نداء الامام القائد في الذكرى
|
رسالة التقريب - العدد ٢٢
نداءات
محمّد علي آذرشب
1419
* نداء الامام القائد بهذه المناسبة * وقفة عند الذكرى العشرين للثورة الاسلامية * من الطائفية الى الرسالية * قراءة سريعة في التوجه التقريبي للقائدين * نظرة في بعض مواد الدستور الاسلامي العشرين لانتصار الثورة الاسلامية في ايران بسم اللّه الرحمن الرحيم يا أبناء الشعب الايراني المجيد في تاريخ كل شعب وبلد فتراتٌ وحوادثُ لها تأثيرها البالغ في مصيره، ويمتدّ هذا التأثير عبر التاريخ ويستطيع أن يدفعه الى السعادة والعزّة والمنعة، أو الى الشقاوة والذلة والهزال. هذه الحوادث هي - وإن استمرت سنين - تعتبر لحظات عابرة بالنسبة الى عمر الشعوب. ولو أن شعبا تعرّض لعاصفة مثل هذه الحوادث وأبدى تجاهها إرادة ووعيا وإيمانا واستقامة فانه سيَفتَحُ قممَ الشرف والحياة، وسيطوي مسيرة التقدّم والرقيّ، وسيجتاز كلَّ الفيافي والقفار ليصل الى الهدف المنشود. ولكنه لو أبدى تجاهها ضعفا وانغماسا في مطالب الجسد وشهواته، واستسلم للراحة الموقتة ولم يكن له تجاهها وعي وإرادة وايمان، فانه سيحطّم مستقبله وسيخضع لقيود الذلّ والاسر والتبعيّة، وسيقع بالتدريج في شراك المشاكل والتعقيدات والمصائب التي تلفّ شعوب العالم نتيجة الاسر والتبعية، وتدفعه الى خسران الدنيا والآخرة. الشعوب الرائدة والناجحة في كل عصور التاريخ هي التي تتخذ في مثل هذه اللحظات التاريخية قرارا مشرّفا شجاعا، وتتلقى بطيب نفس كل صعاب السعي والمقاومة، وتدفع مسيرتَها بسعيها ووعيها الى مربَعِ الامن والعزّة والاستقلال. الشعب الايراني العظيم في ثورته الاسلامية الكبرى التي حققت أول انتصارها التاريخي في مثل هذه الايام قبل عشرين سنة، اتخذ على الساحة التاريخية قرارا كهذا هو من أجمل ما يتخذه شعب من قرار وأروعه. النظام البهلوي كان في دناءته وفساده وعمالته للاجنبي أحطَّ من أية حكومة فاسدة في المنطقة. خلال عشرات الاعوام من حكومته وجّه أوجعَ الضربات الى ايران والشعب الايراني: مارس بحقّ الشعب ديكتاتورية فظّة وقمعا وحشيا لمنعه من أية ممارسة سياسية في بلده، قدّم مصالح البلاد قرابين على مذبح تزلّفه للقوى الطامعة والشركات الناهبة، وأشاع الفساد والابتذال والموبقات بين الشباب لمنعه من التفكير بمصيره، وأسكت كل صوت معترض تحرّري. إبادة القطاع الزراعي، وربط القطاع الصناعي المعيوب الناقص بالاجنبي، وإطلاق يد الاجانب الحريصين وخَوَل البلاط، ونهب المصادر النفطية، وإهدار الطاقات الوطنية وتقديمها الى الاسياد الامريكيين والاوربيين، وهدم القرى والارياف، وتبديل ايران الى سوق للبضائع البائرة الاجنبية، وفتات المحاصيل الزراعية الامريكية، ومشاريع خيانية أخرى من هذا القبيل… أدّت باقتصاد البلاد الى انحطاط مزمن وتابع لارادة القوى الاجنبية، وسلّم شريان الشعب الحياتي بيد الاعداء. سَخَر من ايمان الجماهير الايرانية ومعتقداتها. وباستهانته بهذه المعتقدات ومحاولته فرضَ ثقافة الغرب، مارس عمليةَ حرب شعواء ضدَّ الايمان بالذات والثقة بالنفس لدى هذا الشعب الكبير. الدين وعلماء الدين الذين كانوا خلال القرون يمثلون صوت الحق والعدل والتحرر، وخندق المقاومة أمام هجوم الاجانب والظالمين والمستبدين، تعرّضوا لابشع أنواع الانتقام، ومارس بحقهم كل وسائل العنف والتهديد والاتهام والاشاعات المضللة. وإذْ كان الفقر والعَوَز والجوع وانخفاض مستوى المعيشة يثقل كاهل جماهير ايران ويشدّ خناقها، كان الاسراف والبذخ والكماليات وحياة القصور الاسطورية لدى الشاه وأسرته ورجال البلاط والجنرالات من جهة، ونهب الثروات الوطنية بيد الشركات الاجنبية والسماسرة الداخليين من جهة أخرى يضيّق على الناس حياتهم. تشريع الدين المبين قد أُخرج من ساحة الحياة الاجتماعية نهائيا بيد رؤوس النظام المجرمين، بل حتى الالتزام بالتقوى الدينية والصلاة والعبادات في الاوساط التي يسيطر عليها النظام مباشرة كالأوساط العسكرية والتعليمية كانت موضع استهزاء بل أحيانا كانت تجعل صاحبها مذنبا. أقل انتقاد للنظام الظالم السفّاك كان يواجه موقفا عنيفا دمويا، وساواك الشاه الجهنمي الذي كانت تدرّبه وتجهّزه الاستخبارات الامريكية والصهيونية المعادية للبشرية، مارس أبشع التعذيب وفتح أفظع الزنزانات لقمع من كانت له الجرأة على تحدّي ذلك النظام. الحوزات العلمية ورجالها من العلماء والطلبة، والجامعات وشبابها وخاصة المتدينين والواعين كانوا يواجهون أفظع الممارسات الوحشية. البلاد كانت تتجه نحو الدمار، والايمان الديني ينحدر الى الاضمحلال، ومقومات الاستقلال والعزّة والكرامة الوطنية تتعرض لغزو الأجانب، ومستقبل إيران يلفّه السواد الحالك. النهضة الاسلامية بقيادة الخميني العظيم خلال السنوات ١٣٤١ - ١٣٥٧هجرية شمسية (١٣٨٣ - ١٣٩٩ هجرية قمرية) انبثقت ونَمَت وتكاملت في مثل هذه الظروف. الامام الكبير باستناده الى تعاليم الاسلام الأصيل المحمدي (صلى الله عليه وآله)، وبالاعتماد على الايمان الديني للجماهير، وبالشجاعة والاخلاص والتوكل العجيب، شقّ طريق الجهاد بين جبال راسيات من المصاعب والمصائب، وتوجّه الى قلوب الناس وأذهانهم يخاطبها خطاب الصابرين وأولياء اللّه الصالحين ليوضّح لها الواقع المرّ وطريق العلاج. الشعب الايراني، الذي أصاخ السمع منذ الخطوة الاولى لهذا الرجل الالهي وانشدّ قلبه الى منطق الحق ودرس التوعية الذي سمعه منه، قدّم، مُندَفعاً بقوة الايمان وعشق الاسلام، تضحيات خالدة. في شهر خرداد سنة ٤٢ (١٣٨٤هـ. ق) نهضت الجماهير في طهران وبعض المدن الاخرى نهضة جعلت النظام السفّاك يستخدم كل سلاحه وعتاده العسكري لقمعها، وسقط على أثر ذلك آلاف الشهداء في شوارع مدن طهران وقم وجادّة ورامين، وزُجّ مئات المجاهدين والطلائعيين وعلى رأسهم الامام الكبير في السجون. وخلال السنوات التي تلت تلك النهضة، حيث كان الطلائعيون والمخلصون يبينون بشكل متواصل مبادئ الاسلام والثورة في كل أرجاء البلاد سراً وعلانية، كان الشعب المؤمن وخاصة الشباب يعتنقون تلك المبادئ بشجاعة وإيمان، فينيرون أفكارهم وقلوبهم بهداية القرآن، ويسخّرون أيديهم وألسنتهم وقواهم وأرواحهم للدفاع عنها والسعي على طريقها. ما شهدته سنوات النضال الاسلامي في إيران لم يكن له نظير فيما عرفناه من تاريخنا. تحت الظاهر الهادئ لحياة شعبنا أوجد التحرك الاسلامي شبكة عظيمة من أنواع المساعي الشعبية: الكلمات المنبّهة، وجلسات الدروس الاسلامية السرية والعلنية، وإعداد وتوزيع البيانات والكراسات، والنشاطات التربوية والتعليمية على أساس هدى الاسلام …. والمظاهرات والمسيرات والتجمعات الدينية والشعبية الموسّعة…. وتشكيل مجموعات تنفيذ العمليات والقيام بالتضحيات المدهشة… وكلها كانت مرتبطة بشكل من الاشكال بالقلب النابض لهذه الحركة العامة وبقيادة تلك الروح الكبرى والايمان الخالص والدماغ المفكر. إمامنا الكبير خلال هذه المدّة كان - الى جانب أعماله في قيادة الامة وتوجيهها وتوسيع نطاق الوعي العام، ودفع الجماهير المليونية الى ساحة النضال - يعكف على تنضيج فكرة الحكومة الاسلامية وتنظيرها. وأمام المدرستين السياسيتين الرائجتين في العالم أعني الحكومة الدكتاتورية الحزبية الشيوعية في الاتحاد السوفيتي السابق والصين وأقمارها في أوربا وأفريقيا وغيرها من البقاع، والحكومات البرلمانية الغربية التي تجسّد سلطة الرأسماليين والكارتلات على فكر الناس وأخلاقهم ومصيرهم باسم الديمقراطية، طرح الامام المشروع الاسلامي الذي يقوم على عنصرين أساسيين هما "الدين" و"الانسان"، أي إن الايمان الديني والارادة الشعبية يشكلان أكبر خصائص هذا المشروع. النظام الاسلامي في مشروع الامام الخميني نظام عدل وإيمان وعقل وتحرّر وجماهيرية. وللاستقلال الوطني ورفض نظام الهيمنة الدولية جذور عميقة في مشروع إمامنا الكبير. الشعب الذي يختار نهج النظام الاسلامي - إنطلاقا من ايمانه بالاسلام وعشقه للعدالة، والتزامه بالمنطق والعدل والدين، وتحرره من إصر الرضوخ للطغيان والتعنّت - يرفض بشكل طبيعي كل القوى المتجبّرة السياسيّة والاقتصادية والثقافية في العالم، ويُعرض عن كل الطغاة والطامعين والمعتدين الدوليين. ولو تحسس منهم عدوانا ويقف بكل طاقاته بوجههم، ويدافع عن استقلاله وشرفه وتحرره تجاههم. وانطلاقا من إيمانه بالاخوّة بين كل المسلمين وشرف كل إنسان، فانه إن رأى في أية بقعة من بقاع العالم شعبا مقهورا بيد الظلم والاستكبار يشعر بالمواساة تجاهه، بل ويهبّ لمساعدته إن رأى ذلك الشعب يهمّ بتحرير نفسه. الدفاع البطولي الذي نهضت به ايران الاسلام شعبا وحكومة عن الشعب الفلسطيني المظلوم، ومواقفها الصريحة المساندة للشعوب التي تخوض نضالا داميا في البوسنة وأفغانستان والسودان ولبنان، ومواقفها المعروفة الشهيرة تجاه القوتين المتصارعتين بالامس أعني الاتحاد السوفيتي السابق وأمريكا، وقرارها الصريح الحاسم بالنسبة الى نظام الغصب والظلم والارهاب الصهيوني في بلاد فلسطين المحتلة، واستقامتها الثابتة الشجاعة أمام كل المتجبرين والمتغطرسين في العالم حتى اليوم… كل ذلك ينطلق من هذه الافكار الاساسية للنظام االاسلامي. إمامنا الكبير بطرحه مشروع الاسلام السياسي، قد ألغى كلَّ المساعي الثقافية والسياسية التي بذلها أعداء الاسلام خلال القرن ونصف القرن الماضي لعزل الاسلام نهائيا عن ساحة الحياة، ولفصل الدين عن السياسة بجعل الدين يقتصر على العبادات والاعمال الشخصية، ولابعاد الاسلام عن المسرح السياسي كي يتسنّى لهم أن يحوّلوا العالم الاسلامي الى ساحة لنهبهم وقاعدة لممارسة نشاطاتهم السياسية العسكرية. بتقديم وتعليم ونشر مدرسة الاسلام السياسية التي يتجلى فيها دور الشعب وارادته ومطالبه، وتتجلى فيها أيضا الهداية الالهية وتعاليم القرآن النيّرة في إدارة حياة الناس العامة وشؤون الحكم، وتتعين فيها مكانة الايمان والجهاد والارادة والتدبير، وجدت حركة النضال الشعبي طريقها الفكري والمنطقي، والامام الحكيم العالم والشجاع من موقع القائد الفذّ أنار كالشمس المشرقة ساحة الحركة، وتدفقت سيول الجماهير الهادرة باتجاه ميادين النهضة الاسلامية وكانت قيادة الامام الحكيمة الواعية عاملا على الحيلولة دون ضعف عزيمة الجماهير أمام ما تعرضوا له من هجوم وحشي من قبل النظام وأزلامه، بل زاد ذلك من ثورتهم وعزمهم. كل المساعدات السياسية والعسكرية والمخابراتية الامريكية والصهيونية وكل ماقدمه حماة النظام البهلوي المنحوس خلال هذه المدّة لم تجد نفعا، وانتصر الشعب الايراني - بعون اللّه سبحانه وتعالى وعناية حضرة بقية اللّه المهدي المنتظر أرواحنا فداه، وبسلاح الايمان والجهاد وعشق الشهادة - على النظام البهلوي المدجّج بالسلاح، واقتلع نظام السلطنة المتهرّئ بعد قرون من سلطته الظالمة الموهنة، وأقام صرح النظام الاسلامي على قاعدة الايمان والمعرفة والمنطق والا رادة الجماهيرية. الشعب الايراني، بوحدة كلمته وبتمسكه بالاسلام وبالقيادة الشجاعة الحكيمة لرجل الهي وخبير كبير بالدين ومؤمن وصالح، أقام نظام الجمهورية الاسلامية، وقدّم للعالم نموذجا رائعا لنظام سياسي يديره أفراد من أبناء الامة المؤمنين المجاهدين لامن أسر الاشراف والعوائل الفاسدة التابعة. الشعارات والاهداف والسبل والخطط التي تبناها هذا النظام الجديد البديع انبثقت من ينبوع المعارف والاحكام الاسلامية والقرآن، وكان إيمان الجماهير الايرانية العميق بالاسلام وثقتهم العريقة بعلماء الدين هما رصيد تحقق تلك الشعارات والاندفاع نحو تلك الاهداف وقطع تلك السبل وتحقيق تلك الخطط. بانتصار الثورة الاسلامية واهتزاز راية الجمهورية الاسلامية ظهر على الساحة العالمية تياران متزامنان: الاول - تيار الثناء والامل والاعتبار متمثلا بالشعوب المستضعفة المظلومة وخاصة شعوب البلدان الاسلامية، وكذلك المسلمون وكل الاحرار في جميع أرجاء العالم. الثاني - تيار القلق والتآمر والعداء متمثلا بالدول المستكبرة والصهاينة والرأسماليين الطامعين الدوليين، وكذلك عملائهم في بعض البلدان الاخرى. التيار الاول من الظواهر النادرة في التاريخ وأخباره مليئة بالعبر والدروس ومحاطة بالتعتيم والتكتيم، وجدير بالباحثين الشباب الجادين أن يستقصوه في الحقول السياسية والاجتماعية والتاريخية. وملخص تلك الاخبار أن المسلمين في جميع أرجاء العالم قد وجدوا بقيام الجمهورية الاسلامية في ايران هوية جديدة وسرى فيهم الشعور بالعزّة والشخصية الاسلامية، وتبدّدت تلك المساعي المتواصلة التي بذلتها القوى الاستعمارية والاستكبارية لتحقير الهوية الاسلامية والمسلمين خلال عشرات السنين. وفي كل أرجاء العالم الاسلامي تصاعدت روح الفخر والاعتزاز بالاسلام والانتماء الاسلامي. تبلورت بين الشباب والاحرار المسلمين في أرجاء العالم نهضة ثقافية وسياسية، واعتنق الاسلام ومدرسته الثورية كثير من غير المسلمين، واتجهه كثيرون الى الدين ورسالة الدين في التطور الاجتماعي، وأصبح الامام الخميني رمزا لاستعادة الهوية الاسلامية وللنضال ضد المستكبرين والمتفرعنين والمتجبرين الدوليين. المراقبون الذين استطاعوا متابعة مظاهرات الشعوب وتعبيرها عن مشاعرها العميقة تجاه الجمهورية الاسلامية والامام الراحل ورجال الثورة منذ الانتصار حتى اليوم، واستطاعوا تلمس المشاعر الطافحة والعواطف المتدفقة تجاه هذا البناء الشامخ وتجاه كل رموز هذا النظام من رجال وشعار وعَلَم خلال العقدين الماضيين بامكانهم أن يدركوا عظمة هذه الظاهرة. في كثير من البلدان الاسلامية أضحى شعار المناضلين والشباب والمثقفين المطالبةَ بحاكية الدين والعزّة والاستقلال الاسلامي، وأصبحت فئات كثيرة من الشباب تتخذ من سلوك الشباب الايراني قدوة لها. وكثير من الرؤساء والساسة اقتضت مصلحتهم التظاهر بالاسلام والتدين بدل التظاهر بالاعراض عن الدين وبالتهتك! هذا التيار أعني التيار المساند والمؤيد والداعم بين المسلمين والاحرار في جميع أرجاء العالم تجاه الجمهورية الاسلامية والشعب الايراني سيستمر رغم كل الاعلام المعادي الذي تبثه شبكات الاعلام الاستكبارية ليل نهار ضد ايران الاسلام، وسيتواصل باذن اللّه مادام الشعب الايراني ثابتا في مواقفه المشرّفة الثورية والاسلامية. التيار الثاني: أي تيار العداء والحقد والتآمر قد بدأ منذ الايام الاولى لانتصار الثورة، ثم اتسع وتعمق وتنوّع بالتدريج مع زوال آثار الحيرة والدوار التي أصيب بها ساسة القوى الاستكبارية والطامعون والصهاينة على أثر انتصار الثورة الاسلامية في هذه البقعة الحساسة من العالم. رائد هذه الخصومة اللدودة وحامل لوائها حكومة أمركيا ووليدتها الصهيونية في منطقة الشرق الاوسط، اللتان فقدتا بسقوط النظام البهلوي، أطوع حليف لهما في المنطقة، وخسرتا مصالحهما السياسية والاقتصادية غير المشروعة في ايران. شرح قائمة الاعمال الخبيثة المعادية المنبثقة من حقد عميق لا تستوعبها سطور وصفحات، وتستلزم عشرات الكتب وآلاف الاوراق، وثمة كتابات موضوعية متفهّمة متوفرة والحمد للّه في أيدي الجميع. ونظرة الى فهرس هذه المساعي العدائية المشتملة على إجراءات سياسية، وحملات عسكرية، وتدبير مؤامرات، وإثارة الشغب في المناطق العديدة للبلاد، وألوان المحاصرة، والمؤامرات الاقتصادية، وحجز الارصدة البنكية، وتوجيه مئات الصحف والاذاعات، وتدبيج عشرات الآلاف من المقالات والتعليقات الاعلامية، ثم الغزو الثقافي الشامل خلال الاعوام الأخيرة… تستطبع أن تبين بجلاء عمق عداء الغزاة الدوليين والصهاينة والقوى المستكبرة وعلى رأسها حكومة أمريكا تجاه الاسلام والثورة الاسلامية والشعب الايراني الثائر. وواحد فقط من هذه المواقف العدائية، تشجيع النظام العراقي ودفعه ثم تقديم المساعدات الشاملة له لاشعال نار حرب مخرّبة مع الشعب الايراني استمرت ثماني سنوات، وهي إضافة الى ما أنزلته من خسائر فادحة بشرية ومادية، ومن هدم لمئات المدن والقرى، وإهدار امكانات البلاد القيّمة، استنزفت من ايران شعبا وحكومة وقتا ثمينا كان ينبغي أن يُرصد لاعادة بناء ما هدمه نظام الطاغوت وإصلاح ما أفسده، واستهلكت ثماني سنوات من عمر ثورتنا الكبرى في حرب واسعة وفي الدفاع عن حدود بلدنا العزيز وأرضه. هذا التيار الشيطاني الدنيء تواصل عبر عقدين واتخذ مختلف الاشكال والألوان بمقتضى اختلاف الظروف، ولكن طبيعته الدائمة كانت الهيمنة الامريكية والصهيونية، وهدفه المستمر إعادة ايران الى تبعية العصر البهلوي، وأهم ما استهدفه في سهامه ثلاثة عناصر: الاسلام المحمدي الاصيل، والوحدة الوطنية، ومكانة القيادة. أرادوا بحملاتهم المتوالية السياسية والعسكرية والاقتصادية والثقافية، وبتوجيه طعونهم الى أهم القواعد الاساسية للنظام الاسلامي، أن يصدّوا الثورة عن ممارسة أهم مشاريعها الكبرى المتمثلة بالبناء المادي والمعنوي للمجتمع، وإظهار والثورة والحكومة الاسلامية بمظهر عدم القدرة على إدارة البلاد، ليحولوا بهذا دون أن تحتل الجمهورية الاسلامية مكانة القدوة في العالم الاسلامي. ولكن ثورتنا الكبرى شقت طريقها الوعر باقتدار وصلابة وسط هذه المواقف العدائية، واجتاز الشعب الايراني بفضل توجيهات الامام الراحل بايمان وارادة ووعي العقبات الكأداء، وحقق نجاحات باهرة. لا في السنة الاولى من الثورة إذ حاولت العناصر المرتبطة بالنظام البائد بمساعدة السفارة الامريكية أن تثير الشغب والفتن في البقاع المختلفة، وتحركت الالسن العميلة المجرمة لتوجه طعونها الاعلامية للثورة وأركانها الاساسية… ولا في سنة ٦٠ (١٤٠٣هـ. ق) حيث حاولت زمرة المنافقين الخائنة وبطانتها أن تشعل نار فتنة كبرى، وتجرّ الارهاب وانعدام الأمن حتى الى دور الناس العاديين… ولا في تلك الفترة التي تعرّضت فيها طهران وعشرات المدن الاخرى لقصف المقاتلات المهداة من الشرق والغرب الى النظام العراقي. ولا في فترة الحصار الاقتصادي الذي تزامن مع مشاكل نفقات الحرب… ولا في السنوات الاخيرة من الستينيات (الهجرية الشمسية الموافقة لاوائل هذا العقد الاخير) حيث انخفضت عائدات البلاد الى الثلث… ولا في تلك اللحظات التي فارقنا فيها الامام العظيم، وفقد الشعب أبا واستاذا ومرشدا كبيرا وحكيما… ولا في السنوات التالية التي جنّ فيها جنون أمريكا والصهيونية بسبب استمرار طريق الامام، فصبّا أمواج سخطهما بشكل تهديد عسكري وفرض مشاكل اقتصادية، وإعلام إذاعي، ومساع سياسية واسعة ضد نظام الجمهورية الاسلامية والشعب الايراني… ولا حتى هذا اليوم… لم تتوقف الثورة ولم تتوان عن مواصلة مسيرتها نحو بناء بلد عامر حرّ مستقل يتمتع بالعزّة والنشاط والتقدم المادي والمعنوي تحت لواء الاسلام واستنادا الى معارف الاسلام وأحكامه. في حقل البناء المادّي، ماحدث خلال هذه الاعوام العشرين لم يكن له مثيل في كل عصر الحكم البهلوي الجائر وقبله. وحجم الخدمات التي قدّمها خلال هذه المدّة أبناء الثورة لايران العزيزة يستوعب فهرسا طويلا يبعث على الفخر والاعتزاز. وعلى رأس كل هذه طبعا، وأهم خدمة قدمتها الثورة في حقل البناء العلمي والعمراني للبلاد، بثّ روح الاعتماد على الذات والثقة بالنفس، وهي الثروة التي كانت قد تبددت خلال القرون الاخيرة واضمحلت بين الشعب الايراني، واضمحلالها ذنب كبير ارتكبه الملوك الضعفاء المرتبطين بالغرب. الايراني اليوم يشعر بأنه قادر على إدارة البلاد، وقادر على الإعمار، وقادر على اجتياز الموانع، وقادر على الابداع والابتكار. وهذه هي الثروة الثرّة التي تحقق لكل شعب نجاحه في بلوغ أهدافه، وهي التي كانت وراء ما سجله الشعب الايراني خلال الاعوام العشرين من مفاخر في الحقول العلمية والصناعية والعسكرية والسياسية. وفي حقل البناء المعنوي، فان حصيلة مساعي عشرين عاما من الثورة، نموّ الروح الدينية والمعنوية، ونموّ روح الاستقلال والعزّة الوطنية ونموّ الحرية والوعي السياسي بين الفئات المختلفة. وكل واحد منها مبعث فخر ورفعة للشعب الايراني، ومبعث ثناء الشعوب الاخرى والشخصيات المنصفة. ثمة دروس كثيرة في مقارنة مكتسبات الشعب الايراني في هذه الحقول الثلاثة بعصر الحكم الملكي حيث المعنويات والدين في انزواء تام، والفساد والاستهتار مشهود في كل مكان، ورأي المفكرين والعلماء محظور، والاضطهاد السياسي يغطّي أجواء البلاد، والشعب الايراني راضخ لسياسة الاجانب، ومحروم من المساهمة في المسائل العالمية والاقليمية بل في مسائل بلده الداخلية، وإيران مسرح تنفيذ إرادة أمريكا وبريطانيا والصهيونية والرأسماليين الاجانب، وأسيرة سياسات هؤلاء والشاه العميل. الشعب الايراني اليوم، ببركة الثورة ورغم وجود مئات الدسائس الاقتصادية والسياسية والثقافية التي يدبرها الاعداء، شعب حيّ يتدفق بالنشاط. المسؤولون في البلد جادّون مخلصون، وكفاءات الشباب في غليان وتفتّح، ومشاريع البناء المادي والمعنوي في حالة تقدم بيد الانسان الايراني، واستقلال البلاد أضحى في العالم نموذجا يُضرب به الامثال، والارتباط بين الشعب والمسؤولين نادر في العالم، الشعارات والاهداف مشتركة بين الشعب والحكومة، وكلها تتجه نحو ايران كبيرة عامرة متحدة وقدوة لكل البلدان الاسلامية، وآفاق المستقبل مشرقة ساطعة. الشعب العزيز وخاصة الشباب الذين هم أمل الامة يجب أن يستندوا اليوم الى الماضي والحاضر ليصنعوا المستقبل، وأول خطوة على هذا الطريق فهم ما أنعم اللّه علينا بالاسلام والثورة والشكر له سبحانه على هذه المنّة، وطلب التوفيق لاستمرار هذا الطريق طريق الاشراق والفلاح. خصومة الاعداء وضجيجهم ينبغي أن لا تزلزل الارادة وأن لا ترعب القلوب. الشعب الايراني أثبت أنه قادر أن ينتصر على عدوّ كالقوى الكبرى في مختلف الجبهات، وأن يبعد العدوّ عن طريقه بالسعي والاستقامة والايمان. من الخطأ الفادح أن يتصور أحد إمكان صدّ العدوّ بالليونة والتراجع. العدو الذي هو الاستكبار العالمي وبشكل خاص أمريكا والصهيونية، لا يقبل بأقلّ من إعادة ماكان سائدا قبل الثورة، وأعني إعادة كامل هيمنته السياسية والاقتصادية، والاستيلاء على ايران، وتنصيب عميل مثل محمد رضا بهلوي. الشعب الايراني باستقامته وحزمه يجب أن يجعلهم في حالة يأس دائمه، وسيفعل ذلك. ملايين الايدي والعقول والكفاءات الايرانية منهمكة اليوم في إعادة البناء وإعمار البلاد، واستثمار المصادر الحيوية في سبيل الاعتلاء المادي والمعنوي. لا يجوز أن تسمح همتهم وسوف لا تسمح أن يسيطر الاجانب على هذه المصادر كما كان الوضع في العصر البهلوي والقاجاري، ويتركوا أصحابها في فقر وجهل وذلة. الثورة الاسلامية كسرت هيبة القوى الطامعة ورعبها في القلوب، كما أزاحت ستار الرياء ونقاب التظاهر بالصداقة عن وجوههم الكالحة الحاقدة. الاعلام المعادي تبدل اليوم بعد عشرين عاما الى كلام تكراري يبعث على الاشمئزاز. اولئك الذين دافعوا بكل وقاحة عن عمليات القمع الدموي في ١٥ خرداد (بداية انتفاضة الامام الخميني سنة ١٣٨٥هـ. ق) ومجزرة ١٧ شهريور (يوم الجمعة السوداء - ٥ أشهر قبل انتصار الثورة) يرفعون اليوم عقيرتهم بالتحدث عن حقوق الانسان. أولئك الذين ساندوا الحكم البهلوي الأسود الذي فرض ديكتاتورية لمدة بضع وخمسين سنة يتهمون الجمهورية الاسلامية بالدكتاتورية، واولئك الذين أخروا ايران عن قافلة المسيرة العالمية عشرات السنوات بهدم مصادر البلاد ونهبها وفرض صناعة معيوبة ناقصة تابعة، يتجاهلون اليوم المنجزات ومعاجز البناء التي حققتها الثورة، أولئك الذين يعقدون الآمال على رجوع ايران الى العصر الملكي الاسود الوبيء يسمون النظام الحديث الشاب الثوري بالرجعية! شعب ايران الواعي المتربي في أجواء الاسلام الطاهرة سوف لا ينخدع بهذه الاحابيل الاستكبارية السلطوية. العدوّ اليوم كما كان دائما فعال، لكن المستقبل مشرق. الجيل الطالع مستعد للنضال ضد أعداء البلاد المفضوحين. شباب اليوم باستطلاعه التاريخ القصير الحافل بأحداث العشرين عاما الماضية يتفهم أمريكا والصهيونية، ولايتخدع بما تبديانه من أحابيل وخداع وغضب وابتسام. البلد ملك الشعب، والشعب سيدافع بكل وجوده عن بلده واستقلاله وعزّته. العناصر المهزومة والمرعوبة والمستسلمة للذة والراحة والشهوة سوف لا تستطيع بأقلامها المسمومة وكلماتها التي أملاها الاعداء، أن تدفع الشعب باتجاه مايريده الطامعون السلطويون، إنها بأعمالها هذه تفضح نفسها فقط. أتقدم بتواضع في نهاية حديثي بعدد من التوصيات الى الشعب الايراني العظيم والمسؤولين والمهتمين: ١ - أوصي رجال الدولة والمسؤولين في السلطات الثلاث والقوات المسلحة بأن يقدّروا خدمة هذا الشعب الكبير وهذا البلد المبارك. خدمتكم المخلصة هي خدمة للاسلام والبشرية. هذه فرصة نادرة طالما تمنّاها الصالحون والصديقون. فابذلوا ما وسعكم لاستثمار هذه الفرصة كي تكسبوا رضا اللّه والتقرب اليه. واهتموا باتخاذ خطوات رحبة - بالتوكل على اللّه وبالاخلاص والتقوى وروح الجهاد - على طريق إزالة مشاكل البلاد ومشاكل الشعب، وبناء ايران عامرة ومتقدمة، والقضاء على كل مظاهر التمييز والابتعاد عن العدل، وقطع التبعية الاقتصادية والثقافية، وإنهاء أطماع الطامعين الاجانب والانتهازيين الداخليين. واحذروا أن تصدكم وساوس الجاه والسلطة أو جمع زخارف الدنيا عن المهمة الكبرى الملقاة على عاتقكم. اللحظة التاريخية التي نحن فيها أكثر أهمية وحساسية من أن يكون بيننا نحن خدمة الشعب شخص يحق له الانهماك في جمع الثروة له ولاولاده وأقربائه، ويجعل نفسه مستحقا للعنة اللّه ولعنة اللاعنين. ٢ - أقول لعلماء الدين العظام والواعين والمثقفين والمفكرين والعلماء في الفنون المختلفة: لقد توفرت لديكم - بوجود جيل الشباب الكفوء والاجواء الممهدة الحرّة - أكبر فرصة للتعليم والتربية. فاستثمروا أكثر ما يمكن هذه الفرصة النادرة التي توفرت ببركة الثورة الاسلامية وبفضل ما بُذل من جهود جبارة. أنيروا قلوبكم بنور المعارف الاسلامية، وسلحوا فكركم بالمنطق القويم، وارسموا للشعب الايراني آفاق المستقبل. افتحوا قلوبكم ليشعّ فيها نور الامل وأزيلوا كابوس اليأس والهزيمة الذي يريد أن يفرضه الاعداء بدعاياتهم. أبعدوا الاذهان عن التحجّر والجمود، وكذلك عن التسيب الفكري والهذر الكلامي، واعتبروا واجبكم الكبير ذا الآثار الباقية الفعّالة في هذه البرهة الحساسة من تاريخ ايران تكليفا الهيا مقدّسا. ٣ - وأقول للشباب الاعزاء: اغتنموا فرصة شبابكم لبناء أنفسكم فكريا وروحيا وجسميا. إعرفوا بلدكم، واعرفوا قدر المنزلة الرفعية التي نالتها ايران ونالها الايراني ببركة الثورة الاسلامية في العالم وفي المنطقة وبين الامة الاسلامية الكبرى. جهّزوا أنفسكم بالعلم والمعرفة والتقوى، وكونوا كشباب مرحلة انتصارالثورة والدفاع المقدس قدوة وأسوة لشباب البلدان الاخرى استمرار طريق الثورة الاسلامية الذي يبلغ بالبلد الى قمة الاهداف الكبرى بحاجة الى طاقاتكم وقواكم الشابة، وعبء هذه المسؤولية الكبرى اليوم على عاتقكم. كسب العلوم والمهارات المختلفة، وكسب القدرة على التحليل السياسي، والتحلّي بصفاء الشباب وإخلاصه، والالتزام بالتدين والعفّة، واجبات كبرى يجب أن تكون نصب أعين الشباب في كل الاوساط الشابة: الجامعات والحوزات العلمية والمدارس والمصانع والمدن والقرى. واطلبوا على هذا الطريق من اللّه العون والهداية، وحافظوا على انفتاح أبواب التوجّه والتضرّع والصلاة والتهجّد بينكم وبين ربّ العالمين. ٤ - أقول لعامة الشعب العزيز العظيم: كل النجاحات التي تحققت أيام النضال وبعد الانتصار إنما هي رهينة وعيكم وصبركم الثوري وحضوركم الدائم في الساحة. والذي جعل قائد الثورة الكبير يحقق نجاجاً كبيرا كهذا إنما هو تضحياتكم وايمانكم وجهادكم. كما أن الذي مكّن كبار المسؤولين من تقديم الخدمات الجليلة إنما هو صبركم وتعاونكم وتعاضدكم. واليوم أيضا نرى - وللّه الحمد - دولة خدومة، ورئيس جمهورية لائق، ومندوبين مخلصين، وسلطة قضائية مستقلة، وقوات مسلحة فاعلة، ومسؤولين ثوريين منهمكين في الخدمة. فوثّقوا علاقتكم بالمسؤولين، وساعدوا الساهرين على خدمتكم الذين هم منكم واليكم. حافظوا على وحدة كلمتكم وحضوركم في الساحة، وأحيوا ذكرى الامام والثورة، وخاصة في مسيرتكم يوم الثاني والعشرين من شهر بهمن (ذكرى انتصار الثورة) في هذه السنة بعظمة وهيبة، وهي المسيرة التي ستعبّر عن إرادة الامة العظيمة أمام الغوغائيين والمشاغبين الداخليين والخارجيين، وستقترن بذكرى وفاة الامام السادس من أئمة آل البيت وشمس المعارف الاسلامية الامام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام). ٥ - وأقول للاجنحة والفئات والمجموعات السياسية الداخلية أيضا: اجعلوا همتكم في رفع المستوى الفكري والسياسي لجماهير الشعب، ولا يكوننّ هدفكم كسب القدرة. المسعى السياسي يكون عبادة حين يكون مخلصا سالما بعيدا عن الصراع والاتهام والاشاعات، وسيدخل حينئذ في القلوب وتستقبله النفوس. ولكنه حين يكون مشوبا بالاغراض الفئوية والاساليب القبلية فان ذلك لا يسر اللّه ولا يسر خلق اللّه. العمل الجناحي والحزبي لا ينبغي أن يسيء الى الوحدة الوطنية، وأن يثير النزاعات الفئوية بين الناس. في الخاتمة، أتضرّع الى اللّه العليّ القدير أن يمنّ على الجميع بالهداية والتوفيق والعون، وأرجو من حضرة ولي اللّه الاعظم (المهدي المنتظر) أرواحنا فداه أن يدعو لنصرة الاسلام والمسلمين وفوز شعب ايران في كل الميادين. والسلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته سيد علي خامنئي ٢١ / ١١ / ١٣٧٧ هـ. ش ٢٣ شوال ١٤١٩ هـ. ق
|
مقالات أخرى من هذا الموضوع |
• نداءه إلى مؤتمر الأديان
(بازدید: 552)
(نویسنده: آية الله السيد علي الخامنئي)
• نداء الامام الخامنئي الى حجاج بيت اللّه الحرام
(بازدید: 896)
(نویسنده: محمّد علي آذرشب)
• الأبعاد التقريبية في نداء الامام الخامنئي
(بازدید: 911)
(نویسنده: محمّد علي آذرشب)
|