اقيم في طهران المؤتمر الدولي للأعلام الإسلامي، تحت عنوان «دعم الانتفاضة الفسطينية» والذي نظمته مؤسسة الإذاعة والتلفزيون في الجمهورية الإسلاميّة الإيرانية، وذلك في نهاية كانون الثاني ٢٠٠٢ (١٥ ذو القعدة ١٤٢٢ هـ) بحضور الرئيس السيد محمد خاتمي وممثلين عن مختلف وسائل الأعلام المقروءة والمسموعة والمرئية وشارك في الملتقى أكثر من ١٣٠ شخصية من مختلف البلدان الإسلاميّة، بينهم وزراء سابقون وصحفيون وإعلاميون.
وكانت الدعوة قد وجهت إلى إعلاميين من داخل فلسطين، إلاّ انهم لم يتمكنوا من المشاركة بسبب الحصار الصهيوني المفروض على الأراضي الفلسطينية المحتلة، فيما حضر فلسطينيون بقيمون في الخارج. وقد دعا الرئيس محمد خاتمي في كلمته الافتتاحية الأمم المتحدة إلى فرض مقاطعة شاملة على الكيان الصهيوني، وتشكيل محكمة خاصة بجرائم الحرب، التي ترتكب في فلسطين المحتلة. وأكد على ضرورة أن تندد الأسرة الدولية وبصورة قاطعة بالاجراءات غير الإنسانية للكيان الصهيوني، مشيرا إلى الموقف المبدئي للجمهورية الإسلاميّة الإيرانية لدعم قضية الشعب الفلسطيني، وقال: «أن الانتفاضة ليست عنفاً ولا إرهاباً بل هي تصد للعنف والإرهاب، ولهذا تستحق كل اجلال وتقدير» وشدد خاتمي على أن تجاهل هذا الأمر يعني توفير الأرضية لإشاعة ظاهرة الإرهاب على الصعيد العالمي. كما تحدث الدكتور علي
(٢٥٠)
لاريجاني المدير العام لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون في الجمهورية الإسلاميّة الإيرانية عن الدور الإعلامي في تغطية إحداث انتفاضة الشعب الفلسطيني، وما يمارسه الاعلام الصهيوني من أساليب لتبرير العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني الاعزل. القى بعده زياد عبد الفتاح رئيس وكالة انباء «وفا» الفلسطينية كلمته التي ندد فيها بدعم أميركا للكيان الصهيوني الغاصب باسم مكافحة الإرهاب وقال:
«نحن نقف حيارى حيال الإرهاب الأميركي المزعوم، فهناك ارهاب تدعمه وتشجعه وارهاب تحاربة». وفي الجلسة المسائية القى كل من آية الله السيد محمود الهاشمي الشاهرودي رئيس السلطة القضائية في الجمهورية الإسلاميّة، ورئيس الإذاعة والتلفزيون التونسي، والكاتب الماليزي السيد حسن العطاس، ومدير الإذاعة والتلفزيون السنغالي، ورئيس وكالة الأنباء الوطنية اللبنانية، ورئيس تحرير صحيفة الرياض، والسياسي والمفكر اللبناني رشاد سلامة، القوا كلمات تناولوا فيها مسؤولية الاعلام الإسلامي تجاه القضية الفلسطينية في الظرف الراهن، وضرورة الكشف عن نزعة الاعلام الصهيوني الغربي وتضليله للرأي العام عن حقائق هذه القضية. وفي اليوم التالي تحدثت شخصيات كبيرة أيضاً، بينها الشيخ الهاشمي الرفسنجاني رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام في الجمهورية الإسلاميّة، والشيخ مهدي الكروبي رئيس مجلس الشورى الإسلامي.
وفي الختام اصدر المشاركون بياناً ختامياً أكدوا فيه على أهمية قضية تحرير فلسطين والقدس الشريف باعتبارها القضية المركزية الجامعة لتضامن الأمة العربية والإسلاميّة ووحدتها وفضح الطبيعة العنصرية للعقيدة الصهيونية، وأكدوا على خيار الجهاد والمقاومة للشعب الفلسطيني في انتفاضته المباركة ضد الاعتداءات والممارسات الوحشية
(٢٥١)
المبرمجة التي يمارسها المحتلون الصهاينة، لأن هذا الخيار هو السبيل الوحيد لتحقيق هذه الأهداف المقدسة ورأوا في جهاد المقاومة الإسلاميّة والوطنية حقا مشروعا لاستكمال تحرير كامل التراب المحتل، واستعادة الأسرى والمعتقلين في السجون الإسرائيلية، وأكدوا دعمهم لحق سوريا في استعادة الجولان المحتل كاملاً وحيوا الدعم الذي تقدمه الجمهورية الإسلاميّة للانتفاضة والمقاومة في فلسطين ولبنان.
ونظراً لأهمية دور الأعلام ورسالته تجاه الرأي العام العالمي، وبعد النقاشات والمداولات اتفق المؤتمرون على وجوب الحذر من هذه الادعاءات والافتراءات التي يمارسها الأعلام الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني وفضحها، واتخاذ الإجراءات اللازمة وتحديد منهج إعلامي مناسب لمواجهة التعتيم الإعلامي على القضية الفلسطينية. وقرروا تشكيل لجنة دائمة في إيران تضم وسائل الأعلام الحكومية وغير الحكومية والشخصيات الإعلامية المستقلة لدراسة وتحديد السبل العملية والإعلامية المؤثرة لتحقيق هذا الموضوع المهم. وطالبوا منظمة الآيسكو بالتنبه والحذر من المؤامرة الدعائية لوصف المقاومة المشروعة لشعبي فلسطين ولبنان بالإرهاب، والقيام بدورها المؤثر في نشر وتعميم ثقافة المقاومة ضد الاحتلال، وتمييزها عن الإرهاب في إطار القواعد المعروفة للقوانين الدولية، من خلال عقد المؤتمرات العلمية والثقافية أو إصدار الكتب والمقالات والشعر وغيرها.
وأكدوا على ضرورة قيام أعلام العالم الإسلامي ببذل الجهود لاستقطاب اهتمام الرأي العام العالمي، وبالأخص المسلمين، بشأن أحقية وشرعية الانتفاضة ودعمها، وتخصيص موقع خاص على شبكة الإنترنت لإبقاء القضية الفلسطينية حية. وأهاب المشاركون بوسائل الأعلام في العالم الإسلامي ووسائل
(٢٥٢)
الأعلام الحرة والمستقلة الأخرى ايلاء الأهمية البالغة للقضايا الجوهرية:
كالحرب النفسية التي تشنها الوسائل الإعلامية للكيان الصهيوني والمرتبطة به، حق تقرير المصير، قضية اللاجئين الفلسطينيين، تهويد القدس، المجازر والجرائم ضد الإنسانية، عنصرية الكيان الصهيوني، هدم وتدمير منازل الفلسطينيين، تجريف الأرض وتدمير المصادر الاقتصادية… الخ ومعالجة هذه المواضيع في الإطار التكاملي الشمولي بين الأفلام الوثائقية والسينمائية وكتابة القصص والمقالات واعداد التقارير الخبرية والأعمال الفنية وغيرها.
وحيا المشاركون روح الإمام الخميني (t) حامل لواء القضية الفلسطينية وداعمها الكبير، وأعربوا عن شكرهم لقائد الثورة الإسلاميّة سماحة الإمام الخامنئي ورئيس الجمهورية السيد محمد خاتمي وكافة المسؤولين والمعنيين بالجمهورية الإسلاميّة.