مؤلف الكتاب المفضل بن سعد بن الحسين المافرّوخي الاصفهاني، ذكره أصحاب التراجم في المؤرخين، وهو في كتابه هذا أديب شاعر أيضاً، أورد عمر رضا كحالة نقلاً عن فهرس المخطوطات المصورة (3/257-258) وعن بروكلمان (Brockelmann:S,I:571) أنه كان حياً في 485هـ (1092م) (معجم المؤلفين 12/314). والزركلي استناداً إلى اللباب (2/84)، والمخطوطات المصورة (2/231) يذكر تاريخ وفاته في حدود 475هـ . ويورد اسمه «أبو الفضل» بدلاً من «مفضّل». ويذكر الشيخ آغابزرك الطهراني اسمه في الذريعة (3/233 و20/126) تحت عنوان: تاريخ إصفهان، ومحاسن إصفهان. وكتاب «محاسن إصفهان» هو الأثر الوحيد الذي وصلنا منه، وتدور موضوعاته حول هذه المدينة: خصائصها الطبيعية، والاجتماعية، وفضائل أهلها، ويكثر من إيراد الشعر في ثنايا كتابه. يمتاز نثره بالجودة والجمال، ويكثر من السجع دونما تكلّف، والشعر الذي يورده بعضه قديم منقول، وبعضه جديد لمعاصريه، وبعضه للكاتب نفسه، وأحسب أن ما أورده من أشعار في إصفهان من معاصريه ومن منشآته هو المرجع الوحيد لها. كما أن المعلومات الواردة فيه لها قيمتها التاريخية والاجتماعية والحضارية. ويبدو أن الايرانيين عرفوا قدر هذا الكتاب منذ عصور متقدّمة، ولذلك فهم قرأوه بالعربية ورووا أشعاره، كما ترجموه إلى الفارسية. ترجمه بتصرّف كثير: «حسين بن محمد بن أبي الرضا أوي الاصفهاني» (ت 792هـ). النصّ العربي طبعه السيدجلال الدين الطهراني سنة 1312هـ . ش (1934م) أي قبل اكثر من سبعين سنة. ويذكر الطهراني أنه أدلى دلوه في هذا العمل دون أن يكون مؤهّلا له لانه متخصص في علم النجوم. وهذا الاعتراف من هذا الرجل الموضوعي – رحمه الله – نرى آثاره في كل سطر تقريباً من الكتاب فهو مغلوط كثيراً في نثره وشعره، وبذلنا السعي في تصحيح نصوصه النثرية والشعرية، والتعليق البسيط على بعض ما أورده. وفي هذا العدد نورد القسم الاول من هذا الكتاب راجين أن يخرج الكتاب بعد نشر القسم الثاني بشكل مستقل ومشروح ومحقّق.