banner
مساحة «للتعارف» بين الإیرانيين و العرب
المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية
  کلمات   جمل   تعليقات      

فلسطين في شعر المملكة العربية السعودية
ثقافتنا - العدد 11
أدب
الدكتور محمد بن حسن الزير
1427

«ملخّص»
قضية فلسطين هي الموضوع الأول الذي استأثر بالقدر الاكبر من اهتمام الشاعر السعودي، ولا يكاد يخلو ديوان شاعر سعودي من نماذج شعرية فلسطينية، وبعضهم خصص دواوين لهذه القضية المصيرية. والمادة الشعرية لدى هؤلاء الشعراء كثيرة في كمها، متنوعة في كيفها، كثيرة في شعرائها، واكبت مسيرة القضية منذ المأساة وتواصلت عبر أحداث الانتفاضة، ولا تزال حتى يومنا هذا تحثّ أحيانا، وتندب أحيانا أخرى.

الشاعر «علي حسين العبادي» يهدي إلى الفتاة الفلسطينية «دلال المغربي»، ذات العشرين ربيعاً، لبطولتها التي بزّت فيها كثيراً من الرجال قصيدته التي يقول فيها(1) :
البطولات استقوها من «دلال»
غادة ما عرفت طعم الكرى
قـــضّ جنبيها شهـيـد قد ثـــوى

وارفعوها فوق أعناق الرجال
لا يذوق النوم ذو داء عضال
بيــن آكــام وبيـد ورمال.. إلـخ(2)
كما يستنكر الشاعر «علي زين العابدين» قرار تقسيم فلسطين مع من استنكر هذا القرار الظالم، وفي ذكرى ذلك اليوم الغادر يقول في «صيحة استنكار» صادرة من أعماقه(3) :
أنصمتُ يا قوم عن محنة
أنَصمِتُ والنار في دارنا
أنصمت والداء في جسمنا
إلــى الـقــدس نــزحف في عــزة

تلطخ بالعار هاماتنا
لتأتي على كل ثرواتنا
يهدد بالموت مهجاتنا
ونصبغ يافا بآياتنـــــا.. إلـــخ(4)
ويصور الشاعر «صالح أحمد العثيمين»(5) في إحدى قصائده أطماع الغرب وخداعهم ونواياهم السيئة تجاه أوطاننا(6) :
الغرب يدعو نحو تحرير الشعوب والحب والإخلاص في ظل الوئام
وتعايش ودي. و«تقرير المصير» لكن هراء قوله أبداً هراء هي خدعة
تقضي بتحطيم الضمائر والشعور فالغاصبون يتشدقون
على حساب الشعب والوطن الجريح ويعلنون الحق ويل الحق في يدهم ذبيح
أمن العدالة فتكهم بالأبرياء وتساق كالأغنام أو كبش الفداء
زمراً إلى كهف المذلة والسجون رهن العدالة والسلام نصب المقاصل والقيود
والفتك بالأفراد والمستضعفين وإبادة الشعب الوحيد ؟!!
وفي ذكرى قيام عصابة إسرائيل يعبر عن مشاعر الغضب العارم(7) :
أقيموا وامرحوا فالبعث دوّى
على أشلائكم سنقيم مجداً
ونوقدها ونشعلها ضروساً
ولا أمـــل يهــدهــدكـــم جنون

وقد هبت لرؤيته الأنام
تخرّ له الجبابرة العظام
فلا طمع يدوم ولا خصام
ولا وطـــن يــظــل ولا ذمــــام
وعن مولد طفل فلسطيني لاجئ يقول(8) :
فمذ صافح الكون غضّ الاها
رأي إخوة أثخنوا بالجرا
فلم يبق من أرضهم غير رؤيا
يلفعهم بالشتاء الصقيع وفي الصـ
بلا موطن.. وبلا مسكن
وحـــقد سيقـــذف نيــــرانـــه

ب وعانق هذا الوجود العنيد
ح وذاقوا من الظلم عنف اليهود
يهيم كطيف وحيد شريد
ـيف لفح الهجير المبيد
أقاموا فما تم غير النحيب
يطهر ذاك الصعيـــد الحبيب.. إلــخ
ويتواصل تعبيره عن مأساة فلسطين الجريحة في ألم وأسى(9) :
يرميه بالذل المغير فتستفيق به الجراح
شبح الكرامة من طغام دنسوا حتى الريــاح

لايعرف الفجر الضحوك وليس ينعم بالصباح
أتراهموا حسبوه في تلك المواطن مستبــاح
والشاعر «عثمان بن سيّار» يدعو للعمل والكفاح وهو سبيل نهضة الأوطان وعزّتها فهي المنقذ بروح المسلم(10) :
آن أن ننفض عن أجفاننا
آن أن نفصح عن آلامنا
جرحنا الراعف لا تلأمه
والكفاح الحق لن تقهره
فانطلق يحدوك عزم صارم
فكأني بك قد أحللتها
وتهــــادى العـــرب فــي أفيائها

سِنَةَ الشك وسحب الوهم
أي جدوى للأنين المبهم
غرة في أمسنا المنصرم
قوة في الأرض مهما تظلم
نهضة الأوطان أسمى مغنم
في الغد الباسم عليا القمم
تنقـــذ الدنيـــا بـــــروح المسلم
والشاعر الدكتور: محمد بن سعد الدبل رى أن الركب يفوته وهو يكتفي بسلاح القوافي، وأن برّه ناقص إن ظل رهن أناشيده الصدّاحة(11) :
لغة الشعر والقوافي سلاحي
اخفض الصوت فالحروف حيارى
أيّ بر أسديـــه إن ظــل خطــوي

فاتني الركب فاندبي يا جراحي
شدوها طائر مهيض الجناح
رهن أنشودتي ونجـــوى صــداحي
وفي ديوان الشاعر «معاناة شاعر»(12) نجد خمس قصائد عن القضية الفلسطينية؛ ففي «شهداء صبرا وشاتيلا»(13) يقول في مطلع القصيدة:
قدر سابق وروع ونار
يا دماء الأشلاء دمع رخيص
يا رفــات الصمود ردّي عليــــنـا
وعلى بندقية الثأر سطر
ستظــــل الأشـــــلاء والدم والنا

أين سرنا والأبريا أين ساروا؟
إن نعي الأحرار بالدمع عار
هــل تخــطـاك صــــارم بتــار؟
هل تلاه معربد غدار..؟
رفهــــــذا طريقنـــا والقــــرار
* * *
عاتبتني: مازال جرحك يهمي
موعدي في مخيم شاتيلا
كلنا قائل إذا النفس جاشت
عربي بـــــل مسلــــــم لا أبالي

قلت نفسي دون الحقوق جبار
وصبرا حيث المنايا تدار
وتنحّى بالآبقين الفرار
سام روحـــي مهند أو أوار.. إلــخ
وفي قصيدته الثانية «ندب الجراح»(14) يرى المآسي في كل أرض:
أعلى مسمع ومرأى من النا
كم صغير شكا وأم حنون
والمآسي في كل أرض طهور
يجـــــأر القــدس والجراح رعاف

س يسام البريء بالتعذيب؟
ووقور أعياه ثقل الدبيب!!!
تملأ البيد من وقود اللهيب
في ربوع الأفغان أو تل أبيب.. إلــخ
ويقول في النص الثالث «لا تندبي»(15) :
لا تندبي كـــل قلب نابض جرحــا

آسيه بالصمت يستمر المنــى فرحـاً
ثم يقول:
أنشودتي من خيوط الحزن أنسجها
ماذا أقول وفي الأحشاء عاطفة
مـــن ذا بـــزاوية المحراب يمنعـــه
عزيت في الحرم الأقصى وصخرته
لا تنتظـــر حــل مأسأة مطــوقـة

مثقّفا من حواشيها ومطّرحا
جفت عطاء ووري الزند ما قدحا؟
وقوف داع هفا للركعتين ضحـــى؟
من أغمض العين مغبوناً ومن فتحا
فالكيل في شرعة الأنذال قدطفحا..إلخ
وتحت عنوان «الشهيد»(16) يجيء النص الرابع ليتحدث إلى الشهيد وعنه:
إليك فإن اللوم في القلب ما أجدى
عشقــت المنى وسط الزحــام مجالدا

لقد شدني للمورد المعذب ما شدا
وفي ساحة الأبرار أصدقها العهــدا..
ثم يقول:
سرى في عروقي صوته في انتفاضــة
وقد همست فــي مسمعــيّ كريـمة

ونفسي على علاتها تعشق الجدا..
تقول: ومن لي والصغيرين لو تردى؟
ويستمر في الحديث عن مشاعر الشهيد:
آلا ليت صحبي يعلمون بما أفا
إذا لاستباحوا الكفر قتلاً مطوقاً
أولئـــك قـــوم حـاربوا الله جهرة

ضَ عليّ إله الكون من خيرماأسدى
بأعناق من أفوافهم تنفث الحقدا!
فحق لجند الله تحصدهم حصداً.. إلـخ
وفي قصيدته الخامسة يتحدث الشاعر عن «خواطر شاعر»(17) أثقلته الهموم والمآسي:
أثقلتني همومي والمآسي
فزع الخاطر الكئيب إلى الماضي
قال: ما الشعر في الرزايا بمجد
ذكــر الصحب أننا مـــن رعيـــل

فيه تبدي صداعها وتعيد
منيباً ينم عنه الشرود
إنّ طبّ الجراح ضرب سديد
عشقـــوا المــوت يتقيــه اللــدود
ثم يتحدث عن شكوى الحرم وأهله داعياً للجهاد فهو أمضى سلاح:
حرم يشتكي وأم حنون
يا بني العم كم دعا مستغيث
واحتواه الفرقان أمراً ونهيا
فاشهروا للجهاد أمضى سلاح
كي يذوق العدا مرارة حرب
يا حماة الإسلام ما النصر إلا
وجهـــاد فـــي الله أعظم أجـــراً

كم أعادت ويلاه جار العبيد
إن سيف الردى نمته الجهود
لم يعد في العدى حليم رشيد
يسبق الصوت في مداه الحديد
فيثوبوا أو تسترد الحدود
رفعة الحق والقرار الأكيد
فإلـــى الله يـــا أولي الأمر عودوا
وللشاعر «عبدالله محمد صالح باشراحيل» أكثر من ديوان شعري، لا تغيب عنها قضية فلسطين؛ ففي ديوانه «النبع الظامئ»(18) نجد قصائد عدة عن وطنه الأم وكذلك عن وطنه العربي الكبير بكل قضاياه وهمومه، وفي طليعتها نكبة العرب في فلسطين، التي ظلت باعثاً مستمراً لتفجير طاقات للإبداع لدى الشعراء ولايزال جرحها غائراً في فؤاد الشاعر يتنزّى ألماً، ويسيل مرارة، ويقطر حسرة.. (19) ويرى دارس آخر أن الشاعر: «عربي العاطفة والعقل.. فتراب فلسطين يأخذ من وعيه الكثير وكيف لا وفلسطين جزء منه، ألم ينسبها إلى نفسه قائلاً(20) :
فلسطيني فلسطيني
أنـــا المطعـــون فــــــي أرضي

ورب البيت يحميني
وفـــــي قــــدسي وزيتونــــي
ويقول الدكتور: سعد عبدالسلام نصار عن المحور العربي في شعره: «في ديوان النبع الظامئ شعر كثير يعبر عن الإنسان العربي ومحنته ومعاناته، وجراحه الدامية، في لبنان وصبرا وشاتيلا، والعراق واليمن، إلى غير ذلك.. ولعبدالله باشرحيل شعر كثير في الوطن العربي ومنها قصائد الخليج الأخضر ورصاصة من فلسطين… إلخ(21) .
ومن قصائده عن فلسطين في هذا الديوان «ويل العروبة»، و«صبروا وشاتيلا»، و«الأرز الذبيح»، و«كبرياء الجرح»، و«رصاصة من فلسطين»، وقد أوردنا بعضها منها، وفيها:
فلسطيني فلسطيني
قطفتم يا طغاة الأر
وبيــــن جوانـــــحي قلـــــب

ورب البيت يحميني
ض أزهاري رياحيني
يظللـــــني ويرويــــــــــــني
ويصف ما جرى على أهل فلسطين:
وقـــومـــي بيــــن مقتـــــول

ومجــــروح ومســــــــــجـون
وكم يشتاق إلى فلسطين وديارها وبساتينها:
قد اشتقنا إلى حيفا
إلـــــى الــــدّوح الــذي هشت

إلى حضن البساتين
بـــه الأغصـــان تـــدعـــــوني
وللشاعر ديوان آخر بعنوان «الخوف»(22) ، وجاء في كلمات الدكتور محمد مصطفى هدارة التي قدم بها الديوان قوله: (23) « ولا يعبّر عبدالله باشراحيل عن هموم الإنسان المعاصر فحسب، ولكنه يعبر عن هموم وطنه الذي يعيش بكل مشكلاته وقضاياه في أعماقه، ونراه في ثورة عارمة على واقع العرب في تمزقهم واختصامهم»(24) . ومن قصائده في الهم العام «القاتل والمقتول»، و«ربيع اليأس» في الذكرى الثالثة للشهيدة «سناء المجيدلي»، و«غابت أسى».
والشاعر الكبير الدكتور: زاهر بن عواض الألمعي، شاعر تؤرقه هموم أمته، وعن ديوانه الثاني «على درب الجهاد»، يقول الشاعر في مقدمته(25) : «هذا ديواني الثاني، يضم بين دفتيه عشرين قصيدة، حروفها نبض قلب يعتصره الألم لماعليه حال أمتنا الإسلامية، وأما معانيه فومض فكر تؤرقه هموم الأجيال المسلمة التي ترنوا إلى تحرير أرض الإسلام من قبضة الأعداء، وتطبيق شرع الله في جميع الأرجاء، وهي في مجموعها مرآة تعكس ما يعتلج في قلوب بني العروبة والإسلام من آلام وآمال، وما تتطلع إليه أجيالها من حسن مآل.
وعلى مفترق الطرق تقف أمتنا الإسلامية لا نجد لها من خيار سوى درب الجهاد، حيال الأخطار التي تتوالى عليها من كل صوب والمؤامرات التي تحاك ضدها من أعدائها، والمسجد الأقصى مستباح الحرمات، وفلسطين الجريحة تسبح بالدماء..».
«إن قصائد هذا الديوان صيحة تستنفر الهمم، وشموس تضيء في ليل الخطوب، ودعوة من قلب بلادي مهد الرسول والرسالة إلى اجتماع كلمة المسلمين، وتضامن دول الإسلام وشعوبه، واطراح كل أسباب الفرقة الموهومة، والخلافات التي خططها لنا أعداؤنا، ونجحوا في شغلنا بها عن أنفسنا ردحاً طويلاً من الزمن».
ويتطلع الشاعر أن يكون لكلماته الشعرية صدى إيجابيا في نفوس المتلقين لتغذّ السير قدماً في طريق الجهاد؛ إذ يقول(26) : «فلو أن أبياتاً من قصيدة من ديواني هذا هزّت مشاعر قلب على درب الجهاد، وأوقدت جذوة روح في سبيل وحدة الصف وجمع الكلمة، لكان ذلك حسبي في ميزان الكلمة عندالله».
ويتناول الشاعر قضية المسلمين في فلسطين في ست قصائد في هذا الديوان أولها قصيدة «عودي إلى درب الجهاد»(27) ، ويقول فيها:
عودي فذكرك بالثنــاء علـــى فمي

ومكان حبك من فؤادي في دمــي
ثم يقول:
ولسوف يجمعنا الجهاد ونلتقي
المسجد الأقصى ويالإهابة
خجلا وحزناً مـــن مواقف معشــر

ويضمنا ورد لمنهل زمزم
حرّى مضرّجة تحشرج في فمي
مـــن مأثـــم يتخبطون بمأثــــم
وينتقد الواقع المرير للأمة:
هذا يمينيّ ورجعيّ وذا
بئس المهاتر، ضاع في غمراته
ما غير دين الله يجمع شلمنا
المسجد الأقصى وخفق حشاشتـــي

حزب اليسار يقال عنه تقدمي
أمل بوحدة صفنا المتثلم
ويعيد سؤدد مجدنا المتصرّم
منه ونبض تألمي وترنــمي.. إلـــخ
وفي قصيدته الثانية «دعوة الحق»(28) يبتهل إلى الله أن يوقظ الأمة ويلم شملها على الكتاب والسنة واقتفاء آثار الرسول(ص) وخلفائه الراشدين في سلوك درب الجهاد مذكراً بما يحيط بالمسلمين من أخطار(29) :
ربّ أسلمت فـي رضاك قيــــادي

فأجرني فــي حاضـــري ومعـادي
ثم يقول:
فاستقيموا على مناهج رشد
عصبة الغدر لن تروم سلاماً
لن يكونوا في حلبة الصلح إلا
إنهـــم معشـــر يقيــم على الكفـ

إنكم والعلا على ميعاد
وستبقى كالسم في الأجساد
خدعة من حبائل المصطاد
ركيانـــا أساســـه مــن فســـاد
ويؤكد تشبثه بساحة قدسه:
سوف أبقى بساحة«القدس»
يا رجال الإسلام هبوا وكونوا
لا يرد الحقوق إلا كفاح
إن مـــوتاً ساحـــــة المجد خيــر

مهما طاردوني حتى تعود بلادي
دائماً للبغاة بالمرصاد
يصطلى من أواره كل عاد
من حياة مهيضة الأعضاد.. إلـــــخ
وفي قصيدته الثانية «في مشاعر الحج»(30) في منى عام 1391هـ يهيب بالمسلمين لنصرة الدين، ويذكرهم بما يجري في المسجد الأقصى من عبث الصهاينة وفسادهم، وما يجري على أقطار المسلمين عامة من مكائد وعدوان، ويقول:
سرى الشوق فاسترعى مواكبه البدر

وحفت به الأفلاك والأنجـــم الزهـر
ثم يقول:
ففي المسجد الأقصى استبيحت محارم
هنا نكبة في القدس ضاق بها الغضــا

وشرد شعب واستطال به العسر
وأخرى (بباكستان) دبرهــا الغــدر
ثم يقول مستثيراً حمية المسلمين ومذكراً بأمجادهم:
فأنتم سراة المجد أحفــــاد (خــالـــد)

تباهت بكم(حطين)وافتخرت(بدر)..إلخ
وفي القصيدة الرابعة «من قصيدة في حرب رمضان»(31) يشيد الشاعر بالانتصار في حرب رمضان عام 1393هـ /1973م وتحطيم خط بارليف، ويحث المسلمين على استعادة القدس وتحريره من الاحتلال ومما جاء فيها:
فما أفلحت في موكب المجد أمة
أتلك رحاب القدس ضجت فروعت
أتلك النساء الصارخات بمعقل
أتلك فتاة الخدر يثلم عرضها
فليت لها من أمة المجد أمة
وسارت جنود الله في كل جبهة
لقـــــد نفضت عنها مذلة نكســـة
فكانت على صرح الجهاد انتفاضـــة

إذا لم يكن درب الجهاد لها درباً
قلوباً وألقت في ضمائرها رعب؟
هببن بوجه البغي مستشرياً هبّا؟
تحارب عنه الدهر لو ملكت عضبا؟
وخاضت طريقا في الوغى هائلاًرحباً
صداها من التكبير قد جاوز السحبا
أحاطت بها شؤماً وأودت بها نكبـا
أدالت علـى الأعــداء منعطفاًصعباً..
ثم يقول:
قضى في سبيل الله مستشهداً نحبا
فتلك هي الحسنى وأنعم بها كسبا
ودرب الشهيــد الحـر أوسعها دربـا

وكم من فتى في الروع أغلب باسل
وما ميّت من مات ذوداً عن الحمى
دروب العـــلا للطامعين رحيبــــة
وقد أصبحت قضية القدس وتحريرها من غاصبيها تشغل بال الشاعر، فذكرها يتردد في شعره، ودعوة المسلمين لتحريرها بواسطة الطريق الوحيد لذلك وهو العودة إلى الإسلام واجتماع الكلمة على منهج الله، ومن ذلك قصيدته التي سماها «رحاب القدس»(32) وجاء فيها:
وتفجر البركان من أم القرى
لتدك صرح الغاصبين وتقهرا
أعناقنا قد صار عهداً أكبرا
أتُباع في سوق الطغاة وتُشترى؟
والطفل البريء تجبرا
فوق الربوع الطاهرات معسكرا
يجري على أشلائهم متحدرا
ومساجد التقوى تهان وتزدرى؟
والكون كل الكون أعمى لا يُــرى؟
لا تستفز له العواصم والقرى
للقدس فانهزم الظلام وأدبرا
متماسك البنيان مشدود العرا
والقلب يقطر بالأسى متفطرا
سيعيدك الصيد الأباة محررا
فتدك ما حاك الضلال.. وزوّرا؟
لنقـــود هذا العالم المتحيّرا؟.. إلـــخ

ضجت رحاب القدس وانتفض الثرى
ومضى ينادي أمة قوامة
يا ثالث الحرمين إن العهد في
لهفي عليك وللسياسة فكرها
ويباح عرض المحصنات ويقتل الأشياخ
ويشيد أبناء اليهود ببنيهم
ودم الثكالى واليتامى مهرق
أتداس أقداس الجدود تعنتاً
والمسجد الأقصى يخضب بالـــدمـا
أو يترك الأقصى بنوه مكبلاً
أسرى الإله بعبده من (مكة)
ليكون بين القبلتين ترابط
يا مسجدي الأقصى إليك تحيتي
مهما طغى الباغون في إجرامهم
هل صيحة في الله توقظ عزمنا
هـــل غضبـــة لله تجمــع شملنــا
والشاعر «محمد سعيد المسلم» يتذكر أمجاد أمته، فتنتعش روحه بالتفاؤل في مثل قوله(33) :
حيّ البطولة والقدوم الصيدا
بذلوا نفوساً بوركت وجهودا
كالطود تاريخاً أغر مجيدا
يوماً أغــر على المـــدى مشهـودا

حيّ العروبة قادة وجنودا
حيّ الكفاح وحي فيه أشاوساً
حيّ الفتوة في أولئك من بنوا
تخذوا شعارهم الجهــاد فكــم لهـم
ولكن واقع الأمة الراهن يصدمة وهو يرى فلسطين الجريحة تضيع(34) فينتقد هذا الواقع في مرارة وصراحة:
هدراً وعادوا ذاهلين قعودا
بعضاً ويوسع رأيه تفنيدا
شيعًا وبدّد جمعهم تبديدا
عـــادوا جميعـًـــا يلعنون يهــودا

ضاعت فلسطين الجريحة بينهم
باؤوا وقد فشلوا يخطئ بعضم
لعبت بهم أهواؤهم فتفرقوا
باؤوا يخزي الدهر واقتنعـــوا بــأن
ومن الشعراء السعوديين الذين اهتموا بقضايا الأمة في شعره الدكتور أسامة عبدالرحمن عثمان، ففي ديوانه: «واستوت على الجودي»(35) يعبر عن النكسة بمرارة ومأساوية، وحتى العبور لا يراه قد فك أسر الأمة من واقعها المر(36) :
ويقودنا في تيهه المستعمر
بعد العبور كغيرها لا تعبر
وهـي التي بالأمس كــانت تأســـر

عدنا كما كنا نذل فنصبر
عبرت جحافلنا القناة فما لها
أمست جحافلنــا رهيــنة أسـرهـا
ويقول الدكتور أحمد كمال زكي عن نظرة الشاعر هذه: «وكأنه كان يتنبأ بغياب الإرادة العربية من حيث هي سليلة أرومة سوتها خلافات جذرية، وهي بهذه الخلافات تهيئ كل انتصارات الصهيونية التي أحرزتها في سيناء والضفة الغربية والجولان، وأخيراً في لبنان الممزق المخضب بالدماء(37) ، ثم ينادي القدس في مرارة:
وطال في لـجّة الدنيا تنائينا
إلا الدموع على صدر الثلاثينا
والــواقع المرّ يصليــها ويصليـــنـا

يا قدس جفت شفاه الشوق من ظمأ
مرت ثلاثون عاماً لم نجد أبداً
ولــم نجد غيــر أحــلام مبعثـــرة
وفي ديوانه الآخر «وغيض الماء»(38) تعبير عن اهتمام الشاعر بقضية العروبة في اتجاهات متعددة(39) . وقد ظل الشاعر يعبر عن مشاعر محبطة من واقع الأمة، ونقرأ له مؤخراً قصيدة نشرتها الرياض(40) ، بعنوان «لا تسأل!!» وبلغ عدد أبياتها (54) بيتاً يستهلها بتساؤل حاد ينتقد من خلاله ما آلت إليه أحوال الأمة:
ذهب الصليل بموكب الآباء
في محفل للعزة القعساء
والغضبة العربية الأشداء
قد ضاع بين القهر والأعداء
فـــي مدرج النزعات والأهواء…

ماذا تبقّى من صليل إباء؟
والسيف لم تومض ملامح حدّه
قد سافروا.. فالعزّ سافر والقنا
لا تسأل التاريخ أين إبائي
قــــد ضاع قد ضاعت بطولة أمــة
ثم يقول عن الأقصى:
بفنائه ما جفّ سيل ودماء
طعن الصلاة وكل رجع دعاء
يرجوه غير جريمة نكراء
والدمع في خجل وفي استحياء
ولـــقد سبينـا مــدمــع الخنساء..

قد زلزل الأقصى وحرمة مسجد
الخنجر المسموم فوق رحابه
وتأبط الشر المشين وما الذي
ماذا ذرفنا غير دمع آسن
فلقــد قتلنا صخــر وهـــو مكبـل
ثم يقول:
ليعيدها لمرافئ الجوزاء..
تهفو إليه جوانح الغبراء
فـي مســرح السلم القريب النائي..

أين الخليل.. وهل يعود خليلها
والقدس أين النور في عرصاتها؟
هــل أصبحت مسلوبـــة نبضاتـها
ثم ختمها بالتساؤل المر:
مــــن عـــزة وكــرامة وإبـــاء

مـــاذا بقـــي.. مـــا تبقــت ذرة
ومن الشعراء الذين وطنوا شعرهم للتعبير عن آلام الأمة، وفي حسرة وتوجع(41) الدكتور عبدالرحمن بن صالح العشماوي، الذي قدم عدداً من الدواوين الشعرية المفعمة بالإحساس العميق بالهم العام، ومنها ديوان «إلى أمتي»(42) الذي لا يتخلف فيه ذلك الإطار العام لمضمون شعر العشماوي وبخاصة الدعوة إلى الجهاد وطرد الغاصبين لأرض الإسلام(43) ، وفي ديوانه «عندما يعزف الرصاص»(44) يتناول الجهاد الإسلامي في أفغانستان، وفي ديوانه «يا أمة الإسلام وقفة على ضفاف الجرح»(45) ، وفي قصيدة له في هذا الديوان بعنوان «أبتاه.. طفل كويتي يحاور أباه»، لا يغيب إطار نظرته العامة لقضايا الأمة التي تظل حاضرة في إحساسه بالحديث مهما تغير المكان والزمان، فهذا الذي يحدث في الكويت لا تغيب عنه صولة إسرائيل(46) :
إلا دمًا يجري وعينًا تدمع
أو ما لهم سدّ هنالك يمنع؟
فينــــا، فهذا الخطب مما تصنـــع؟!

هذا الكويت، فما ترى في أرضه
أتظن بأجوجًا ومأجوجًا أتوا
أتظــن إسرائيل صالـــت صولــة
وفي قصيدته «عندما تتحرك الدمى»(47) ، نقد للواقع المر، وتعبير عن حزن ممض:
والمرائي مهمشّمه
بــــالأبــاطــــيل مــــفعمـــه

الحكايات مبهمه
والاضـــــابــير أصــبحـــــت
ثم يقول:
لم يبارح مخيّمه
صار للحزن معلمه
والمواثيق مبرمه
من صهيل وحمحمه
ثــــار جرحــــي فـأقحمـــــه

وعجوز مروّع
بين جنبيه خافق
والدمى تسحق الدمى
فرس الحزن ما ارتوى
كــــلمــا ثــــــار راجعًــــــا
ويعاود نقده للواقع فيقول:
جذع القرد غيلمه
يعبد اليوم درهمه
في الخيانات دمدمه
في ربى القدس مرجمه
لحكايات مترجمه
غير ذئب وجمجمه
وقرود ململمه
وهنا دمع مسلمه
مجرمًا ضمّ مجرمه

يا رياح المنى اسكني
وغدا كل سيد
ألف دبابة لها
ويد الطفل لم تجد
وغدا القدس صفحة
لا ترى فوق أرضه
صار مأوى عصابة
ها هنا جرح مسلم
وترى حول قدسنا
وبعد القتل الجماعي الذي حدث في المسجد الأقصى، قال قصيدة مؤرخة في 22/3/1411هـ وعنوانها على بوابة المسجد الأقصى(48) ، يواصل نقده للواقع المر في مناجاة حزينة للمسجد الأقصى:
وبأي ثوب في رحابك أرفل؟
وبذهن أي قصيدة أتأمّل؟
حبًا عميقًا في دمي يتغلغل
ركضت، ولا وقفت، ولا هي تصهل

من أي بوابات مجدك أدخل
وبأي قافية أصوغ مشاعري
يا مسجد القدس الذي أحببته
أركضتُ نحوك خيل أحلامي فما
ثم يقول:
يامسجدي دربًا إليك يوصل

كل الدروب إليك سُدّت لم أجد
ثم يقول:
وأتيت والظلماء فوقك تسدل
عيناي إلا خائفًا يتوسل
ثكلا، وشيخًا طاعنًا يتململ
من أجل لقمة عيشه يتسوّل

يا مسجد الأقصى كسرت حواجزي
وسألت عنك العابرين، فما رأت
ويتيمة تبكي، وأمٍّا تشتكي
ومطأطئًا بالرأس يقتلع الخطى
ثم يقول:
شوق إليك وقلبها لا يغفل..

يامسجد الأقصى، جزيرتنا بها
ثم يقول:
وهم كبير ما عليه معوّل...

يا مسجد الأقصى، عروبة قومنا
ويقول:
عصفت، وربّان السفينة أعزل
بالبؤس في ليل الشتاء تزملوا

يا مسجد الأقصى عواصف أمتي
والواقفون على رصيف جراحهم
ويقول:
في ظل أزمتنا، وبانت أرجل…

يا مسجد الأقصى تجلّت أوجه
ويقول:
وأرى قضايانا الجسام تدوّل
بأوامر الأقوى تسير وتعمل
والصدق في وضح النار يجندل
والعذر عند ذوي الشهامة يقبل
وبصدّ من خدعوا العباد وضللوا
عما جرى، ياليت غيري يسأل

يا مسجد الأقصى تضاعف همنا
تجري بها في العالمين سياسة
عفوًا فإن قلوبنا مجروحة
هذي جزيرتنا تقدم عذرها
شغلت بصدً الأقربين عن الحمى
يا مسجد الأقصى الحبيب سألتني
ويختمها بقوله:
همّ، وأوهام وليل أليل
نلقى الخطوب بضعفنا ونحوقل
وعلى أحبتنا نقول ونفعل
ظهر البطولة من لديه المشعل
يقضي، ويكتب ما يشـــاء ويفعــل

يامسجد الأقصى تراكم حولنا
ها نحن في زمن المصائب لم نزل
قلنا ولم نغفل، أمام عدونا
عذراً، فقد يصحو النؤوم ويمتطي
نسـعــــى، وننذر قومنا، وإلهنــــا
ويهدي الشاعر قصيدته «لغة الحجارة» إلى الطفل الفلسطيني الذي يتصدّى بحجارته للعدو، معبراً عن ألمه ونقده لواقع الأمة: (49) .
والليل أعمى والمدافع تقصف
هذي تريق دمي، وهذي تغرف
والقلب بالهمّ الثقيل مغلّف
ترنو إلى الأفق البعيد وتذرف
وعلى النوافذ ما يخيف ويرجف
أحيا على خدر الوعود وأضعف؟
بلقاء مَنْ شربوا دمي تتشرف
فإلــى متــــى لعدونا نتلـــطف؟!

أبتاه مازالت جراحي تنزف
بيني وبين مطامحي ألفا يد
ليل التخاذل سيطرت ظلماته
وتثاءب الصمت الطويل ومقلتي
وأمام باب الدار يرقبني الردى
من أين أخرج يا أبي وإلى متى
نشقى وتجّار الحروب قلوبهم
ويســومنا الأعـــداء شــرّ عذابهم
ومن شعراء المملكة العربية السعودية الذين لا يغيب في شعرهم ما تواجهه الأمة من انتهاكات الشاعر «أحمد صالح الصالح»، مثلما نجد في قصيدته «في ضيافة أپي الطيب»(50) . التي «يحشد فيها كثيراً من وسائل الرمز.. وحشد لها جمعاً من أسماء الأحداث الكبرى المؤثرة مثل حنين، بلقيس، حديث الإفك، وكافور وبنو قريظة، و«عجلا يخور»، ويرمز إلى انتهاك حرمات الإسلام والديار الإسلامية»(51) ، ومما جاء في هذه القصيدة قوله:
ضاجعوا «قطر الندى» في القدس قرأوا «التلمود»
في الجامع جهرا رقصوا في قبة الصخرة عريا..
وفي قصيدته «انتفضي أيتها المليحة»(52) . في الديوان نفسه يخاطب الأمة العربية بطريقة رمزية:
غداً تستطيع أن تقول وتبدأ اللحظة من عمرك والإنسان في عينيك ومض
غداة تستطيع صون العرض وحفظ ماء الوجه عشق حلوة سمراء تدعى الأرض
يعتادك الوجع يعتاد البطن الذي ملّ من شبع يعتادك الشهوة
والوسواس والجشع إن شئت أن تكون في الأسماع والبصر
أن تكسر وتقهر التتر أفتح لعينيك المدى حدّث ولا حرج
إبد بمن تعول احمل هموم الناس خاطب العقول إن شئت أن تكون
ومن أبرز الشعراء السعوديين الدكتور: غازي بن عبدالرحمن القصيبي، الذي تعيش قضية العرب والمسلمين الأولى في خاطره، وتهزه هزيمة 1967م، فيقول في أسى قصيدة «الهنود الحمر»(53) :
مرت سنون واليوم ماذا عن حضارتهم؟ نقوش
ملء المتاحف.. أو بقايا سلالتهم لى السواح يعرضون من ثم يبتسم الدليل
عاشوا كما تحيا الوحوش كانوا يحبون الطبول ويزمجرون على الخيول
ويلقبون زعيمهم «صقر الجبال» قل يا أخي
والنجمة المعقوفة الشوهاء تلمع في المنائر
والمسجد الأقصى يردد ما يرتله اليهود من الشعائر
هل يبصر السواح يوماً ما من حضارتنا بقايا؟ ملء المتاحف أو سبايا
في حانة في تل أبيب؟
وكم كانت المأساة في الأراضي العربية المحتلة موجعة لقلب الشاعر، مفضية لحزن مقيم مثلما نجد في قصيدته «في العيد الخزين»(54) .
جاد والعز والعلا والبنود
عان والقيد في رقاب العبيد
ريخ والعلم والسجل المجيد
م والجهل والشعر البليد
ــت على الهودج البعيد الوئيد
ـن، تحبين ذكريات الجدود
لك ما كان في زمان الرشيد
مقلتاه في قدسنا المفقود
بذهـــول فـــي موكب التلمـــود

أمتي أمة البطولة والأمـ
أمتي أمة التفاهة والإذ
أمتي أمة الحضارة والتا
أمتي أمة السذاجة والأوها
أوغل الناس في النجوم ومازلـ
تتفلين، تضحكين، تغنيـ
تتسلين بالحكايات تروي
أقبل العيد كاليتيم وجالت
راعـــــه أنـــــا تركنــاه يمشـي
ويركز جماع نقده المرير لواقع الأمة المرّ في قوله:
نــحن قوم نجيــد لطـــم الخدود!!

نحـن قـــوم نجيد نظــــم القوافـي
وفي قصيدته «يا وطني»(55) التي قالها بعد هزيمة 1967م يرمز إلى أولئك المتاجرين بالقضايا العربية، ويهيمون بالعامة في أودية من الأوهام، ويلعبون لعبة الإعلام، ويعرضون عن الجهاد والأعمال الجادة(56) .
وبئس الحب يا وطني إذا لم يكسر الأصنام إذا لم ينكأ الآلام
وإن سكبوا على روحك ستراً من خرافات ملايين انتصارات
أزحت الستر عن تلك البطولات كلاماً في الروايات كلاماً في الإذاعات
وسرت وفي دمي حبي ومن حولي
يقول الناس: إنك لست في قلبي(57) .
وكان قد قال قبل هذا النقد المير اللاذع مذكراً بذلك التاريخ الناصع تاريخ حطين وصلاح الدين:
سلوا عنا صلاح الدين أقول وأضلعي تدمع دعوه هناك في حطين(58) .
وفي قصيدته «فارس القدس»(59) ينقد الواقع الكئيب في ألم وحزن:
وهوى البند واستراح الحصان
نصف قرن واستسلم العنفوان
ملأ الوجد نبضه والحنان
أوغلت في شجونه الأحزان
ونشيــج: مـــــاذا يقــول البيان؟

فارس القدس أقفر الميدان
سقط السيف من يد رفعته
وانحنت أمة عليك بقلب
الرياض الحسناء وجه كئيب
والجماهير مــوجة مـــن ذهـــول
والبيان إنما يعكس آلام الأمة وآمالها، ويعبر عن هذا الالتزام النبيل، ولكن «الكلمات مهما عبرت.. وتخيلت لا تصل إلى قامة الشهداء الذين سقطوا واقفين؛ إذ إن هناك فروقًا شاسعة بين الحروف والدماء وبين الثكل والعزاء، وفي مجال تأكيد هذه المعاني يقول غازي القصيبي(60) :
بطل الحروف كمن يخوض وقائعا
خلف الصفوف الناسفات مواقعا
شعراً.. ومن نظم الدماء روائعا(61)

لكن أسلحتي الحروف.. ولم يكن
تأبى السنون عليّ إلا موقعاً
لا يستوي من راح ينظم حبره
والشاعر «عبدالله سالم الحميد» يعيش مع القضية الفلسطينية بين الأمل والألم في ديوانه «أمل جريح»، ونجد له في هذا الديوان(8) قصائد، أولها قصيدة «أمل»(62) .
«حطين» يا أملا يلوح بخاطري وله على التحنان خير مقام...
الثانية «ثورة الجهاد»(63) .
وتغلغلي بين المفاصل والدم..

يا ثورة الوطن السليب تضرمي
والثالثة «أمتي»(64) :
ساح العدو بعزمة الضرغام..

لا تركني للذل واندفعي إلى
والرابعة: حريق الأقصى(65) :
لحرق المسجد الأقصى المجيد..
لهيب الثأر في قلبي تلظّى
والخامسة «حق الجهاد»(66) :
يا أمتي.. آن اللقاء..

إيه النسور.. الأوفياء
والسادسة «بين الألم والأمل»(67) :
ما يفعل «الأعداء» في أوطاني

عصفت بجانحتي وهزّ كياني
والسابعة «ساعة الصفر»(68) :
والثأر في أحشائنا يتقلّب

ماذا نريد وما عسى نترقّب؟
والثامنة «بين الهزل والجد»(69) :
إذ توّجوا لجمال الكون (جورجينــا)

قالوا انتصرنا علـــى شتى أعادينــا
ويقول الشاعر في قصيدة بعنوان «الحجارة وسام الشهادة.. وسام الجرح»(70) :
أشعلوا فينا القصائد كل جرح فيكمو – أيها الأبطال – شاهد
قاتلوا البغي وثوروا إننا محض جلامد نحتسي الذل.. ونفنى في الموائد؟
قاتلوا عنا وموتوا إنما نحن اليتامى والثكالي والقواعد
همّنا الشكوى البليده والبطولات الأثيرات الفريده
نرفق التاريخ.. والذكرى الشهيده أو نناجي النصر ما بين الوسائد
وفي ديوان «دوائر للحزن والفرح» للشاعر السعودي «حمد العسعوس»(71) نجد في دوائره مكاناً لقضية العرب والمسلمين الأولى في فلسطين؛ حيث يتناول هذا الموضوع في ثلاث قصائد الأولى «تموت الأسئلة»(72) :
ـ (نقول.. غداً.. وإن غداً لناظره..) ويكبر جرحنا في فرحة الأعياد..
وينطرح السؤال على السؤال .. متى يأتي الغد (الميعاد)؟؟..
ثم يقول:
متى نحيا ويحيا خلفنا الأحفاد.. بلا أصفاد..؟؟
متى يتحقق الميعاد ونشهد فرحة الأعياد..؟ ثم يقول:
لقد عشنا على الأحلام.. مرت حولنا أعوام..
زرعنا الأرض أجساداً على الألغام.. سقيناهم دم الشهداء في حيفا،
وفي يافا.. وفي صبرا وشاتيلا، وبر الشام..
فلم نشهد مع الأيام سوى الأحلام.. إلخ
وفي قصيدة «البكاء في لحظات الفرح»(73) التي ألقاها بين يدي الأمير «سلطان ابن عبدالعزيز»، ويقول فيها:
والتماع الأسماء والأضواء
واستجابت قيثارتي بالبكاء..

بين أفراحنا.. يطيب اللقاء
غرّد الجمع بالغناء ابتهاجاً
ثم يقول:
قتلوها في ثورة الأقرباء
قدوة في فتوحنا، والبناء..

جئت أرثي أمجادنا والأماني
جئت أرثي أخلاقنا كيف كنا
ثم يقول:
وصراخ من زمرة الشعراء
والشعارات ميزة الجبناء..

ليس يجدي تواكل وارتجال
البيانات.. لا تعيد حقوقًا
ثم يقول:
وأذيبوا الخلاف تحت اللواء
واستنيروا بسيـــــرة الخلفــــــاء

وحّدوا الصف في ظلال المثاني
أعلنـــــوها على العدو جحيمـــاً
ونقرأ في ديوان الشاعر «إبراهيم أحمد سالم الوافي» الذي سماه «رائحة الزمن الآتي»(74) ، خمس قصائد يعبر فيها عن قصية فلسطين تشم فيها رائحة المستقبل من خلال جدلية مشاعر الأمل والألم، ونلقاه في «قصيدته الأخيرة» يقول: (75) .
… فقلِّبي حبيبتي الجريدة لتعثري في صفحة البكاء
على حروفي الشهيدة كأنها قصيدة…
ثم يقول:
لكنني ولدت يا حبيبتي بعصر الانكسار يعصر الاحتضار
بعصر يأنف المدائح
يريد أن يحرر القرائح.. إلخ
وفي قصيدة «خريف التاريخ» يكتب عن أطفال الحجارة:
يا صديقي لا تسلني كيف أطفال الحجارة؟
لم نزل ننظمها ملحمة «نضمنها البشارة»!
يا صديقي لا تسلني كيف حال الشرق كيف؟!
إننا ننظم… إنما نصنع الأشعار سيف! إننا نشجب.. نستنكر.. إنّا لم نخف
لم نزل نذكر ماضينا ومخضوب السيوف
نَكِلُ الأطفال جوعاً فوق أطباق الحروف!!
نجعل الأحلام فجراً عبر إنكار الخسارة!!! يا صديقي لا تقل..
هذا سلاح الضعفاء.. هكذا حالي وحال الشعراء!!
كلنا نكتب بالحبر وإن تجر الدماء كلنا نتقن بالأقوال دور الأقوياء
كلنا نحفظ للتاريخ عهد الكبرياء! فإذا ما امرأة قد صرخت..
فيهبّ المعتصم! يجعل الليل نهاراً.. يغرق الواحات دم!
يجعل الأعزب في الصبح عريساً في المساء!!
ويختمها بقوله:
يا صديقي لا تسلني.. كيف عنقود العنب؟ إنه خير تدلى.. عبر أغصان العرب
فإذا ما قطفوه.. عصروه وانسكب.. تشتكي الأغصان منهم
عبر مذياع شجب ويظل العزم طفلاً لم يجد غير الحجارة!!!
وفي النص الذي عنونه بـ «قصيدتان»(76) ، وجعله في جزءين الأول سماه «احتمال»:
سلاماً أيها الآتي..
ثم يقول:
سلاماً من أنا..؟ نفس وأنداء وأحشاء وأهواء مقننة وتمتمة وأوباء
وهسهسة تجاذبني فحيح الغامض الآتي.. إلخ
وفي الجزء الثاني «انشطار»، يقول:
أفق يا ليل نمن الحاضر المسعور والحلم المزجّي لنا في كل شاردة شريدة..
ثم يقول:
… أفق ما عاد ينشدنا صداها نريد سحابة نقتات منها
وكوخاً حين يجهدنا نداها أردنا خبز هذي الأرض يسري في سواعدنا
أردنا هسهسات جذورها تأتي من الصدر نريد الغامض الآتي سلاماً وانتظارا
فكل نبوة للخيل تقبرنا وكل تذكّر يرتد في وجهي انكسارا
نعم نحن الحيارى!! لنا البحر الذي زرع القوارب واللآلئ والمحارا
ولم تجتثه الأنواء ما عرف التمرد والدوارا نعم نحن الحيارى!!
نعم نحن الحيارى؟!
والشاعر صالح بن سليمان الوشمي، ينشد للانتفاضة على لسان أطفال الحجارة في قصيدة يطلق عليها: «شبل فلسطين والحجارة»، وهو نشيد متعدد القوافي يتيح الفرصة لتلوين الأداء والعزف على أوتار متغايرة تستقصي أبعاداً وجدانية متعددة.
والمباشرة في البوح والتعبير من طبيعة النشيد خصوصاً إذا كان على لسان الطفل، واللازمة المتكررة التي ختم بها كل مقطع من مقاطع القصيدة في صياغتها التساؤلية والاستفهامية تشرع آفاقاً لاستنهاض المشاعر، واستفزاز الوجدانات الخافية، وتمتلك طاقة التنبيه والتمرين:
هل يستفيق ضميرهم، هل يستجيب:
ويبدأ الشاعر مغنياً للحجارة، وهي العنصر المثير في الانتفاضة ويحسن الربط بينها وبين الانتماء، وهو لا يفرغ من هذا المحور الجوهري في مقطع الاستهلال بل ويظل مشدوداً إلى إشعاعاته التي تنداح على مدى القصيدة كلها، ويختار بيتاً مركزياً يردده في مستهل أغلب المقاطع مذكراً بدور الحجر في تأكيد الهوية الوطنية، فإذا رميت أثبت أني هاهنا!
ويؤكد في مختلف أجزاء القصيدة على العناصر الأساسيةفي مأساة الهجرة القسرية التي اضطرت العديد من الأسر الفلسطينية إلى مغادرة البلاد، وفي ذات الوقت يؤكد أن هذا الظلم لم يفتّ في عضد المجاهدين على أرض فلسطين، ويشير إلى دور العقيدة في حفز الهمة، وتثبيت الجنان، ويختم القصيدة بشهادة حق وصدق تنم عن تعاطف وتفاؤل:
لابد يوماً أن تقال شهادة أني هنا
كافحت عن أرض الكرامة حيث كانت لي سنى(77) .
وكما أنشد لأطفال الحجارة يغني للعودة ويقول في قصيدة بعنوان:
«سنعود»(78) :
وفي الآفاق آثار الخضاب
وفي سمع الزمان صدى انتحاب
تناديني قراك مع الغياب
إلــى وقــع الخطــى عند الإيـاب

تناديني السفوح مخضبات
تناديني الشواطئ باكيات
تناديني مدائنك اليتامى
غـــداً سنعــــود والأجيال تصغي
كما يقدم قصيدة أخرى بعنوان «عائد»:
ولد عائد بين خيام اللاجئين، وتفتح قلبه الصغير على همساتهم المليئة بذكر العودة.. العودة إلى الوطن السليب «فلسطين». كبر عائد وكبر معه إحساسه لوطنه الذي تصوره من أغاني الوطنية والحنين.. إلى العودة التي يرددها آباؤه وعشيرته.. وفي ذات ليلة اتجه إلى والدته.. الحنون ليستطلع سر وجودهم بين الخيام البالية.. وليعرف متى يعود.. يعود إلى الوطن السليب الذي ملئت أذناه.. وقلبه من ذكره وتخيله.. فكانت هذه الأبيات التي جاءت في البداية على صيغة استفهام من عائد.. وكان الجواب من أمه مليئاً بأماني العودة المعسولة..» (79) .
ونفسي رفّت لها شاعرة
بحيفا وتلك الربى الزاهرة
تصير لنهب العدا ياسرة؟
فصرنا شتات القوى الكافرة؟
* *

أحاسيس طافت بها الذكريات
فهامت تطوف ببلداننا
أأماه ما بال أوطاننا
أنـــحن خذلنـــا أمــام الغـــزاة
* *
بطون الشعاب وبالي الكهوف
وظل المآسي عليها وريف
نلاقي بها من صنوف الحتوف
عدو ونحن نراف ألوف
فلست أراها لنــا كافيـــــة…(80)

أأمي أهذي مساكننا
ونحن لها والأسى صحبة
ونمضي وتمضي الحياة سراعا
وخيراتنا يستغل جناها
إلام المقــــام بتلــــــك الخيــام
ونجد في ديوان «لواعج»، للشاعر «عبدالرحمن بن زيد السويداء»، عدداً من القصائد تتناول انتفاضة أبطال الحجارة في فلسطين، ويعنون إحداها بـ «جيل الحجارة»(81) .
من صبح ميـــلاده فـي كفه حجــر

جيـــل الحجارة ما أقـــوى عزيمته
ويهدي الشاعر «سعد سعيد العوفي»، ديوانه «بركان الغضب» لأبطال الانتفاضة الفلسطينية، وقد ضمنه عدداً من القصائد التي تعكس انفعاله وتعاطفه تجاه القضية وأبطالها(82) .
كما نجد عند الشاعر «إبراهيم عبدالله مفتاح» في ديوانه «احمرار الصمت» قصيدتين عن الانتفاضة؛ الأولى بعنوان «إصغاء لحفيف الحجارة»، والثانية بعنوان: «في ظلال اللغة الدافئة»(83) .
وفي قصيدة «ذاكرة الوجود.. حوارية المستحيل»(84) للشاعرة «بديعة كشغري» تعبير عن الشعور العميق بمكانة فلسطين التي تقبع في القلب وتمثل عمق الذاكرة عشقاً وألماً:
ما بين «باء» البداية «هاء» النهاية..
قضى العمر أن يختزل اسمي «عيداً» لبدء الوجود
قاب اشتعال الحياة انتحاب الرحيل..
ثم تقول:
تفك طلاسم التاريخ (فلسطين في القلب سدرتها،
في الدم زاد وإلهام نهتدي بضلال الناس فيه
نطرز في الصمت قافية على صراط الجراح السحيقة
تجلجل بسملة على الوطن العصي المستحيل)
عند قارعة التكون أنت وحيد لك أن تبتكر في : أسطورة لتعاقب الأقدار
أو تحيل دمي معجماً للجنون
تعدو للمساءات القصية بين قدس الأرض وصفد الجليل
يافا وعكا وحيفا تعانق في أطيافنا رمل الشواطئ عشقًا لكل مدار تستحيل
نمر بكل مدائن الروح في تطوان في بغداد أو بابل العرس
والحلم المعتق في حناجرنا، عطر يثرب..
ثم تقول:
في انعتاق لجة هذا الفضاء الجميل أنت وحيد مع الليل «وابن منظور»
لغة تلوذ بديجور تاريخها كل ما حولنا ذاكرة تتنهد أقداح ماء الغيوب
ما بين «ياء» البداية «هاء» النهاية نحن لا شيء سوى أقفال أوزار مكبلة
نجواء «عولمة» أو «نظام جديد»
يفضي إلى سطوة هذا الزمان المذل الذليل .. إلخ
ويوجه الشاعر «حمد بن عبدالله المسيطير» قصيدة بعنوان «إلى طفل الحجارة في صراعه المنتصر على المعتدين»(85) إلى أبطال الحجارة الفلسطينية، مندداً بالتواطؤ والبغي الأثيم:
ويقذف طهرك الباغي الأثيم!!
(مرير) الطعم أترعها اللئيم!
وإن سموك (يوماً) أورشليم!!
فأنت لنا (المشاعر) والحطيم!
يباركه المهيمن والعظيم!!
فضج من (البراق) حمى كلوم.. إلخ

يعيث بك (التواطؤ) والزنيم
وتشرب من كؤوس الغدر صابا
فأنت القدس والحرم المعنى
نفدي بالنفوس ثراك بذلا
ونطمع (بالشهادة) في صعيد
أقاموا (في جدارك) صوت مبكى
والقصيدة طويله بلغت(45) بيتاً.
وأما الشعر «أحمد بن عطية الزهراني «فيعتذر إلى فلسطين منتقدًا التخاذل العربي والإسلامي في قصيدته «عذراً فلسطين»(86) .
ولم نقد نحوك المهرية النجبا
وخيلهم لم تعد تستمرئ التعبا

عذراً فلسطين إذ لم نحمل القضبا
عذراً فإن سيوف القوم قد صدئت
ثم يقول:
ويشجبون وما تدرين من شجبا
قرد ويهتزّ في ساحاته طربا
أضحى أسيراً رهين القيد مغتصبا
يصلّ فيه يؤم الصفوة النجبا
يوما وما وطئت أقدامه النقبا

يستنكرون وما يغنيك ما فعلوا
واحسرتاه على الأقصى يدنّسه
قد كان فيما مضى عزاً فوا كبدي
كأنه لم يكن مسرى الرسول ولم
كأنه ماأتى الفاروق بعقته
ثم يختمها بقوله:
غداً نرد أذان الحق والسلبا
من قبل خمسين عاماً دوحة وربى
أذن الدنى، ونعيد الفقه والأدبا
غرساً ونزرع فيها التين والعنبا
ونضرب الهــام كيما نقــطع الصخبا

لن نستكين ولن نرضى بها بدلا
غداً نعيد فلسطين التي عهدت
غداً نعيد لها التكبير تسمعه
غداً نعيد لها الزيتون نغرسه
غـــداً سنقلـــع منها كـــل غرقدة
وتشارك الطالبة «منى عبدالرحمن الغامدي»(87) . تفجعها على القدس وتوجعها من واقع العرب الأليم(88) :
أين الأصالة والشهامة منكم؟!
إلا العدا في شكل عُربٍ جسموا..الأخ

عرب وما روح العروبة فيكم
عــرب وسمــوا غير أنـــي لا أرى
ومن أهم الشعراء السعوديين في المملكة العربية السعودية الذين تناولوا قضية فلسطين بكثير من قصائده التي جاء أكثرها في ديوانيه(89) : «غناء الجرح»، و«تفاصيل في خارطة الطقس» الشاعر الدكتور: محمد العيد الخطراوي.
وفي قصيدته التي أطلق عليها «رسالة إلى بوختنصر»(90) ، يستعين «بقناع تاريخي قديم لتعبر عن قضية معاصرة، ومن المعروف أن استلهام» الشخصيات التراثية يعد سمة مميزة من سمات الشعر المعاصر..، لشاعر هنا يعزف على هذه النغمة ذاتها فيستدعي صورة ذلك الملك العربي القديم، الذي استطاع أن يذل اليهود، ويشردهم ويخرب ديارهم، فكأنه يتمنى أن يأتي حاكم عربي أبي قوي، ويفعل ما فعلة بوختنصر(91) ، وهو فيها يوجه نقداً مبطناً لواقع الأمة:
رعاك إليك يا بختنصر وقيل وبعد: إليك التحية من غير حصر
رأيت خيولك تبكي دماً .. تهز الذيول ابتذالاً ويملأ أعرافها الحزن
وتلهث عبر الحقوق تجر السمادا .. تباع كسقط المتاع .. تسام الهوانا
ويغرقها الذل للأذنين عليها رقيقك عاثوا فساداً وجاسوا خلال الديار
ولا بخنتصر! رأيت دروعك في (أورشليم) يرابي بها (بنيامين)
ويطرحها في المزاد لكل الصغار ويبصق فيها كمنفضة للدخان قديمة
وحين يئن الزرد وتبكي ببابل خضر الحدائق.. يعول فيها العنب
ويخبو اللهب معبد (عشتار) أو (سيرميس) يجاوبه الشاطئ الذهبي
بـ (أيلة): وابختنصر!
* * *
رأيت سيوفك تشكو الضياعا وتبكي التباعا مقابضها صدئت
فارقتها البطولة شاخت وماتت عليها الحقب وفلت شباها
ولا من خبير برغم (التقانه) يعيد إليها الشبابا ويسعدها بالمضاء
وظلت طريحة تنادي وتصرخ: وابختنصر رأيت خناجرك (العربية)
تجوب المطابخ تمضي ذليلة تقبل أعتاب (باريس) تعنوا (لندن)
تلقى (نيويورك) بالحب والقبلات تسافر نحو (الكرملن) بالزنجبيل
وتمنح (بكين) بعض الصلات وراياتك الزهر تحت خطى العهر
.. ملء المزابل حشو المواخير.. يا بختنصر!
* * *
أفضل إنهاء الرسالة دون سلام فقد بت أجهل معنى السلام
وأنتظر (الغرقدا) سأسأل عنه الحجر سأسأل عنه الشجر
وأسأل عنه دموع الشموس ونوح القمر سيأتي غداً سيأتي غداً
وفي قصيدة «لا عيد للعرب» للشاعر(92) محمد عبدالقادر فقيه، يدعو للجهاد لتطهير أرض القدس، وينتقد الواقع المهين:
حتى يغير على القدس الصناديد
له على أفقها صوب وتصعيد
ولا رعتهم غطاريف أماجيد
زخم العواصف قد جنت بها البيد
مثل الأتي فلا عاش الرعاديد
ونصرهم بهدى الفـــرقان موجــود

لا عيدللعرب إما عدت يا عيد
حتى تطهر أرض القدس من دنس
لهفي على العرب ما شدت حيازمهم
تجمعوا كغثاء السيل ليس له
اللاهفين وقد طال الهوان لهم
الـــملاهفين على نصر الطغاة هــم
من أصداء مقتل الدرة في الشعر السعودي:
ولابد أن نشير في ختام عرضنا الموضوعي للقضية الفلسطينية في وجدان الشاعر السعودي أن نلم ببعض النماذج الشعرية التي تعكس الأصداء الفعالة في النفوس لحادثة مقتل الطفل «محمد جمال الدرة»، الذي يعبر عن مواجهة الطفل الفلسطيني للعدوانية الوحشية الغاشمة التي يمارسها العدو الصهيوني الغاصب الذي يتترس وراء أعتى الأسلحة المتطورة، وهذه النصوص ليست سوى نموذج، وغيض من فيض شعر كثير حفلت به الساحة الشعرية في المملكة العربية السعودية، ولا يسمح المجال لعرض كثير منه فضلاً عن تقديم أكثره.
ومن هذه النماذج قصيدة الشاعر: «إبراهيم أحمد الوافي»، التي جعل عنوانها «نعي سري.. لوالد الطفل محمد الدرة..!!»، التي يقول فيها(93) :
توكأت عينيك.. أو ساعديك وسرنا معًا نعبر الدرب مستوحشين..!
نغافل حتى الأنين..! فأطبق أضلاعي الواهنات عليك..
ونمضي معاً آمنين..! وحين تأرجحت ما بين قلبي وقلبي
ونامت ذراعاك فوق تقوس ظهري.. أخذت أردّد بيتًا قديماً..
هجست به.. ذات يوم جريء.. هجست به.. بين نفسي ونفسي..!!
وكان قديماً.. كـ.. ن قـ.. ديــ. مــ .. ا.. ومن ألف عام
وكان يقول:
(من يهن يسهل الهوان عليه مالجرح بميت إيلام)
كان قديماً كما قلت.. لكنما جرحك اليوم يؤلمني..
جرحك اليوم مات فأنت به أضلع الميتين..!
جرحك الآن جاء المعتق بين جراح السنين..!
* * *
بنيّ الصغير.. الصريع الذي نام في ليل عينيه صوتي الضعيف..!
لماذا.. يناديك صوت الحفيف؟! لماذا تشحّ غيوم الخريف؟!! وقد كنت أحلم
لو.. أن ساعدك النائم الآن يسقي بها شتلات الرغيف..!!
بنيّ الصغير الصريع.. الذي نام في حرمة السابلة..
سريرك يهفو إليك.. فرشته لم تزل خاملة..! وأمك في الباب دونك..
تنهاك أن تعبر الدرب وحدك.. .. وتخشى عليك من الحافلة..!
عبرنا معاً كنت (أمك).. أخشى عليك من الحافلة..!
لكنها طلقة قاتلة..!!! أخذت أحملق فيمن يهادي براءتك النار أساءله:
كيف تجتث ياسيدي وردة ذابلة؟!! كيف تنتف ريش الحمام وأسرابه تهدل الريح
بين الخليل وغزة؟!! قال: الذي قلت من قائله؟ قلت: ماذا؟؟!
قال يضحك: (من يهن يسهل الهوان عليه: مالجرح بميت إيلام)..!!
حينها يا صغيري الصريع.. طفقت لأحتد ما بين نفسي ونفسي
وأغضب ما بين نفسي ونفسي.. وأطلق في رأسه..
نظرة ذاهلة…!!!(94) .
ويقول الشاعر «فهد بن سليمان التركي، بعنوان: «درة من ساحة الأقصى»(95) .
يا مسلمون أجيبوا من سينجيني
وحاولوا ويحهم قتلي وتكفيني
جند ليحموه من ثار الفلسطيني
ومن يعاونه وعلى الشياطين
أما الألى قتلوا فبالملايين
تكون شاهدة ضد الملاعين
رصاصة الغدر باتت في الشرايين
عن العدو لتخفيني وتحميني
قوم يعيشون في زيف وتلوين
رصاصة دخلت في قلب مسكين
ثارت لمقتله حميّة الدين
وغيرها صور تدمي وتبكيني
مــن ذا يعيد لنـــا أمجــاد حطين؟

القدس فينا تنادي من سيحميني
من عصبة ظلموني عنوة وطغوا
شارون يدخل في الأقصى ويتبعه
عليك شارون من ربي لعائنه
إذ إنهم خلفوا آلاف أرملة
في كل منطقة آثار مجزرة
طفل يخر قتيلاً عند والده
يقول مرتجفاً أرجوك يا أبتي
يقول، يصرخ علّ الصوت يسمعه
لكن صرخته جاءت لتقطعها
محمد الدرة الطفل البريء وقد
فهذه صورة هزّت مشاعرنا
هبـــوا لنجــــدتنا أبنـــاء أمتنـا
وللشاعر: عبدالله السلوم، قصيدة بعنوان: «درة على طريق الانكسار»(96) .
وأما الشاعر: أحمد بن صالح السديس، فيكتب: «نداء الدرة»، ويقول:(97)
التاريخ: 3/7/1421هـ.
المكان: غزة في فلسطين السليبة.
الحدث: طفل (محمد الدرة)، ووالده الأعزل يحتميان من وابل رصاص الجنود اليهود بحاجز صغير.
النتيجة: موت الأول وشلل الثاني.
والقصيدة ليست رثاء لمحمد، ولكنها رثاء لنا، فهو حيّ وإن مات، ونحن أموات ظاهرنا الحياة!!
والظلم فاش، والظلوم ممنع
شعري جفا، إلى متى يتمنع
وإذا أردت لها بقاء تجزع
أين الحجا؟ بل أين أين الأروع؟
ما بالهم في كل ركن خضع
والمسلمون بكل صقع هجع
ولمثل ذا روح الأبي تمزع
مي، إنني في كل نبض أقرع
وخذي يراعي، كل سوء تقطع
زمنــاً، وإنـــي بعدهــــم لمفجـع

الحزن طاغ، والمآقي تدمع
نفسي تنازعني، وفيها غصة
فالنفس تطمح للأعالي همة
وقفت تسائلني، وفينا لوعة:
أين الألى حموا الحمى؟ ما حالهم؟
فبنو اليهود بجرمهم قد جاهروا
أو ما رأيت الطفل يقتل عنوة
فأجبتها: يا نفس كفي عن ملا
هذي يدي إن كان ثمة مخلص
قــد أنجبت أرضي شوامـــخ أمــة
ويكتب خالد الحافي قصيدته: «أغلى الدرر»، التي يقول فيها: (98) .
وصدى الحق إذا الحق ظهر
خبرًا هز الدنا أي خبر؟!
كصلاح أو علي أو عمر
عندنا من بطل غير الجدر!
لن يصد المعتدي أنى ابتدر؟!
من زمان كهشيم المحتضر؟!
آه ما أبشعها بين الصور!
حين يردي الطفل أدهى وأمر!
كل قلب خافق أن ينفطر
قـــد فقـــدناها فهــل من مدّكر؟!

صرخة «الدرة» يا أغلى الدرر
يا دويًا أفزع البغي ويا
أيها الصارخ فينا ترتجي
لُذْ أُخيّي بجدار لم يعد
يا أخيّي لذْ به لو أنه
كيف ترجو أمة قد هشمت
صورة للبغي حين ارتسمت
ما أمرَّ الظلم إلا أنه
كاد – من منظره لما هوى -
درة كــــــم ذكـــرتنـــــا درراً
ويفضي الشاعر: محمد بن علي اللحيدان، بلوعته وأشواقه وهو ينظر نظرة إكبار وإجلال إلى روح الطفل الفلسطيني، إلى الشهيد: «محمد الدرة»(99) :
ونبع دمعي بعد اليوم دفّاق
لولا الدموع لأفنى القلب إحراق
إليك يا وجهة الإسراء أشواق
تحدو خطاي إلى علياك آفاق
صوت جميل له في الأفق أبواق
بروحه وهم لله سبّاق
لأنه لجلال الله مشتاق
مالت له من رصاص الأرض أعناق
داراً بلا تعب والنهر غيداق
عن حسنها ورأى ذا الحسن أحداق
لن يوقفوا حجراً يرميه توّاق
ويومهـــا كلهـــم للويــل منساق

دع عنك لومي فإن القلب خفاق
يكاد قلبي يكويني بلوعته
قد طرت نحوك يا قدسي ويحملني
حتى وصلتك والأشواق تحملني
مالي أراك بلا شوق فقاطعني
هذا محمد قد حفّت ملائكة
روح الشهيد إلى الفردوس ذاهبة
فيا محمد يا ذا النور يا أملا
فالله يرحمه والله يسكنه
داراً بلا شبه والأذن ما سمعت
إنّ اليهود وإن طالت مجازرهم
فالله أوعـــدهم والنــار مسكنهــم
وثمة أنشودة موجهة إلى الطفل «محمد الدرة»، وقد قدمها صاحبها بقوله: (100)
هذه قصيدة في حق شهداء فلسطين من الأطفال الذين اغتالتهم أيدي الصهاينة الحاقدين، فلم يرحموا شيخاً كبيراً أو عجوزاً أو امرأة طفلاً أو أعزل، بل يقتلون ويدمرون بلا رحمة أو إنسانية، ومحمد الدرة واحد من الأطفال الذين قتلهم اليهود الغادرين مثله مثل غيره من شهداء أطفال الحجارة، ولكن محمداً قتل بوحشية على مرأى من العالم أجمع، وأبوه يحاول حمايته بيده أو باي جزء من جسمه، ولكن لا حول له ولا قوة مع وحشية إرهابي العالم، وأمام أعين العالم المنافق في مواقفه عندما يكون الضحية مسلماً، فإليك محمد الدرة هذه القصيدة:
محمد الشهيدْ
يا أيها الفقيدْ
من غادر عربيدْ
وتقطع الوريدْ
تعانق الوليد
في جسمه الممدود
يا أيها القرود
يستصـــــــرخ الشهـــــــــود

يا درة الجهاد
نفديك بالدماء
كم طلقة لعينة
تمزق الأحشاء
تتابعت نيرانها
تعيث بالفساد
يكفيه منها واحدة
والـــــــوالـــــد المـكــــلـوم
لكنهــم يهــود.. لكنهـــم يهـــود
يا إخوة الخنزيرْ
لا شيمة المجيرْ
القتل والتعزيرْ
من غابر العصور
محمد الشهيد
يا أيـــــــها الفقيــــــــــــد

لا رأفة لا رحمة
لا صرخة تنقذه
لكنها طباعكم
والغدر من أخلاقكم
يا درة الجهاد
نفديـــــــــــــــك بالـدمـــاء
* * *
والله لن نغيب
ويفرح الحبيب
والشيب والشبيب
ويحتفي الصليب
* *

يا قدسنا السليب
لابد أن نجيب
من راضع الحليب
ويرجع السليب
* *
محمد الشهيد
يا أيها الفقيد
* *

يا درة الجهاد
نفديك بالدماء
* *
لا تشتكي الفراق
والكل في اشتياق
وننقذ البراق
وخائن طفيق
* *

يا حائط البراق
كم أحمر قد راق
نسير بالمساق
من عابث أفاق
* *
محمد الشهيد
يا أيها الفقيد

يا درة الجهاد
نفديك بالدماء
الهوامش:
* - عميد كلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
1 - انظر: الموسوعة الأدبية 3/249.
2 - 20 بيتاً.
3 - المرجع السابق، 3/239 – 240.
4 - 34 بيتاً.
5 - صدر ديوان شعره «شعاع الأمل»، عام 1378هـ .
6 - انظر اتجاهات الشعر المعاصر في نجد، ص 343 – 344 .
7 - المرجع السابق، ص 345 – 346.
8 - المرجع السابق، ص 346.
9 - المرجع السابق، ص 346.
10 - اتجاهات الشعر المعاصر في نجد، ص 349 – 350.
11 - انظر: محمد الشنطي، في الأدب العربي السعودي، ص 275، وانظر: الدكتور طه وادي: تأملات في الشعر السعودي المعاصر، 8. وانظر القصيدة في ديوانه «في رحاب الوطن» بعنوان «من للسلام؟»، ص 49- 50، مكتبة العبيكان، ط الأولى، 1417هـ/ 1996م.
12 - الرياض ، النادي الأدبي ، 1405هـ / 1996م.
13 - معاناة شاعر، ص 17 – 18.
14 - المرجع السابق، ص 19 – 20.
15 - المرجع السابق، ص 21 – 22.
16 - المرجع السابق، ص 23/25.
17 - المرجع السابق، ص 32 – 34.
18 - يقع في 165 صفحة ويحتوي على 42 قصيدة.
19 - الدكتور: عباس بيومي عجلان، ديوان «النبع الظامئ» رؤية إبداعية، دراسات وآراه في ديوان النبع الظامئ، ص 48.
20 - الدكتور: أحمد عبدالعزيز كشك، قراءة في ديوان النبع الظامئ، دراسات وآراء، ص 15.
21 - الدكتور: سعد عبدالسلام نصار، الإنسان في شعر باشراحيل، دراسات وآراء، ص 15 ونشرت هذه المقالة بجريدة المدينة شعبان 1406هـ .
22 - الطبعة الأولى، 1408هـ ، ويقع في 182 صفحة.
23 - الدكتور: محمد مصطفى هدارة، الخوف، ص 17
24 - موسوعة الأدباء والكتاب السعوديين، 2/114 .
25 -الدكتور: زاهر الألمعي، على درب الجهاد، ص 5 – 7 .
26 - المرجع السابق، ص 7.
27 - ص 11-18، وتقع في 32 بيتاً.
28 - المرجع السابقن ص 135 – 148، وتقع في 55 بيتاً.
29 - انظر: المرجع السابق، ص 134.
30 - المرجع السابق، ص 163 – 180، وتقع في 71 بيتاً.
31 - المرجع السابق، ص 183- 190، وتقع في 30 بيتاً.
32 - المرجع السابق، 228-236، وتقع في 31 بيتاً.
33 - انظر: الشباط؛ أدباء من الخليج، ص 282.
34 - المرجع السابق، ص 282 .
35 - الديوان الأول؛ الرياض – المطابه الأهلية.
36 - انظر: الدكتور أحمد كمال زكي، شعراء السعودية المعاصرون، التاريخ والواقع، الرياض – دار العلوم، الطبعة الأولى، 1403هـ / 1983م، ص 66.
37 - المرجع السابق، ص 66.
38 - الكويت – دار السلاسل، الطبعة الأولى، 1405هـ، ويضم 43 قصيدة.
39 - أنظر: أحمد سعيد بن سلم، موسوعة الأدباء والكتاب 2/284.
40 - الرياض، العدد 11820، الجمعة 7 شعبان 1421هـ ، ص 31.
41 - أنظر: أحمد سعيد بن سلم، موسوعة الأدباء والكتاب 3/322.
42 - الرياض – مكتب الأديبة، 1400هـ .
43 - انظر: أحمد سعيد بن سلم، موسوعة الأدباء والكتاب، ص 320.
44 - الرياض – مكتبة الأديب، دار عالم الكتب للنشر والتوزيع.
45 - الرياض – مكتب العبيكان 1412هـ / 1991م.
46 - يا أمة الإسلام، ص 25 - 29.
47 - المرجع السابق، ص 98 – 103.
48 - المرجع السابق، ص 122- 130.
49 - شموخ في زمن الإنكسار، الرياض – كتبة الأديب، 1990م، ص 83.
50 - ديوانه؛ انتفضي أيتها المليحة، ص 45 - 50.
51 - د. مسعد العطوي، الرمز في الشعر السعودي، ص : 261 - 263.
52 - انتفضي أيتها المليحة، ص 105 – 106 – وانظر: د. مسعد العطوي، الرمز في الشعر السعودي، ص: 263 - 264.
53 - الشباط، أدباء من الخليج، ص 233 – 234، وانظر: ص 238.
54 - أحمد كمال زكي، شعراء السعودية المعاصرون، الرياض – دار العلوم 1403هـ / 1983م، ص 65.
55 - العودة إلى الأماكن القديمة، ص 24 – 27 .
56 - د. مسعد العطوي، الرمز في الشعر السعودي، ص 250.
57 - غازي القصيبي، العودة إلى الأماكن القديمة، ص 26 - 27.
58 - المرجع السابق، ص 24.
59 - غازي القصيبي، المجموعة الشعرية الكاملة، جدة – دار تهامة، ص 509.
60 - د. طه وادي، تأملات في الشعر السعودي المعاصر، ص 7 - 9.
61 - غازي القصيبي، مرثية فارس سابق، جدة – دار تهامة، 1413هـ / 1992.
62 - أمل جريح، شعر عبدالله سالم الحميد، الرياض – الطبعة الثانية 1400هـ / 1980م، ص 13.
63 - المرجع السابق، ص 141 - 17.
64 - المرجع السابق، ص 18 - 21.
65 - المرجع السابق، ص 21 - 22.
66 - المرجع السابق، ص 27 - 29.
67 - المرجع السابق، ص 30 - 33.
68 - المرجع السابق، ص 34 - 35.
69 - المرجع السابق، ص 36 - 40.
70 - ديوان الانتفاضة، أحمد الخطيب، نشر سفارة فلسطين بالرياض، 1998، ص 266.
71 - الرياض، النادي الأدبي، الطبعة الأولى، 1407هـ / 1986م.
72 - المرجع السابق، ص 57 - 60.
73 - المرجع السابق، ص 61 - 63.
74 - الطبعة الأولى، مطبوعات نادي المدينة المنورة الأدبي، 1417هـ / 1996م.
75 - المرجع السابق، ص 44 - 54.
76 - المرجع السابق، ص 85 - 87.
77 - الدكتور: محمد صالح الشنطي، نماذج من قصيدة الانتفاضة في الشعر العربي السعودي المعاصر، المجلة العربية، العدد 154، ذو القعدة 1410هـ، يونيو 1990م، ص 90 - 91.
78 - الموسوعة الأدبية 2/265.
79 - المرجع السابق 2/265 - 267.
80 - بلغت (40) بيتاً.
81 - الدكتور: محمد صالح الشنطي، نماذج من قصيدة الانتفاضة، المجلة العربية، عدد 145، ص 90.
82 - انظر: الدكتور: محمد صالح الشنطي، المرجع السابق، ص 95 - 96.
83 - انظر: المرجع السابق، ص 94.
84 - عبقر «الشعر»، العدد الثالث، جمادى الأولى 1420هـ ، ص 172 - 177.
85 - الجزيرة، الثلاثاء رجب 1421هـ ، العدد 10239، ص 17.
86 - البيان (مجلة)، السنة الخامسة عشرة، العدد 159، ذو القعدة 1421هـ ، ص 31 - 32.
87 - من منسوبات قسم اللغة العربية بكلية التربية بالطائف، جامعة أم القرى.
88 - منار الجامعة، شعبان 1421هـ ، ص 10.
89 - انظر: الدكتور: طه وادي؛ تأملات في الشعر السعودي المعاصر، ص 17 - 20.
90 - محمد الخضراوي، تفاصثيل في خارطة الطقس، نشر نادي المدينة الأدبي، ص 89. انظر: الدكتور: طه وادي؛ تأملات في الشعر السعودي المعاصر، ص 21 .
91 - وبوخنتصر أشهر ملوط الدولة الكلدانية، وحكم بابل أكثر من خمسين سنة (605- 562) قبل الميلاد.
92 - محمد عبدالقادر فقيه؛ المجموعة الشعرية الكاملة، 1414هـ ، ص 211.
93 - الرياض، الخميس 12 رجب 1312هـ ، العدد (11798)، ص 31.
94 - 3/10/2000م.
95 - الرياض، الجمعة 16 رجب 1421هـ، (11799)، ص 13.
96 - المرجع السابق.
97 - المرجع السابق.
98 - المرجع السابق.
99 - مرآة جامعة الإمام، الاثنين 18 ذو القعدة 1321هـ ، السنة العشرون، العدد (270)..
100 - القصيدة نشرت في اليمامة، العدد (1641) السبت ذو القعدة 1421هـ ، ص 26 بتوقيع «متعب صويان الشمري – الرياض»، ثم نشر في اليمامة، العدد (1641) السبت 29 ذو القعدة 1421هـ ، ص 16 توضيح من «عبيد بن محمد سلطان الشهواني»، كلية الملك فهد الأمنية، بأنه هو صاحب القصيدة.

مقالات أخرى من هذا الكاتب
• فلسطين في شعر المملكة العربية السعودية   (بازدید: 3227)   (موضوع: أدب)

مقالات أخرى من هذا الموضوع
• الأدب العربي في إصفهان   (بازدید: 1242)   (نویسنده: حيدر محلاتي)
• دور الأدب في بناء الحضارة المعاصرة   (بازدید: 4451)   (نویسنده: محمّد علي آذرشب)
• فلسطين .. والشعر   (بازدید: 1078)   (نویسنده: محمّد علي آذرشب)
• فلسطين .. والشعر   (بازدید: 2280)   (نویسنده: محمّد علي آذرشب)
• فلسطين في الشعر اللبناني   (بازدید: 1635)   (نویسنده: الدكتور عبدالمجيد زراقط)
• فلسطين في شعر المملكة العربية السعودية   (بازدید: 3227)   (نویسنده: الدكتور محمد بن حسن الزير)
• الأواني المستطرقة   (بازدید: 1837)   (نویسنده: محمّد علي آذرشب)
• الأدبان المعاصران العربي و الفارسي مقاربة في الظواهر المشتركة   (بازدید: 1174)   (نویسنده: محمّد علي آذرشب)
• الخطاب الانساني في مثنوي مولانا جلال الدين الرومي   (بازدید: 2468)   (نویسنده: محمّد علي آذرشب)
• سعدي الشيرازي   (بازدید: 1973)   (نویسنده: محمّد علي آذرشب)
• يد العشق   (بازدید: 1353)   (نویسنده: عيسى العاكوب)
• الحماني العلوي - شاعر من سلالة الهاشميين   (بازدید: 1576)   (نویسنده: حيدر محلاتي)
• أبو فراس الحمداني   (بازدید: 2097)   (نویسنده: محمّد علي آذرشب)
• الأسلوب الأدبي للشهيد الصدر   (بازدید: 720)   (نویسنده: الشيخ عبد المجيد فرج الله)
• الوحدة الدينية في شعر الشيخ الفرطوسي   (بازدید: 1479)   (نویسنده: حيدر محلاتي)
• أثر المعتزلة على الادب العربي   (بازدید: 1214)   (نویسنده: فالح الربيعي)
• ادباء ايرانيون في دراسات سيد قطب   (بازدید: 1614)   (نویسنده: محمّد علي آذرشب)
• شاعران كبيران في إيران   (بازدید: 1515)   (نویسنده: محمّد علي آذرشب)
• الحكومة الاسلامية من منظور الشاعر الكميت بن زيد   (بازدید: 1272)   (نویسنده: محمّد علي آذرشب)
• الرسالية في الشعر الشيعي   (بازدید: 948)   (نویسنده: محمّد علي آذرشب)

التعليقات
الاسم:
البريد الالکتروني:
العنوان:
التعليق:
ثبت
[ Web design by Abadis ]