دور الأدب في بناء الحضارة المعاصرة
|
ثقافتنا - العدد 12
أدب
محمّد علي آذرشب
1427
أقامت المستشارية الثقافية الايرانية في بيروت ندوة تحت العنوان المذكور أعلاه شارك فيها عدد من الشعراء والادباء والمفكرين. افتتح الندوة الاستاذ الشيخ نجف علي ميرزايي المستشار الثقافي بكلمة ترحيبية ذاكراً أن الهدف من هذه الملتقيات هو إيجاد الارتباط بين النخبات والشخصيات الاكاديمية الايرانية والعربية، هذا الارتباط الذي لم يكن على المستوى المطلوب بسبب عوامل غالباً ما كانت سياسية. والمستشارية الثقافية تسعى إلى مدّ القنوات التخصصيّة بين الجانبين من ذلك قناة الأدب، إضافة إلى سعيها في إقامة جميعات مشتركة إيرانية ـ عربية في سائر الحقول المعرفية. وأشار المستشار الثقافي إلى دور الأدب في العلاقات الحضارية بين الشعوب وقال: كثير مما قاله الفلاسفة وعلماء الاجتماع وأحياناً القادة السياسيون بشأن حوار الحضارات وحوار الأديان قد تبلور بأوضح صوره في ساحة الأدب. مولانا جلال الدين الرومي على سبيل المثال قد رسم بأدبه العرفاني ما يسمى اليوم بالتعايش الديني والتعددية الدينية، وبيّن العمق الإنساني للدين. وأكد السيد المستشار على عنصر الجمال في الأدب، وأشار إلى أن الدعوة إلى الحقيقة يجب أن تكون محفوفة بالجمال والاّ ما أدت هدفها، من هنا يأتي دور الأدب ليضفي على الحقائق طابع الجمال والتأثير. ثم تحدّث الدكتور محمد علي آذرشب عن العلاقة بين الادب والحضارة وقال: إن الأدب نهض في تاريخ حضارتنا الإسلامية بأدوار هامة. فهو أولاً غذّى المشاعر والعواطف وأخصب الخيال، وخاطب الأرواح وبثّ فيها الحياة.. وبذلك كان عاملاً هاماً من عوامل اخضرار دوحة الحضارة الإسلامية وازدهارها ونمائها، لأن الحضارة تحتاج دائما إلى غذاء روحي يزيل عنها الكآبة والملل والجفاف. ومن هنا فإن رجال النهضة الكبار إما أن يكونوا أدباء أو من المهتمين بالأدب. على سبيل المثال السيد جمال الدين الأسد آبادي المعروف بالافغاني حثّ سليمان البستاني على ترجمة الالياذة، وكان يقول لو أن المسلمين في سالف عصورهم قد ترجموا الالياذة من اليونانية لكان خيراً لهم من ترجمة منطق أرسطو، وهي عبارة تدل على اهتمام رجل النهضة هذا بالخطاب الروحي وترجيحه على الخطاب العقلي المجرّد. ثم إن الأدب نهض في عصر حضارتنا بدور هام في وحدة شعوب الدائرة الحضارية الإسلامية، فكل هذه الدائرة كانت تنطق بلغة أدبية واحدة، مع اختلاف ألسنتها. كما كان الأدب العربي يشكل أساس هذه الوحدة باعتباره ينطق بلسان القرآن الكريم. المتنبي على سبيل المثال كان شاعر كل هذه الدائرة الحضارية ينشد شعره في الشام أو مصر أو العراق فينتقل إلى إيران وتتناوله الالسنة بالانشاد والاقلام بالنقد. ويكتب عليه وزير هو الصاحب بن عباد كتاباً نقدياً في زمن حياة المتنبي بالذات. وبيّن الدكتور آذرشب ما يمكن أن يقوم به التفاعل بين الادبين العربي والفارسي من دور في حياتنا المعاصرة، واستدل بما ذكره الجواهري وعبد الوهاب عزام والفراتي و.. في هذا المجال. ثم تحدّث العلامة الأديب السيد محمد حسن الامين عن ضرورة ترشيد الصحوة الإسلامية بالأدب، مؤكداً أن هذه الصحوة في العالم العربي غلب عليها الطابع السياسي بينما كان المفروض أن تكون متواكبة مع الأدب لتكون شاملة لما ينبغي أن تشتمل عليه النهضة. التحولات العالمية الكبرى كانت مقرونة دائماً بالحركة الأدبية، وهكذا كان الأمر في النهضة الأوربية، كما كان الامر كذلك في نهضة الحضارة الإسلامية. وأشار الاستاذ الأمين إلى ضرورة توفّر جوّ الحرية للأديب كي يستطيع أن يبدع، والعالم اليوم يشهد نوعاً من فرض ثقافة واحدة على الشعوب والاستهتار والاستخفاف بالثقافات الأخرى، وهذا يؤثر كثيراً على روح الابداع والخلاّقية لدى شعوب المنطقة. وأشار السيد المتحدث إلى ضرورة تفعيل حركة الترجمة بين العربية والفارسية، مؤكداً أن ذلك سوف يؤدي إلى تفاعل الادبين وإثرائهما. وتحدّث الدكتور طراد حمادة أستاذ الجامعة اللبنانية ووزير العمل اللبناني عن التعامل بين الايرانيين والعرب في إطار الحضارة الإسلامية مشيراً إلى أن هذا التعامل كان مؤطّراً بالحبّ والروح الانسانية. وأشار السيد الوزير إلى اهتمام الايرانيين باللغة العربية وضرورة اهتمام العرب باللغة الفارسية. ثم دار نقاش جادّ وهادف ومفيد في هذه الأطر المستقبلية الهامة شارك فيها الاستاذ جودت فخر الدين من الجامعة اللبنانية، والسيد غسان مطر أمين اتحاد الكتاب اللبنانيين، والسيد شوقي بزيع الشاعر والاديب، والشيخ فضل مخدّر الأديب وعالم الكتب اللبناني، والسيد أحمد بترون الكاتب والصحفي، والسيدة سلوى يعقوب السبيتي الشاعرة والأديبة، والسيد مصطفى نعمة السبيتي الشاعر والأديب، والسيد علي محمد هاشم الشاعر والأديب، والسيد طارق آل نصر الدين نائب رئيس اتحاد الكتاب اللبنانيين، والسيد علي محمود حجازي أستاذ جامعي وقاص، والسيد جواد محمد حيداوي الكاتب والشاعر والسيد محمود حيدر الكاتب اللبناني المعروف.
|
مقالات أخرى من هذا الموضوع |
• الأدب العربي في إصفهان
(بازدید: 1242)
(نویسنده: حيدر محلاتي)
• فلسطين .. والشعر
(بازدید: 1078)
(نویسنده: محمّد علي آذرشب)
• فلسطين .. والشعر
(بازدید: 2280)
(نویسنده: محمّد علي آذرشب)
• فلسطين في الشعر اللبناني
(بازدید: 1635)
(نویسنده: الدكتور عبدالمجيد زراقط)
• فلسطين في شعر المملكة العربية السعودية
(بازدید: 3227)
(نویسنده: الدكتور محمد بن حسن الزير)
• فلسطين في شعر المملكة العربية السعودية
(بازدید: 2661)
(نویسنده: الدكتور محمد بن حسن الزير)
• الأواني المستطرقة
(بازدید: 1837)
(نویسنده: محمّد علي آذرشب)
• الأدبان المعاصران العربي و الفارسي مقاربة في الظواهر المشتركة
(بازدید: 1174)
(نویسنده: محمّد علي آذرشب)
• الخطاب الانساني في مثنوي مولانا جلال الدين الرومي
(بازدید: 2468)
(نویسنده: محمّد علي آذرشب)
• سعدي الشيرازي
(بازدید: 1973)
(نویسنده: محمّد علي آذرشب)
• يد العشق
(بازدید: 1353)
(نویسنده: عيسى العاكوب)
• الحماني العلوي - شاعر من سلالة الهاشميين
(بازدید: 1576)
(نویسنده: حيدر محلاتي)
• أبو فراس الحمداني
(بازدید: 2097)
(نویسنده: محمّد علي آذرشب)
• الأسلوب الأدبي للشهيد الصدر
(بازدید: 720)
(نویسنده: الشيخ عبد المجيد فرج الله)
• الوحدة الدينية في شعر الشيخ الفرطوسي
(بازدید: 1479)
(نویسنده: حيدر محلاتي)
• أثر المعتزلة على الادب العربي
(بازدید: 1214)
(نویسنده: فالح الربيعي)
• ادباء ايرانيون في دراسات سيد قطب
(بازدید: 1614)
(نویسنده: محمّد علي آذرشب)
• شاعران كبيران في إيران
(بازدید: 1515)
(نویسنده: محمّد علي آذرشب)
• الحكومة الاسلامية من منظور الشاعر الكميت بن زيد
(بازدید: 1272)
(نویسنده: محمّد علي آذرشب)
• الرسالية في الشعر الشيعي
(بازدید: 948)
(نویسنده: محمّد علي آذرشب)
|