هناك حدوداً مرسومة للدفاع والمقاومة على حد سواء. فلابدّ للحرب المشروعة أيضاً من اتباع قواعد محددة(6).
وبناء عليه فإن استعمال القوة ينبغي أن يكون متناسباً دون أن يتجاوز الحدود (سورة البقرة: آية 190، وسورة الحجّ: آية 60، وسورة الشورى: آية 40).
ويصبح من المحتم حماية غير المحاربين ودور العبادة الخاصة بهم (سورة البقرة: آية 191، وسورة الشورى آية 40) وأما الحرب الاقتصادية فمحظورة، كما ويتعين أن تتوقف المقاومة المسلحة عندما ينتهي العدوان أو الظلم (سورة البقرة: آية 192، سورة النساء: آية 90، وسورة الأنفال آية 61). ويتحول كل قتل يتعدى هذه الحدود إلى جريمة قتل عمد (سورة النساء: آية 92 وما بعدها، وسورة الإسراء: آية 33، وسورة الفرقان: آية 68)، ويصف القرآن عملية قتل شخص واحد بصورة متعمدة بأنها عملية قتل لجميع بني الإنسان (سورة المائدة: آية 32).
إلى جانب ذلك فإن قتل المرء لنفسه – أي الانتحار مهما كان السبب الدافع لذلك – محرَّم (سورة النساء: آية29). حيث أن الإنسان لم يمنح نفسه الحياة ولا يجوز لـه
القضاء عليها.
ب- من الواضح أن كثيراً من المسلمين الذين يتصرفون بصورة مخالفة للآيات التي ذكرنا حتى الآن يبررون أعمالهم حسب تفسيرهم أوتأويلهم الخاص للقرآن.
1ـ يصرّ البعض استناداً إلى الشيخ يوسف القرضاوي على أن ما يسمَّى بالهجمات الانتحارية ينبغي أن لا تعتبر انتحاراً بل استشهاداً وذلك حسب المعنى المقصود في سورة البقرة: آية 154 وسورة آل عمران: آية 157 وما بعدها وآية 169، وسورة محمد: الآيات 4-6. (غني عن القول إن الشهداء مضمون لهم موقع في الجنة حيث يتبوّأون مكاناً عليّاً فيها (سورة آل عمران: آية 169، وسورة محمد: الآيات 4-6). ولا أتَّفق معه في رأيه هذا(*).
لاشك في أن المقاومة الفلسطينية التي تقاتل ضد ما ترتكبه إسرائيل من عدوان وظلم ومصادرات ومذابح تخوض حرباً غير متكافئة لأنها محرومة من التكنولوجيا الحربية الحديثة كالدبابات والطائرات المروحية (الهليكوبتر). ومن الصحيح أيضاً أن الهجمات الانتحارية تبعث الرعب في قلوب كثير من الأعداء وهي بذلك فعالة إلى أبعد مدى من ناحية الحرب النفسية. ومع ذلك يبقى الانتحار انتحاراً. إنه أمر مختلف عن المهام الحربية المتهورة أي الهجمات التي لا يوجد احتمال من ناحية عملية في عودة أصحابها سالمين. لأنه حتى في هذه الحالة فإن الجنديّ لا يقتل نفسه بنفسه بالمعنى الكامل للكلمة بل يترك النتيجة بيد الله.
بطبيعة الحال لا يشكّل هذا الرأي حكماً أخلاقياً سلبياً على أيّ من الانتحاريين الفلسطينيين والله سبحانه وتعالى أعلم وهو الرحمن الرحيم.
2- يدّعي البعض أن ما سمي آية السيف (سورة التوبة: آية5) قد انتقصت من قيمة جميع الآيات الأخرى التي تقيّد القتال بأية وسيلة. أما في رأيي فإن العكس تماماً هو الصحيح. ذلك لأن النطاق القانوني للآية الخامسة من سورة التوبة مقيّد فهو بذلك محدَّد في الآيات التي سبق ذكرها أعلاه. ولهذا السبب فإن مفهوم الحرب في شرع الإسلام متطابق كل التطابق مع المواثيق الدولية الحالية التي تحرّم العدوان وتؤيد معاهدات جنيف أي جهود كل من الصليب الأحمر والهلال الأَحمر في إكساب طابع إنساني لإدارة العمليات القتالية.
3- هناك أيضاً قوم آخرون يبررون هجمات كتلك التي شُنَّت على نيويورك وعلى العاصمة واشنطن يوم 11أيلول/ سبتمبر وعلى تل أبيب(*) بدعوى أن جميع الأمريكيين والإسرائيليين مقاتلون لأن جميع مواطني الولايات المتحدة وإسرائيل مشاركون بصورة ما في احتلال فلسطين. ولو كمجرد دافعي ضرائب، وذلك بوصفهم مستوطنين غير شرعيين في الضفة الغربية وقطاع غزة ومن خلال ما يقدمونه من دعم سياسي لنظام بوش الابن ونظام شارون.
إن هذه الحجة على وجاهتها التي تبدو فيها من الناحية السطحية حجة في غاية الخطورة. وذلك بقدر ما تطمس الخط الفاصل بين المقاتلين والمدنيين لدرجة تغرق معها الحماية القانونية التي يوفّرها كل من القرآن والقانون الدولي للأبرياء. ولو كانت الحجة التي سبق ذكرها صحيحة لأصبح كل طفل رضيع أمريكي أو إسرائيلي هدفاً مشروعاً.
ج- بناء على ماتقدّم فإن من الصحيح القول إن الإرهاب لا يتطابق مع الإسلام.
كما أن هذه الحجّة ذات أثر عكسي، لأنه لا يوجد من ناحية عملية مكان أدّى فيه الإرهاب إلى النتيجة المتوخّاة، بل إنه أدى في معظم الحالات إلى شدّ أزر المقاومة كما تسبّب في معاناة لا حدود لها لكل من الأصدقاء والأعداء على حدّ سواء. وما على المرء إلا أن يفكر في الانتكاسة التي تلت 11 أيلول/ سبتمبر للإسلام الذي كان واعداً في مسيرته في الولايات المتحدة، وهي انتكاسة سببها أشخاص يفترض أنهم يتصرفون باسم الإسلام(*). فالضرر الذي جرى يوم 11 أيلول/ سبتمبر لفرض الإسلام في أمريكا الشمالية وأوروبا ضرر ما زال مداه مستعصياً على القياس وذلك بالنسبة للمسلمين هناك وللإسلام على صعيد العالم بأسره. إن أهم عناصر الإرهاب هو التسبب في الخوف. ولكن في هذه الحالة المحددة المعالم بالذات فقد سبب خوفاً من الإسلام في حدّ ذاته أكثر من أية هجمات إرهابية أخرى يمكن أن يرتكبها المسلمون.
واستناداً إلى هذا القول فإنه ينبغي أن يبقى واضحاً أن تعرف الإرهابيين أمر ذاتي بعيد جداً عن الموضوعيّة، لأن من ينظر إليه أحد الجانبين على أنه شخص مجرم قد يرى فيه الجانب الآخر أحدأبطال المقاتلين من أجل الحريّة. ولذلك فإن من كان يطلق عليهم وصف Minutemen (أي الجنود المستعدين للقتال بعد إنذار مدّته دقيقة) في مدينة بوسطن في القرن الثامن عشر والذين حاربوا الاحتلال البريطاني لنيبو إنلجند حرب عصابات يدخلون ضمن نطاق الإرهابيين حسب تعبير الرئيس بوش هذه الأيام.
وتؤكد هذه النسبية الحقيقة القائلة إن استعمال الأسلحة لا يصنع الإرهابيين بل إنما يصنعهم هو الاستعمال غير المبرَّر للسلاح.
ـ ج ـ
يقودنا هذا إلى ملاحظات ختامية حول ما يقتضي عمله فيما يتعلق بالظواهر التي جرت مناقشتها. وهنا فإن العمل مطلوب في داخل العالم الإسلامي وكذلك من جانب الغرب.
أما فيما يتعلّق بالقدر الذي يوجد فيه التعصب والتطرّف والإرهاب بين صفوف المسلمين، فإن المسؤولية تقع على عاتق الحكومات في مكافحة هذه الظواهر بأقصى قدر ممكن من الفعالية عن طريق التعليم والعمل الإعلامي والقضاء على الفقر.
1ـ التعليم: إن التعصب والتطرف والإرهاب مواقف واتجاهات توجد جذورها في قناعات سوداء وبيضاء ناجمة عن تفسير محدد للحقيقة. إنها أمراض تصيب الوعي والرأس ناتجة عن امتصاص سهل للمعلومات المشوّهة أو الافتقار إلى المعلومات. ولذا لابدّ من بذل جهد منسّق من جانب الحكومات في المدارس والمساجد وفي وسائل الإعلام المطبوعة والإلكترونية لتصحيح وجهات النظر التي تقوم عليها الظواهر التي هي موضوع البحث. وينبغي تفسير القرآن والسنة بطريقة تبين تهافت الاستعمال الانتقائي والمنحاز لهذين المصدرين. ويجب توعية الناس بأنه يتعيّن تأويل القرآن بأسلوب متماسك وككل عضوي واحد وعدم استعماله استعمالاً منعزلاً قائماً على الانتقاء والاختبار وهو نهج منعه القرآن نفسه بوضوح (سورة الحجر: آية 91).
وإذا ما أخذنا في الحسبان تنافر أصوات الخبراء حول موضوعنا فإنه يبدو من الأمور الملحّة الدعوة إلى مؤتمر إسلامي يتم خلاله تبنّي العلماء ذوي التأثير أمثال شيخ الأزهر والشيخ يوسف القرضاوي موقفاً مشتركا إزاء الظواهر الثلاث التي هي موضوع النقاش. ومن الأمور التي من شأنها إلحاق الضرر الشديد بالإسلام في حد ذاته وبالأمّة على الصعيد العالمي أنها تعجز حتى عن الاتفاق على الحظر الذي يفرضه القرآن على التفجيرات الانتحارية. وفي هذا السياق، وبالرغم مما ورد في سورة الحجرات: آية 10، فإنه سيكون من الخطأ إظهار التضامن بين المسلمين («حقا كان ذلك أو باطلاً
يا أخي») وذلك في معارضة أولئك المسلمين الذين يزيغون بوضوح عن مسار
التيار الرئيسي للإسلام. وكحد أدنى فإن السلوك الإجرامي ينبغي فضحه بسبب
ما ينطوي عليه.
2- الفقر: يكوّن الحرمان الاقتصادي المؤدّي إلى اليأس التربة الخصبة لنمو الآراء المتطرفة والاستعداد للتضحية بالنفس، ولو فقط بدافع القنوط. ولما كان الفقر نتيجة لانعدام العدالة وبما أن العدالة إحدى الفضائل الإسلامية بامتياز، فإن محاربة الفقر تنطوي على الحصانة السياسية بالإضافة إلى كونها مزيّة أخلاقية في الكفاح
ضد التطرّف.
كما أن إظهار وسائل الترف والثراء المفرط وما يرافقهما من امتيازات لابدّ من أن تولد كلها المزيد من الإرهاب داخل العالم الإسلامي.
ومن ناحية أخرى فإن أساليب حل المعضلة بالطرق الديمقراطية أي التشاركية (الشورى) ستسهم إسهاما كبيراً في القضاء على التعصّب.
3- السياسة الخارجية: يسلك العديد من النشطاء المسلمين الطريق المؤدية إلى التطرّف لأنهم يشعرون أنه جرى التخلي عنهم في كفاحهم من أجل العدالة الدولية من خلال ما يرون فيه صمتا تلتزم به حكوماتهم تجاه الفظائع التي ترتكبها الهند ضد المسلمين في كشمير وروسيا ضد المسلمين في الشيشان وإسرائيل ضد المسلمين في فلسطين والولايات المتحدة ضد المسلمين في خليج غوانتانامو.
وبناء عليه، فإنه حتى لو كانت الدبلوماسية الصامتة أحياناً أكثر نجاحاً، فإن من واجب الحكومات الإسلامية أن تفعل أكثر مما فعلته حتى الآن بأن تخرج بمواقف أكثر صراحة في تأييد الجانب الإسلامي في تلك الصراعات وغيرها. ويشمل ذلك اللجوء المرة تلو المرة إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة حتى وإن كان ذلك قد يبدو عديم الجدوى.
وبخلاف ذلك فإن الحكومات الإسلامية ستظل توفر منابر للتعبير عن الاحتجاجات الخاصة وإضفاء الشرعية على نهج النشاط الفردي.
غير أن الغرب من جانبه يجب أن يسهم في محاربة الإرهاب عن طريق التركيز على أسبابه بدلاً من الاكتفاء بإعلان حرب عليه لا أمل بإحراز نصر فيها.
1ـ الخوف و/ أو الكره الغربي المرضي من الإسلام: لقد ثبت بصورة قاطعة ومنذ زمن طويل أن الإسلام كان ولا يزال الدين الأكثر استهدافاً في الغرب. ولذلك فإن التحامل الغربي ضد الإسلام تقليد راسخ متجذر بعمق في الذاكرة الجماعيّة. فبعد انقطاع دام طيلة عصر التنور أو الاستنارة الألماني (لسنغ وفون غوتة وفردريك الكبير) عاد الخوف و/ أو الكره الغربي المرضيّ. فاستأنف مسيرته المعتادة عبر الاستشراق في القرن التاسع عشر وعبر وسائل الإعلام.
وبقدر ما يمكن النظر إلى التطرف والإرهاب من جانب المسلمين على أنه ردة فعل متأخرة معادية للاستعمار الغربي وردة فعل جاءت في وقتها ضد الاستمرار في إعطاء الأفكار الخاطئة عن الإسلام، ينبغي أن يكون هناك جهد حكوميّ أوروبي وأمريكي متواصل لتصحيح هذا الوضع ولا مندوحة عن الاستمرار في تنقية الكتب المدرسية من المواد المعادية للإسلام والتشويهات التاريخية المنتقصة من قيمة الإسلام.
كذلك لابدّ من تحسيس أكثر لوسائل الإعلام بالتأثير السلبي المحتمل الناجم عن تعاطيها مع مواضيع توصف زعماً وافتراضاً بأنها إسلامية مثل الزواج بالإكراه، وختان البنات وجرائم الشرف حيث يتم قتل الفتيات أو رجمهن مع أن جميع هذه الأعمال ليست إسلامية بل إنها تشكل مخالفة صريحة للتعاليم القرآنية.
وفي حالة المسلمين يجب أن لا تعود الجرائم مرتبطة بديانة مرتكبيها وذلك كما تفعل وسائل الإعلام مع المجرمين المسيحيين أو اليهود حيث أن وسائل الإعلام هذه لم تربط جرائمهم أبداً بأديانهم.
وإذا ما تم تجاهل هذا المسعى فإن المسلمين في الغرب سيبقون دائماً في خطر الإعدام دون محاكمة في حال تكرار وقوع أحداث كتلك التي وقعت يوم 11/9/2001م في نيويورك ويوم 11/3/2004م في مدريد. وقد سبق أن أحرقت عدة مساجد في ألمانيا مباشرة بعدما قتل أحد الهولنديين المعروفين شعبياً في الأوساط السينمائية على يد مسلم في هولندا. والواقع أن صراعاً للحضارات لن يحدث بين الغرب والشرق بل قد يحدث في داخل بريطانيا أو في داخل فرنسا أو في داخل ألمانيا.
2- أ) الولايات المتحدة: إلى أين الاتجاه؟ يتطلب ذلك قبل كل شيء تحولا لافتاً في اتجاهات السياسة الخارجية للولايات المتحدة. وبدون مقاربة متوازنة تقوم بها واشنطن تجاه الصراع في الشرق الأدنى وبدون تخلّي الولايات المتحدة عن التزامها غير المشروط والضخم للعدوان الإسرائيلي فإن أمريكا سوف تجتذب «الإرهاب الإسلامي» اجتذاب المغناطيس للحديد. ولا يمكن للولايات المتحدة أن تتخلى عن صورتها الخطرة الحالية على أنها قوة إمبريالية لا تعرف الشفقة ولا الرحمة إلا إذا تخلّت عن اتجاهها الحالي الأحادي الجانب، واحتقارها للقانون الدولي وانشغالها بالوصول إلى النفط وأحلت مكانها التزاماً أصيلاً بحقوق الإنسان والديمقراطية في كل مكان.
وإذا ما أخذنا في الحسبان أن المسلمين يعانون من قدر كبير من الظلم في أماكن أخرى وعلى أيدي أمم أخرى أيضاً فإنه قد يكون من المبالغة إلقاء اللوم على عاتق الولايات المتحدة بشدة في وجود الظواهر الثلاث التي جرت مناقشتها هنا. ومع هذا كله فإن المفتاح لحل سلمي لصراع الشرق الأدنى موجود في واشنطن دون أي شك، وبدون هذا الحل فإن جميع المساعي للوصول إلى عالم خال من التطرّف والتعصّب والإرهاب ماهي إلا مساع خالية من أي بصيص أمل.
2- الولايات المتحدة: هل سيذهبون؟؟؟ لا شك في أن هذا السؤال يفترض مقدماً أن جماهير الشعب الأمريكي تصبح أكثر ميلاً في تفحّص الذات أي أنها تصبح مستعدة لتحليل أسباب الكراهية الشديدة للسياسات الأمريكية. ومن المؤسف القول أنه عندما يصرخ الرئيس بوش قائلاً «لماذا يكنّون هذا الكره الشديد لنا؟» فإنه لا يطرح سؤالاً مخلصاً بل يوجّه سؤالاً احتجاجيّاً ليس إلا.
وإذا ما تذكرنا أن هناك 70 مليوناً من الأمريكيين ينتمون إلى المحافظين الجدد من المسيحيين الصهاينة المتشددين فإنه يبدو من غير الوارد في الوقت الراهن أن يستطيع أي رئيس أمريكي مهما كان الحزب الذي ينتمي إليه تغيير السياسة الخارجية التي تتبعها الولايات المتحدة كما هي مبينة أعلاه بإيجاز.
إن ذلك لا يتركني وحدي متخوفاً من المستقبل المنظور. لذلك أعتقد أننا سوف نستمر في العيش مع التطرّف والتعصّب والإرهاب. لكنني آمل مخلصاً في أن أكون مخطئاً.

المصادر:
* أبو ربيع، إبراهيم (محرّر) النهضة الإسلامية، هارتفورد، كونيكثكث معهد دراسات السياسة/ مشروع دراسات العالم والإسلام ، 1995.
* بنيس، فيليس Bennis Phyllis قبــل وبعــد – السياسة الخارجية الأمريكية والحــرب علـــى الإرهـــاب، مورثن إن مارتش Moreton in March، غلوسترشاير المملكة المتحدة 2003 .
* ديفيدسن، لورنس، الأصولية الإسلامية، وست بورت، كنكتكت، مطبعة غرينوود برس 1998.
* دريك، لورا. لوم أمريكا أولاً. في خضم الكراهية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط وما وراءه، آنانديل، فيرجينيا، UASR 2004.
* SESSR (محرر) الحركات الإسلامية – الأثر على الاستقرار السياسي في العالم العربي، أبو ظبي ECSSR 2003.
* إسبوزيتو، جون ل. الحرب غير المقدّسة – الإرهاب تحت اسم الإسلام. أكسفورد مطبعة جامعة أكسفورد 2002.
* غني، أحمد، تصوّرات الإسلام في الكتابات الأوروبية، مارك فيلد، LE المملكة المتحدة. المؤسسة الإسلامية 2004.
* هالسل، غريس إرغام الله، بما في ذلك «جنود صهيون المسيحيون» ، بلتسفيل ماريلند، الولايات المتحدة ، منشورات الأمانة، الطبعة الثانية 2003.
* هايدن، باتريك وآخرون، حرب أمريكا على الإرهاب، بيرلنغتن، فيرمونت، آشغيت.
* كيبيل، غيليــس Kepel Kepel الجهاد – مجرّ الإسلام السياسي، لندن، تاورس 2002.
* نابليوني، لوريتا الجهاد الحديث – تتبع أثر الدولارات وراء شبكات الإرهاب.
* باولي، روبرت ج. وآخرون (محرّر) الاستباق الإستراتيجي، السياسة الخارجية الأمريكية وحرب العراق الثانية، بيرلنغتن فيرمونت، آشغيث 2005.
* رمضان، طارق. المسلمون الغربيّون ومستقبل الإسلام، أكسفورد. مطبعة جامعة أكفسورد 2004.
* روكمور، ثوم وآخرون (محرّر) التحدي الفلسفي ليوم 11 أيلول/ سبتمبر. أكسفورد المملكة المتحدة، الناشر بلاكويل 2005.
* صدّيقي مظهر الدين الفكر الإصلاحي الحديث في العالم الإسلامي . إسلام آباد. معهد البحوث الإسلامية 1982.
* وهُهلر خلف الله، خديجة، الأصول الإسلامية، الإسلام والديمقراطية، ويسبادن
VS Verlag 2004.
* وود وارد، بوب. خطة الهجوم، نيويورك. سيمون وشوستر 2004.
الهوامش:
* - باحث إسلامي ألماني.
* - يذكر الباحث هنا أمثلة من التطرف عند فئات من المسلمين، قد تثير حسّاسيّات، ولذلك آثرنا
حذفها (التحرير)
**- التعددية وآداب التعددية أقرّها الاسلام، غير أنه ليس من هذه الآداب أن لا يحقّ لامرئ صدور حكم على من يعتقد بفساد عقيدته، كمن يعبد البقر مثلاً، لكنّ التوقف في صدور حكم فساد العقيدة قد ينحصر في دائرة فروع العقيدة، ومادار في إطار علم الكلام. ثم إنّ صدور الحكم لا يعني الصراع بل يعني احترام العقل (التحرير)
*** - إنه نهج الدعوة ، ولكن بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن (التحرير) .
* - ثمة تفسير آخر لما طرحه سيد قطب في كتابه، إذ لا يعقل أن يكون داعية مثل سيد قطب يقوم بعملية طرد جماعي! لشعب مسلم يتعامل معه، ويريد أن يزيد وعيه في الاسلام (التحرير).
* - من حقّ الباحث أن لا يتفق مع هذا الرأي، غير أنه ليس رأيا لفرد بل هو رأي جمع غفير من الفقهاء، ولكن مع تعيين الشروط والظروف، حتى لا تخرج العملية عن أسلوبها الصحيح وتتحول إلى إرهاب جنوني كما يحدث في العراق (التحرير).
* - سكان واشنطن غير سكان تل أبيب، فسكان واشنطن يعيشون في بلدهم آمنين. أما سكان تل أبيب فالرأي السائد بشأنهم أنهم محتلون وأنهم يشكلون ثكنة عسكرية محاربة (التحرير).
*- هذا صحيح على فرض أن الذين قاموا بالعملية هم مسلمون. وهناك رأي آخر يتبنّاه حتى بعض الامريكيين يقول إن معلومات الدائرة الامريكية حول هذا الموضوع يشوبها كثير من الشك وكثير من الغموض (التحرير)
1 - قارن قاموس مايرز الموسوعي. ما نهايم معهد الدراسات الببليوغرافية المجلد 8، 1973، ص 499 .
2 - معجم روجيه الجامعة، الفصل 710 و 31.
3 - قارن والترلاكيير Walter Laqour مجلد 23، 1978 ، ص 343 – ص 346.
4- قام بالترجمة محمد أسد. أما يوسف علي فيترجم الآية بما معناه «لا تشتطوا في دينكم» وأما مارْماديوك بكثول فيترجمها بما معناه «لا تبالغوا في دينكم». .
5 - هذه الآيات تحتوي على ما يسميه القانون الروماني «تبرير الحرب».
6 - أطلق على هذه اسم «شريعة أو قانون الحرب» في القانون الروماني.

مقالات أخرى من هذا الموضوع
• الإمامة   (بازدید: 1736)   (نویسنده: الشيخ مجيد العصفور)
• الامداد الغيبي في حياة البشرية   (بازدید: 1445)   (نویسنده: مرتضى مطهري)
• البرهان والعرفان   (بازدید: 1334)   (نویسنده: الدكتور علي أبو الخير)
• المنطلقات الفكرية للتعددية السياسية   (بازدید: 1877)   (نویسنده: الدكتور حسان عبدالله حسان)
• المنظومة الفكرية للشهرستاني وموقع ابن سينا منها   (بازدید: 2123)   (نویسنده: محمّد علي آذرشب)
• تأملات في دعاء شهر رجب   (بازدید: 3400)   (نویسنده: محمد مهدي الآصفي)
• قصة الناي في فكر الكواكبي   (بازدید: 1794)   (نویسنده: محمّد علي آذرشب)
• ما الذي يعنينا في هذا الاستشراق؟   (بازدید: 1289)   (نویسنده: عبدالنبي اصطيف)
• مقاصد الشريعة في المجتمع الإسلامي   (بازدید: 2789)   (نویسنده: الدكتور عمار الطالبي)
• مناهج دراسة مسألة «المهدي»   (بازدید: 1296)   (نویسنده: محمّد علي آذرشب)
• نهضة المهدي في ضوء فلسفة التاريخ   (بازدید: 1222)   (نویسنده: مرتضى مطهري)
• الاسلام وايران / الاتجاه الحضاري   (بازدید: 2176)   (نویسنده: الدکتور محسن الويري)
• التجديد والزمن - رؤية الشهيد الصدر لمؤثرات التجديد   (بازدید: 1254)   (نویسنده: السيد حسين الشامي)
• التحديات التي تواجه الإسلام / في العصر الحديث   (بازدید: 6892)   (نویسنده: الدكتور محمود حمدى زقزوق)
• الحداثة والتجديد / في فكر الإمام الخميني العرفاني   (بازدید: 1723)   (نویسنده: الدكتورة فاطمة الطباطبائي)
• الشهيد مطهري وإحياء الفكر الاسلامي   (بازدید: 2456)   (نویسنده: محمّد علي آذرشب)
• العلاقات الدولية / واحترام العهود والمواثيق في الإسلام   (بازدید: 2924)   (نویسنده: الدكتور وهبة الزحيلي)
• الغلوُّ والتَّطرف والإرهاب / وموقف الإسلام منها   (بازدید: 1617)   (نویسنده: الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي)
• دور الامام الصدر في التطوير الفقهي / وتحديد المشكلة الاقتصادية   (بازدید: 1078)   (نویسنده: الدكتور عبد الهادي الفضلي)
• سنن التاريخ عندالشهيد الصدر   (بازدید: 1570)   (نویسنده: عبدالإله المسلم)

التعليقات
الاسم:
البريد الالکتروني:
العنوان:
التعليق:
ثبت
[ Web design by Abadis ]