الوفاق والوحدة ضرورة من ضرورات الإسلام
|
ثقافة التقريب - العدد 1
محمد مهدي شمس الدين
1428
• الوفاق بين المسلمين فريضة حتى ولو لم تدع إليه الضرورات .. فكيف إذا كانت الوحدة ضرورة للسلامة والكرامة والعزّة • من العجائب أن نشهد توحّد أوربا وتمزّق المسلمين • التوحّد أو التناحر ليس قدراً مفروضاً علينا بل هو قدرٌ مرهون باختيار البشر • الوحدة لا تتأسس على السياسة وحدها بل على فكر الوفاق وفقه الوفاق . إن الوفاق ضرورة يمليها الإسلام نفسه على المسلمين، ولو لم تدعُ إليه ضرورة حفظ الذات، ورعاية المصالح، ورد عادية العدو، لأن الوفاق بين المسلمين ووحدتهم من مقتضيات عقيدة التوحيد، ومن مقتضيات شريعة الإسلام، ومن لا يؤمن بهذه الوحدة ولا يدعو إليها ولا يحرص عليها، ولا يدفع عنها عوامل الفرقة، فان إسلامه منقوص، لأنه يخالف تكليفاً شرعياً أمر الله تعالى به، ونهى عن مخالفته في القرآن الكريم في آيات محكمات بينات، منها قوله تعالى: ?إنما المؤمنون إخوة?، ? وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ?، ?الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ?، ? وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ? وغيرها. وفي السنة الشريفة الصحيحة من هذا كثير. فكيف إذا كانت الوحدة ضرورة للسلامة والكرامة والعزة في مواجهة مؤامرة يحيك الغرب شباكها وفخاخها منذ خمسة قرون، وينفذ فيها فصلاً بعد فصل، ومرحلة بعد مرحلة بهدف الاستيلاء على ثروات الأمة الإسلامية والتحكم فيها بمنعها كلها، ومنع أي قوم منها، من أي دور في العالم، بل من أي دور في اختيار صيغة حياتها، واختيار التصرف في ثرواتها وأرضها وسمائها. وأعظم وسائله إلى هذا الهدف هو ضرب وحدتها بتعطيل دور الإسلام التوحيدي في حياتها، وذلك بتفكيك علاقات الوجدان والتاريخ والمصالح ووحدة المصائر بين أقوامها، ثم بتفكيك هذه العلاقات داخل كل قوم، مستخدماً عوامل القومية تارة، وعوامل الوطنية تارة، وعوامل المذهبية الطائفية تارة، خالقاً المخاوف عند كل فريق من كل فريق، وفي جميع مراحل هذه المؤامرة، يستخدم قوته ونفوذه في بناء أنظمة للمصالح القومية والوطنية والقطرية، والمذهبية الطائفية، ويدفع بكل نظام للمصالح إلى بناء قوته الخاصة التي تعتمد على الغرب، والى ربط اقتصاده بالغرب، ثم إلى ربط أمنه واستقراره بالغرب. إن الوحدة لم تعد مجرّد واجب ديني إسلامي مقدّس من مكوّنات إيمان المسلم، بل غدت ضرورة حياتية يدركها العقل لضمان الحد الأدنى من سلامة الأمة وبقاء الكيانات التي تتشكل فيها دولاً ومجموعات إقليمية فهي، من الناحية الموضوعية المصلحية المحضة، ليست ترفاً يقتضيه ويبرره الاكتفاء، بل ضرورة تقتضيها المصلحة. إن المصلحة السياسية والأمنية والاقتصادية تقضي بالتوحد، والبحث الجاد المخلص عن وسائله وأساليب تحقيقه بالتدرج الذي يتّسع للتنوعات ولا يلغي الخصوصيات. وإنه لمن عجائب حركة التاريخ أن نشهد أوروبا وهي تتوحد أمام أعيننا، وتلملم شتاتها وتلغي تناقضاتها، ملقية وراء ظهرها بتاريخ يزيد على ألف عام من العداء، وأنهار من الدماء، وركام من البغضاء، أوروبا ذات القوميات العدوانية المفترسة، أوروبا الكاثوليكية، البروتستنتية، الأرثوذكسية، العلمانية الملحدة، أوروبا الرأسمالية والاشتراكية، وأوروبا ذات اللغات الشتى. وأن نشهد المسلمين، بل العرب، وهم يتفتتون ويتمزقون ويتعادون ويتناحرون، بل ويتحاربون، فتسيل بينهم أنهار من الدماء، وتتعالى جبال من البغضاء، ملقين وراء ظهورهم بتاريخ من التوحد والتكامل، بشكل أو بآخر، يمتد إلى ما يزيد على ألف عام. وليس هذا وذاك من أقدار الله الحتمية التي اختص الله بغيبها وحجب عن البشر العلم بسننها، بل هو قدر جعله الله تعالى رهناً باختيار البشر. إنه سنة من سنن حركة التاريخ التي كشف عنها في محكم كتابه المجيد. إنه عقلنة علاقات الإنسان والمجتمع على أساس عدم اتباع الأهواء الذاتية الشخصية والعرقية في صياغة هذه العلاقات وإدارتها، بل اتباع ما تقضي به مصلحة المجتمع في قضية الوحدة، والتكامل، والتنوع، وبذلك تحفظ مصلحة الأفراد والجماعات داخل المجتمع والأمة. وإتباع الطريق المخالف، وهو مصلحة الأفراد والجماعات في صياغة العلاقات وادارتها يضيع مصلحة الأمة كلها، ويضيع، في النهاية، المصلحة الخاصة نفسها للأفراد والجماعات. وقد بيّن الله الحكيم العليم سبحانه هذا القانون في آيات كثيرة، وفي بعضها أمثلة تطبيقية من تاريخ الأمم، ومن ذلك ما بيّنه سبحانه من شأن اليهود والقلة في تفرقهم وتناحرهم في بعض حقب التاريخ، ومنها عصر الرسول محمد(ص)، إذ قال تعالى في شأنهم في سورة الحشر/ الآية:14 ? بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ?. فعلّة كونهم بهذه الحالة يعود إلى "أنهم قوم لا يعقلون"، وليس لأن الله تعالى قدّر عليهم أن يتفرقوا ويتناحروا من غير سبب عملته أيديهم و أوجدوه بإرادتهم واختيارهم. وها هم اليهود الآن موحَّدون متّحدون على مشروع واحد، استطاعوا إنجاز جانب كبير منه على الرغم من العرب جميعاً والمسلمين جميعاً الذين ابتلاهم الله، باختيارهم وإرادتهم، بنفس ما شنّع به على اليهود من الفرقة والتناحر والقلوب الشتى.. لنفس ما أدى باليهود في الماضي إلى هذا المصير وهو "أنهم لا يعقلون". إن "المقدس" الذي انتهك، نخشى عليه مزيداً من الانتهاك، وهو وحدة الأمة، لابد من إعادة الحرمة إليه، وتحصينه وترسيخه في وعي المسلمين وسلوكهم، وصونه من عوادي الفتن. وهذا أمر لا يتأسس على السياسة وحدها، بل يتأسس قبل السياسة على (فقه الوفاق) (وفكر الوفاق): أـ أما فكر الوفاق، فكر الوحدة فهو مسؤولية المثقفين والمفكرين المسلمين، ولابد من إعادة تكوين هذا الفكر على هدى الكتاب والسنة، وهما العامل الثابت فيه، والتاريخ والواقع المعاش، وهما العامل المتغير فيه. ووظيفة هذا الفكر أن يربى المسلم على أخطار الانقسام وبركات التوحد، بحيث تكون (الوحدة الإسلامية) تعبيراً طقسياً يمارس بعقلية وروح الواجب، بل ثقافة معاشة بنحو تلقائي في حياة المسلم. ومن أجل بلوغ هذا المستوى من تكوين شخصية المسلم على فكر الوحدة، لابد أن يجعل هذا الفكر زاداً يومياً لأجيالنا الجديدة في المدرسة والمسجد وسائر وسائل التثقيف والإعلام بحيث يشب عليه الصغير، ويشيب عليه الكبير. إن هذا الفكر غائب عن مجتمعاتنا، وحتى عن معظم النخب في هذه المجتمعات، بل إن الأخطر من ذلك أن تسود، في بعض الأحيان، في هذا المجتمع أو ذاك تيارات (فكر الخلاف) الذي يفلسف اتجاهات التشرذم والتفرق السياسي والمذهبي. ب ـ وأما (فقه الوفاق) فهو مسؤولية الفقهاء، ومراكز البحث الفقهي، والمرجعيات الدينية الإسلامية في جميع أنحاء العالم الإسلامي. إن فقه الوفاق هو أساس الفقه السياسي والتنظيمي، ومن دونه لا يستقيم للأمة سياسة ولا تنظيم. وهذا يكشف عن مدى أهميته الكبيرة في إعادة تكوين الأمة وصياغة منهج حركتها في هذه الحقبة من تاريخ الإنسانية. وهو يقوم على أساس ثابت، وعامل متحرك متغير. أما الثابت فهو مسلمات الكتاب والسنة في شأن ما هو ملاك الإسلام وجماعة المسلمين وبيضة الإسلام. وبروز الكتاب والسنة في هذا الشأن إجماع المسلمين وإدراك العقل. وأما المتغير المتحرك فهو ضرورات الزمان والمكان والحالات في كل شعب مسلم وكل مجتمع مسلم وكل دولة مسلمة. إن هذا الفقه يؤصّل مقولة الوحدة، ويؤصل مشروعية التنوع في الوحدة وفي نطاق الإسلام الجامع للتنوعات. وعلى هدى الأساس الثابت واعتبار العامل المتغير يبتني على فقه مرن لا يحصر الأمة وشعوبها في قوالب تنظيمية جامدة معرّضة للكسر عند تغيّر الحالات، ولا يترك الأمة سائبة من دون ضوابط تنظم إيقاع حركتها السياسية في عالم متحرّك متواصل متفاعل متبادل التأثير والتأثر، لم يعد بالإمكان عزل جماعة فيه عن جماعة. وفيما يحدث الآن للأمة عبرة بالغة، فإن بعضها يتهاوى أمام تحديات الغرب مضطراً أو مفتوناً، وبعضها الآخر يحاول أن يعتصم من ذلك فيحاصر من جميع الجهات، وتتألب عليه الأَكَلَةُ من جميع الأنحاء. إن مسؤولية الفقهاء المخلصين الواعين، ومراكز البحث الفقهي والمرجعيات الدينية للمسلمين هي بلورة فقه الوفاق والوحدة، ليكونوا دعاة وروّاد وفاق ووحدة ينقذ الله عزوجل بهم المسلمين من التفكك والتفرق. ولا يعفيهم من المسؤولية أن يقفوا موقف المتفرجين، وهم يرون الأمة تتمزق، ويقع جزء منها بعد جزء فريسة لعامل الشر والفتنة الداخلية تارة، وفريسة لعدوان الأغراب تارة أخرى. إن تخلي الفقهاء والمفكرين المخلصين الورعين الأكفاء والواعين عن التصدي لترشيد الأمة على مستوى المذاهب الفقهية، وترشيد الأمة على مستوى الحركة الإسلامية، قد أخلى الساحة أمام بعض علماء الدين إلى أن يتخذوا مواقف تنحدر إلى مستوى الجريمة الكبرى والخيانة العظمى في حق الإسلام والأمة، وذلك حين يشرّع هؤلاء، باسم الإسلام، استعمال أساليب العنف ضد مخالفيهم في المذهب أو في الفهم السياسي، ويستحلّون صياغة خطاب سياسي وتعبوي مشحون بعناصر الإثارة والاستفزاز و دواعي العداء والخصومة، وعوامل الفرقة والانقسام. فهل بعد هذا الشرّ من شر؟ أَوَ لا يكفي بعض هذا لدفع الحاملين لرسالة الإسلام وشريعته من فقهاء ومرجعيات فقهية أن يخرجوا من أطرهم المذهبية والمحلية، متفاعلين مع أشد حاجات الأمة إلحاحاً وهي المصالحة مع الذات والوفاق والوحدة، مستجيبين في ذلك لنداء الله تعالى في كتابه المجيد في قوله عزوجل في سورة الحجرات(10/12) ?إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ?. إن الأمة المسلمة عامة، وكل شعب من شعوبها في أمسّ الحاجة بل أشدّ ضرورة إلى إعادة ترميم ما تصدع من وحدتها بما هي أمة، والى ترميم وحدة كل شعب من شعوبها ودولها في إطار الوحدة العامة، لأن هذه الوحدة لم تعد شأناً من شؤون العقيدة فقط، وهي كذلك بلا ريب، بل غدت ضرورة من ضرورات السلامة السياسية والاقتصادية والثقافية، للتحصن من آثار الهجمة الشرسة الشاملة التي تشنها قوى كبرى كثيرة على العالم الإسلامي والأمة المسلمة، من دون وجود أي موقع دولي يمكن أن يجد فيه المسلمون أو أية دولة من دولهم حليفاً لهم يتيح المناورة في الأزمات، وذلك بعد التغير العميق والشامل الذي حدث في السنتين الماضيتين في النظام الدولي وولادة ما يسمى (النظام الدولي الجديد) الذي بدأت تتصاعد لهجة المنظرين له والناطقين باسمه في حقول السياسة والاقتصاد والثقافة بالحديث عن الإسلام باعتباره العدو الأول، بل الوحيد أمام الصيغة السياسية التنظيمية والحضارية لهذا النظام العالمي الجديد، واضعاً الأمة المسلمة بين خيارين: إما السِلّة وإما الذلّة أي إما القمع، وإما الاستحواذ. ومعالم هذا الموقف تبدو كما نرى ظاهرة في جميع أرجاء العالم الإسلامي. * - آية الله الشيخ محمد مهدي شمس الدين، رئيس المجلس الشيعي الأعلى الفقيد في لبنان.
|
مقالات أخرى من هذا الموضوع |
• المرأة المسلمة والتحديات العالمية من خلال بعض الاتفاقيات الدولية
(بازدید: 2732)
(نویسنده: محمد علي التسخيري)
• المرأة في المشروع الإسلامي المعاصر
(بازدید: 2651)
(نویسنده: زكي الميلاد)
• توصيات مؤتمر المرأة المسلمة في المجتمعات المعاصرة
(بازدید: 4194)
(نویسنده: محمّد علي آذرشب)
• جلال الدين الرومي وآثاره العربيّة
(بازدید: 6849)
(نویسنده: فرح ناز رفعت جو)
• في أجواء نداء الحج لعام 1428هـ
(بازدید: 2882)
(نویسنده: محمّد علي آذرشب)
• قيمة الجمال في تداولها الإسلامي
(بازدید: 3253)
(نویسنده: عبد المجيد الصغير)
• منهج البيروني في دراسة الأديان
(بازدید: 4255)
(نویسنده: علي بن مبارك)
• ميتا - استراتيجيا المقاومة التبصُّر الخُلُقي نموذجًا
(بازدید: 2147)
(نویسنده: محمود حيدر)
• أزمة التخلف الحضاري و انعكاساتها على وضع المرأة المسلمة في عصرنا الراهن
(بازدید: 4151)
(نویسنده: محمّد علي آذرشب)
• أزمة الحوار الإسلامي
(بازدید: 1352)
(نویسنده: زكي الميلاد)
• أزمة الحوار السني - الشيعي
(بازدید: 4058)
(نویسنده: زكي الميلاد)
• إشكالية المرجعية في تقرير التنمية الإنسانية
(بازدید: 1214)
(نویسنده: خالد سليمان)
• آفتان في المتعصبين
(بازدید: 2170)
(نویسنده: الشيخ محمّد الغزالي)
• إنما المؤمنون إخوة
(بازدید: 1819)
(نویسنده: محمد حلمي عيسى باشا)
• أيها المسلمون.. ثقوا بأنفسكم دعوة لا تزال حيّة
(بازدید: 1639)
(نویسنده: عبدالمجيد سليم)
• الإرهاب الصهيوني فكرًا وممارسة
(بازدید: 1023)
(نویسنده: أسعد السحمراني)
• الإمام علي بن أبي طالب والتقريب بين المذاهب
(بازدید: 1061)
(نویسنده: الدکتور عبدالمتعال الصعيدي)
• الانسجام الإسلامي
(بازدید: 1540)
(نویسنده: محمّد علي آذرشب)
• التحديات الراهنة كيف نواجهها
(بازدید: 843)
(نویسنده: الشيخ محمود محمدي عراقي)
• التشريع وكرامة الإنسان
(بازدید: 888)
(نویسنده: سيد موسى الصدر)
|