فلسطين .. والشعر
|
ثقافتنا - العدد 12
أدب
محمّد علي آذرشب
1427
تقرير تقرير عن أمسية شعرية أقيمت في طهران - القسم الثاني- في العدد السابق نشرنا القسم الأول من هذا التقرير عن أمسية شعرية أقيمت بحضور الإمام القائد السيد علي الخامنئي تكرست حول القدس والقضية الفلسطينية، وذكرنا أهمية تلك الامسية، ونشرنا كلمة السيد القائد فيها، والتعليقات التي أدلى بها مدير الجلسة وأشرنا اليها بالحرف (ع) ، ثم نشرنا مقتطفات مما ألقي في تلك الجلسة من الشعر، وننشر هنا القسم الثاني والأخير باختصار أكثر رعاية لمساحة التقرير. ع/ اسمح لي سيدي القائد، أن أعود إلى خوزستان، لايزال السيد القائد يذكر وداعه للخوزستانيين من رفاق سجنه، وما سمعه منهم لدى الوداع من«هوسه» تقول: يا سيّد! جدّك ويّانه (مَعَنا) (يرددها الخوزستانيون عدة مرات) كما لايزال يذكر الغزل المصنوع على شكل «أبوذية»، ومن ذلك: البدر شعّ بجبينك… (عندئذ يتصدّى أحد الإخوة الخوزستانيين فينشد هذه «الأبوذية» بلحن خاص هو مزيج من الشوق والحزن وتباريح الهوى): اِلْبَدِرْ شَعّ بْجبينَك والله لِيلَه البرد بِشفاك يا ادعَجْ والله ليله مُضَت لِيله بوصالك والله ليله عثر بيها الدهَرْ وهواك ليّ وكان السيد القائد يردّدها معه بتأثّر مستحضراً ذكريات تلك الأيام المفعمة بمرارة السجن وحلاوة رفقة الصحاب الطيبين. ثم يضجّ المجلس بـ (هوسات) الخوزستانيين، يعبّرون عن عواطفهم تجاه القدس وفلسطين والامام الخميني والسيد القائد الخامنئي، في حماس لا يوصف، وكانوا يودّون لو أن كلّ وقت الجلسة قد خصّص لهم، فقد أعدّوا من شعر القريض والشعر المحلّي ما يملأ كتاباً، لكنّ عريف الجلسة كان يطلب منهم باستمرار أن يفسحوا المجال للآخرين وخاصة للضيوف القادمين من خارج إيران. ع/ نعود إلى الشعر الفارسي ومع شاعر ايراني من كبار الشعر العمودي المعاصر الاستاذ علي معلم الدامغاني. الشاعر علي معلّم الدامغاني أنشد الاستاذ علي معلّم قصيدة تحت عنوان: «أمة واحدة تنهض من الشرق» صور فيها الروح الإسلامية المنطلقة من الشرق لتحرير القدس، قال فيها ما ترجمته: يا قدس، يا أرض مواجهة البلايا، واصلي صبركِ نحن السهام المنطلقة من الهمّة المحمّدية واصلي مقاومتك، كوني قويّة، فنحن قادمون… الشرق ينهض من «مرمرة» حتى «السند» الشعوب تنهض من أفريقيا حتى الهند سيغلي ثانية دم التاجيكيين وسيتدفق الازبكيون من «آمويه» وهم مستعدون ستزداد النسور على صخرة كشمير وسيخرج النمر من غابات البنغال والتركمان سيعتزمون السفر على متن الرياح وسترتفع مرّة أخرى في العالم عقيرة الافغان بالأمس حلّت في الأرض ملحمة وارتفعت منها ملحمة سَطَعَ برقٌ وارتفعت راية وصوّر فيها مايراه في الافق من اتحاد المسلمين بكل فرقهم وطوائفهم قال: اليوم، يوم انبلاج فجر الإمكان في عالم المحال اليوم، يوم ارتفاع رايات الجلال في العالم سيرى العالم قدرة الشيعة على الصمود سيرى اتحاد جُند السنة والاباضية وسيسطّر الزيدية والمالكية ملحمة أخرى وسيهجر الشافعيّ والحنفيّ ليالي السمر أمة واحدة تنهض من الشرق * * * ع/ مولاي، ذكرت أن حركة الشعور هي بداية كل نهضة. وإذا تحرك الشعور تفجرت كل مواهب الإنسان العقلية والنفسية والجسمية – وهذا هو الذي يدعو روّاد النهضة، -وأنتم منهم – أن يهتمّوا بالشعر، لأن لغة استنهاض الشعور هي الشعر. يقول أبو القاسم الشابي: عش بالشعور وللشعور، فإنما شِيدَت على العطــف العميــق، وإنـها دنياك كون عواطف وشعورِ لتجفّ لــو شيدت علــــى التفكــيرِ حتى أولئك الذين لم يكونو أدباء من روّاد النهضة، كانوا يدركون أهمية الأدب، فيشجعونه ويدفعون بالحركة الأدبية. أذكر على سبيل المثال منهم: السيد جمال الدين الأسد آبادي المعروف بالأفغاني، شجّع محمود سامي البارودي على تطوير الشعر، وهو أول رائد من رواد نهضة شعرية بالعالم العربي المعاصر؛ وشجّع محمد عبده على تطوير النثر، وهو أول رائد من رواد النثر بالأدب العربي المعاصر. وطلب من سليمان البستاني أن يترجم الإلياذة إلى اللغة العربية، قائلاً إن المسلمين الأوائل في انفتاحهم الأول على التراث اليوناني، لو ترجموا الإلياذة لكان خيراً لهم من ترجمة منطق أرسطو. فالإلياذة ترتبط بالجانب الشعوريّ الساخن، بينما منطق أرسطو يرتبط بالجانب العقلي البارد. والشعور عند رائد النهضة هو مقدَّم على العقل. نحن الآن مع شاعر من لبنان، هو جوزيف الهاشم. فليتفضّل. الشاعر جوزيف الهاشم: والشاعر جوزيف الهاشم ابتدأ كلامه بالقول: سيدي، آية الله القائد، لأنه كانت لي قصيدة عن فلسطين ودعم الحق الفلسطيني، ألقيتْ أمس في المؤتمر، فاسمحوا لي أن أتخطّى قليلاً الشرط الذي اشترطه علينا مقدِّم الشعراء، وأن أتلو في حضرتكم قصيدة بعنوان: «برقية إلى الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام» وبدأ قصيدته بالقول: دعوتموني، وفي أرضي نزيف دمي توهّجت دوحة الإسلام باذخةً بمحتدٍ هاشمي العبق منبلجٍ وأنتُمُ ذخر أهل البيت، جلّلهم وأذهب الرجس عنهم، إنّ مشعله من غير سيف أمير المؤمنين لظــــىً كأنه صفعة التأريخ للأممِ كسدرة المنتهى في قمّة القيم من خاطر الوحي من قدسية الرحم كتاب ربك بالأسمى من الشيم ما شعّ في الأرض لو لم يكتمل بهمِ وفي فلسطين هــــبّ الدمُّ كالـــهرم ولم ينس أن يذكر جرحاً دامياً آخر في العراق فقال: وفي العراق غدت دار السلام كما وكــــربلاءٌ تـــــــــرابات مقـدسةٌ عاث المغول بها في غابر القدم عـزّت وسيدهـا أدمــى الثرى ودُمي واستمدّ من التاريخ عزمةً استلهمها من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب فقال: قم،واشحذ السيف، يأبى ذوالفقار ونىً فاسرع، إذاً زحف أهل البغى منتصراً حطّمت أصنام أوثان، وما انقرضت فاعمل بها السيف محموماً، فأنت لها إن زغرد السيف كان الرعب في النغم بصارم يقتفي آثار متّهم فقامت اليوم أصنام من اللحم وحرّر الأرض من ذرّية الصنم * * * ع/ في أحلك الظروف وفي عهد نظام الشاه كان الشعراء الايرانيون ينشدون لفلسطين، رغم أن ذلك كان يكلّفهم ثمنا باهضاً. مع قصيدة أنشدها قبل 36 عاماً الشاعر الاستاذ علي موسوي گرمارودي، وهو من الشعراء المجيدين في الشعر العمودي والحرّ بالفارسية على حدّ سواء. الشاعر علي موسوي گرماوردي وألقى الشاعر الاستاذ موسوي گرماوردي قصيدة بالفارسية تحت عنوان: «ليرتفع اسمك يا فلسطين» افتتحها بما ترجمته: سلاماً لكل الخيام المضروبة تحت السماء الزرقاء تحيّة لكل الأمواج الغاضبة لجميع مظاهر الصمود المحزنة، لكل القمم الشامخة لكل مظاهر العظمة والحزن سلاماً وأشاد إشادة شاعر بملاحم فلسطين فقال: ملاحمنا نحن في الكلام والشعر وملاحم فلسطين في الدم والنار والدخان ألا، يا أرض فلسطين ليرتفع اسمُكِ ولو لم يخجل لساني لقلت لك: سلاماً وخاطب فلسطين بقوله: رغم أن شعبك قد تشرّد في الفيافي رغم أن جسمك قد انهتكه مقارعة الأعداء فلا تفقدي الأمل في النضال وكوني واثقة أن عدوّك من نضالك قد أُنهك كذلك فمن مقاومتك قد ارتجف جسم الخصم ومن صمودك يذوق العدوّ مرارة العلقم واختتمها بتحية فلسطين: كلّ الثناء والتحية الخالدة لك حتى من زمزمة الرياح ونغمة الانهر من فم الحرية لك ولمقاتليك سلاماً دائماً وتحيّة دائمة * * * ع/ ذكرنا أيها الاخوة والأخوات أن بيننا عدداً من شعراء جمهورية آذربايجان من الجمهوريات التي استقلت عن الاتحاد السوفيتي سابقاً، ورغم القطيعة التي فرضت بينهم وبين القضايا الإسلامية، لكننا نرى قضية فلسطين حيّة في نفوسهم، ونحن مع أحد الشعراء ومقطوعة حول فلسطين، هو الاستاذ شاهين آذر يلقيها باللغة التركية، ونأسف لعدم امكان ترجمتها في المجلس. الأستاذ الشاعر شاهين آذر: القىالشاعر التركي قصيدة تحت عنوان: «آلام غزّة والقدس» جاء فيها ما ترجمته: تثقل صدري آلاف الهموم.. كيف اتحمّلها؟ في فلسطين ألم يعتصر قلبي ليل نهار! غزّة تحت وطأة الاحتلال، والقدس تئنّ من غطرسةِ المتجبّرين لانزال نشهد آلام المقهورين والمظلومين في رام الله، تتصاعد الآهات إلى السماء الهي! إلى متى نتحمّل آلام كل هؤلاء البشر المسلمين المؤمنين؟! هذه الوحوش الكاسرة استهدفتنا في وَضَح النهار وجعلتنا نعيش هموم ديننا وهويتنا أيها الساكتون عمّا أعانيه من آلام.. ثمة ألسنة كثيرة ستُفصح عن ألمي * * * ع/ لئن لم نفهم لغة الشاعر فان السيد القائد قد فهمها لأنه يجيد اللغة التركية فيما يجيده من لغات، ولذلك كان متفاعلاً مع الشاعر ومستحسناً لشعره. مع شاعرة من سوريا هي الشاعرة كوثر شاهين. الشاعرة كوثر شاهين: القت الشاعرة قصيدة قصيدة مطلعها: قم، واسقِ فجر الحق كأس العندم يابن البطولة، إنها القدس التي فاهرع لنجدتها وكن غوثاً لها إيهاً فلسطين التي فــي خافـــــق واجعل وريدك للفدا نبع الدّم نادتك من عمق الظلام الأظلم واغسل لها وجهاً تريبَ المِبسم لبّـــاك روح الله شاءك تنعــــــم وخاطبت طهران في القصيدة بقولها: بوركتِ طهران العصية، بوركتْ فاستنهضي ياذي المباركة التي طهـران، يا عزّ الفضائـــــل جمعهـا هــذى فلسطين الأبية، شكرهـــــا هذي الجموعُ البحرُ زحفَ لهازم من ذكر أحمد فولحت بمكارم فـي نصرة للقـــدس شعــب يحتمي لله ترفـــــع في بقائــــك، تسلــم * * * ع/ سيدي القائد، قبل أيام، قرأت في صحيفة عربية خبر أمسية شعرية، ألقى فيها شاعر فلسطيني قصيدة، يذكر ضمنها عبارة «مكتوب على الفلسطينيين النصر». وعلى هذه العبارة تعليق يقول: كان أمراً معبّراً وعجيباً أن يقف شاعر وسط كل هذه التعقيدات التي نعرف في فلسطين اليوم، حيث التكالب الصهيونيّ – الإمبرياليّ على قضية هذا الشعب يبلغ مستويات غير مسبوقة، ليقول لنا لاخيار أمام الفلسطينيين سوى النصر! مكتوب عليهم أن ينتصروا لا أن ينهزموا. ليقول للشاب الفلسطيني: «النصر عليك هو المكتوب يا ولدي» وهذه العبارة لم تأت عن قراءة في فنجان. بل من إيمان بالقرآن: «كتب الله لأغلبن أنا ورسلي». ومن استقراء لواقعٍ تحدث عنه السيد القائد في كلمة إذ قال: إن العصر الحاضر هو عصر الصحوة، وفلسطين مكانها مكان القلب من هذه الصحوة. مع شاعر من فلسطين، الأخ كمال سحيم، فليتفضل: الشاعر كمال سحيم: وبدأ الشاعر إنشاده بالقول: قتلوا أحلام الطفولة. لكن هؤلاء الأطفال أصبحوا رجالاً. وتواصلوا مع حالة النضال: ثم راح يرسم صورة حديثة مع ابنته إذ قال: إذا ما قلتُ يا «سالي» أجابتني بتمتمةٍ: «نعم بابا» وراحت تفتح الدفتر… أفاقت ليلة تبكي يهدهدها نعاس النوم قالت: بابا! يا بابا! رأيت الغول في حُلُمي يقاتلني ويسرق لعبتي منّي رأيت جرادة صفراء تأكل سنبل الرأس رأيت بحيرة زرقاء ترتجف من البرد رأيت سنابك للخيل تسلك داخل الكتب رأيت… قلت يا سالي! كفى حُلُماً فماعدت أطيق الليل يا أمّي وأقسم يا هوى عمري بأن الجنة اغتسلت بماء الورد في الكتب ويخاطب ابنته بالقول: وإن غابت وراء الشمس أغنيتي أفيقي يا ابنة الشمس فهذي الريح تحملني لك مطراً تعالي شكّلي مطري فعند حدود لعبتك نثرت الورد والأزهار كي تثبي وإن سألوك عن شيء ترومينه أجيبي إنه وطني وإني أغلق المأتم ع/فلسطين هي المفتاح السحري لخلاص الأمة من كلّ عوامل تخلّفها وضعفها. هذه العبارة من خطاب السيد القائد للمؤتمر أول أمس تلخّص كلّ رؤية الثورة الاسلاميّة لقضية فلسطين. سألني مرة بعض الإخوان بتعجّب قال: إنّ الشعار الذي ارتفع في إيران بعد انتصار الثورة الإسلامية مباشرة: اليوم إيران وغداً فلسطين لعجيب! قلت: وما وجه الغرابة فيه، قال: إن إيران أولاً ليس بلداً عربياً، وليس قريباً من فلسطين، ونظام الشاه كان مواليا في إعلامه وتوجهه الثقافي والسياسي والاقتصادي للعدوّ الصهيوني، فمن أين جاءت الايرانيين هذه الثقافة الموالية للقضية الفلسطينية، قلت: تستطيع من هذه الظاهرة أن تعرف قوّة الانتماء الحضاري الإسلامي للإيرانيين، وتعرف أن الامام الراحل كان في كل خطابه يضع الشاه وأمريكا واسرائيل رؤوساً لمثلث واحد هو مثلث إذلال الشعب الايراني، وفي المقابل يضع المشروع الإسلامي البديل التي يستطيع أن يعزّ الامّة. ومن هنا كان القضاء على الشاه قد استتبعه مباشرة إعلان الموقف الواضح من إسرائيل وأمريكا. إن قضيةَ فلسطين قضية كل الأمة الإسلامية والخطر الصهيوني هو خطر على جميع البلدان الإسلامية. مع داعية من دعاة وحدة الدائرة الحضارية الإسلامية فضيلة الشيخ محمد علي التسخيري وقصيدة بهذه المناسبة. فضيلة الشيخ محمد علي التسخيري: استهل الشيخ التسخيري قصيدته بالقول: من ولا الطهر ومن طهر ولانا كــــم سكبنا خمرها في أكــــــؤسٍ رقصت في مسرح الذكرى مُنانا حالمــــات كنّ غـــازلن رؤانـــــا وأشار إلى دور الحضارة الإسلامية في التاريخ: بينما الكون جمود واجمٌ إذ بنا والدين قد أنبتنا الحضـــارات استقـــت منا الغنــــا يعشق العُتم ويسترّ الهوانا نزرع الأرض حقولاً وجنانا فيبـــابٌ أرضهـــا لــــــولا ريانا ويخاطب الامة الإسلامية الممتَحنة: كلّ شعب قد بلته محنةٌ فاخرجي يا أمتي ظافرة ليطلّ الفتح من بدرٍ على ويعـــــي التاريـــــخ أنّــــا أمةٌ وتجلّى حين أدّى الامتحانا من حضيض اليأس يجترُّ نهانا شفة القدس يرّويها حنانا خُـدشـــت يومــــاً فزادت عنفوانا * * * ع/ نعود إلى الشام، ومع الأستاذ الشاعر محمد منذر لطفي من سوريا: الشاعر محمد منذر لطفي: قصيدة الشاعر تحت عنوان: «حوار آخر مع القدس»، استلها بقوله: أكبرت صبحـــكِ أن ينـأى وإن غربا مـــا دمـتِ للمسلمين القلب والعصبا وانحى بالائمة على دعاة الاستسلام: باسم السلام أضاعـــوا القدس ياوطني في غزةٍ، فـــي أريحا، وانتشوا طربــا ودعا المسلمين إلى اليقظة: يا مسلمـــون! أفيقوا مــــن رقادكمُ وأنقـــذوا المسجد الأقصـى وما سُلبا وخاطب القدس بقوله: يا قدس، يا قبلة الإسلام قاطبةً ماذا جرى لبني قومـــي؟ وأغربُــــه ويا مناراً يزفّ العلم والأدبا أن الكفاح غـــدا فـي عرفهم خُطبا واختتم قصيدته بذكر انتفاض الامة لمواجهة العدو الصهيوني: فثورة الحجر القدسيّ شاهدة وفي الجنوب رمي حزب الإله، وقد هذى سراياه في لبنان قد هُزمت لا يُرجع القدسَ إلا الساح يا وطني إنا نريد سلاماً يحفظ العربا فنحن شعب تحدّى القيد منتصراً أسرى «الخميني» به في جحفلٍ لَجـِبٍ أن الطفولة أمضي همّةً وإبا أذاق جيش الغزاة الذلّ والكُرَبا فضاق عنها ثرى الدنيا بما رحبا فجرّد الماضيين: السيف والغضبا ولا نريد سلاماً يحمل العطبا شعب لغير العُلا والمجد ما انتصبا واليوم قاد «عليُّ» الجحفل اللجبـــــا * * * وتثور مرّة أخرى هوسات الخوزستانيين يعبّرون عن عواطفهم، ويأخذ اللاقطة شاعر خوزستاني هو طاهر ملاّ خطيوي (ابو ياسين) وينشد قصيدته بحرارة باللغة المحلية مخاطباً فلسطين طلباً منها أن تتدلل لأنها في حماية رجال أشدّاء: اتدلّلـــــي يحبيبــــه ولله اتدلّلـــي ما يمســـچ ضيـــم وانتي بمعشـــري واختتم قصيدته بقوله إنّ القنابل لا تهمّه ولا افتراءات شارون وكلامه، فهو مسلم يمثّل الشيعة والسنة ومن سلالة البطل الذي سمّي حيدر. فهو نذر نفسه ليكون على طريق الحسين والعباس، ويطالبها ثانية أن تتدلل إذ لا يصيبها ضيم، لأنها في حماية رجال من أمثال القائد الخامنئي: آنه متهمني القنابل آنه شيعي آنه سنّي آنه لحسين الشهيد تدللي يحبيبه والله اتدللي تدللـــــي وانتــــي عنـــــدچ ولا حچي شارون ذاك المفتري آنه من ذاك الصميده العنّه گالوحيدري وفدوه للعباس ناذر منحري ما يسمچ ضيم فاجر عنصري قائــد الامة الامام الخامنئي العبقري * * * ع/ مع شاعر آخر من الشام هو الشاعر الشاب ابراهيم النمر. الشاعر إبراهيم النمر: قبل أن يبدأ الشاعر بالانشاد قال: بسم الله الرحمن الرحيم: قصيدتي من نوع آخر. قصيدتي عن الهمّ العربي والإسلامي، وعن الظروف الدولية المحيطة بنا والتي تدعونا إلى الثبات والعزم أكثر مما تدعونا إلى الحزن. لكنها فطرة حزن بعثها الألم بما يجري في فلسطين. فلتعذروني على هذا الحزن الذي في قصيدتي. واستهل قصيدته بالقول: من يشتري برصاصةٍ ألمي؟ ومن يمضي إلى حضن الزمان على حصان جامحٍ؟ من يكسر الطوق الذي غلّوا به عنق البلاد إلى النهايةِ؟ وبثّ الشاعر شكواه في نهاية القصيدة بقوله: أوّاه… لا دمعٌ يفيد ولا كلامٌ يؤنس الوجع القتيل، والخيل أتعبها الصهيل من يشتري برصاصةٍ ألمي؟ ومن يمضي إلى حضن الزمان، على حصان جامحٍ؟ هذا زمان يتّكي فيه الطغاة على وسائدنا ونحن على الأسى ما عاد لي زمنٌ لأرفع رايتي، آهٍ! متى أصحو؟ لأهدم ما بنوه من الخيانة في النفوس، وأستعيد برائتي في ذالك الليل الطويل… * * * ع/ نعود إلى الصوت الشاعري النسوي، والسيدة جنة القريني من الكويت: الشاعرة جنة القريني: قصيدة الشاعرة أنشدتها على لسان شاعرة من فلسطين قبل استشهادها ومنها: قطفت الصبحَ ألثمه وأرشف قهوة النجوى رأيت ضحى الشهادة أذ سمعت تلاوةً نشوى فقلت: وفى لمن يهوى وسوف نفي لمن نهوى فتحتُ رسالة خضراء منكَ تُكفكف الشجوى وتقول الشهيدة لحبيبها: أحبّك، واللقاء هناك حيث جنائن المأوى أراكِ بصرخة البشرى عروساً للعلا كُفوا حبيبي!ها، أتى نَوّار يُمطر وعدَنا شدوا وجاء الصيف والأهلونَ من عمّانَ بالحلوى * * * ع/ بين الشعراء الحاضرين المنشدين بالفارسية، مجتبى سعيدي مهدوي. هذا الرجل كرّس كلّ شعره لفلسطين. ولكنه تنازل عن وقته للضيوف. ولكن نحن نطلب الآن من شاعر ينشد بالفارسية هو الشاعر حسين اسرافيلي فليتفضل علينا بأبيات: الشاعر حسين اسرافيلي قدم الشاعر حسين إسرافيلي قصيدته إلى الاستشهادية الفلسطينية ريم صالح الرياشي، قال فيها ما ترجمته: امرأة ذات عزم آخر شدّت حزامها واحتضنت طفلها بقوّة عزيز هو الطفل والحياة، ولكن عزمها لم يضعف امرأة، بل لبوة غابة الاسلام من الجيل العظيم لعاشوراء العشق يدعوها للفداء والعرش يهيب بها المرأة اللبوة زيّنت قامتها الممشوقة بوسام الشهادة ومن حنجرة النار والدخان ارتفع صوت الله اكبر وعلى ممرّ الجناة اليهود ألقت شبح الموت المخيف وفجأة، انفجار ونار ودخان خلق جحيماً للظالمين امرأة مشتاقة الى وصال حضرة الحبيب ضحكت وسط النار والدم ثم راح الانفجار ونيران الغضب تشعل النيران على بني صهيوني ولا يزال قد بقي منها برعمان شهادتان، انفجاران آخران فمتى وأين هاتان الناران المخفيتان تتأججّان بالنار مرة أخرى * * * ع/ نحن مرة أخرى مع الشعر النسائي، ومع الشاعرة مروة حلاوة من سوريا الشاعرة مروة حلاوة: قصيدة الشاعرة السورية مروه حلاوه كانت تحت عنوان: «تجليات في القدس» خاطبت فيها القدس بقولها: دعي الحزنَ يا قدس يا قبلة المسلمينَ و يا موكب النيّراتِ دعي الحزن ما جفّت الماء في المعصراتِ ويا قدس، إني أحنّ إليك وكل الدروب ملطخة بالدماء وموبوءة بالغزاة ولا شيء في حاضر العُربِ إلا الكلامُ وبحرُ العظاتِ فيا سيدي! يا حسين الجراحات عد للميادين ها فجرنا قد أطلَّ وها شعبنا قد أفاق من النومِ يا سيدي، يا حسينُ وفرسان بدرٍ وأحْدٍ أقاموا صلاة الجنازة في كربلاء وساروا بكلّ الجهات وتأمل الشاعرة أن ينجلي الليل عن اولى القبلتين بقولها: أما آنَ للّيل أن ينجلي عن مغانيك؟ أن يئدَ العُربُ أحقادهم في الرّمادْ أما آنَ يا قبلتي، أن نراكِ الطليقة بعد الحدادْ؟ فقدطال سجنُكِ، طال الرقادْ وشاخ المغنِّي ومات الرباب أحنّ إليكِ، وتخاطب ينام الامة بقولها: ألا أيها النائمونَ أفيقوا ونادوا الأماجدَ حيّ على الساحِ حيّ على موجبات الكفاحْ أفيقوا فإن الليالي تطولُ تلفّ البلادَ ولا من صباحْ ولا من مجيرٍ فأين الإمام علي؟ وأين الحسين وعترته؟ يمسحون الجراحْ ويُهدون للقدس والمسلمين الصباح * * * مرة أخرى نعود إلى خوزستان، والدكتور حسين چوبين: الدكتور حسين چوبين: استهل قصيدته بقوله: يــــا قـــــدس عـــــادت خيبرُ جـــــاء لهــــــا غضنفـــــــــر واختتمها بالقول: وراية قد رُفعتْ ننشرهــــــا فــي قدسنـــــــــا في خيبرٍ ستُنشرُ بالشهـــــــــداء نفخـــــــــــر * * * ع/ ونحن الآن مع شاعر آخر من آذربايجان هو الشاعر حاج قربان، ينشد قصيدته باللغة التركية الآذربيجانية: الشاعر، حاج قربان أنشد حاج قربان قصيدته بالتركية تحت عنوان: «المرأة الفلسطينية، وقال ما ترجمته: 1ـ المرأة الفلسطينية، وطنها محتلّ، وقلبها ملتهب. عواطفها ترفرف مثل طائر يحلّق، يدها مكتوفة تعيش العمر كُلّه مع الأبيض والاسود المرأة الفلسطينية أقسمت أن تتحرّر 2- منذ أن دُنّست أرضها، هبّت المرأة الفلسطينية للجهاد، تستمدّ قوّتها وقوتها من الدين والقرآن. واتخذت من أكفان شهداء الرجال ثوباً لها 3- إنها في ربيع عمرها، والأمل طافح في عينيها لكن ثوب عرسها صار كفناً وجهازها رجولة وفن المرأة الفلسطينية تلبس فستان عرسها في متراسها، ومنه تذهب إلى عشّ زوجيتها 4- المرأة الفلسطينية مزّقت قيود الغطرسة هزّت الدنيا، وأيقظت العالم وجعلت المهاجمين يجرّون أذيال الخيبة حياة المراة الفلسطينية يمرّ عبر المواجهة والجهاد * * * ع/ وآخر المتحدثين، ماجد الخطّاب من سوريا. ونعتذر لمن لم نستطع أن نستفيد من حضوره في هذه الجلسة. نستعد للصلاة، ثم سنجلس على ضيافة السيد القائد على مائدة العشاء بإذن الله تعالى. الشاعر ماجد الخطاب: والشاعر ماجد الخطاب تغنّى بقدس المنى والحبّ والجمال فقال: لا تسلها عن الإباء المدمَّى ولأن التأريخ يبدأ منها لا تسلْها عن الهوى والأماني ولأن الجمال مــــــلء رؤاهــــا إنها السيف والنضالُ طويلُ هذه القدس مجدها لا يزولُ إنها الحبُّ والمنى والهديلُ كـــــلّ شـــــــيء تراه فهو جميل واستبشر الشاعر بنصر قريب للقدس وفلسطين: طُويت صفحة الهزائم والقهر بطُلَ السحرُ والأساطيرُ والزيفُ هي لم ترمِ إذ رمتْ، إن ربّى شائها الله أن تكون فكانت ورعاها بعينه يوم هبّتْ وعادت إلى العيون رؤاها فقدسُ السلام ألقت عصاها قذف الرعب في قلوب عداها واطمأنّت لما تسير، خطاها فانجلى ليلها بنصر ضحاها * * * ع/ سبحان ربك ربّ العزة عما يصفون. وسلام على المرسلين. والحمد لله رب العالمين. وصلى الله على محمد وآله بيته الطيبن الطاهرين. (يتبع)
|
مقالات أخرى من هذا الموضوع |
• الأدب العربي في إصفهان
(بازدید: 1242)
(نویسنده: حيدر محلاتي)
• دور الأدب في بناء الحضارة المعاصرة
(بازدید: 4451)
(نویسنده: محمّد علي آذرشب)
• فلسطين .. والشعر
(بازدید: 1078)
(نویسنده: محمّد علي آذرشب)
• فلسطين في الشعر اللبناني
(بازدید: 1635)
(نویسنده: الدكتور عبدالمجيد زراقط)
• فلسطين في شعر المملكة العربية السعودية
(بازدید: 3227)
(نویسنده: الدكتور محمد بن حسن الزير)
• فلسطين في شعر المملكة العربية السعودية
(بازدید: 2661)
(نویسنده: الدكتور محمد بن حسن الزير)
• الأواني المستطرقة
(بازدید: 1837)
(نویسنده: محمّد علي آذرشب)
• الأدبان المعاصران العربي و الفارسي مقاربة في الظواهر المشتركة
(بازدید: 1174)
(نویسنده: محمّد علي آذرشب)
• الخطاب الانساني في مثنوي مولانا جلال الدين الرومي
(بازدید: 2468)
(نویسنده: محمّد علي آذرشب)
• سعدي الشيرازي
(بازدید: 1973)
(نویسنده: محمّد علي آذرشب)
• يد العشق
(بازدید: 1353)
(نویسنده: عيسى العاكوب)
• الحماني العلوي - شاعر من سلالة الهاشميين
(بازدید: 1576)
(نویسنده: حيدر محلاتي)
• أبو فراس الحمداني
(بازدید: 2097)
(نویسنده: محمّد علي آذرشب)
• الأسلوب الأدبي للشهيد الصدر
(بازدید: 720)
(نویسنده: الشيخ عبد المجيد فرج الله)
• الوحدة الدينية في شعر الشيخ الفرطوسي
(بازدید: 1479)
(نویسنده: حيدر محلاتي)
• أثر المعتزلة على الادب العربي
(بازدید: 1214)
(نویسنده: فالح الربيعي)
• ادباء ايرانيون في دراسات سيد قطب
(بازدید: 1614)
(نویسنده: محمّد علي آذرشب)
• شاعران كبيران في إيران
(بازدید: 1515)
(نویسنده: محمّد علي آذرشب)
• الحكومة الاسلامية من منظور الشاعر الكميت بن زيد
(بازدید: 1272)
(نویسنده: محمّد علي آذرشب)
• الرسالية في الشعر الشيعي
(بازدید: 948)
(نویسنده: محمّد علي آذرشب)
|