• كان الشيخ كاشف الغطاء في حركة دائبة للاتصال بالسياسيين والمسؤولين لبثّ روح الخير والفضيلة في نفوسهم • اجتمع بعلماء المسلمين
في أرجاء العالم وحاضر في كنائس العالم الإسلامي دعماً لوحدة
الأمة حضارياً
الإمام كاشف الغطاء في سطور:
ولد العالم المجاهد الشيخ محمد الحسين سنة (1294هجرية) في النجف الأشرف، وهو ابن الشيخ عليّ، ابن الشيخ محمد رضا، ابن الشيخ جعفر الكبير كاشف الغطاء، ابن الشيخ خضر بن يحيى بن مطر بن سيف الدين المالكيّ، وأسرته معروفة ترجع في نسبها إلى قبيلة بني مالك.
وهو أحد مشاهير علماء الإمامية، وقد بزغ نجمه علماً في حاضرة النجف العلميّة، حيث عاش فيها، ودرس متتلمذاً على أيدي كبار علمائها: كالشيخ محمد كاظم الخراساني، والملاّ رضا الهمداني والسيد كاظم اليزدي، والميرزا حسين النوري، وغيرهم حتى شعّ نوره غرباً وشرقاً، وعمّت بركة علمه وسيرته ربوع دنيا الإسلام، فكان له باع طويل في علوم الفقه، والأصول، والتفسير، والأخلاق، والثقافة، والأدب، والسياسية، فكتب وألّف الكثير في هذه المجالات والأبواب.
وما يهمّنا كثيراً في بحثنا هذا كونه(رحمه الله) أحد كبار الدعاة لوحدة المسلمين والتقريب بين مذاهبهم، وكانت له مواقف مشهودة، وكتابات وأفكار ورسائل تدور في هذا المضمار.
تحرّكه ونشاطه من أجل التقريب:
يُمثّل الإمام كاشف الغطاء الحركة الهادفة والمعطاءة من أجل تثبيت دعائم الإسلام وتركيز مفاهيمه في قلوب الناس، وكان يعتصر قلبه ألماً وحرقة لما يُعاني منه المسلمون: من الفرقة، والتناحر، والابتعاد عن الإسلام. ولم تكن تحرّكاته(رحمه الله) في نشر مفاهيم الإسلام والدعوة إلى الله مقتصرةً على النجف الأشرف، بل امتدّت إلى مختلف بقاع العالم الإسلامي، كما كان يتّصل برؤساء الدول والسياسييّن، ويزرع في نفوسهم روح الخير والفضيلة، والتأكيد على دور الإسلام في توحيد الصفوف ونبذ الخلاف والفرقة. وأمّا أهمّ أسفاره:
1ـ رحلته في غرّة شوّال (سنة 1329هجرية) إلى الحجاز، واجتماعه مع كبار علمائه.
2- رحلته إلى بلاد الشام، وقد التقى فيها مع الشيخ أحمد طبّارة، والشيخ عارف الزين، وعبدالكريم الخليل، وعبد الغني العريس، وباتروباولي. واتّصل بالأديب أمين الريحاني، وحل ضيفاً على رشيد بيضون.
3-رحلته إلى القاهرة: وقد اجتمع بعلماء الأزهر طيلة ثلاثة أشهر قضاها في القاهرة، حيث ألقى عدّة محاضرات على طلاب العلم في الأزهر الشريف، كما ألقى بعض الخطب في الكنائس مفنّداً فيه مزاعم المبشّرين.
4-سفره لحضور المؤتمر الإسلامي في فلسطين (سنة 1350هجرية) الذي انعقد ليلة المبعث، وحضره كبار علماء المذاهب الإسلامية من أغلب الأقطار، واجتمع ما يقارب خمسين ألفاً من المسلمين، فخطب فيهم خطبة بليغة، ولما نزل من المنبر ائتمّ به في الصلاة جميع علماء المذاهب الأربعة وغيرهم، حيث طلبوا منه بأن يكون هو الإمام لهم في جميع الفرائض الخمس مدة بقائهم بالقدس.
وقد نشرت الصحف العالميّة هذا الحدث العظيم الذي لم يتّفق لأحد. ورجع من سفره، فاستقبله الناس بحفاوة بالغة، ونظمت القصائد بحقه، وقد أحصي ما قيل فيه فوجد أنه يزيد على العشرة آلاف بيت موجودة في مكتبته.
5- رحلته إلى باكستان إثر دعوة من حكومتها لحضور المؤتمر فيها، وخطب عدة خطب، كما شارك رجال المؤتمر في معالجة الأوضاع السياسيّة الراهنة في البلاد الإسلامية، وقام بفضح دسائس الاستعمار في هذا المؤتمر الذي عقد بدعم من الأوساط الشعبية الإسلامية.