banner
مساحة «للتعارف» بين الإیرانيين و العرب
المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية
  کلمات   جمل   تعليقات      

ظاهرة التعريف في فكر / الإمام الشهيد الصدر
ثقافتنا - العدد 7
فكر إسلامي
عبدالزهرة البندر
1426

«ملخّص»
مثّل السيد الصدر حلقة متميزة من تاريخ المنهج الرسالي، وجاءت تعاريفه معبرة عن هذه المنهجية. إذ هي تمتلك حيوية وحركة وانسجاماً بقدر ماكان يحمله ويحسه ويعيشه في المنهج والتطبيق. وهو لم يخصص بحثاً عن تعاريف المفاهيم الإسلامية وإنما جاءت تعاريفه مرسلة في إطار النص الفكري أو المعالجة العلمية للموضوعات العلمية المختلفة. ومن التعاريف البارزة في فكر الشهيد الصدر:
مفهوم الإسلام، ومفهوم النبوة، ومفهوم الإمامة، ومفهوم المرجعية، ومفهوم الأمة، ومفهوم الحرية.
تمثلت الأصالة الإسلامية من خلال القدرة على طرح المفاهيم بأسلوب ينسجم مع الواقع الإنساني وقدرته على الاستجابة للظروف الموضوعية التي تعيشها الإنسانيّة في مختلف مراحل حياتها، وقد تحقق هذا المنهج على أيدي الأئمة الأطهار من آل البيت(ع) وحرصهم على تقنين المفاهيم الإسلامية وتحديد ملامحها الفكرية وتجذيرها في واقع الحياة، ولهذا استطاعت تلك المفاهيم أن تصمد بوجه التحديات الفكرية وتسفّه كل المضامين التي جاءت بها النظريات المستوردة والتي أريد لها أن تتحدّى الفكر الإسلامي وتميع دوره في حياة الإنسان، وكان لهذا المنهج أسلوبه المميز في مدرسة أهل البيت(ع) حيث توالت الطروحات الفكرية للمفاهيم الإسلامية التي شكلت معلماً واضحاً في النتاج الفكري على مستوى الموضوعات الإسلامية المختلفة من فقه وأصول وعقائد وتفسير وغيرها.
ولعل أولى أسس هذا المنهج هو اعتماده الفهم الدقيق لواقع الإسلام والاندكاك بتعاليمه السمحاء الأمر الذي يؤدي إلى رسم الصورة النقية لطبيعة المفهوم الإسلامي.
ولقد مثّل الامام الشهيد الصدر(رض) حلقة متميزة في تاريخ المنهج الرسالي، فقد امتاز بتفاعله الكبير مع الفكر الإسلامي فجاءت تعاريفه معبرة عن ذلك التفاعل، فهي تمتلك حيوية وحركة وانسجاماً بقدر ما كان يحمله ويحسه ويعيشه في المنهج والتطبيق، وهو المنحى الذي كرّس له الائمة الاطهار(ع) كل جهودهم في سبيل تجذيره وامتداده لضمان استمرار الواقع الفكري الإسلامي وهو يحمل أعلى درجات القوة والوضوح، بهذا الصدد تكلم الامام الشهيد الصدر عن دور الائمة الايجابي «في تموين الأمة العقائدية بشخصيتها الرسالية والفكرية من ناحية ومقاومة التيارات الفكرية التي تشكل خطراً على الرسالة وضربها في بدايات تكوينها من ناحية أخرى، وللامام من عمله المستوعب ما يجعله قادراً على الاحساس بهذه البدايات وتقدير أهميتها ومضاعفاتها والتخطيط للقضاء عليها»(1) .
والحقيقة أن الامام الشهيد الصدر لم يخصص بحثاً عن تعاريف المفاهيم الإسلامية وانما جاءت تعاريفه مرسله في إطار النص الفكري أو المعالجة العلمية للموضوعات العلمية المختلفة. وظاهرة التعريف لها تاريخ مبكر في حياتنا الإسلامية، حيث ظهرت ـ حسب اطلاعي ـ في الكتابات الفلسفية أولاً ثم تناولها الكلاميون، حيث يعتبر الفيلسوفان الكندي والفارابي أول من مارس هذا اللون من الطرح وتابعهما المتكلم عبد القاهر الجرجاني، إذ خُصصت أبحاث مستقلة تناولت الأعم الأغلب من المفاهيم الفكرية والعقائدية، لكنها بحثت بطريقة اكتسبت الطابع الاكاديمي والطرح الرتيب الذي أعادت طرحه المدارس الفلسفية والكلامية، والتي تمثلت البحوث فيها بركام فكري هائل أدى إلى قتل الروح الواعية والمنهجية الحركية للفكر الإسلامي، ولهذا بقي النتاج الفلسفي والكلامي غريباً عن روح الأمة وبعيداً عن واقعها وهمومها.
ويمكن القول إن أول من حاول الخروج على ذلك النهج الرتيب في تناول التعريف هو المرحوم أبو الأعلى المودودي عندما طرح نموذجاً متميزاً للتعريف الإسلامي من خلال كتابه الموسوم «المصطلحات الأربعة»، وهي محاولة خرجت على التوجه المألوف وجاءت في إطار الطرح الحركي للفكر الإسلامي في الربع الأول من هذا القرن. ورغم كون تلك المحاولة خطوة جديدة لتفعيل المفهوم الإسلامي إلاّ أن تلك الخطوة بقيت في حدودها واقتصارها على مصطلحات أربعة فقط، لكنها ـ على أية حال ـ مثلت نقلة إيجابية في منهج الدراسات الإسلامية في هذا الحقل من التفكير.
وقد تعمق هذا المنهج في كتابات المرحوم سيد قطب والاستاذ محمد قطب واكتسب التعريف في طروحاتهما الفكرية لوناً خاصاً من الفهم الحركي توزع في عموم بحوثهما الإسلامية في إطار منهج لا مجال للدخول بتفاصيله الآن.
ثم جاء دور الامام الشهيد الصدر فأعطى لتعريف المفهوم الإسلامي طابعاً لم تألفه الابحاث الفكرية من قبل، وإن الدخول بتفاصيل ظاهرة التعريف لديه ينبغي النظر إليها من خلال المنهج الفكري العام الذي ترسمه في جميع كتاباته، وقد اعتمد ذلك المنهج جملة مرتكزات أهمها:
أولاً: اعتماد النظرة الشمولية في تناول المفهوم الإسلامي ودراسته في إطار تلك النظرة. وما لم يتوفر المفكر على استيعاب الحالة الإسلامية فإن ذلك ينعكس بشكل سلبي على طبيعة البحث ويحرم المفهوم من الايضاح الكامل لابعاده الإسلامية وقد مثل الامام الصدر لهذه الحال موضوع حركة الاجتهاد في دائرة الفكرة الامامي في العقود الماضية فمهمة الاجتهاد ـ كما يقول ـ «هي تطبيق النظرية الإسلامية في المجال الاجتماعي وإقامة حياة الجماعة البشرية على أساسها بما يتطلبه ذلك من علاقات اجتماعية واقتصادية وسياسية، وتلك هي صورة المجتمع الإسلامي التي ينبغي أن يتمثله الفقيه وهو يعالج الحكم الشرعي، إلا أن الظروف الاستثنائية التي مرّ بها المجتمع الشيعي ودفعت به إلى الانكماش والعزلة السياسية والابتعاد عن ممارسة الحياة الاجتماعية أدت إلى أن يتمثل في ذهن الفقيه صورة الفرد المسلم الذي يريد أن يطبق النظرة الإسلامية على سلوكه فقط، وقد تعمق هذا الشعور بمرور الزمن وارتبطت العملية الفقهية لدى المجتهد في مجال التطبيق الفردي لا بصورة المجتمع المسلم»(2) .
ومن هنا نستطيع أن ندرك مدى الحيف الكبير الذي لحق بالعملية الفقهية في دائرة الفكر الامامي جراء تلك النظرة الفردية الجزئية.
ثانياً: الوعي والاستيعاب للنظرية الإسلامية. يلمس المتابع لفكر الشهيد الصدر درجة الوعي والاستيعاب التي كان يحملها في تناوله للموضوعات الإسلامية المختلفة، فما من مفهوم سلط عليه قلمه الا وخرج ظافراً بأرفع المعاني الإسلامية الدقيقة له، ولهذا يحس القارئ أنه أمام فكر يتدفق بالعطاء والحركة، وأنـّه حالة إبداع يتملك روحاً متميزة للفهم الإسلامي بعيداً عن الحشو والتقليد.
ثالثاً: التزام المنهج الموضوعي والتوحيدي في دراسة المفهوم الإسلامي وهو المنهج الذي يحقق للباحث أعلى درجات الاستيعاب للنظرية الإسلامية، فهو مرتبط دائماً بتيار التجربة البشرية التي يوظفها الباحث في ضوء الأسس الإسلامية لاستخلاص النظرية الإسلامية حول موضوع من موضوعات الحياة المختلفة، ولهذا يرى الامام الشهيد الصدر أن ذلك السلوك الفكري لا يمثل استجابة سلبية، بل هو استجابة فعّالة وتوظيف هادف للنص الإسلامي في سبيل الكشف عن حقيقة من حقايق الحياة الكبرى، وفي ضوء هذه المرتكزات المنهجية عالج الامام الشهيد الصدر المفهوم الإسلامي، فقدم تعريفاً فريداً له ينسجم وبشكل دقيق مع واقع النظرية الإسلامية ويترجم بوضوح غاية الفكر الإسلامي ونظرته للحياة.
وسنطرح هنا جملة من التعاريف الإسلامية كنماذج فكرية لتلك الدراسة لهذا الحقل في فكره الأصيل المبدع.
1- مفهوم الإسلام:
قبل أن يقدم الشهيد الصدر (رض) تعريفه لهذا المفهوم يشرع في تبيان المقدمات الاساسية التي يقوم عليها الدين باعتباره رسالة إنسانية تقوم على تفعيل حياة الإنسان ورسم شوطه الطويل في الحياة، ولهذا يرى أن فهم الحياة يقوم على أساس اعتبارين: يقوم الأول على الفهم المعنوي لها الذي يتضمن رضا الله تعالى وهو المقياس العام في الإسلام والذي يقود على البشرية إلى ساحل الحق والخير والعدالة، بينما يقوم الثاني على التربية الخلقية التي ينشأ منها في نفس الإنسان مختلف المشاعر والعواطف التي تضمن إجراء المقياس الخلقي بوحي من التراث ولهذا فان الميزة الاساسية للاسلام تتمثل فيما يرتكز عليه من فهم معنوي للحياة وإحساس خلقي بها والخط العريض في هذا النظام هو اعتبار الفرد والمجتمع معاً، وتأمين الحياة الفردية والاجتماعية بشكل متوازن(3) .
ثم يخلص بعد هذا التقديم إلى إعطاء الصورة الحية للتعريف بالاسلام بقوله «وهذا هو الإسلام في أخصر عبارة وأروعها: فهو عقيدة معنوية وخلقية ينبثق عنها نظام كامل للانسانية يرسم لها شوطها الواضح المحدد ويضع لها هدفاً أعلى في ذلك الشوط ويعرفها على مكاسبها منه»(4) .
وفي ضوء هذا الفهم للواقع الإسلامي تحسم كل الاشكالات والتناقضات الاجتماعية وتنسجم المصالح الذاتية والاجتماعية في إطار يوفق بينهما في سير متوازن يقضي على كل ألوان الصراع والتنازع الذي عانت وتعاني البشرية في حياتها وعلاقاتها.
2 ـ مفهوم النبوة:
تمثل ظاهرة النبوة الاشارة الحقيقية على رسالة الدين وينطلق السيد الصدر (رض) في التعبير عن هذا المفهوم من التحليل الدقيق لواقع المجتمع البشري والمراحل الحياتية والوظيفية التي اجتازها عبر مسيرة تاريخية تحدث عنها القرآن الكريم مؤكداً أن الوجود الأول للجماعة البشرية كان متمثلاً بمجتمع التوحيد والذي مثلت الفطرة أساساً له حيث كان الناس أمة واحدة كما قال تعالى: (كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ ( ( البقرة/ 213).
ويرى السيد الصدر أن الفطرة في هذا المرحلة شكلت الاساس في إقامة مجتمع التوحيد «وكان الإنسان - ممثلاً في الجماعة الإنسانيّة كلها ـ يمارس خلافة الله على الارض وفقاً لذلك وكان خط الشهادة قائماً إلى جانب خط الخلافة ممثلاً في الانبياء، وكان دور الانبياء في تلك المرحلة ممارسة مهمة الشهـيد الرباني، مهمة الهادي والموجه والرقـيب»(5) .
وفي هذه المرحلة بالذات اضطلعت الجماعة البشرية بمهمة الخلافة والحكم في حين مثلت النبوة وظيفة الاشراف والتوجيه أو التدخل إذا اقتضت الضرورة(6) .
وبعد أن قطعت الجماعة البشرية شوطاً زمنياً في ممارسة دورها أدت تلك التجربة إلى نمو الخبرات الاجتماعية، الأمر الذي أوجد تفاوتاً في المواهب والقابليات بين الناس نتيجة للتجربة العملية «فأتاح ذلك فرص الاستغلال لمن حظي بالموقع الاقوى وانقسم المجتمع بسبب ذلك إلى أقوياء وضعفاء ومتوسطين وبالتالي إلى مستغلين ومستضعفين وفقدت الجامعة البشرية بذلك وحدتها الفطرية(7) .
وفي ضوء هذا التحول السلبي وسيطرة المظاهر الانحرافية على واقع المجتمع فقد فقدت الجماعة البشرية وظيفتها الحقيقية وانعدم مجتمع التوحيد الذي كان يقوم على أساس الفطرة، وكان لابد من نقلة تعيد المسيرة إلى وضعها الصحيح وبناء المجتمع على أساس جديد أقوى وأعمق من أساس الفطرة لحفظ وظيفة الجماعة، وإعادة وظيفتها الربانية وتحقيق خلافة الله في الأرض، وقد تمثلت تلك النقلة بثورة تنطلق من خارج الجماعة التي مزقتها صور الاستغلال والظلم وهذا هو دور الوحي والنبوّة»(8) .
قال تعالى: «فبعث الله النبيين مبشّرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحقّ ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه» (البقرة/ 213).
وقد حمل الأنبياء(ع) رسالتهم في مواجهة الانحراف والظلم حيث دعوا إلى جهادين، يتمثل الأوّل بالجهاد الأكبر الذي يرمي إلى تزكية النفوس لطبقة المستضعفين وينمي فيهم روح الثورة والعطاء. ويتمثل الثاني بالجهاد الاصغر الذي يهدف إلى مواجهة كل ألوان الاستغلال والظلم من أجل القضاء عليه(9)، ومن هنا يخلص السيد الصدر (رض) إلى تعريف مفهوم النبوة في ضوء ما تقدم باعتبارها «ظاهرة ربانية تمثل رسالة ثورية وعملاً تغييرياً وإعداداً ربانياً للجماعة لكي تستأنف دورها الصالح وتفرض ضرورة هذه الثورة أن يتسلم شخص النبي الرسول الخلافة العامة لكي يحقق للثورة أهدافها في القضاء على الجاهلية والاستغلال»(10) .
3 ـ مفهوم الإمامة:
يربط الامام الصدر(رض) هذا المفهوم بدلالة المفهوم السابق وهو مفهوم النبوة، فهو يرى أن الثورة النبوية لابد أن تستأصل جميع الجذور الجاهلية من خلال مواصلة سيرها التغييري في واقع الأمة، ولهذا لابد للرسالة التي حملها الانبياء ان تخطط لحماية نفسها من الانحراف والتشويه وضمان نجاح تجربتها على خط طويل من الزمن لاستكمال عملها التغييري، وبذلك توكل أمر قيادتها وتنويرها إلى قادة آخرين يحملون مواصفات النبي الرسالي، وقد علل رضوان الله عليه ذلك بقوله «من الواضح أن الحفاظ على الثورة ـ وهي بعد لم تحقق بصورة نهائية مجتمع التوحيد - يفرض أن يمتد دور النبي في قائد رباني يمارس خلافة الله على الأرض وتربية الجماعة وإعدادها وهذا القائد الرباني هو الامام».
يتأكد من ذلك أن تعريف الشهيد الصدر (رض) للإمامة يأتي متزامناً مع مفهوم النبوة، فالامامة ظاهرة ربانية ثابتة على مر التاريخ إلاّ أنّها أتخذت لونين من التعيين: أحدهما شكل النبوة التابعة حيث يخلف النبي المرسل رجال غير مرسلين يُكلّفون بحماية الرسالة ومواصلة حملها، وهم أئمة بمعنى أنهم أوصياء على الرسالة وليسوا أصحاب رسالة، ويستدل على ذلك بقوله تعالى: (وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلّاً جَعَلْنَا صَالِحِينَ. وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَات( (الانبياء/ 72 -73) . وكما جاء في سورة السجدة حكاية عن بني إسرائيل (وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآياتِنَا يُوقِنُونَ( (السجدة:24).
ومن خصائص هذه الوظيفة الربانية أن يكون معصوماً وعصمة الامام تعني أن يكون الامام قد استوعب الرسالة التي جاء بها الرسول القائد استيعاباً كاملاً بكل وجوده وفكره ومشاعره وسلوكه ولم يعش لحظة حالة من رواسب الجاهلية وقيمها، ومن هنا تمثل العصمة لديه حالة من الانفعال الكامل بالرسالة الإسلامية والتجسيد الكامل لكل معطيات تلك الرسالة في المجال الروحي والفكري والعملي.
والواقع أن تعريف الامام الشهيد الصدر (رض) للعصمة يخرج بها من الاطار الفكري الرتيب الذي دارت حوله معارك كلامية بين أتباع مذهب أهل البيت(ع) وبقية الفرق الإسلامية الأخرى التي ناقشت المفهوم بعيداً عن المنهج الإسلامي ودلالته الموضوعية، فالعصمة كما يراها الشهيد الصدر هي من ظاهرة الانصهار الكامل والتجاذب الفعلي مع الرسالة الإسلامية في مختلف أبعادها، ولما كانت الرسالة الإسلامية عهداً ربّانياً إلى النبي والإمام، فلابد والحال هذه أن يكون بمستوى ذلك العهد، ولهذا ينبغي للنبي أو الامام أن يكون مجسّداً للرسالة بقيمها وأحكامها في سلوكه ومشاعره، وكل ممارسة جاهلية أو اشتراك ضمني في ألوان الظلم والاستغلال والانحراف يجعل الفرد غير جدير بالعهد الالهي.
ويرى السيد الصدر أن ظاهرة العصمة شرط عقائدي تؤمن به كل الاتجاهات العقائدية السماوية والأرضية، تطبقه في مساراتها الفكرية، إلا أن عصمة الاتجاهات الوضعية محددة بأطر الحالة العقائدية لنظريتها الفكرية المحدودة، في حين إن العصمة بالمفهوم الإسلامي تمتد بامتداد آفاق الرسالة الإسلامية وتتسع بسعة مفاهيمها الاجتماعية والاخلاقية والسياسية.
4 ـ مفهوم الإمامة والمرجعية:
يواصل السيد الصدر التعريف بخط الشهادة وامتداده العقائدي، فإن ذلك الخط لم يتوقف عند النبي أو الامام، بل يمتد بشكل طويل، حيث يتمثل بظاهرة المرجعية الرشيدة الا أن هناك فارقاً في طبيعة الاختيار والتعيين، فالنبي والامام منصوص عليهما من الله تعالى في حين تقوم الأمة بتعيين المرجع بعد توفر الشروط الموضوعية العامة التي حددها الإسلام في شخص هذا المرجع أو ذاك.
وقد أطلق الامام الشهيد الصدر مفهوم الشهيد على كل من العناصر القيادية الثلاثة: النبي والامام والمرجع، وأعطاها تعريفاً محدداً تلتقي عنده وظيفتهم جميعاً، قال: «الشهيد مرجع فكري وتشريعي في الناحية الايدلوجية ويشرف على سير الجماعة وانسجامها أيدلوجياً مع الرسالة الربانية التي يحملها ومسؤول عن التدخل لتعديل المسيرة
أو إعادتها إلى طريقها الصحيح إذا واجه انحرافاً في مجال التطبيق»(11) .
ثم أشار إلى وجود الفروق الاساسية في طريقة الأداء وهذه الفروق تعود إلى طبيعة خصائص كل من الشهداء الثلاثة.
ولم تكن وظيفة الشهيد حالة شخصية مطلوبة لذاتها فإن ذلك لا ينسجم مع الخط العقائدي للرسالة الإسلامية ودورها في الأمة، فان ممارسة ظاهرة الشهادة من قِبلَ النبي أو الامام والمرجع هو ضمان مواصلة السماء لقيمومتها وتوجيهها للأمة في خط الثورة التغييرية وضمان صحة المسيرة، وإبقاء الأمّة في حالة نضج ثوري دائم تواجه كل التحديات التي تحاول المساس بالخط الرسالي في سبيل حرفه أو تشويهه، وهذا تأكيد للدور الايجابي الذي مارسه خط الشهادة المتمثل بالرسل والانبياء والأئمة الأطهار من آل البيت (ع) في سبيل الحفاظ على الرسالة الإسلامية وحماية الأمّة من محاولات التضليل والتزييف التي قادها طواغيت الأرض على مرّ التاريخ.
5 ـ مفهوم الأمّة:
يواصل الامام الصدر تعريفه بالامة وفق المنهجية التي عالج من خلالها مفهوم النبوة، ولما كان القرآن الكريم ينطلق في تحديده للمفاهيم من خلال الجانب العملي دون الاهتمام بالمظاهر الثانوية، لهذا نجد أن القرآن الكريم تكلم عن مفهوم الأمة في جانبها الوظيفي وتكليفها العملي، ومن هذه النظرة بالذات ابتدأ السيد الصدر معالجته لهذا المفهوم مترسماً الخطوات القرآنية في ظاهرة التعريف.
إن النقطة الأساس التي ابتدأ منها السيد الصدر هي ظاهرة «الخلافة» الإنسانيّة التي أوردها القرآن الكريم وهو يتحدث عن المهمة الأولى للانسان على هذه الأرض:
(وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ((البقرة:30) ، والاستخلاف كما يقرره السيد الصدر بأنه يشمل «كل ما للمستخلِف سبحانه وتعالى من أشياء تعود إليه: والله هو رب الأرض وخيرات الأرض ورب الإنسان والحيوان وكل دابة تنتشر في أرجاء الكون الفسيح. وهذا يعني أن خليفة الله في الأرض مستخلَف على كل هذه الأشياء، ومن هنا كانت الخلافة في القرآن أساساً للحكم وكان الحكم بين الناس متفرعاً على جعل الخلافة»(12).
إن وظيفة الحكم في الأرض تعني إنابة الجماعة البشرية عن الله تعالى في أعمارها وتنميتها على المستوى المادي والبشري، وبهذا تكون الجماعة البشرية قد تسنّمت مسؤولية كبرى وأمانة ثقيلة، قال الله تعالى: (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْأِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً( (الأحزاب:72).
كما أنّ مهمة الاستخلاف تؤكد انتماء الجماعة البشرية إلى محور واحد وهو الله تعالى الذي يعني رفض كل ألوان الارتباطات الأخرى، البشرية أو المادية، وفي ظل هذا اللون من العلاقة يتحقق مفهوم التوحيد الخالص للانسان الذي يعني إقامة العلاقات الاجتماعية على أساس العبودية لله وتحرير الإنسان من عبودية الأسماء التي تمثل ألوان الاستغلال والجهل والطاغوت»(13) .
ويتحدّث السيد الصدر عن الخصائص الاساسية لواقع الأمّة بحيث لو فقدت تلك الخصائص لم تعد أمة بالمعنى الحقيقي وإنما هي شبح أمة. وقد حدد القرآن الكريم تلك الخصائص بقوله تعالى: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بالله( (آل عمران:110).
ويعلق السيد الصدر على ذلك بقوله «وقد جعل الايمان بالله الخصيصة الثالثة للأمة الإسلامية بعد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تأكيداً على أن المعنى الحقيقي للايمان ليس هو العقيدة المحنطة في القلب، بل الشعلة التي تتقد وتشع بضوئها على الآخرين، والأمّة الإسلامية مسؤولة خارجياً عن العالم كله بحكم كونها أمة وسطاً وشهيدة عليه. فما لم يكن المسلمون على مستوى هاتين المسئوليتين فلا أمة إسلامية بالمعنى الصحيح».
ثم ينتقل الامام الشهيد الصدر بمفهوم الأمّة إلى موقع آخر من دلالات التعريف، ذلك هو العمل التاريخي أو العمل الداخل في السنن التاريخية، وقد ميّز بين نوعين في العمل هما عمل الفرد وعمل الأمّة، ويشير أن عمل الفرد يتخذ بعدين: الأول موضوعي، وهو استقلال الفرد بهذا العمل دون أن يشاركه فيه أحد، لهذا يكون مسؤولا عنه مسؤولية ذاتية: (وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنْشُوراً. اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً( (الاسراء:13-14) .
أمّا البعد الثاني في عمل الفرد فهو غائي أي يرتبط بالهدف الذي حدده الإنسان لعمله صغيراً كان أم كبيراً إلاّ أن مساحة ذلك العمل تبقى محصورة في الفرد دون أن يتعداها إلى غيرها، هذا العمل لا يدخل في إطار السنن التاريخية وليس عملاً تاريخياً، إلاّ أن هذا العمل إذا اتخذ بعداً ثالثاً أي تجاوز مساحة الفرد واتخذ المجتمع قاعدة له أي أصبح لـه تيار اجتماعي أو «موج» كما يسميه الشهيد الصدر فإنّ هذا هو العمل التاريخي وهو عمل الأمّة الذي تنطبق عليه سنن التاريخ (14) .
قال تعالى: (وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ( (الجاثـية:28).
وذلك تجسيد لمسؤولية الأمّة المستخلَفة التي أخذت على عاتقها مهمة الحكم والتوجيه والتربية والرعاية، وهكذا نخرج بتحديد متميز لمفهوم الأمّة على مستوى الوظيفة والمسؤولية والعمل.
6ـ مفهوم الحرية:
احتل مفهوم الحرية موقعاً متميزاً في البحوث الفكرية للبشرية بدءاً، من أوليات التفكير الفلسفي في العصر اليوناني وحتى يومنا هذا. والحرية ليست طارئة أو دخيلة في حياة الإنسان. وإنما هي تعبير حقيقي عن طبيعة الحالة الإنسانيّة أو هي كما وصفها الامام الشهيد الصدر: «تعبير عن عاطفة أصيلة في النفس البشرية تشع من كل ثنايا التاريخ حتى تبدو قصة الإنسان نفسه، وكأنها معركة تحرر وتحرير يخوضها على مرّ الزمن منذ أعماق التاريخ إلى يوم الناس هذا بالرغم من اختلاف أشكال المعركة وألوانها وأهدافها وأساليبها باختلاف القيم الفكرية التي ترتكز عليها»(15) .
ولخطورة هذا المفهوم وتأثيره الفاعل على سلوك الإنسان وعمله، فإن الامام الشهيد الصدر قد اهتم اهتماماً خاصاً به، وخصص له أبحاثاً متنوعة وتناوله في مواضع عدة من مؤلفاته، بهدف بلورة الفهم الصحيح لدلالته وتعريفه تعريفاً ينسجم وطبيعة النفس البشرية.
وقد ابتدأ السيد الصدر بعقد مقارنة بين طبيعة المفهوم في الفكر الغربي وبين المفهوم في الفكر الإسلامي منطلقاً من طبيعة المنهج لكل منهما، فالانسان الغربي في أوروبا أقام مفاهيمه على أساس منهج الشك الذي ثار من خلاله على جميع القيم والمفاهيم الدينية والعقائدية ومقررات السلوك التي اعتبرها مرحلة تاريخية عفى عليها الزمن، وارتبطت بمرحلة قديمة من مراحل تاريخ البشرية، وانتهى بعد هذه الجولة من الشك إلى رفض الحقائق والمسلمات ولم يبق أمامه إلاّ الايمان بالجانب الشخصي الذي لا يحده شيء
ولا يقيده قانون، ولهذا أصبحت الحرية في المفهوم الغربي هدفاً بحد ذاته خالية من اي محتوى أو مضمون. ومن هنا يرى الامام الصدر أن هذا الانطلاق بالحرية لم يدم طويلاً فقد أصبح عبئاً ثقيلاً، على إنسان الغرب وقضت على آماله التي تصورها سابقاً بحيث عملت على ربطه بقيود ثقيلة وقضت على جميع آماله في تحقيق حريته الحقيقية، ووجدت البشرية نفسها «مدفوعة في عربة تسير باتجاه محدد لا تمتلك لـه تغييراً
ولا تطويراً وإنما كل سلوتها وعزاءها ـ وهي تطالع مصيرها في طريقها المحدد ـ انّ هناك من قال لها: أنّ هذه العربة عربة هي الحرية بالرغم من هذه الاغلال وهذه القيود التي وضعت في يديها»(16) .
وهكذا بدأت الحرية الغربية على شكل حالة من التحرر إلاّ أنها انتهت إلى الوان من الذل والعبودية والقيود الثقيلة، بعد أن منحت الإنسان الغربي حريته الشخصية وأطلقت له العنان بالتصريف بشهواته ورغباته، حين تعطلت لديه مظاهر السيطرة العقلية والتصرف الحكيم بتلك الشهوات والرغبات.
أمّا الحرية في المنهج الإسلامي فهي على العكس تماماً فإنـّها تبدأ من العبودية المطلقة لله تعالى الذي يتكفل بتحرير الإنسان من ألوان القيود والشهوات، ويحرره تحريراً حقيقياً، ويرتفع به إلى مصاف إنسانيته، يمتلك إرادته، ويتصرف بشهواته ورغباته وفق مقياس العبودية الحقيقية لله تعالى. فلهذا «يبدأ الإسلام عمليته في تحرير الإنسانيّة من المحتوى الداخلي للانسان نفسه، لأنه يرى أن منح الإنسان الحرية ليس أن يقال له هذا هو الطريق قد أخليناه لك فسر بسلام، وأنما يصبح الإنسان حراً حقيقية حين يستطيع أن يتحكم في طريقه ويحتفظ لانسانيته بالرأي في تحديد الطريق ورسم معالمه واتجاهاته، وهذا يتوقف على تحرير الإنسان قبل كل شيء من عبودية الشهوات التي تعتلج في نفسه لتصبح الشهوة للإنسان أداة تنبيه للإنسان إلى ما يشتهيه، لا قوّة دافعة تسخر إرادة الإنسان دون أن يملك بازائها حولاً أو طولاً، لأنها إذا أصبحت كذلك خسر الإنسان حريته منذ بداية الطريق»(17) .
وفي ضوء هذا التمايز بين طبيعة المنهجين نجد أن الحرية في مفهومها الغربي لا تعدو أكثر من إطار يمثل مثلاً أعلى ليس أكثر، في حين أن مفهوم الحرية في المنهج الإسلامي يمتلك المحتوى الحقيقي والمضمون الرائد الذي يعمل على تربية الإنسان وتحريره من ألوان الانشداد إلى الارض ومغرياتها، وبهذا يكون الإسلام «قد جاء بالمفهوم الحق للحرية وأعلنها ثورة تحريرية كبرى للانسان ولكنها ليست ثورة على الاغلال والقيود بشكلها الظاهري فحسب، بل على جذورها النفسية والفكرية وبهذا كفل للانسان أرقى وأسمى أشكال الحرية التي ذاقها الإنسان على مرّ التاريخ»(18) .
وهذا المعنى العميق لدلالة الحرية يؤدي إلى تصعيد الإنسان وتنمية طاقاته وفق معطيات الإسلام وتعاليمه السامية، وحتى هنا أصبحت الحرية في التصور الإسلامي «تعبيراً عن يقين مركزي، وهو الايمان بالله، تستمد منه الحرية ثوريتها، وبقدر ارتكاز هذا اليقين وعمق مدلولـه في حياة الإنسان تتضاعف الطاقات الثورية في تلك الحرية»(19).
إلى هنا نكون قد طرحنا جزءاً من النماذج الفكرية التي دخلت في إطار التعريف للامام الشهيد الصدر ومن خلال هذه النماذج نستطيع أن نتبين المنهج الفكري الذي ترسم في تعريفه للمفهوم الإسلامي في ضوء القرآن الكريم، كما نستطيع أن نلتمس الحرارة الايمانية والحياة النابضة في جميع المفاهيم التي تناولها والتي تدل على العمق الفكري والتفاعل الكبير الذي حمله الامام الشهيد الصدر عن الفكر الإسلامي ومفاهيمه الإسلامية المشرفة. وباعتقادنا أن تلك النصوص الفكرية التي طرحها عن المفاهيم الإسلامية تشكل نظريات فكرية أصيلة أبدعها في مجال الفكر الإسلامي، وإنها تمثل بحق تأسيساً متميزاً لذلك الفكر وفق رؤية عصرية.

الهوامش:
* - باحث عراقي.
1 - دور الأئمة في الحياة الإسلامية، ضمن كتاب أخترنا لك، ط بيروت 1975م، ص: 65.
2 - مع حركة الاجتهاد، ضمن كتاب اخترنا لك، ص75.
3 - المدرسة الإسلامية: ط بيروت 1973م، ص: 95 ـ 96.
4 - المصدر السابق ص: 96.
5 - الإسلام يقود الحياة، بيروت 1990، ص: 140.
6 - المصدر السابق، ص: 140.
7 - المصدر السابق، الموضوع نفسه.
8 - المصدر السابق، ص: 143.
9 - الإسلام يقود الحياة ص144 ـ 145.
10 - الإسلام يقود الحياة، ص: 144 ـ 145.
11 - الإسلام يقود الحياة، ص: 122.
12 - الإسلام يقود الحياة، ص: 124.
13 - الإسلام يقود الحياة: ص 125.
14 - مقدّمات في التفسير الموضوعي للقرآن، بيروت 1980، ص 80 ـ 81.
15 - الحرية في القرآن، ضمن كتاب اخترنا لك، بيروت 1975، ص: 44.
16 - المدرسة الإسلامية ط بيروت 1973، ص: 113.
17 - الحرية في القرآن، ص: 47.
18 - المصدر السابق، ص: 47.
19 - المدرسة الإسلامية، ص: 120.

مقالات أخرى من هذا الموضوع
• الإمامة   (بازدید: 1736)   (نویسنده: الشيخ مجيد العصفور)
• الامداد الغيبي في حياة البشرية   (بازدید: 1445)   (نویسنده: مرتضى مطهري)
• البرهان والعرفان   (بازدید: 1334)   (نویسنده: الدكتور علي أبو الخير)
• المنطلقات الفكرية للتعددية السياسية   (بازدید: 1877)   (نویسنده: الدكتور حسان عبدالله حسان)
• المنظومة الفكرية للشهرستاني وموقع ابن سينا منها   (بازدید: 2123)   (نویسنده: محمّد علي آذرشب)
• تأملات في دعاء شهر رجب   (بازدید: 3400)   (نویسنده: محمد مهدي الآصفي)
• قصة الناي في فكر الكواكبي   (بازدید: 1794)   (نویسنده: محمّد علي آذرشب)
• ما الذي يعنينا في هذا الاستشراق؟   (بازدید: 1289)   (نویسنده: عبدالنبي اصطيف)
• مقاصد الشريعة في المجتمع الإسلامي   (بازدید: 2789)   (نویسنده: الدكتور عمار الطالبي)
• مناهج دراسة مسألة «المهدي»   (بازدید: 1296)   (نویسنده: محمّد علي آذرشب)
• نهضة المهدي في ضوء فلسفة التاريخ   (بازدید: 1222)   (نویسنده: مرتضى مطهري)
• الاسلام وايران / الاتجاه الحضاري   (بازدید: 2176)   (نویسنده: الدکتور محسن الويري)
• التجديد والزمن - رؤية الشهيد الصدر لمؤثرات التجديد   (بازدید: 1254)   (نویسنده: السيد حسين الشامي)
• التحديات التي تواجه الإسلام / في العصر الحديث   (بازدید: 6892)   (نویسنده: الدكتور محمود حمدى زقزوق)
• الحداثة والتجديد / في فكر الإمام الخميني العرفاني   (بازدید: 1723)   (نویسنده: الدكتورة فاطمة الطباطبائي)
• الشهيد مطهري وإحياء الفكر الاسلامي   (بازدید: 2456)   (نویسنده: محمّد علي آذرشب)
• العلاقات الدولية / واحترام العهود والمواثيق في الإسلام   (بازدید: 2924)   (نویسنده: الدكتور وهبة الزحيلي)
• الغلو والتطرّف والإرهاب / وموقف الإسلام منها   (بازدید: 1333)   (نویسنده: الدكتور مراد ويلفريد هوفمان)
• الغلوُّ والتَّطرف والإرهاب / وموقف الإسلام منها   (بازدید: 1617)   (نویسنده: الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي)
• دور الامام الصدر في التطوير الفقهي / وتحديد المشكلة الاقتصادية   (بازدید: 1078)   (نویسنده: الدكتور عبد الهادي الفضلي)

التعليقات
الاسم:
البريد الالکتروني:
العنوان:
التعليق:
ثبت
[ Web design by Abadis ]