من هنا وهناك
|
ثقافة التقریب - العدد التجريبي 1
محمّد علي آذرشب
1428
المؤتمر الدولي العشرون للوحدة الإسلامية يدعو لحقن دماء المسلمين وعدم استهداف أي طرف لطرف آخر أكد المؤتمر الإسلامي الدولي العشرون للوحدة الإسلامية، الذي عقده المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية بطهران خلال الفترة من 17ــ 19 ربيع الأول 1428 في بيانه الختامي، أكد حرمة دماء المسلمين، أيّاً كان مذهبهم على جميع المسلمين. ودعا المؤتمر إلى ضرورة العمل الجادّ لحقن دماء المسلمين وعدم استهداف أي طرف منهم لطرف آخر في العراق بصورة خاصة، ودعا إلى تلاحم كل أتباع المذاهب الإسلامية وتفويت الفرص على العدو. كما أكد المؤتمرون على وجوب التخطيط الجامع لتضمين المناهج الدراسية الابتدائية والمتوسطية والثانوية والجامعية مواد علمية تعرض بدقة خصائص سنة الرسول الأكرم وسيرته الشريفة، وتوضيحها للناشئة والشباب. ودعا المؤتمرون إلى وجوب قيام المراكز العلمية والجامعية باستمرار، بالدراسات الواسعة والمعمقة حول مختلف أبعاد هذه السيرة المنورة، ونشر نتائج دراستها بمختلف اللغات، وبشتى الأساليب والوسائل المسموعة والمقروءة والمرئية، مستخدمة كل الوسائل الحديثة والخدمات المعلوماتية، ومسخّرة الفن الرفيع لتحقيق هذه الغاية. وجاء في البيان الختامي الصادر عن المؤتمر : "انطلاقاً من مسلمات القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف، يرى المؤتمرون أن الإسلام جامع لأهل القبلة، ودليله الشهادتان اللتان تعصمان دم الناطق بهما وماله وعرضه، وحسابه بعد ذلك على الله تعالى، كما يرون أن التقريب بين المذاهب الإسلامية سبيل لتحقيق الوحدة الإسلامية في المواقف العملية، وأن المذاهب الإسلامية التي تؤمن بأصول الإيمان وتحترم أركان الإسلام المتفق عليها، يؤلف اتباعها بمجموعهم الأمة الإسلامية الواحدة، وتتكافأ نفوسهم وتتآلف قلوبهم، ويتعاونون لتحقيق الأهداف الإسلامية السامية، وأن التفرق السياسي لا يجوز أن تُستغل له الاختلافات العقيدية أو التاريخية أو الفقهية، أو إثارة أية فتنة طائفية أو عرقية تخدم أعداء الأمة، وتحقق خططهم الماكرة ضدها، وتكرس احتلالهم البغيض لأرضها". ودعا المؤتمر تحقيقاً لهذه الوحدة بين أهل القبلة، ولهذا التقريب بين أصحاب المذاهب الإسلامية، إلى وجوب احترام كل طرف منهم للآخر، وعدم التعرض لعقيدته أو شعائره أو فقهه في وسائل الإعلام أو الخطب العامة، وإلى ترك البحث في هذه الأمور للعلماء والأكاديميين في بحوثهم المتخصصة، وعدم التشهير بأحد بحجّة المصارحة. كما أكد المؤتمرون على عدم جواز توجيه ما يعدّ إهانة أو انتقاصاً مما يحترمه أي طرف، من الأشخاص أو المقدّسات، ويشمل هذا بوجه خاص عدم جواز انتقاص آل البيت أو الأئمة أو الصحابة، أو سبهم أو إهانتهم أو الغضّ من مكانتهم، أو التعرض لأي شيء يُنسب إليهم بأي نوع من أنواع الإساءة اللفظية أو المعنوية أو المادية، بما في ذلك الاعتداء على الأماكن المنسوبة إليهم، وعدم جواز استباحة المقدسات ودور العبادة من مساجد أو حسينيات أو زوايا أو مراقد أو غيرها، والالتزام فيها بشروط الواقفين شرعاً. وأكد المؤتمرون على أهمية الأقليات الإسلامية في البلدان غير الإسلامية التي تشكل ثلث المسلمين، ودعا إلى العمل على تمتعها بحقوقها المشروعة، ويثمنون جهودها في عملية الحوار مع الآخرين. وأعلن المؤتمرون وقوفهم إلى جانب الجمهورية الإسلامية الإيرانية في عملية تطوير قدراتها النووية للأغراض السلمية وأدانوا كل الأساليب الملتوية التي تحاول منعها من الاستفادة من حقوقها المشروعة التي تكفلها لها القوانين الدولية، ودعوا بلدان العالم الإسلامي إلى الاستفادة من هذه التجربة. جائزة المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية منح المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية في ختام المؤتمر الدولي العشرين للوحدة الإسلامية (19 ربيع الأول 1428)، جائزة المجمع للدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة تقديراً لجهوده في خدمة أهداف التقريب بين المذاهب الإسلامية، وفي وضع (استراتيجية التقريب بين المذاهب الإسلامية) التي صادق عليها مؤتمر القمة الإسلامي العاشر في عام 2003م. ومنح المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية جائزته أيضاً للدكتور محمد الحبيب ابن الخوجة، الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدولي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي. خاتمي يؤكد من الازهر أهمية التقريب بين المذاهب الاسلامية أكد الرئيس الإيراني السابق ورئيس المركز الدولي لحوار الثقافات والحضارات محمد خاتمي علي أهمية التقريب بين المذاهب الإسلامية والأديان والحضارات من أجل مصلحة البشرية ولمواجهة محاولات البعض إشعال نار الفتنة والفرقة بين أبناء الأمة الإسلامية ولنشر الاستقرار في الدول الإسلامية. وأشار خاتمي في محاضرة ألقاها بقاعه الأمام محمد عبده بجامعة الأزهر في إطار زيارته لمصر، لحضور المؤتمر السنوي لوزارة الأوقاف المصرية (ابريل 2007) وحضرها الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر والدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف المصري والدكتور أحمد الطيب رئيس جامعة الأزهر وجمع كبير من أساتذة الجامعة وطلابها، أشار إلى دور العلماء ورجال الدين والمفكرين في هذا الصدد. وطالب خاتمي الدول الإسلامية الأخذ بأسباب التقدم والتطوير والتجديد مع الحفاظ على هويتهم الإسلامية وتشجيع حرية الفكر والقانون والديمقراطية والتمسك بالمرجعية الإسلامية المتمثلة في القرآن الكريم لمواجهة التكتلات الدولية والمتغيرات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية الراهنة. وأشار إلى التحديات الخارجية والداخلية التي تواجه المسلمين والمتمثلة في ظاهرة الإسلام فوبيا الخطيرة وهي الخوف من الإسلام واتهامه ظلماً بالإرهاب وهو ما تردده الدول الكبرى للهيمنة على مقدرات الدول النامية والإسلامية بدعوى محاربة الإرهاب. وحذر خاتمي من سلبيات التخلف والاستبداد ببعض دول العالم الإسلامي وهي التحديات الداخلية التي تواجهها، مشدداً على أهمية أخذ الدول الإسلامية بكل أسباب التقدم العلمي والتكنولوجي والاقتصادي وتطوير الفكر الإسلامي مع الحفاظ على الهوية الإسلامية، مشيراً إلى قدرة الإسلام لتلبية كل أسباب التقدم واستيعاب الأمور الحديثة كدين صالح لكل زمان ومكان يجب التمسك به. وجدّد الرئيس الإيراني السابق تمسكه بالمقاومة لمواجهة الاعتداء على الإسلام والمسلمين ورفضه في ذات الوقت للإرهاب او العنف وكذلك رفض دعاوي التسلط والهيمنة والاستبداد وضرورة العمل بالديمقراطية والحرية. وأشاد خاتمي بالدور الهام والحيوي للأزهر وعلمائه وجامعته في العالم الإسلامي لنشر الوسطية والاعتدال ومواجهة التحديات التي تواجه العالم الإسلامي وللتقريب بين المذاهب حيث احتضن الازهر لجنة التقريب والتي ترأسها الشيخ الازهر الاسبق محمود شلتوت. كما أشاد بدور علماء مصر في الخارج لنشر الوسطية والاعتدال، مطالبا باستمرار ذلك الدور مستقبلا. القرآن يأمرنا أن نكون في مقدمة الحضارة الإنسانية أكد الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب في إيران، آية الله التسخيري أن القرآن يأمرنا أن نكون في مقدمة الحضارة الإنسانية، ولكننا للأسف نسير خلفها. وقال آية الله التسخيري خلال لقائه رئيس مركز إسلام آباد للدراسات الاستراتيجية ومستشار وزير الخارجية الباكستاني السابق الدكتور أنعام الحق، إن المجمع يعمل من أجل إيجاد القواسم المشتركة بين المذاهب الإسلامية وتوسيعها. وأضاف أن مؤامرات الاستكبار العالمي تعمل من اجل إيجاد عداوة وهمية بين المسلمين، والمجموعات الإسلامية، لكي تلهيهم عن العدو الأصلي إسرائيل. وأكد أن بعض الخلافات السياسية في لبنان والعراق وغيرها بدأت تأخذ بعداً مذهبياً، عن طريق الإيحاء أن الخلاف هو بين السنة والشيعة، وهذا ليس من مصلحة الإسلام، مشيراً إلى محاولة بعض المتطرفين استغلال هذه المسألة. وأشار إلى ميثاق مكة الذي وقعه المفكرون والعلماء السنة والشيعة، والذين يحرّم إراقة دم المسلمين، داعياً الجميع إلى الالتزام به. من جهته أكد الدكتور انعام الحق على أهمية نشاطات المجمع، مشيراً إلى المشاكل التي يعاني منها العالم الإسلامي. وقال إنه يجري العمل اليوم على التقليل من دور الأمم المتحدة وحتى إلغائها، لكي يصبح القرار بيد الدول الكبرى، وتتحول الأمم المتحدة إلى مجرد آلة وأداة لتنفيذ هذه القرارات. وأشار إلى غياب أي ممثل للدول الإسلامية في منظمات الدول الكبرى والثمانية الكبار، لأنهم ليس لديهم قوة اقتصادية، داعياً العلماء والمفكرين الإسلاميين إلى التحرك والعمل للحصول على ممثل للدول الإسلامية في هذه المنظمات. وقال إنه خلال السنوات الخمس الماضية وبعد حادثة 11 ايلول/ سبتمبر قتل عدد كبير من المسلمين أكثر بكثير من قتلى حادثة 11 أيلول/ سبتمبر، وتزداد التهديدات يوما بعد يوم ولا يوجد لها نهاية. إننا ننتمي لحضارة إسلامية راقية مبدعة وبانية للإنسان المؤمن بقيم التسامح والتعايش أعلن الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) أن الاهتمام بتجديد البناء الحضاري الثقافي للعالم الإسلامي، من خلال تنفيذ (برنامج عواصم الثقافة الإسلامية)، يفتح أمام المسلمين آفاقاً واسعة للمضيّ قدماً في العمل الذي يقومون به على صعيد تعزيز الحوار بين الثقافات والتحالف بين الحضارات، في هذه المرحلة التي تتعالى فيها أصوات مريضة تحرّض على الكراهية والعنصرية والتمييز بين الأمم والشعوب، ويسعى أصحابها إلى الزّجّ بالعالم في دوامة من الفتن والقلاقل والصراعات. وقال في كلمة ألقاها في الحفل الرسمي بمناسبة انطلاق الاحتفالات بطرابلس عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2007 عن المنطقة العربية مساء أمس في طرابلس : «إننا نثبت للعالم أننا ننتمي إلى حضارة راقية مبدعة وبانية للإنسان المؤمن بقيم التسامح والتعايش وقبول الآخر، وأننا دعاة عدل وسلام، وأن المسلمين أمة تؤمن بالله وتعمل لخير البشر، وتسعى إلى ما يحقق المصلحة ويجلب المنفعة للإنسانية جمعاء، وينشر مبادئ الحق والعدل والمساواة، ويحفظ للإنسان كرامته ويصون حقوقه ويحفزه للقيام بواجباته تجاه نفسه وأسرته ومجتمعه ومحيطه الإنساني العام». وأضاف أن تلك هي خصائص الحضارة الإسلامية التي نسعى من خلال تنفيذ (برنامج عواصم الثقافة الإسلامية) لاستحضارها، ولتعميق الوعي بها، ولنشر فضائلها على أوسع نطاق. وأشار إلى أن الأهداف التي وضعت (لبرنامج عواصم الثقافة الإسلامية) الذي اعتمده المؤتمر الإسلاميّ الرابع لوزراء الثقافة المنعقد في الجزائر في شهر ديسمبر من سنة 2004، هي تجديدُ الحضارة الإسلامية، والتعريفُ بتراثها الفكري والعلمي والثقافي، وإنعاشُ الذاكرة التاريخية للشعوب الإسلامية، لتقوية الهمم وحفز العزائم والدفع بها نحو ربط الحاضر بالماضي، لاستئناف دورةٍ حضاريةٍ جديدةٍ تعيد للأمة الإسلامية مكانتها بين الأمم. ومضى المدير العام للإيسيسكو قائلاً : «لقد احتفلنا في السنة الماضية بثلاث عواصم للثقافة الإسلامية، هي: حلب عن المنطقة العربية، وأصفهان عن المنطقة الآسيوية، وتمبكتو عن المنطقة الأفريقية، ونحتفل هذه السنة بالعواصم الأربع للثقافة الإسلامية؛ فاس وطرابلس عن المنطقة العربية، وطشقند عن المنطقة الآسيوية، وداكار عن المنطقة الأفريقية، وسيستمر العمل بهذا البرنامج الثقافي الحضاري إلى سنة 2015، حيث سيتم إعداد قائمة جديدة بأسماء عواصم الثقافة الإسلامية للعشرية التي تلي ذلك التاريخ». وأعلن عن استمرار تنفيذ هذا البرنامج الحضاري الذي يهدف إلى تعميق مبدأ التضامن الإسلامي، وتقوية صلات التعاون بين الدول الأعضاء، وتطوير العمل الثقافي في مفهومه الواسع، وتشجيع الصناعات الثقافية، وحفز المبدعين في حقول الإبداع الثقافي والفني والأدبي لإظهار بدائع الفكر وروائع الفن ومغاني الأدب. وزير الأوقاف المصري: يؤكد على ضرورة وحدة الأمة الاسلامية أكد وزير الأوقاف المصري محمود حمدي زقزوق على ضرورة ان ترتفع الأمة الإسلامية فوق الصراعات المذهبية والطائفية التي تسلبها إرادتها وتزيدها تفككاً وأن تتمسك بوحدة صفها. وأوضح زقزوق خلال اجتماعه بالقاهرة مع حسين رجبي مدير مكتب رعاية المصالح الإيرانية في القاهرة أن مصر لا تبدأ جهودها في التقريب بين المذاهب الإسلامية من الصفر، بل تبني على ما بدأته في الأربعينات من القرن الماضي على أيدي أعلام الفكر الإسلامي من علماء الأزهر الشريف الذين أسهموا بجهد كبير في هذا المجال، ولا تزال المجلدات السبعة عشر من مجلة رسالة الإسلام التي كانت تصدرها جماعة التقريب بين المذاهب الإسلامية أعظم شاهد على هذا الجهد الكبير. وأشار زقزوق إلى حرص مصر على استمرار العلاقة الطيبة بين علماء الدين في مصر وإيران، حيث توجه مصر الدعوة سنوياً لوفد إيراني للمشاركة في مؤتمر المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بالوزارة. " تحويل المسار "!! كتب المحلل السياسي المعروف سيمور هيرش مقالاً هاماً تطرق فيه إلى المشروع الامريكي الجديد الرامي إلى خلق اصطفاف سياسي جديد في المنطقة تحت لافتة السنة والشيعة جاء فيه: في الاشهر القليلة الماضية، ومع تدهور الوضع في العراق، اتخذت ادارة بوش، في دبلوماسيتها المعلنة وعملياتها السرية، مساراً جديداً مهما في ستراتيجية سياستها في الشرق الاوسط. و"تحويل المسار" هذا وهي التسمية التي اطلقها أحد مسؤولي البيت الابيض على الستراتيجية الجديدة، قد دفع بالولايات المتحدة إلى حافة مواجهة مكشوفة مع إيران، وفي اجزاء من المنطقة، تسبب في صراع طائفي آخذ في الاتساع بين المسلمين الشيعة والسنة... وجاء في المقال أيضاً: السياسة الأمريكية الجديدة، بخطوطها العريضة، تمت مناقشتها علنياً، وفي شهادتها أمام لجنة العلاقات الخارجية لمجلس الشيوخ قالت وزيرة الخارجية كوندليزا رايس بأنه هناك (ستراتيجية جديدة في الشرق الأوسط) لفصل "المعتدلين" عن "المتطرفين" ، وأشارت إلى الدول السنية باعتبارها مراكز الاعتدال، وقالت إن إيران وسوريا وحزب الله "على الجهة الأخرى من هذه القسمة" ... وأشار هيرش إلى دور إسرائيل في "تحويل المسار" إذ قال: الستراتيجية الجديدة "تغير مهم في السياسة الأمريكية. تغير هائل" "كما قال مستشار حكومي أمريكي له صلات وثيقة مع إسرائيل وأضاف: "الدول السنية شعرت بالخطر من اكتساح شيعي وكان هناك غضب متصاعد من رهاننا على الشيعة المعتدلين في العراق. لا يمكننا أن نعكس المكاسب الشيعية في العراق ولكن نستطيع أن نحتويها"... ونقل هيرش عن مارتن انديك ما تبيته قوى الهيمنة العالمية من خطة لاثارة النزاعات الطائفية فقال: مارتن انديك المسئول الكبير في وزارة الخارجية بإدارة كلنتون والذي عمل في منصب سفير إسرائيل يرى أن "الشرق الأوسط يتجه نحو حرب باردة سنية شيعة خطيرة" في البناء الحضاري للعالم الإسلامي صدر الجزء التاسع من كتاب "في البناء الحضاري للعالم الإسلامي" باللغة العربية للدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة ـ يقع الكتاب في 355 صفحة من القطع الكبير، ويضم مجموعة من البحوث والدراسات وأوراق العمل التي شارك بها المؤلف في مؤتمرات وندوات دولية وعربية إسلامية. كما يشتمل على الكلمات التي ألقاها في هذه المؤتمرات في مناسبات عديدة. وقد كتب المؤلف تقديماً للكتاب بسط فيه القول حول الأوضاع الفكرية في العالم المعاصر. ومما جاء فيه : "يقع العالم الإسلامي في مركز الدائرة من هذه التحوّلات العميقة التي تسود العالم اليوم؛ فشعوبه تَتَأَبَّى على الذوبان في (النظام العالمي الجديد)، وتستعصي على الاِندماج المندفع الأهوج غير المحسوب في (عولمة متوحشة) كاسحة للخصوصيات الثقافية والحضارية، ومخترقة للسيادات الوطنية، ومغتصبة لطموح الشعوب والأمم. فلقد أصاب المسلمين من هذه الهيمنة السياسية والاقتصادية والفكرية والثقافية والإعلامية بأسٌ شديد، وتحمّلوا أعباء ثقيلة، عرقلت مسيرتهم الإنمائية، وتسبّبت في مشاكل كثيرة لا تزال تَتَفاقَمُ وتَتَعاظَمُ لتحول دون المضيّ قدماً على طريق التنمية والتقدّم وتحقيق آمال الشعوب الإسلامية. وبذلك أصبح العالم الإسلامي في وضع صعب للغاية، يفرض على حكوماته وشعوبه تبعات باهظة التكاليف، وتحدّيات تَتَزايَدُ حدّتها وضراوتها، كلما أمعن (النظام العالمي الجديد) في تضييق الخناق على الأمة الإسلامية في مشرق أقطارها ومغربها، وكلما تصاعدت موجات الكراهية ضدّ الإسلام والمسلمين، عقيدةً وشريعةً وثقافةً وحضارة، وكلما زادت الصعوبات وتفاقمت المشكلات التي تؤثّر على النموّ المتكامل والمتوازن لاقتصاديات دول العالم الإسلامي، والتي تضرّ بالتنمية الشاملة المستدامة. وعلى الرغم من قتامة الوضع السائد على الصعيد الدولي ومن تجمّع سُحُب اليأس الداكنة التي تملأ سماء هذا العالم في هذه المرحلة الدقيقة التي تجتازها البشرية، فإن الأمل في تغيير عميق وواسع المدى لمسار الحضارة الإنسانية، يملأ نفوس الصفوة من المفكرين والعلماء والمثقفين الذين يستشرفون المستقبل بعقل مستنير، وبقلب ينبض بحبّ الإنسان، وبرؤية ثقافية وحضارية وتاريخية تستوعب الواقع من جميع جوانبه، وتتطلّع إلى المستقبل على مدى آفاقه. إن الحكمة البالغة المستخلصة من دروس التاريخ تقول إن (دوام الحال من المحال). ويزيدنا يقيناً في حدوث تغيير إيجابي في شكل انفراج في العلاقات الدولية وعودة الشرعية إليها، وانحسار موجة الهيمنة في السياسة الدولية، واستقرار المجتمعات الإنسانية، ما نعلمه من أن الظّلم عاقبته وخيمة، وأنه استثناء، أما القاعدة المطردة فهي العدل والإنصاف والمساواة. وللفكر رسالة سامية يؤدّيها في هذا الخضم من الأزمات والتحوّلات، وللكلمة إسهام في تمهيد السبيل إلى الخروج من ضيق (الاِستبداد الجديد) إلى سعة (العدالة الإنسانية) التي هي القاعدة للسلام، وللوئام، وللتفاهم، وللحوار، وللتعايش، وللتحالف بين الحضارات والثقافات، بما يؤدّي إلى إقامة جسور التقارب والتلاقي والتعاون من أجل الخير والفضيلة والمحبة والتسامح والأمن والسلام. وفي هذا الجزء التاسع من كتابي "في البناء الحضاري للعالم الإسلامي"، يطالع القارئ فصولاً التزمتُ فيها الدفاع عن حقّ الأمة الإسلامية في أن تحيا حياة حرّة كريمة عزيزة، من خلال إقامة قاعدة صلبة للنهضة في المجالات كافة، وخاصة في مجال التربية والعلوم والثقافة، وهو الحقل الذي أعمل فيه، من أجل النهوض بالعالم الإسلامي، وتحريره من عبودية الجهل والفقر والمرض، وهي أنكى وأنكر وأشنع أنواع العبودية... لقد كان الوضع الدولي نصب عيني وأنا أحرّر هذه الفصول، وكانت ظاهرة القطب الواحد المهيمن على السياسة الدولية، ماثلة أمامي ومثار اهتمامي، بقدر ما كانت الحالة العامة التي يعيشها العالم الإسلامي تؤرقني وتشغلني، والتي كنت ــ ولا أزال ــ أشعر بالمسؤولية إزاءها، في حدود اختصاصاتي، وفي إطار المهام التي أتقلدها، لإيماني بأننا كلنا مسؤولون عن هذه الحالة، وإنما المسؤوليات تَتَفاوَتُ في المستويات. فهذا وطننا الكبير، وهذه أمتنا، وهذه تحدّيات تواجهنا جميعاً، لا تفرّق بين شعب وآخر من شعوب العالم الإسلامي، وهذا مصيرنا نصنعه ــ بمشيئة اللَّه تعالى ــ بأنفسنا، بالإرادات الخيّرة، وبالعزائم القوية، وبالضمائر الحيّة، وبالعقول المستنيرة، وبالعلم والمعرفة، وبالسياسات الرشيدة والاِختيارات السويّة، وبالتضامن والتكامل والتعاون والتنسيق، وبروح الأخوة الإسلامية التي تتغلّب على كلّ ما من شأنه أن يشتّت الجهود ويضيّع الفرص على الجميع. فهذه هي السبيل التي تفضي بالعالم الإسلامي إلى الخروج من المرحلة الحالية بكلّ مشاكلها وتعقيداتها، إلى مرحلة النهوض التي نتطلّع إليها ونعمل لها، كلٌّ من موقعه". ويشكل الكتاب بأجزائه التسعة، إنجازاً فكرياً يجمع بين التجديد والتحديث، وبين التمسك بالثوابت والانفتاح على آفاق العصر. وينهج المؤلف في كتابه الذي تصدر أجزاؤه تباعاً، نهجاً علمياً يرتقي به إلى مصاف المفكرين الاستراتيجيين الذين يصنعون المستقبل من خلال تجديد البناء الحضاري للعالم الإسلامي. دورة تدريبية حول الإعلان الإسلامي حول التنوع الثقافي تعقد المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، بمناسبة الاحتفاء باختيار فاس عاصمة للثقافة الإسلامية لسنة 2007، دورة تدريبيّة لفائدة مجموعة من القيادات الشبابية حول تفعيل مضامين (الإعلان الإسلامي حول التنوع الثقافي) بمدينة فاس، خلال الفترة من 9 إلى 11 أبريل الجاري، وذلك بالتعاون مع الجهات المكلفة بالشباب في الحكومة المغربية، وبالتنسيق مع منسقية احتفالية فاس عاصمة للثقافة الإسلامية. وسيستفيد من هذه الدورة ثلاثون شاباً ينتسبون لعدد من الجمعيات الثقافية والهيآت الشبابية، بهدف اطلاعهم وتعريفهم بالإعلان الإسلامي حول التنوع الثقافي ومضامينه، الذي اعتمده المؤتمر الإسلامي الرابع لوزراء الثقافة (ديسمبر 2004) وإبراز دور التنوع الثقافي في المحافظة على التراث الثقافي الإسلامي، ونشر ثقافة حقوق الإنسان وإشاعة المنظور الإسلامي لها.
|
مقالات أخرى من هذا الموضوع |
• المرأة المسلمة والتحديات العالمية من خلال بعض الاتفاقيات الدولية
(بازدید: 2732)
(نویسنده: محمد علي التسخيري)
• المرأة في المشروع الإسلامي المعاصر
(بازدید: 2651)
(نویسنده: زكي الميلاد)
• توصيات مؤتمر المرأة المسلمة في المجتمعات المعاصرة
(بازدید: 4194)
(نویسنده: محمّد علي آذرشب)
• جلال الدين الرومي وآثاره العربيّة
(بازدید: 6849)
(نویسنده: فرح ناز رفعت جو)
• في أجواء نداء الحج لعام 1428هـ
(بازدید: 2882)
(نویسنده: محمّد علي آذرشب)
• قيمة الجمال في تداولها الإسلامي
(بازدید: 3253)
(نویسنده: عبد المجيد الصغير)
• منهج البيروني في دراسة الأديان
(بازدید: 4255)
(نویسنده: علي بن مبارك)
• ميتا - استراتيجيا المقاومة التبصُّر الخُلُقي نموذجًا
(بازدید: 2147)
(نویسنده: محمود حيدر)
• أزمة التخلف الحضاري و انعكاساتها على وضع المرأة المسلمة في عصرنا الراهن
(بازدید: 4151)
(نویسنده: محمّد علي آذرشب)
• أزمة الحوار الإسلامي
(بازدید: 1352)
(نویسنده: زكي الميلاد)
• أزمة الحوار السني - الشيعي
(بازدید: 4058)
(نویسنده: زكي الميلاد)
• إشكالية المرجعية في تقرير التنمية الإنسانية
(بازدید: 1214)
(نویسنده: خالد سليمان)
• آفتان في المتعصبين
(بازدید: 2170)
(نویسنده: الشيخ محمّد الغزالي)
• إنما المؤمنون إخوة
(بازدید: 1819)
(نویسنده: محمد حلمي عيسى باشا)
• أيها المسلمون.. ثقوا بأنفسكم دعوة لا تزال حيّة
(بازدید: 1639)
(نویسنده: عبدالمجيد سليم)
• الإرهاب الصهيوني فكرًا وممارسة
(بازدید: 1023)
(نویسنده: أسعد السحمراني)
• الإمام علي بن أبي طالب والتقريب بين المذاهب
(بازدید: 1061)
(نویسنده: الدکتور عبدالمتعال الصعيدي)
• الانسجام الإسلامي
(بازدید: 1540)
(نویسنده: محمّد علي آذرشب)
• التحديات الراهنة كيف نواجهها
(بازدید: 843)
(نویسنده: الشيخ محمود محمدي عراقي)
• التشريع وكرامة الإنسان
(بازدید: 888)
(نویسنده: سيد موسى الصدر)
|