مقابلة مع الشيخ محمدي عراقي
|
ثقافتنا - العدد ٣
مقابلات
محمّد علي آذرشب
1425
باختصار ماهي الاهداف العامة التي تتحرك الرابطة في اتجاهها؟ إقامة علاقات دولية في الاطار الثقافي مع المؤسسات الحكومية وغير الحكومية. ربما تقول العلاقة وسيلة وليست هدفاً. ولكني أقول لك إنها هدف إذا كانت تقوم في إطار «التعارف». فالتعددية الثقافية والجنسية الموجودة على الساحة البشرية لابد أن تنتهي الى التعارف في المفهوم الحضاري الاسلامـي: يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم . إذا كان التعارف كما تقول هدفاً فماذا بعد التعارف؟ بداية لابد أن أقف عند معنى التعارف، وكيف يتم كي أحدثك بعد ذلك عما بعد مرحلة التعارف. التعارف مفهوم متحضر متطور في العلاقات بين الشعوب. فهو يعني أن تقوم هذه العلاقات على تعرف كل شعب على الشعب الآخر. وبلوغ هذه المرحلة يتطلب تعالي الشعوب على مصالحها الذاتية الآنية الضيقة، وارتفاعها الى مستوى المصالح الانسانية الواسعة، ويعني أن القيادات في المجتمع الانساني يتولاها أناس يتحلون بهذا المستوى من التعالي والارتفاع، كي يقودوا مسيرة شعوبهم نحو تحقيق المصالح الانسانية العليا. وهذه مرحلة يجب أن تصل اليها البشرية من أجل أن يحل «التعارف» بين الشعوب، وهذه هي المرحلة التي نسعى للوصول اليها وتحقيقها. لو كان «التعارف» بهذا المعنى فهو الحُلُم الذي يساور ذهن البشرية على مر العصور، ولكن أنى لها تحقيقه، فهو أشبه بأحلام المدينة الفاضلة، ولا أدري كيف يمكن لمنظمتكم أن تشق طريقها نحو هذا الهدف بينما البشرية تتجه نحو مزيد من صراع المصالح؟ أنت تنظر الى القسم الخالي من الكأس، والنظرة الموضوعية تقتضي أن تنظر الى القسم المملوء منه أيضا. صحيح أن المشهود في جانب من الساحة البشرية هو الصراع المصلحي المحموم. لكن هذا الصراع ينحصر في فئة من أصحاب الكارتلات وتجار الحروب الذين تتحقق مصالحهم في الحروب والكوارث والويلات. لكن عامة الشعوب تتوق الى العدل والحرية والسلام والوئام والتعارف بين أبناء المعمورة. وقد تقول إن هذه الشعوب لاحول لها ولا قوة، فالمتحكم في مصائر الشعوب هم تجار الحروب، وأقول لك إن هذه المرحلة عارضة زائلة لا محالة في المسيرة البشرية، فالاتجاه العالمي اليوم ينحو نحو إسقاط الدكتاتوريات، وسيادة الرأي العام، وتحكيم العقل والمنطق في العلاقات الدولية، وإن كان هذا الاتجاه العام يواجه مقاومة شرسة من الطغاة والمتجبرين الدوليين. البشرية قد تصاب في انتكاسات نتيجة ممارسات الفراعنة المتغطرسين، لكن الوعي البشري العام في تكامل مستمر نحو تحكيم القيم الانسانية. ولذلك فإن قوى الهيمنة العالمية المتجبرة تسعى بكل ماوسعها اليوم لصد المسيرة التكاملية البشرية عن طريق إثارة موجة عارمة من الشهوات وشراء الذمم ودفع الجماعات البشرية الى الاقتتال كي تسود روح الصراع المحموم الذي يشكل أكبر عائق على مسيرة التعارف بين الشعوب. غير أن مساعي المتجبرين هذه تلامس الجانب الحيواني من الكائن البشري، ويبقى الجانب الانساني تحت زبد الصراع الحيواني يعلن عن وجوده في شكل المطالبات الشعبية بالعدالة والتحرر ورفض الظلم والهيمنة وإحلال التفاهم والقيم الانسانية في العلاقات الدولية والحوار بين الحضارات، الجانب الانساني يعلن عن وجوده في شبكة الاتصالات العالمية التي حولت الكرة الأرضية الى قرية كبيرة، ويعلن عن وجوده في المسيرات العارمة المعادية للحروب والطغيان الرأسماليين، ويعلن عن وجوده في هذا الاهتمام الكبير بتعميم المعلومات حتى أصبحت قدرة التعتيم على الحقائق ضعيفة، وفي النشاط العالمي لتطوير العلوم والتقنيات المفيدة في الاتصال والارتباط والحوار. إذن أنت متفائل بمسيرة البشرية! نعم أنا متفائل إنطلاقاً من واقع بشري مشهود ومن إيمان غيبي هو جزء من منظومتنا الفكرية الحضارية. فالواقع المشهود كما ذكرت يبشر باقتراب البشرية من مرحلة «التعارف» شيئاً فشيئاً، فهي إضافة الى ماذكرت من مشاهد توحي بهذا الاقتراب نرى في المجتمعات البشرية اليوم ميلاً كبيراً نحو التعرف على الحقائق المعنوية للانسان، ونحو فهم المدارس التي تتحدث عن الاسرار الروحية في هذا الموجود البشري، ذلك لأن فترة جموح التوجه المادي في الغرب قد ترك خواء وفراغاً روحياً يحاول الانسان الغربي أن يملأه في توجهه نحو المدارس العرفانية والصوفية الشرقية. هذا هو الجانب المشهود، أما الجانب الغيبي من التفاؤل فينطلق من إيماننا بأن الكائن البشري هو خليفة الله في الارض، ويحمل «نفخة» من روح رب العالمين، وأن الارض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين، وأن الله وعد الجماعة البشرية الصالحة بالاستخلاف في الارض وتمكينهم منها. وكل هذه المبادئ الايمانية تتبلور في فكرة «المهدي» الموعود المنتظر الذي يؤمن به كل المسلمين، ويرون فيه القائد الذي تنتظره البشرية في مستقبل أيامها ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً. إذا كان التعارف هو هدفكم في رابطة الثقافة والعلاقات الاسلامية، فما هي الآلية التي تستخدمونها للوصول الى مرحلة «التعارف»؟ الآليات متعددة ولكنها تقوم بأجمعها على قاعدة كسر الحواجز النفسية والقومية والمذهبية والاقليمية والدينية التي تفصل بين الامم والشعوب. ثمة عوامل تاريخية أثارت حروباً بين الأديان حولت فيها المسيحية الى صليبية وحولت اليهودية الى صهيونية، وأثارت العصبيات القومية، والطائفية، فاشتعلت الكرة الارضية بحروب عالمية ضارية أزهقت أرواح الملايين وأحرقت الأخضر واليابس، ولاتزال هذه الحروب تنشب بين الفينة والأخرى في أوربا وآسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية، وهذه المذابح التي نشهدها اليوم في فلسطين والعراق وبقاع أخرى هي من نتائج الصليبية والصهيونية والعصبيات القومية والطائفية. ورابطة الثقافة والعلاقات الاسلامية تسعى الى إحلال القيم الانسانية في العلاقات بين الشعوب باعتبارها الوسيلة الأفضل للقضاء على ألوان العصبيات الدينية والقومية والطائفية. فالرابطة تهتم بالحوار بين الحضارات على المستوى الانساني، وبين الأديان على المستوى الديني، وبين المذاهب الاسلامية في الإطار المذهبي، وبين القوميات المختلفة كالحوار العربي – الإيراني مثلاً في الإطار القومي. وتهتم بالتعارف بين الشعوب عن طريق المعارض والندوات والمؤتمرات وشبكات الاتصال والمنشورات. تقوم الرابطة بهذه النشاطات عن طريق أجهزتها في الداخل وبواسطة فروعها المتمثلة بالمراكز الثقافية والمستشاريات الثقافية في أرجاء العالم. هل الصوت الاسلامي مؤهل اليوم لينهض بالدور الداعي الى التعارف بين الشعوب، وهو متهم على الساحة العالمية بالتعصب وبالدموية وبالارهاب؟ سؤال مهم وصعب الاجابة. والذي خلق هذه الصعوبة في رأيي هي دوائر الاستكبار العالمي، فهي المسؤولة عن هذه السمعة السيئة للمسلمين في العالم قبل أن يكون المسلمون مسؤولين عنها. لا أريد أن أبرئ المسلمين من أعمال طفولية، ومن هوس ديني إبتليت به بعض الفصائل الدينية فجرت على نفسها وعلى المسلمين المصائب. والتعقيدات، ولكني أقول لو ترك المسلمون وشأنهم لاستطاعوا أن يتغلبوا على هذه الظواهر الشاذة بما عندهم من رصيد علمي وثقافي وتجربة تاريخية، لكن الاستكبار عمد الى خلط الاوراق عن طريق افتعال الجماعات الارهابية وتغذيتها، وعن طريق الخلط بين الارهاب وحركات التحرر، وعن طريق وسم الصحوة الاسلامية بأجمعها بالارهاب. كل ذلك خلق هذه السمعة السيئة، لكني أعتقد أن الحالة العالمية الراهنة لا تسمح لهذا الخلط أن يستمر، فسوف تتكشف الاوراق عاجلاً، وقد بدأت أسرار الحادي عشر من سبتمبر تنكشف، وعلاقات البيت الابيض بالارهابيين تتضح، والنوايا الاستكبارية في الاساءة الى الاسلام والمسلمين تتبين، رغم أن المسلمين لم يتحركوا على المستوى المطلوب للدفاع عن أنفسهم. فالغربيون أنفسهم كشفوا عن هذه الحقائق عبر الافلام السينمائية والوثائقية، وعبر الفضائيات وشبكات الاتصال والكتب والمقالات ولو تحرك العالم الاسلامي (المرهوب اليوم مع الاسف) أمام الغزو الصليبي الصهيوني، لاستعادة كرامته وعزته على الساحة العالمية لاستطاع أن يمتلك الرأي ا لعام العالمي لصالحه. هذا على صعيد الأجواء العالمية، أما على الصعيد الداخلي، وأقصد داخل العالم الاسلامي، فإن الصوت الاسلامي بحاجة الى ترتيب البيت الداخلي ليصبح قوياً على الساحة العالمية. بحاجة أولاً الى أن يتخلص من الهزيمة النفسية الناتجة من إرهاب الاستكبار العالمي، وأن يثق بتراثه الحضاري العظيم القادر على مخاطبة «الانسان» كل إنسان، ويحتاج الى بلورة خطاب إنساني عالمي يستمد من تراثه ويتناسب مع الظروف العالمية الراهنة، أي يجمع بين «الاصالة» و «المعاصرة» وهذا أيضا ما نحاول أن نقطع على طريق تحقيقه خطوات في إطار ترتيب البيت الاسلامي. وفي هذا المجال نرى أن بث الروح الحضارية في العالم الاسلامي لها أثرها الكبير في رفع مستوى تطلعات المسلمين. ونقصد بالروح الحضارية تركيز الايمان بأن العالم الاسلامي يمتلك حضارة ذات جذور حية تحتاج الى التفعيل لكي يعود العالم الاسلامي الى الانتاج الحضاري، والى أن يأخذ مكانته اللائقة بين شعوب العالم. ومجلة «ثقافتناً» تصب في هذا الهدف. هل تعتقد أن الخطاب الاسلامي قادر على في ظروف التطور العلمي والتقني والفكري العالمي أن يجد له مكانة على الساحة العالمية؟ نعم نحن انطلاقا من إيماننا بأن الاسلام دين «الفطرة» فهو موجه الى مخاطبة الانسان أي إنسان في كل زمان ومكان، شرط أن نحسن الخطاب كي يكون قائماً على أساس «الحكمة» و «الموعظة الحسنة» وأن يكون حوارنا مع الآخر «بالتي هي أحسن». وكل واحد من هذه الشروط الثلاثة في الخطاب له دلالاته الكبرى التي تحملنا مسؤولية الكيفية في مخاطبتنا الآخر، ولسنا هنا في صدد توضيحها ولكننا نشير الى أنها تؤكد على ضرورة تحلي الداعية المسلم بكفاءة عالية في فهم «الدين» وفهم «الواقع». ومع أن المسلمين لم يرتفعوا في كفاءتهم الدعوية الى المستوى المطلوب، فإن الخطاب الاسلامي له تأثيره القوي على الساحة العالمية، ولعل هذا التأثير هو الذي حفز قوى الشر العالمية لتتحدث باستمرار عما تسميه «الخطر الاسلامي» وتتحدث عن ضرورة الوقوف بوجه الغزو الثقافي الاسلامي لاوربا وأمريكا. وأخيراً سمعنا من يقول إن الحجاب الاسلامي لابد من حظره في أوربا وإلا فإنه سوف يغزو الفتيات الأوربيات. وسمعنا من يقول إن الجاليات الاسلامية تستطيع أن تنشر ثقافتها بين الغربيين ولذلك لابد من تذويبها في الثقافة الغربية و… كل ذلك يدل أن الثقافة الاسلامية قادرة أن تخاطب الانسان الغربي. وتؤثر فيه رغم أن مايتم الآن لايقوم على أساس برنامج مدروس ورغم كل ما يحيط بالاسلام اليوم من عملية مسخ وتشويه وتخويف. ثم بودي أن أشير هنا الى مبيعات الكتاب الاسلامي في أوروبا خلال الاعوام الاخيرة، فالاحصائيات تشير الى ارتفاع هذا العدد بشكل هائل، وأن إحصائيات اليونسكو لعام ١٩٩٩ تشير الى أن ترجمات كتاب «المثنوي» لجلال الدين الرومي كانت أكثر الكتب مبيعاً في ذلك العام، وهذه ظاهرة تستحق الاهتمام لما فيها من دلالة على قدرة «العرفان» الاسلامي على أن يخاطب الفطرة الانسانية، وأن يغور في أعماق النفس الانسانية. وهناك مؤسسات في الغرب تبنت الدراسات العرفانية ونشرها، واتخذت أسماء «مولانا» و «ابن عربي» عنواناً لنشاطاتها. ولا باس أن أشير هنا أيضا الى أن الدراسات الايرانية، وهي جزء من مساحة الدراسات الحضارية الاسلامية، اتسعت في أوروبا خلال الأعوام الأخيرة بشكل ملحوظ، والدول الغربية تدعونا لإقامة أسابيع إيرانية فيها، وبعضها عمد الى إعلان سنة إيران فيها، وبعضها يصرح بأننا بحاجة الى التجربة الايرانية لمواجهة موجة العولمة التي تريد أن تقضي على الخصوصيات الثقافية للبلدان. في اعتقادي أن الساحة العالمية بما يكتنفها من ظروف سلبية وإيجابية هي اليوم مشتاقة أكثر من أي وقت مضى لاستماع صوت الاسلام شرط أن نقدمه كما ذكرت بلغة العصر ومنسجماً مع احتياجات العصر. أشرت الى «العولمة» التي تريد أن تحول العالم الى ثقافة واحدة، فهل تستطيع الثقافة الاسلامية أن تواجه موجة العولمة؟ بين أبناء البشر مساحة مشتركة هي «الفطرة»، وفي كل شعب من شعوبها خصوصيات تعود الى عوامل تاريخية وجغرافية. المشترك الفطري يدفع بالبشرية الى لغة التخاطب الانساني العام، والتعارف الانساني العام، والتعاون الانساني العام، والخصوصيات الثقافية تدفع الى تنوع الساحة البشرية بالالوان والاصوات، تماماً مثل خميلة فيها النباتات المشتركة في الطبيعة النباتية، والمختلفة في ألوان زهورها وثمارها. العولمة إذا كانت دعوة الى المشترك الفطري الانساني فهي تنسجم مع طبيعة البشرية، وهي «الكلمة السواء» التي يدعو إليها الاسلام. وإذا كانت دعوة الى القضاء على الخصوصيات الثقافية، فهذا غير ممكن أبداً، وغير مفيد أبداً. فالتنوع فيه ثراء وعطاء وجمال. بقي أن نقول إن كثيراً من المصطلحات التي راجت في عصرنا كالعولمة والحداثة تحمل جانباً سياسياً أكثر منها ثقافياً. قوى الهيمنة العالمية تريد تمرير أهدافها العدوانية عن طريق لافتة ثقافية. لكن الدعوة الى العولمة يجب أن يستثمرها المسلمون وفق إيمانهم بوحدة الفطرة الانسانية لبلورة خطاب فطري عالمي يستثمر عصر الاتصالات للدعوة الى «كلمة سواء». شكراً فضيلة الشيخ. ولكم الشكر ونتمنى لـ «ثقافتنا» أن تساهم في بلورة خطاب عالمي إنساني يحافظ على تماسك الأمة في الداخل وكرامة الأمة في الخارج.
|
مقالات أخرى من هذا الموضوع |
• مقابلة مع الاستاذ الشهيد مرتضى مطهري / حول مسائل النظام والثورة
(بازدید: 1641)
(نویسنده: محمّد علي آذرشب)
• حوار مع الدكتور سيد حسين نصر
(بازدید: 1751)
(نویسنده: محمّد علي آذرشب)
• حوار مع الاستاذ عبد الاله بلقزيز
(بازدید: 811)
(نویسنده: مصطفى مطبعه چي)
• حوار مع الدكتور جعفر عبد السلام
(بازدید: 886)
(نویسنده: مجيد مرادي)
• حوار مع السيد حسن الرباني نائب الامين العام للمجمع
(بازدید: 1721)
(نویسنده: محمّد علي آذرشب)
• حوار مع الاستاذ الشيخ الدكتور يـوسف القـرضـاوي
(بازدید: 1827)
(نویسنده: محمّد علي آذرشب)
• مع الاستاذ الشيخ محمد علي نظام زاده
(بازدید: 1067)
(نویسنده: محمّد علي آذرشب)
• لقاء مع الدكتور عبد الكريم بي آزار شيرازي
(بازدید: 660)
(نویسنده: عبد الكريم بي آزار شيرازي)
• حوار فكري
(بازدید: 789)
(نویسنده: محمد علي التسخيري)
• لقاء مع الأستاذ العلامة السيد محمد باقر الحكيم
(بازدید: 1073)
(نویسنده: محمّد علي آذرشب)
• لقاء مع الأستاذ المولوي اسحق مدني
(بازدید: 916)
(نویسنده: محمّد علي آذرشب)
• لقاء مع فضيلة الأمين العام
(بازدید: 959)
(نویسنده: محمّد علي آذرشب)
|