فلسطين في شعر المملكة العربية السعودية
|
ثقافتنا - العدد 10
أدب
الدكتور محمد بن حسن الزير
1427
«ملخّص» قضية فلسطين هي الموضوع الأول الذي استأثر بالقدر الاكبر من اهتمام الشاعر السعودي، ولا يكاد يخلو ديوان شاعر سعودي من نماذج شعرية فلسطينية، وبعضهم خصص دواوين لهذه القضية المصيرية. والمادة الشعرية لدى هؤلاء الشعراء كثيرة في كمها، متنوعة في كيفها، كثيرة في شعرائها، واكبت مسيرة القضية منذ المأساة وتواصلت عبر أحداث الانتفاضة، ولا تزال حتى يومنا هذا تحثّ أحيانا، وتندب أحيانا أخرى. يغلب في الشعر الجانب العاطفي والخيالي في التعبير الأدبي عن الموضوع الذي يتحدث عنه الشاعر في شعره، ومن هنا كان الشعر حاضراً في المواقف الوجدانية، والمواقف الانفعالية للإنسان؛ ولقد كان للشعر أهميته العميقة في حياة العرب، بل كان ديوان العرب، وقديماً قال ابن عباس رضي الله عنهما: «إذا قرأتم شيئاً من كتاب الله فلم تعرفوه فاطلبوه في أشعار العرب، فإن الشعر ديوان العرب، وكان إذا سئل عن شيء من القرآن أنشد فيه شعراً (1) .ويروى عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قوله: «لا تدع العرب الشعر حتى تدع الإبل الحنين»(2) ، وظل الشعر يؤدي وظيفة حيوية في حياة العرب قديماً وحديثاً، ويعبر عن حياتهم وقضاياهم. وفي العصر الحديث كان للشعر العربي وظيفته البارزة في التبعير عن آلام الأمة وآمالها، وكان وقود حماستهم في معاركها ضد أعداء الأمة، ومحرك مقاومتهم، وسجل معاناتهم، وهمومهم. ومن هنا كان لابد أن يكون للشعر في المملكة العربية السعودية حضوره القوي في التعبير عن هموم الأمة العربية والإسلامية، فأرضها مهد الشعر العربي، وعلى تراثها تنزل وحي البيان القرآن الكريم، وتشرف إنسانها بتحمل الرسالة إيماناً والتزاماً؛ فلا عجب أن نجد الشاعر هنا يتفاعل مع همم أمته، في فلسطين وفي الجزائر وفي كشمير وفي غير ذلك من المواقف والمناسبات(3) . وقد كانت قضية فلسطين وهي القضية المحورية لقضايا الأمة، هي الموضوع الأول الذي استأثر بالقدر الأكبر من اهتمام الشاعر السعودي؛ فحظيت هذه القضية بإنتاج غزير من القصائد الشعرية، ولا يكاد يخلو شعر لشاعر سعودي من نموذج أو عدة نماذج شعرية؛ بل إن بعضهم خصص ديواناً كاملاً للقضية مثل: سعد البواردي في ديوانه(صفارة الإنذار)، وعبدالسلام هاشم حافظ في ديوانه (أغنيات الدم والسلام)، وبعضهم له أكثر من ديوان مثل الشاعر حسن القرشي الذي خصص خمسة من دواوينه، منها (لن يضيع الغد، ونداء الدماء، وفلسطين وكبرياء الجرح) (4) . ويجد الدارس لهذه القضية في الشعر السعودي أنه أمام مادة شعرية كثيرة جداً في كمها، متنوعة في كيفها، ذات أعداد كثيرة في شعرائها، صاحبت مسيرة القضية، وعايشت مراحل مأساتها منذ أكثر من خمسين عاماً إلى وقت الانتفاضة المباركة الحالية التي انطلقت شرارتها بسبب انتهاك الإرهابي «أريل شارون» لساحة المسجد الأقصى المبارك بدخوله إليها في أواخر سبتمبر من عام 2000م. والشعراء هم طليعة الأمة في الإحساس بآلامها وجراحاتها، وهذا الشاعر محمد بن علي السنوسي رحمه الله، يجرح إحساسه ضياع الحقوق، وتلوث المقدسات تحت وطأة غرور العدو وبطره(5) : يخز الضمير ويجرح الإحساسا وعجيبة أن تستمر عصابة رعناء أسكرها الغرور فأمعنت تلهـــو وتعبث لا تقيـــم لمنطـــق حق يهان فلا يثير الناسا تطأ الهدى وتلوّث الأقداسا بطراً وزادت خسة وشراسا وزنـــــا ولا لمبــادئ مقياســــا وأحمد إبراهيم الغزاوي – رحمه الله – من الشعراء الذين عبروا عن هم الأمة، وأذكى حمية المسلمين، واستنهض هممهم للجهاد، وتوحيد الكلمة، كما نجد في قصيدته بعنوان: «وما حياة الشعوب إلا كفاح»، التي قالها بمناسبة اجتماع شعبي من أجل فلسطين(6) : رب هــول مـــن الخطــوب تلظى هـــو كالليل فــي النواظـــر داج ثم يقول داعياً للتبرع بالمال.. وهو مقدمة للجهاد بالنفس: كان من كان مؤمناً بمعاد حيث لا تنشد العروبة إلا إنما البذل بالدماء ولكن ومن المال للكماة عتاد خطوة للجهاد وأولى ويتلو أفتسخو (يهود) وهي فقاع صمت اللغو فانطقي يا بلادي البدار البدار في البذل نقضي إنها (الغادة الشهيدة) ترنو إنها الروح في احتضار وأنتم كفكفوا دمعها وردوا إليها أسعفوهـا تــرونها مــــاتــــراكم نثر اليوم تبره في الفجاح ميتة (الأسد) لا حياة (النعاج) لم تحن بعد وثبة الإفراج وسداد لفاتك مهتاج بعدها، السير في ربى المعراج وتضن الأكف ذات المجاج (وبالسنانين) في ظلال التاج لفلسطين حقها في المراجي في حفاظ وغيرة وانزعاج مأزر الدين والفريق الناجي روعها المستفز في الأمشاج أبدالدهر كالضحى الوهاج.. إلــــخ ويؤثر في قلب الشاعر ما يراه من أفعال اليهود في فلسطين مثل ما نجد في قصيدة طويلة عن هذه القضية بعنوان «أنصفوا العرب»، ومنها(7) : أبلغ العرب صوتهم إنكاراً إن فـــي القــــــدس فتنة تتلظى فاستشاط اليهود منهم جهارا أشعلتهـــا يــــد الجنـــاة نهــارا ويندد بتواطؤ الغرب مع الجناة المعتدين: أمم المشرق كلها في شقاء فـــرويـــداً بظالمــــين ومهـــلا ساسة الغرب مالكم؟ أين أنتم؟ أين أقطابكم؟ وأين رؤوس ليس فينا الذي تعدّى ولكن محنة إثر محنة، وبلاء وتنادوا إلى فلسطين رهطا ثـــم مالــــوا على (المزارع) حرقاً وبنو الغرب، أوسعوها صَغارا ضمن الله للعتاة تبارا كادت الأرض ثورة وانفجارا عند ويلاتنا غدت تتوارى هنة الضعف صيرتنا شرارا يقذف النحس والهموم الغزارا بعد رهط..بكونهم.. زوّارا وعلى الهضب انشــــأوا استعمــارا ثم يقول: إن شبــرا علـــى فلسطين أغلــى مـــن ســواد العيون فاطروا الستارا وفي إحدى حوليات الموسم الطويلة التي ألقاها في المأدبة الكبرى التي يقيمها الملك عبدالعزيز لرؤساء وفود الحجاج في 7/12/1367هـ بمكة المكرمة، لم ينس أن يخاطب المسلمين مستثيراً همتهم لمواجهة ما يحدث في فلسطين من الأعداء(8) . شدا القصر بالأضياف واكتظ سامره تهلّـــل فيه (الدين) مــرتفع الذرى وضاءت مغانيه، وضاعت مجامره ولجــت بحمــد الله فيه (مشاعــره) ثم يقول: أصيخوا إلينا، واسمعوها نصيحة إلا إنما (الإيمان) بالله عصمة حرام علينا أن يلم بنا الكرى تداعى عليه الجاحدون وأطبقوا أيسبقنا الأعداء رغم ضلالهم أهم يرموضونا في (فلسطين) قلــــة ينادي بها (البيت العتيق) وشاعره وبالسعي والأسباب تقوى أواصره ونهدأ والإسلام تزرى معاشره وضلت بهم ساحاته ومخافره عصائب في كيد تشن غنائره ونحن الحصى عـــدّا تمور سرائـــره والشاعر محمد حسن عواد(9) .. رحمه الله، يمجد أرض فلسطين، وينادي العرب لضم الصفوف مذكراً ببطولات الآباء في صدر الإسلام، يقول(10) : يا موئل العرب الكرام ومطمع الـ قولي تقل معك الجزيرة كلها إنا سواء في الحفيظة والرضا أبطال (سوريا) و(لبنان) ومن ورجال وادي (الرافدين) ومن لهـــم غرب اللئام من اللفيف الأرذل والضاد أجمعها بأفضل مقول: يوم السلام ويوم سوق الجحفل ورثوا العروبة منسلاً من منسل نصب(الخورنق) و(السدير) بمـنـــزل ثم يعبر عن موقفهم جميعاً: قولي فلسطين الأبية للألى سنعيد «لليرموك» يومـــاً ثانيــــاً يتأمرون بنا تآمر مبطل في قلب «تل أبيب» عــودة موغـل والشاعر طاهر زمخشري(11) - رحمه الله – يعلن غضبه من قرار التقسيم في قوله(12): أليس في الأرض للذليل ديار وقرار التقسيم أسود داج أنفايات ذلة وشقاء تبتغي في مرابض الأسد داراً فاكتبوا بالدمـــاء صفحــــة مجــد وفلسطين للعروبة دار وجلاء اليهود عنها نهار لفظتها الأقطار والأمصار وبكهف الأسود كيف القرار إنما الـــمجد للأبــــي شعـــــار وفي ديوان الشاعر عبدالله بن خميس «على ربي اليمامة»(13) نجد قصائد طويلة تحت عنوان «فلسطينيات»(14) وفي قصيدته «الله أكبر» يقول(15) : الله أكبر في طــي الفضــا عبـــــر وفـــــي مداولــة الأيام مذّكــــر ثم يقول: ونهجـــر النوم تجفونـــا مضاجعنـا كأنمــــا كللــــت طياتها الإبـــر ثم يقول: وما دروا أننا والضاد تجمعنا لا نستفيد وإن شطت بنا سبل لنـــا على الــدهر أمجاد أبت شرفاً في الأرض في الدم في الإسلام ننصهر ولا نحيد ولو ينأى بنا السفر أن تستضام وتاريخ لـــه خطــــر ثم يتناول عربدة عصابة البغي والظلم الذين أسكرتهم أوهام النصر وأعماهم بغيهم عن الحقيقة، ولكن موكب النصر تحت شعار الله أكبر قد صبّحتهم: أعماهم البغي حتى قال قائلهم: فصبّحتهم جنود الله هاتفة أين المعاقل يا (برليف) تحسبها أين الحواجز من ماء ومن لهب أين الغرور ويا للناس من صلف سل القواصف هل طاب السماء لهــا نحن السلالة يأتي دونها البشر الله أكبر والإسلام ينتصر درع السلامة ما التحصين ما الوزر؟! من الذين على هاماتها عبروا؟! سل المعارك في الجولان ما الخبر؟! أم أنها كفـــراش النار تنحــــدر؟! وألقي بمناسبة افتتاح المعرض الفني لصالح لجنة رعاية أسر مجاهدي وشهداء فلسطين في الرياض في الثامن من المحرم 1389هـ قال فيها(16) : الثأر يوقظه الحسام المنتضى والقول ترجمه الفداء قذائفا حكم وما نزع الرجال لمثله قالت به (فتح) وقلنا (عنوة) تخـــذ الســـلام العاجزن تعلــــة والحق – كل الحق – فيما قد قضى أصداؤهنّ تشق أجواز الفضا إن لج غر في العداء وأوقفا لخديعة أولى بها أن ترفضا أين السلام؟ فما أعــل وأمرضـــا!! ثم يحيى شعب الجزيرة على ما أعطى وجاهد واستجاب: سلمت يدا شعب الجزيرة إنه لما أهاب بسوحه صـــوت الفـــدا أولى العروبة بالتجلة والرضا أعطى وجاهدواستجاب وأقرضا..إلخ وبمناسبة قيام حرب 1967م، عقد مؤتمر شعبي في (الرياض) نتج عنه قطع البترول عن الدول المتحيزة ضد العرب، وألقى الشاعر فيه كلمة الرياض، ومن ضمنها قصيدة بعنوان «فداء فلسطين»، جاء فيها قوله: (17) قنــن بأولى القبلتيـــن تنـــــادي قــد طــال في الضيم الممض رقادي ثم يقول: وتلفتي نحو الجزيرة لا يني رحمي يهاتيك الربى موصولة وسيوفهــــم درعي وسنة أهلـــها يا موئل الأمجاد حل قيادي فالقوم أهلي والبلاد بلادي شرعي وصيحـــة حربهم إنشـادي ثم يقول عن اليهود الذين يعيثون فساداً في أرض الحمى: ويهود في أرض العروبة طلقة يا للمذلة أن تعيث ثعالب خدشــــوا كرامتنا وساموا قومنــا ومضارب الأبطال للأوغاد ممقوتة بمسارح الآساد خسفا وعاثوا في الحمــى بفســــاد وأهدى في ديوانه قصيدة بعنوان «يا دار» للأستاذ الشاعر عبدالرحيم نصار رجعاً لقصيدته «سنوات حزن فلسطينية»(18) من الشعر الحر، وكان مراد ابن خميس أن تكون قصيدته على سنن الشعر العربي قال فيها: ما أنصفتك قواف الشعر يا دار ضنوا عليك بأوزان وتقفية وأركبو الشعر – إما قصروا – شططا بكاك (نصار) لكن دمعة شبم وكان لو شــاء ألقاهـــا مدمدمــة وفيك للملهم المنطيق أسرار يشتارها مثل أري النحل مشتار وبعضهم عن ثمين الشعر قصار لم يسقه بدم الفرصاد (نصار) كأنها في دم الأحرار إعصـــار..إلخ وبعد الهدنة عام (1948م) حينما ظلت القضية تتأرجح قال قصيدة مفعمة بالألم والأسى والحسرة: (19) أي يوم جاء في الدنيا أبر كلما ازداد الفتى علما بها لو ينال المرء منها لذة يا رفاقي كلما استعرضتها هـــل سألت العـــرب عن تاريخها كلها دار بلاء وعبر إنما يدخل في طور أمر عيشها حتما مشوب بكدر حدثتني عن نكايات البشر كيف ثل العرش والمجـــد اندثر… ويستمر يتذكر ذلك التاريخ الأغر في نبرة متسائلة موجوءة بسب النكابات، والأماني الكاذبة في أوهام» الهيئات والمؤتمرات»، ثم يبين أن الحق لن يعود إلا بالجهاد: والأماني مع هذا جمة نطلب الغول وعنقا مغرب إنما نحن وما نطلبه كل ما نأتي به الآن هرا فلعمري ما انتضته أمة إرفعوا البند فحتام الونى وارتكوا الدنيا ظلاماً حالكا ما حيــــاة الــــمرء إلا عــــزة كل يوم هيئة أو مؤتمر يالقومي من أحاديث السمر مثل من يطلب ماء في سقر مالنا عن طاعة السيف مفر أعذرت من غيره إلا أبر واشهروا السيف فحتام الخور وانصفونا من حثالات البشر فتقـــدم للمعالي أو فــــــذر.. إلخ ومن الشعراء الذين نبضت قلوبهم بجراح الأمة، واحتلال أرضها في فلسطين، وجعلها موطناً لليهود «عبدالرحمن منصور»، وله قصيدة طويلة يصف فيها الشاعر ألمه ويتنهض همة الأمة وهي بعنوان «أنين»، يقول فيها(20) : سكت الهزار وغاب صوت الشــادي والطيــر لاهيــة عــــن الإنشــاد ثم يقول: والمجــد لا يرضيــه إلا غضبـــــة تودي بكـــل معاند ومعادي.. إلـخ ومن أبرز الشعراء الكبار في العصر الحديث من ذوي الإنتاج الغزير.. الذي استأثر أكثره بالتعبير عن هموم الأمة، وما تعانيه من كوارث ونكبات، وبخاصة قضيتها الفلسطينية الشاعر «حسن عبدالله القرشي»، الذي خصص لها خمسة دواوين شعرية هي: (21) «لن يضيع الغد»، و«نداء الدماء»، و«فلسطين وكبرياء الجرح»، وقد أهدى ديوانه هذا»(22) إلى الفدائي العربي الذي صنع من الجرح المقدس وسام بطولة حمراء(23)، و«عندما يترجل الفرسان»، و«عندجما تحترق القناديل». وفي ديوان « صوّر في إحدى قصائده «واقع اللاجئين في فلسطين وراء جدران العدو الغاصب لأرضهم وهم يمدون أيديهم بانكسار إلى لجان الغوث والعالم متشاغل عن أبعاد مشكلتهم»(24) ، وجاء فيها(25) : جياع… جياع وكانت لهم فوق تلك البقاع وهـــاهم أولا بتلـــــك الربـــى هنالك قومي بتلك الربى على ذروات الأماني ضياع وراء جــــدار الأســـــى متعبون جمــوع جمــــوع.. جياع.. جيــاع ثم يقول: وقالـــوا لهــــم : أنتم اللاجئــون تعيشـــون فــوق الثــرى ملجمين تمدون – للغوث – كف الهــوان.. إلخ ثم يقول في أسى وحسرة وحزن عميق للواقع المأساوي: ألا رحمتاه لطفل صغير! أطل وليل الأسى مسدل ألا رحمتاه لشيخ كبير وأعمى يسير ولا من يعود وألا رحمتاه لهذا الشباب يعيش بمأساة داء عضال فقـــدّم شبابـــــــك للذابحـــين غذته يد اليتم ثديا كسير وهل وسهم الغنى مرسل تردى من الثكل ثوب الأجير وخود تشب بعمر الورود سقته الحياة كؤوس العذاب وقيل له: أنت رب النضال! وإلا فعـــش فــــي ظــلام مهين ثم يوجه نقداً قاسياً للواقع العربي.. وبعده يتوجه إلى الأمة داعياً إلى الكفاح: بني العرب هبّوا فمنكم (صلاح) ألا تسمعون زئيـــر الــوحــوش؟! ومعتصم و(مثني) الكفاح ألا تبصـــرون كهـــوف الجيـــاع يعيشــون دون قرى أو متاع(26) وقد أهدى الشاعر ديوانه «لن يضيع الغد» إلى «أول شهيد عربي سقط في معركة فلسطين»(27)، وضمنه ثمانياً وعشرين قصيدة، منها قصيدة طويلة بعنوان «يا أخي» يعبر فيها عن آفاق النصر وآمال المستقبل رغم أبعاد النكبة وجور العدو،يقول فيها(28) : يا أخي مهما عتا الجور وراعتني خطوبي يا أخي مهما تمزقنا بيأس أو لغرب رغم (صهيون) ينادي كل حل مستجيب يا أخي مهما تمشّى الغدر في كل الدروب يا أخي رغم المآسي رغم تيار الكروب ناشراً فوق بلادي لعبـــة الماضي القريب سوف ألقاك وتلقاني على (تل أبيب) وفي ديوانه «زخارف فوق أطلال عصر المجون» هموم القضايا العربية وبخاصة القضية الفلسطينية، وهو في قصيدته «رحلة الدم الأصفر» يقدم صوراً لهذا الهم يرتسم على الوجوه الكئيبة المصفرّة، ويقول(29) : العرض الأرجواني والــــــــزمان الجبــــــــــان أصفر كاد من رحلة اللامكان والصعاليك في سحبــــات الدخـان فـي ظلال الأباطيل في ضجة المهرجان ثم يقول عن الواقع المر: طيوف الصبايا الحسان غرقت في بقايا الدنان كـــم تسامت علـى شرفات الأوان والمرايا التي أزهرت بالجمان والخيل التي صهلت في الرهان وانتشى مــن حوافــرها العنفــوان سقطـت فــي حبائله الأفعـــوان(30) وحين ننتقل إلى شاعر آخر هو «عبدالسلام هاشم حافظ» نجده يخصص ديواناً كاملاً للحديث عن قضية فلسطين وهو ديوانه «أغنيات الدم والسلام»(31) . الذي اشتمل على (21) واحد وعشرين نصاً شعريا(32) ، ويقول الشاعر عنه: «فإن أولها كان نتيجة ما أصاب المشاعر من ألم وضيم بعد النكسة التي هزت الضمير الإنساني بالاحتلال اليهودي للقدس الشريف وما جاوره من أرض عربية»(33) ، ويقول أيضاً: «.. ومن الجرح الدامي في فلسطين.. كانت كلمات هذا الديوان «أغنيات الدم والسلام»: «نار الكلمة ليست أقل من رصاصة في قلب العدو.. «نار الكلمة بوح الحياة الحقة مع أشقاء يكافحون على خط النار وفي داخل الأراضي المغتصبة.. فإلى فلسطين.. وإلى هؤلا الأشقاء المجابهين للعدو.. تحية الشعر والروح..من كلمة مؤمنة.. ونار تلتهب حتى يوم الخلاص.. يوم النصر إن شاء الله..»(34). وفي قصيدته الطويلة «غضبة الثأر»(35) . يعبر عن مدى الغضب الذي يجتاح نفس الشاعر، ونفس كل مسلم وعربي تجاه الأعمال الصهيونية الإجرامية ضد المسلمين في فلسطين والشام ومصر فرفع عقيرته يقول: يوم له الروح والأعمار تبتذل إنا أردناه تفجيراً لثورتنا الحـرب للحــــــق تقديس لغايتنا يوم لتاريخنا المشهود يشتعل على الغزاة، وقد طالت بنا السبل تزول (صهيون) والإجرام والعلــــل ثم يقول: هبت علينا تهاويلا قنابلهم في الشام في مصر دكوا من معاقلنا لا يالصوص الحمى.. حكامنا انتبهوا لا.. ليس تهزمنا نار وأسلحة الغضبة اليوم تأتيكم مزمجرة فكلنا وحدة في الحق يجمعنا وجولة النصر حتما سوف نكسبهـــا بالقدس، والمسجد الأقصى به نزلوا ظنوا بغدرهم يبقى لهم أمل شعوبنا هدرت: لن ينحني البطل لن ترهبونا وفي أعراقنا شعل من لعنة الله.. ترديكم بها النصل دين الهدى، ولنا الأمجاد والمثل بالحـزم والعزم.. لن تهدا لنا مقل..إلخ والشاعر عبدالله بن إدريس ينفعل بسقوط تل الزعتر(36) ، فيتضمن ديوانه قصيدة بعنوان «سقوط تل الزعتر»، بلغت واحداً وثلاثين بيتاً يصف فيها حقد الصهاينة وتواطؤ أشياعهم تجاه العرب والمسلمين: (شمشون) يا (لعنة) دارت على الدار يا قطعة من ظلام الحقد ما ائتلقت يا من يعيش على ذحل ومـوجــدة وأوغلت تتحدى كل إعصار فيها الشموس ولم تشرق بأنوار لكــل ماهو إسلاميّ بــإصرار…. ثم يتحدث عن حرب الصليب التي مازالت تعمي البصائر، ويذكيها قساوسة الغرب، وأن اليهود ليسوا سوى مخلب لأسيادهم.. الذين سبق لهم أن غزوا دار الإسلام.. ليحطموا عزة الإسلام لو يستطعيون.. ولكن الله لا يرضى لشرعته أن تستباح.. ثم يدعو إلى الجهاد تحت راية القرآن فهي راية النصر الوحيدة: لو قاتلوكم على القرآن لا ندحرت فليس يغلب حزب الله من بشر ونصره للجهاد الحق منتظر فلتصدقوا الله يا أبناء ملتنا لا ترفعوا من شعار غير مصحفكم فلا شعار «يميــن» ســوف يسعدكم جيوشكم خببا من صوت إنذار أن يصدقوا الله في جهر وإسرار ووعده بعد إعسار بـإيسار حتى تعودوا بـإكليل من الغار فما عداه أضاليل لفجار ولا«يسار» يزيح أي إعسار..إلـــخ وهناك قصائد أخرى للشاعر في ديوانه (في زورقي) أشار فيها إلى القضية الفلسطينية كما نجد في قصائده: «يوم النفير نشيد المعركة»، ص 83، و«واخجلتاه»، ص 87، و«بشراك يا قدس»، ص 113. وفي ديوان «مطلع الفجر» للشاعر إبراهيم فودة نجد له قصيدتين إحداهما بعنوان «فلسطين» قالها في بداية حوادث فلسطين(37) ، تعكس ما في نفسه من ألم وأسى على واقع الأمة وما تعانيه فلسطين من داء أليم محذراً من أطماع الأعداء وداعياً إلى الاتحاد والانطلاق، وقصيدته الأخرى بعنوان «لا يحقن الدم إلا الدم»(38) . قالها بمناسبة حوادث فلسطين عام 1367هـ، ومطلعها: الله يشهـــد والتـــاريخ والكتــب ما يفعل المسلمون اليــوم والعــرب وفي «الأعمال الشعرية الكاملة» للشاعر محمد هاشم رشيد، نجد قسماً خاصاً تحت عنوان «في لهيب المعركة» يحتوي خمس قصائد، تتناول القضية الفلسطينية، وهي: 1ـ صوت من الماضي، ومطلعها(39) : في كل شبر من بلادي صــــوت يـــــرن بمسمعـــــي فوق الجبال وفي الوهاد ويقول: حي علــــى الجهــــــاد ثم يقول في آخرها: ويرن في أذني الصدى (القدس) تنهشها الوحو فتعود تعصف في دمي فأصيح: يا أرض القدا سنعود رغم الغاصبيــ سنعـــــــود فانتظــــــري بنيــ متصرفاً مستنجدا ش وتسبيح المسجدا روح البطولة والفدا سة والشهامة والإبا ـن ورغم تجار الفنا ـــك المخلصيـــــن الأوفيــــــا 2- وفي قصيدته «أحزان ليلة العيد»(40) ، لا يستطيب الأفراح والغناء، بل يستنكر ذلك في ظل مأساة مسرى الرسول(صلى الله عليه وسلم): ولماذا الغناء والليل داج أنغني والجرح ينزف والعار وبمسرى الرسول يجثم مسخ حفنة من شراذم التيه قرت والبطــــولات لــم تعد غير ذكرى مكفهر.. والفجر ضل سناه؟ ثقيل.. به تنوء الجباه؟ أنكرت أرضنا الطهور خطاه؟ في بلادي.. وأهلها الصيد تاهوا حلـم بــدّد الزمــان رؤاه.. إلـــخ 3- وفي قصيدة «الجناح المهيض» يتحدث عن وجه آخر للمأساة الفلسطينية، ممثلاً في مشردة حزينة يقول عنها: أطلـــــت وفـــــي ناظريها نداء حزيـــن يجلجـــل فــي أضلعي.. ثم يقول: مشردة جرعتها الليالي فســـارت مكبلـــة بالقيــــــود كؤوساً يعربد فيها الشقاء علـى الشوك.. تنشد بعض العزاء..إلخ 4- وفي قصيدة «أنا وابني والعيد»(41) ، صور أخرى لأحزان المأساة، وآلامها. 5- وفي قصيدة: «انطلقي» يوجه شعره إلى «وحدات جيشنا المظفر بمناسبة الاستعراض الذي قامت به عام 1378هـ بالرياض»(42) ، وفيها يقول: فامض.. يا رمز الآمال لتـــصون حمى الوطـــن الغالـــي بمعداتك للأهوال فالسلــــــم خـــرافة دجــــال 6- كما أنه في قصيدته «المصاب الأليم»(43) التي قالها في رثاء الملك فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله الذي لقى ربه يوم الثلاثاء 13/3/1395هـ، كانت القدس حاضرة في هذا الرثاء، ولا تزال ترقب الفجر من رياض الخير: وعلى (القدس) وقفة من شموخ فهـــي لما تزل، وإن آدها الجــــو ترقب الفجر،من هنا من رياض الخيـ وتحد، للزعزع النكباء وأودت، بهـــــا عــوادي الفنــاء رمن (خالد) السني والسناء.. إلـــخ ولابد أن نتوقف عند شاعر كبير انفعل بعمق بالحدث الفلسطيني وتجاوبت روحه ولغته مع هذا الانفعال بالكثير من الشعر والكثير من الدواوين، صدى لمشاعر فياضة بالأسى والحزن والمرارة على معاناة الشعب الفلسطيني المجاهد، ذلك هو الشاعر سعد بن عبدالرحمن البواردي الذي خصّص ديواناً كاملاً للقضية الفلسطينية، وهو ديوان «صفارة الإنذار»(44) ، وهو عنوان إحدى قصائده، التي جاءت على هامش النكسة عام 1967م، ويقول فيها معبراً عن غضبه(45) . لابد يا دخيل من نشور لابد من حساب لابد من جزاء لابـــــــد مــــــــــن زلزلال من صيحة في عمقها الدنيا تدور لابد من عقاب لابد أن يهب الجاثمون على التراب يحـــــطـــم الأنــــــــــــذال يــرسل علــى التاريخ رايات النضال ويجسد الشاعر معاناة الفلسطينيين في قصيدة طويلة بعنوان «شريط الصخرة»، مفعمة بالألم والمرارة: صخر كبير وحمامة جرحى تئن وتستجير وخراف أثقلها الظما من أن تسير ومقيّد في خطوة يزهو به المنفى الكبير بين الصخور… وملامح من عمر أموات تضيق به الصدور وبكاء طفل.. ويستجير، ولا مجير… يموج فيه لظى السعير لا بـــرق بهــــــــا لكــن هديـــــر وغراب بين لا يطير وهدير عاصفة لها معنى النذير وأنين قيثار تحطّم شدوه بين القبور.. ونشيج أرملة يناهز عمرها عمر النسور آه كم يبكي الصغير.. والجو في حرق اللهيب وغمامة في الجو ورؤى الأبـــالسة العتــــاة.. إلـــخ(46) ويسألم الشاعر الكلام عن القضية، وحرب الكلام، فإنه لن يعيد الأرض السليبة، ويدعو إلى حرب الجهاد التي سار في طريقها عقبة بن نافع وقبله خالد بن الوليد: ما أعاد الكلام أرضاً سليبة ألف ألف من الملاحم ماذا؟ تسكب الدمع تندب الجرح مهلا تنتهي بالوعود طوراً.. وأخرى قد حسمنا الصراع حرفاً وصهيون من شتات الشعوب جاؤوا على ظلم لوثـــوا بالدماء قــدسية القـــدس سائلوا في القصيد دنيا العروبه ألف ألف على الصحاف البليده إن جرح الجراح نز صديده بوعيد والوعد يلهي وعيده بميراجه يقد حدوده ليستترفوا ربانا الخصيبه وســـــاموا هلالــــــه وصليبـه ثم يقول: ما أرى عقبة يباهي بعقباه إن حرب الكلام لا تسمح الجرح قــد شبعنا شعراً.. شبعنـــا نشيــدا ولا ابن الوليد حيا وليده أرونا شواظه ورعوده أفــرغ الشــرق شعره ونشيـــده.. ثم يقول: إن صوت الرصاص في ساعة الحسـم لأجدى من خطبـة وقصيــــدة(47) ومن قصائد ديوانه «أمجاد ولا أمجاد»، قصيدة بعنوان: «يا صلاح الدين»، يقول فيها: يا.. صلاح الدين.. هل أنت معي؟! لم يعد للبحر موج هادر إنها الأحزان تقتات الحمى يا صلاح الدين.. ماذا بيدي؟ يا صلاح الدين ماذا بيدي؟ أبصر الأيام حبلى بالأسى أبصر الأقدام زحفاً لاهثا إن أرضاً حررتها يا صلاح الدين إن عرضاً حميته يستباح اليوم السـواد الرهيـــب جلـــّل تاريخي يا صلاح الدين ماذا عن غدي؟ قد رضعت الثدي.. جفت شفتي فأنا شيء رديء هازل.. يا صلاح الدين القوم نيام كروان الصبح داع للرّجي! دارنــــا تسألنا عـــــن جارنـــا أنا في ذكراك أحصي أدمعي شطت الشطآن في دنيا «الدّعي» إنها ترعاه.. يا بؤس الرعي شطرت شطران.. فانشل السعي لن أقول اليأس.. بل آلام ثائر أبصر الإذلال يقتات الضمائر عاجزاً.. مستسلم الخطوة. عاثر عادت لرقّها من جديد! عن ذلةّ.. برجس يهودي وأخنى على يدي بالقيود شل إنساني.. وما شُلّت يدي وتداعت في أساها كبدي جئت مشدوداً إلى عمر ردي استوى فهما حمام وحمام وغيوم الغم غيث وغمام وغـــداً عن دارنا يأتي الكـــــلام وفي آخر ما قاله الشاعر بعد وصول «شارون» إلى السلطة قصيدة بعنوان «أواه ياقدس»(48) ، وكتب في مقدمتها: وجاء «شارون»، بلاءاته.. لا قدس لا عودة للاجئين.. لا إزالة للمستعمرات. لا لإعادة الأرض.. ماذا بعد؟؟». وهي قصيدة مفعمة بألم المعاناة، موّارة بالغضب الشديد، ولكن الأمل في إشراقة الصبح لا يغيب عنها كما جاء في آخر القصيدة التي يقول فيها: لا نخوة في دمي تجري ولا غضب جوعاً فما علّني ثدي ولا رطب تلفه في رداه الأسود النوب يلفنا التيه. يستشري بنا التعب كأننا لم نكن أحفاد من ذهبوا أن ننبش العش. أن يجتاحه عطب وقيسها عن حمى ليلاه مرتعب وهان فينا الإبا واستؤصل الحسب من حول لحيتنا بالموس يقترب النار صهيون.. والمستضعف الحطب وصاحب البيت وسط البيت مغترب إن لم تفيقوا نفقتم أيها العرب فينا يرجّع ما توحي به الحقب؟! مالي؟ أخنت أنا؟ أم خانني النسب؟! يا ويح من كان سقطا عافه اللهبُ من ذا يجيب؟! أباة الأمس قد طلبوا وأجهد الخطو فينا الذل والتعب؟! وما بنا في الذي يغتالنا سبب؟! والموت في حقنا عار ومنقلب عدنا صغاراً ولو في وجهنا شنب لا يدرأ الخطب لا صمت ولا خطب من حقل أشواك ما تلقين أحتطب شُدّت إلى القيدواستشرى بهاالغضب وليدة.. تمتطي ركب الإبا.. تثب يشدو.. ويهتف من أعماقه طرب وصخرة القـدس والساحـات والقبب يا قدس إني كطفل اليتم انتحب ثدي العروبة يسقيني ويطعمني فأنت يا قدس لا أهل ولا وطن على صدى المسجد الباكي وصخرته عليه أرست بلا شط قواربنا جيش الأفاعي بنى عشاً وأعجزنا في كل واد لنا «ليلى» قد افترست ماذا تبقّى وقد ماتت ضمائرنا؟ «القدس» قد حلقت قسراً وحالقها كأنما نحن أخشاب مسندة سطا الغريب على قدسي فدنسها يسرى تشجّ يميناً لا أبا لكمو! يا صرخة الأمس من حطين أي فم علا هاتف صلاح الدين هب أبي أكان ناراً؟.. رماداً كنت يا وجعي؟! أواه يا قدس لا حس ولا خبرُ ماذا أقول لهم.. بيعت كرامتنا؟! ماذا أقول ؟ أضعنا القدس كيف بنا؟! الصمت في حقنا موت نغالبه ضعنا، وقد ضاعت الأقداس من يدنا جهادنا ليس إجهاداً نلوذ به!! أوّاه يا قدس إني في رباك فتى صبرا على الضيم يا قدسي لرب يد مدّت إلى قيدها في الأسر ألف يد كي يشرق الصبح وضاء.. وكل فم وحوله المسجد الأقصى. وحائطـــه ومن أبرز شعراء نجد الذين أظهروا عاطفة مشبوبة ونفساً طويلاً في التعبير عن الهم العام للأمة الشاعر إبراهيم الدامغ(49) ، ونجد في ديوانه «شرارة الثأر»(50) ، أربع قصائد طويلة عن القضية الفلسطينية، تنبض بقوة العاطفة، وهيجان الشعور.. 1ـ في قصيدته الأولى «في موكب الحرية» التي بلغت (64) بيتاً يقدمها بقوله: «مازالت مواكب أبطالنا الخالدين تتعانق في أتون المعركة لتقرير مصير الأمة بكفاحها الخالد» يقول في مطلعها(51) : وفم الخلود عزيمة وإباء لبنــي المســيخ هزيمـة وبــــــلاء عرس البقاء عقيدة وفداء ومواكب التــحرير فـــي إشراقــها ثم يقول: سيف القضاء تضمه الهيجاء عـــــزم أبيُّ صـــادق ومضـــاء فلسوف تلقى من بني آبائنا ولســوف نثأر يا دعــــيُّ لأمسنـا ثم يقول مؤكداً قداسة المعركة: يطوي فتشهد زحفه البيداء كالبحــــر يرهــب لجّـــة الأعداء يا قائد الزحف المقدس باسمه كالنــــــور يطمس كل ظلم دامس ثم يقول في ختامها: وانعم بأرضك فالسلام لقاء فلقد ثوت في مهدها الرعناء زمراً يجلّل رُعبها الأدجاء بالأنـــس فهـــــــو تحية عصماء هذي فلسطين الحبيبة فابتسم والثم ترابك في حنوّ باسِمٍ وجلت فلول النازحين بعارها عد بالســـلام فكـــل قلـب غارق واهنا: عطشـــت فأحيــا روضها العظماء بعـــرســـك فالـــوجود خميلــة 2- وبلغت قصيدته «أحلام الغزاة»، ثلاثين بيتاً، ويستهلها بنداء فتح:(52) ياشعلة الأمل المجنح في ربى الوطن الصريح عمـــان فـــي القــــــدس الذبيح.. إلخ يافتح ياقسم الأباة وثورة الأسد الجريح يــــا مـــوكب الأحـــــــرار فــــي 3- ويقدم قصيدته «السلم المزيف» بقولـه»: «سراة الحاضنين لدويلة إسرائيل والمغرمين بعهرها يتشدقون بالسلم ممالأة ومماطلة، وهم يعدون العدة لإلقاحها من جديد «مُديناً بذلك التواطؤ الغربي والتعامي العالمي، مستنكراً هذا السلم المزيف المخادع، ويقول(53) : وحُلماً وعرقي لاهب يتفكر؟ ترى أم يدور الفلك والفلك أقدر؟ وصمنا على الإفلاس والويل ينذر وننذر أســــلاب العـــدو فنقهــر أسلماً وأرضي جبهة تتعفر أفي كل يوم نكبة وهزيمة شربنا بكأس الذل حتى تصدعت نــــداعب آمـــال الحيـــاة بموتنا ثم ينادي بني قومه مستثيراً حميتهم: ورووا سلاح النصر للثأئر تُنصروا ولكـــن كـــــرامات وبدر وخيبر أزيحوا بني قومي عن الحق سركم فــــلا ينصف الأعداء منا كرامـــة ويبين أن عدة النصر هو إيمان وعدة: فجرح غد للزحف سهم وخنجر وفي راحتيك العود ينمو ويزهر يروّي ضرام الثأر، الله أكبر.. إلــــخ فيا موكب الأحداث لا ننتظر غداً تململْ فأنت اليوم للنصر موعد أصخ للنداء الحرّ يـا مطلع العُــــلا 4- وفي قصيدته «سنعود»(54) التي تشبه الملحمة في طولها، يعبر عن إيمانه القوي الواثق بالعودة، فيناحي الوطن والأم بهذا الإيمان، ويقدمها بقوله: «خلف الأسوار التي ستنتصر الحقيقة من ورائها، تنطلق هذه المناجاة الحاشدة للوطن الأم.. «إنها أنشودة للعودة والنصر وهو يبدأها هكذا: أمــــــاه ليتــــك تبصريـــــن أمــــــاه ليتــــك تسمعيـــــن ثم يقول متحفزاً للجهاد: ثـــــــــورة لا تستكيــــــــن وجـــــه الطغـــــاة النازحيـــن يا ويلهم فدم الضحايا سنحطــــم الأغــــــلال فــــي ثم يقول مبيناً طريق النصر: والفتح المبين العــــداة الهاربين… إلــــــــخ فمسيرنا للنور والإيمان سنخــــوضها رغـــم الصهاينـــة وفي ديوان «الروض الملتهب» للشاعر «أحمد سالم باعطب»(55) ، صورة لحياة الخِيام التي تعبر عن واقع الإنسان الفلسطيني، بكل ما يغيض به هذا الواقع من الألم والمعاناة، وهو يرسم هذه الصورة من خلال نداء مفعم بمشاعر الأسى والحسرة، يوجهه إلى أخته المرأة الفلسطينية في تلك الخيام(56) . فالداء في أرسانها يسري بجرثوم الشقاء فالريح عاتية وقد نفروا لها كبش الفداء شربوا الدموع من الأسى، لبسواالجراح من الشجن عبث بهم أيدي الكراهة بالدسائس والفتن واحسرتا إن ضاع أو أمسى حديثاً بعدعين أين الخلاص من الهوان إذا استكان الشعب أين؟ أختاه لم تعد الخيام اليوم حصن الأوفياء هبي اقلعيها قبل أن يغتالها حقد الشتاء أختاه ما طعم الحياة لتائهين بلا وطن أكلوا من الألم الضياع وحالفوا سود المحن أختاه هذا قدسنا المرزوء أولى القبلتين ظـــــلّ هــذا الشعـــب مكتوف اليديـــــن ثم يبين الشاعر أن لا خلاص من هذا الواقع، ولا أمل في العودة إلى الأرض السليبة إلا بالحرب، فهي نور الطريق ونار تحرق الأعداء: ونظل نصدح بالمنى ونناشد الدول الكبار فلنشعل الحرب الضـروس فإنها نور ونار أختاه هل نحياعلى أمل الرجوع إلى الديار لا لا وربـــك ذاك عار للعروبة أي عار والشاعر السعودي، وهو يعبر عن مشاعر مفعمة بالحزن والأسى والألم، يدرك أن السبيل للخلاص من هذا الهون والاستسلام إنما يكون بالسير في طريق هدي الله تحت راية الجهاد كما نجد في شعر محمد الشبل الذي يقول(57) : يمران في ليلة مظلمة؟ يمران والقدس مستلمة؟ يريق على كل أرض دمه يمزّق في أفقنا أنجمه بكف من النار مستلئمه حياة من الويل مسترحمه أسادير أيامك المعتمة نرى فيه عزلتنا المرغمه؟ وراح إلى القيد مَنْ حطمه من الشعر من شئت أن تلهمه وتمتص في ذلة علقمه وتجتاحنا الفئة المجرمه ونمشي عليها بلا مكرمه! يكون هدى الله فيها سمه من الله خفاقة مبرمه ويلـــــهب طاقتــــها المحجمـــه أعيدان يا أمتي المسلمة أعيدان يا وصمة في الجبين يمران والجرح لما يزل وليل الهوان الطويل الطويل وفي كل باب تدق الخطوب وفي كل شبر تسح الدموع ألا أيها العيد هل أبرقت وهل لاح في الأفق صبح جميل وهل زال كابوس ذاك الظلام ألا أيها العيد يأملها أحقاً سنقتات هذا السراب ونجترّ ليل الأسى صاغرين ونبقى الأذلاء في أرضنا ألا ليتها صيحة حرّة تقود الفيالق في راية فينطلـــق الـــدين يزكـي النفوس وفي ديوان الشاعر الكبير «حسين علي حسن عرب» رحمه الله، نقرأ شعراً فيه حماسة وغيرة وطنية على الأمة وديارها(58) ، وفي «المجموعة الكاملة لشعره»(59) ، تحظى فلسطين بثمان قصائد هي(60) : (الحرب المقدسة، ضلال صهيون، القدس (النكبة) حزيران 1967م، كامب ديفيد، سفر الخروج، جنكيز، ابنة التاريخ). وفي قصيدته «الحرب المقدسة»، يخاطب مسرى الرسول(ص) (61) : جئناإليك، وبأسنا المرهوب من بأس الحديد ونجـــدد (اليرموك) ثانية، بآيات الخلــود لبيك يا (مسرى النبي) ويا ميادين الجدود سنثيرها شعواء، تعصف بالقديم وبالجديــد ثم يقول: الله أكبر هذه الأبطال، تبسم للكفاح (صهيون) يالهب الجحيم،ليهنكم طعن الرماح الله أكبر، هذه الأعلام، تخفق كالصباح الله أكبر هـــذه الآمــال، تؤذن بالنجــاح ثم يقول عن وعد (بلفور) الغادر بأنه الوعيد للمجرمين: ليست بلاد العرب مأوى للطريد وللشريد حيث لم ترع العهود فاقــضـــــاء بــــــما يريـــــــد (بلفور) وعدك لليهود المجرمين، هو الوعيد أوردتهم حتف المذلة وإذا أراد الـلــــــــــه أمــــــــراً وفي قصيدة أخرى يستنكر الشاعر (وعد بلفور)المشؤوم ويدعو للكفاح في قوله(62) : فاجعلوا الوعد وعيداً أجهراً عاصف الجدّ به فاستدمرا وأعيدوها عليه مطراً واعصفوا فيها ريــــاحاً صــرصـراً جار بلفور بوعد جاهر إن إسرائيل وهم داعر أمطروا (صهيون) جمراً ولظى فجــــــروا البركان فـــي أركانها ثم يخاطب فلسطين مواسياً ومؤازراً: من فؤاد كم بكى حتى انبرى ثورة تشعل حتى الحجرا يلهب الغاصب والمستكبرا أخبث الناس جميعاً عنصرا والبدور الحور باتت في العرا فيهـــــم (النابلم) ترمـــــي شررا يا فلسطين سلاماً وأسى من شعوب شفّها الوجد إلى تنشد الحرب ضراماً دائباً مسجد الصخرة قد عاثت به والقصور النظر أمست بلقعا مـــادت الأرض بهــــم وانفجرت وفي قصيدة «ضلال صهيون»(63) يدين (عصبة الأمن) (64) : واستبهم الأمر، بين الجد واللعب وعوده طبعت بالزيف والكـــذب؟؟ يا (عصبة الأمن) ضاع الأمر بينكمو ماذا تقولون، فـــي إسراف محتكِــمٍ يدين وفي قصيدة طويلة جدا عن النكبة عام 1967م معبرة عن مشاعر الألم والحسرة(65) مجلس الأمن: أنــــت لا تحســن إلا الهـــــذرا «مجلـــس الأمن» كفـــانا هــذراً ويرى فيه الظلم: ورأينا للمآسي صورا وشهدنا البغــي، يعشـــي البصــرا قد رأينا فيك للظلم صوى وشهدنـــا الحــق، يخبــو نـــوره ثم ينادي «فلسطين» في أسى وحسرة: من فؤاد كم بكى حتى انبرا حجب الدمع عليها النظرا بك، حتى لو يواريها الثرى.. إلــــخ يا فلسطين سلاماً وأسى من عيون أصبحت دامعة مـــن قلــوب لـم تزل خفاقــــة ثم يقول: ينبت الزرع، ويرعى الثمرا وجرت أدمعنا، فيما جرى أخبث الناس جميعاً عنصراً والبدور الحور باتت في العرا يتلاحقن أماماً وورا بالصواريخ عليهم شررا وشهدنا الزهر جمراً أقمرا وبكت، مما جرى (أم القرى) قلبه، وانساب منها خيّراً قـــد توالـــت فـي رباها زمــراً.. (يا ربوع القدس) حياك الحيا كذبت أسماعنا، ما سمعت مسجد الصخرة قدعاث به والقصور النضر أمست بلقعا والصبايا، نافرات كالظبا مادت الأرض بهم وانفجرت فشهدنا الورد جرحاً دامياً (طيبة الغراء) أنّت حزناً أخوات ضمها الوحي إلى والنبـــوات، علــــى أفيأنهـــــا وعن الإسراء والمعراج يقول: كشعاع لاح، ثم انتشرا وأتى المسجد عبداً أطهرا أمهم، فاستبشروا، واستبشرا عاد – قدساً أبدياً – مسفراً هنأت محرابه والمنبرا يسبق الريح، ويغشى الدررا يحمل المختار، من خير الورى.. إلـخ جلّ من أسرى بِطه في الدجى غادر المسجد عبداً طاهراً النبيون قياماً خلفه في صلاة ، تحسب الكون بها صخرة المسجد من فرحتها والبراق اجتاز أجواء المدى السمـــــــوات تفتّحـــن لــــه وأما (الفدائي) فيراه الشاعر: أن يرى الذل ويرضى الضجرا وقذى، يدفعه أن ينكـــرا.. إلـــخ (الفدائي) فتى ما رابه أنكـــر العيش هـــوانــا، وهـوى وفي قصيدة (كامب ديفيد) (66) يتحدث الشاعر عن قصة القدس، قصة الدموع والأحزان: ـون إذا ما استهل الأذان س بناء مشيّد الأركان ـزّ، ومجد موطّد العنفوان غير بعض من شامخ البنيان في جحيم يفــــور كالبركان.. إلــخ كان في القدس مسلمون يصلـ وفلسطين كلها من حمى القد ذات ماض من المهابة والعــ أهلها أهلنا، وما نحن منها طوّقتهــــا الــــمؤامرات فبــاتت وتأتي قصيدته «سفر الخروج»(67) . بمناسبة خروج الفلسطينيين من طرابلس ويبدأها هكذا: عيــــن، ولا عـــزّى بمأتمكم فم.. كم تخرجون؟ وما بكت لخروجكــم ثم يقول: أرباضها، وقصورها تّهدّم والنور أغفى والظلام يخيم ممــا تعانـــي والمنائر ترزم.. إلــخ القدس واللّنبي تدوس جيوشه والروّض صوّح، والطيور تناوحت والمسجد الأقصى تئــــــن قبابــه ثم يقول: متهـــوّد ويـــذلّ فيهـــا المسلــم ويســود فـــي أرض القداسة مجرم وفي قصيدته «جنكيز»(68) ينتقد الواقع المرير الذي تعيشه الأمة في فرقة وهوان: غابا، فلا كلم، ولا كلم والفجر، تحجب نوره السدم وغدت بنو مخزوم، تنخزم أهواؤها، بهواه تلتزم فيـــه الحقوق، وسالــــت التهــم السيدان، السيف والقلم والليل طال وكله ألم فلقد تهشم هاشم بدداً وأطل جنكيز بشرذمة دستــــورها (التلمود) كم سفحــت و.. بمعن الشاعر في نقده اللاذع: فالأرض لحم والصخور دم ويذوب في أجسادنا الألم للضرب، كيف تحسه الرقم فينـا وأنـــت الطامع النهم.. إلـــخ جنكيز ما إن عروقنا جمدت اضرب فإن الضرب يعشقنا اضرب فما عدنا نمس أذى اضـــرب فمــــا للثـــأر من أثر ولكن الشاعر رغم هذا الواقع المر، لا تغيب عن حسه إشراقه الأمل ونشوة الفتح تتراءى له في «ابنة التاريخ»(69) ، وهو عنوان قصيدته عن «سناء المحيدلي» تلك الفتاة التي فجرت عبوة نافسة في جنود العدو ونالت منهم ثم استشهدت: وارسميه، من شظايا الغضب يمضـــغ الأقــوال باســـم العـرب اكتبي تاريخنا باللهب واتـــركي كــــــل جبان غــادر ثم يقول: نشوة الفتح وومض الغلب… إلـــخ يـــا ابنة التــــاريخ، فــي إشراقه وفي قصيدة الشاعر التي يوجهها إلى (سلطان الفضاء) (70) ومطلعها(71) : كيف الشمــوس تسير والأقمــار؟ حلق بأجــواء الفضاء، وقـل لـــنا لا ينسى الشاعر أن يسأله عن القدس الذبيحة: يعثــو علــى جنباتـــها الكفــار؟ أرأيـــت أرض القدس وهي ذبيحة ثم يقول: بعهوده يتواثق الأبرار للحق إن كذب الدعاة وجاروا مهما تفاقم حولها الأشرار ولأهلـــنا أهل بــها وديـــار.. إلخ فاقرأ على الناس السلام بأنه وانقل إلى (ريحان) منا دعوة بلّغه أن القدس لا نسخوا بها بلّغـــه أنّ ربــــى فلسطيــن لنـا وفي ديوان الشاعر السعودي إبراهيم العلاف(72) نجد قصيدتين عن القضية الفلسطينية، إحداهما «رزء العروبة»(73) ، ومما جاء فيها: نار الحمية، لم تقعد بها الريب طي السلاح، بها الصحراء تضطرب عود الرضاع وما إن هالهــا الطلب.. لله در صناديد بها اضطرمت صاحت (فلسطين) واذلاه فاندفعت هفـت إلى الروع في شوق الفطيم إلى ثم يقول: أرواحهم، وسواهم في لظى حصب ثغــور مــدح لما تــم الــذي يجب في جنة الخلد موتاكم منعمة ولــو أطقت زهور الخلد أنظمـــها والقصيدة الثانية بعنوان «نشيد فلسطين»(74) : اصدقوا العهد الوفيا واسلكو نهجا قويا ننقذ القدس الأبيا عاصفاً، يسري عتيا نـــــــمــــلأ الدنيـــا دويــــا يا رجال العرب هيا وأعدوا ما استطعتم قسما بالله: أنا إن حول النقب ثاراً وغـــداً بالنـــصر نــــزهـــــو ويتواصل تيار الإحساس القوي بقضية فلسطين في مسار الشعر السعودي وفي مسيرة الشعراء السعوديين لينتظم حضوره الواضح في إنتاجهم الشعري تعبيراً عن وقع المأساة على وجدانهم وبروزه حياً في نبضهم الشعري، بحيث لا يتخلف هذا الحضور لدى شاعر أو يكاد. فالشاعر الأمير عبدالله الفيصل يلاحظ الدارسون أن «المأساة في شعره لها عنصران: ذاتي وهو الرومانسي، وعنصر قومي وهو مأساة فلسطين»(75) ، والشاعر «الدكتور: عبدالله بن أحمد قادر الأهدل» نجد له ديواناً بعنوان «هتاف العزة والجهاد»(76) ، والشاعر «علي أحمد علي النعمي» يضمن ديوانه «جراح قلب»(77) ، الذي استغرق أغلبه في التعبير عن الهموم الذاتية والاجتماعية المحلية – قصيدته «النفخ في القرب المشقوقة وسناء الشهداء» تعبيراً عن الجهاد والشهادة(78) ، والشاعر حسين أحمد النجمي في ديوانه «أمل وأمل»(79) يتحدث عن الأمة والجهاد (80) . وفي ديوان «شواطئ» للشاعر حمزة أحمد عامر الشريف نجد قصيدة «المسجد الحرام يخاطب المسجد الأقصى » مذكراً فيها بمقدسات المسلمين في فلسطين وداعياً إلى الجهاد واستنهاض الهمم(81). الهوامش: * - عميد كلية اللغة العربية بجامعة الامام محمد بن سعود الإسلامية. 1 - العمدة في صناعة الشعر ونقده لابن رشيق 1/27، وفيه: «الشعر ديوان العرب» ينسب إلى الرسول (ص) في نصيحة الملوك. 2 - المصدر السابق/ 1/28. 3 - انظر: محمد بن سعد بن حسين، الأدب الحديث في نجد، ص : 116-123. والشبيلي، الاتجاه الإسلامي، ص : 217-223. 4 - انظر: الدكتور إبراهيم الفوزان، الأدب الحجازي الحديث 3/964. وكذلك ديوانه «عندما تحترق القناديل»، الطبعة الأولى، سنة 1973م، وديوانه «عندما يترجل الفرسان»، الطبعة الأولى، سنة 1994م. 5 - السنوسي، الينابيع، ص 41. عاش الشاعر من 1315هـ إلى 1363هـ، الشبيلي، الاتجاه الإسلامي 217-223. 6 - انظر: الدكتور العطوي، أحمد الغزاوي وآثاره الأدبية 1/268-269 والبلاد السعودية عدد (683) الاثنين 25 محرم 1367هـ / 8 ديسمبر 1947م. 7 - أنظر: الدكتور إبراهيم الفوزان، الأدب الحجازي الحديث 3/1250، وقد أشار فيه إلى أنها نشرت في مجلة الفطرة التي يصدرها العرب في الأرجنتين سنة 1930م، ونشرت في المنهل سنة 1969 م ربيع الأول 1389هـ 8 - الملك عبدالعزيز في عيون شعراء صحيفة أم القرى 2/758- 762، وعدد أبياتها (76) بيتاً. وانظر له قصيدة عارض بها قصيدة للشاعر عبدالله بن خميس في موضوع القضية الفلسطينية وجاءت في (41) بيتاً على ربى اليمامة، ص : 99-105. 9 - عاش من (1320-1400هـ). 10 - انظر: الدكتور إبراهيم الفوزان، الأدب الحجازي الحديث 2/566 – 567. وانظر ديوان الشاعر «الأفق الملتهب»، ص 58 11 - عاش من 1332 – 1407هـ. 12 - انظر: الدكتور إبراهيم الفوزان، الأدب الحجازي الحديث، 2/567. 13 - الطبعة الثانية – الرياض، 1403هـ / 1983م 14 - من ص : 85 - 147 15 - على ربى اليمامة، ص 85 - 90 16 - المرجع السابق، ص 93 – 96. وعارضها الشاعر أحمد إبراهيم الغزاوي، بقصيدة بلغت (41) بيتاً بدأها بقوله: في من تفيأ بالصوارم وانقضى تجري الدمـــاء بـــــه حميماً مرمضاً.. إلــخ أشعلت يابن خميس نيران الغضا ونسجتــــهــا مــن كــــل قلـــب خافق 17 - على ربى اليمامة، ص 9 – 11. 18 - نشرت في (ملف اليمامة) في ذي الحجة 1391هـ . 19 - على ربى اليمامة، ص 121-125. وانظر له قصائد أخرى بعنوان «شهيد تل الزعتر» ص: 129-134، و«أنا حي» ص 137-138. و«يا فتح» ص 141-147. وانظر قصيدة «شهيد تل الزعتر» في كتاب «الشعر في البلاد السعودية في الغابر والحاضر «لأبي عبدالرحمن بن عقيل الظاهري، ص: 105-107. 20 - انظر: الدكتور الفوزان، الأدب الحجازي الحديث، ص 438. وانظر المسامرات الأدبية، ص 67 جمعها عبدالله بغدادي. 21 - انظر: الدكتور الفوزان، الأدب الحجازي الحديث 3/964. 22 - المرجع السابق 3/971. 23 - القرشي، فلسطين وكبرياء الجحر، ص 9. وقد بلغت قصائده عشرين قصيدة، وصدر عن دار العودة في بيروت سنة 1970م. 24 - الدكتور إبراهيم الفوزان، الأدب الحجازي الحديث 3/971. 25 - المرجع السابق 3/971 0 973. نداء الدماء للقرشي، ص 81. 26 - وفي قصيدة ألقاها في تونس في يوم النصر، بعنوان «فلسطين» يقول: يا فلسطين ما الفؤاد يسأل لن يموت الضمير في الإنسان ثم يقول: سوف يبقى بند العروبة رفافا خفوقاً على مدار الزمان انظر: الأدب الحجازي الحديث 3/ 975-976. 27 - لن يضيع الغد، بيروت، دار الآداب، وانظر الدكتور الفوزان، الأدب الحجازي الحديث 3/1347. 28 - المرجع السابق 3/1356 – 1357. 29 - انظر: الدكتور مسعد العطوي، الرمز في الشعر السعودي، ص 200-201. وانظر ديوان «زخارف فوق أطلال الشجر»، بيروت، دار العودة، الطبعة الأولى. 30 - انظر له في الديوان نفسه قصيدة «رسالة من شجر النخيل المسافر»، ص 14، وقصيدة «عندما ينكسر الحلم، ص 35-38، وقصيدته التي أخذت اسم الديوان «زخارف فوق أطلال عصر المجون» ص 51، وقصيدته «غادتي شهر زاد» ص 81، وفي المجموعة الثانية، للشاعر القرشي بيروت – دار العودة، ط 2 1979م، قصائد رمزية أخرى عن القضية الفلسطينية مثل قصيدة «كبرياء الجرح» ص 607، وقصيدة «شاطئ الضياع» ص 761. وانظر في ديوانه ستائر المطر، قصيدة «عصر انعدام الوزن»، ص 57-63. وقصيدة «فلسطين نهر الشعر» ص 81-88، وفي ديوانه «المشي على سطح الماء» قصيدة «طائر المجد» ص 11-20، وقصيدة «لغة الضاد»، ص 29-39، وقصيدة «أمة العرب» ص 41-50، وقصيدة «في شباك العذاب» ص 51-55، وقصيدة «سقوط أوراق التوت» ص : 63-77. وانظر: الدكتور: عبدالعزيز شرف ؛ الرؤيا الإبداعية في شعر عبدالله القرشي، ص 91-92-، 94-99، 112- 113، 123-125، 127-139. 31 - نشر في الأعمال الشعرية الكاملة، الجزء الثاني، منشورات نادي المدينة المنورة الأدبي،جدة 1413هـ/ 1993م. 32 - وهي: نار الكلمة وقضية الإنسان العربي، أغنيات الدم والسلام، قضية الثأر، على مشارف طيبة، حديث أم، إلى أين ياقدسنا، مقاتلون لا لاجئون، أنا الفدائي، راجعون، قدس القداسات، سنموت وقوفاً، رسالة إلى قومي، من المدينة المنورة إلى القدس، أكبر من الطغاة، شهداء، التحايا للمقاتلين، صحوة مارد الحب على جبل النار، حكايا فلسطينية، وطني الأبقى، أما لهذا الليل من آخر، صوت من فلسطين، أفراح العودة. 33 - الأعمال الشعرية الكاملة، الجزء الثاني، ص 14 34 - المرجع السابق، ص 22 – 23. 35 - المرجع السابق، ص 28 – 32. 36 - ديوان« في زورقي» ص 97-102، الرياض، دار عالم الكتب للنشر والتوزيع، 1404هـ/ 1984م، ونشرت بجريدة الرياض، العدد 3422 في 28 شعبان 1396هـ. 37 - انظر ديوان: مطلع الفجر، ص 35 – 38. 38 - انظر: المرجع السابق، ص 31 – 32، ونشرت بجريدة أم القرى. 39 - المجموعة الشعرية الكاملة، ص 203 – 207. 40 - المرجع السابق، ص 208-213. 41 - المرجع السابق، ص 214-216. 42 - المرجع السابق، ص 217-221. 43 - المرجع السابق، ص 229-234. 44 - نُشر وبيع وجعل كل ريعه لصالح الفلسطينيين عن طريق الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض. 45 - اتجاهات الشعر المعاصر في نجد، للهويمل، ص 341. وانظر له في هذا المرجع حواراً بين أبناء فلسطين، ص 340- 341. 46 - انظر القصيدة في كتاب «الرمز في الشعر السعودي، د. مسعد العطوي، ص 224 – 231. 47 - انظر القصيدة في كتاب: الاتجاه الإسلامي، الشبيلي، ص 222 – 223. 48 - بعثها إلي الشاعر بخط يده بتاريخ 13/11/1421هـ. 49 - انظر: الدكتور حسن الهويمل، اتجاهات الشعر المعاصر في نجد ، ص 348. 50 - إبراهيم محمد الدامغ، الرياض، دار العلوم، د.ت (الإهداء مؤرخ في 20/7/1395هـ). 51 - شرارة الثأر، ص 11-14 . 52 - المرجع السابق، ص 33-34. 53 - شرارة الثأر، ص 71 – 73. 54 - المرجع السابق، ص 150- 159. 55 - الروض الملتهب، ص 29-32، ط 1400هـ . 56 - انظر: الشبيلي، الاتجاه الإسلامي، ص 220. 57 - ديوانه، نداء السحر، ص 58-59، 1399هـ، وانظر: الشبيلي، الاتجاه الإسلامي، ص 220- 221. 58 - انظر : أحمد سعيد بن سلم، موسوعة الأدباء والكتاب السعوديين 2/306. 59 - ديوان حسين عرب، الجزء الأول، مكة المكرمة، شركة مكة للطباعة والنشر، د. ت (تاريخ مقدمة الدكتور عبدالله الغذامي 23/8/1403هـ). 60 - المرجع السابق، من ص: 167 – 283. 61 - المرجع السابق، ص 169- 173. 62 - انظر: إبراهيم الفوزان، الأدب الحديث 2/565، ومجلة المنهل، ذو الحجة، ص 1611. 63 - المرجع السابق، من ص 174- 178. 64 - المرجع السابق، ص 176. 65 - المرجع السابق، من ص 181- 229. 66 - المرجع السابق، من ص 230- 237. 67 - المرجع السابق، ص 238 – 254. 68 - المرجع السابق، ص 255- 266. 69 - المرجع السابق ، ص 267 – 275. 70 - سمو الأمير سلطان بن سلمان، رائد الفضاء العربي المسلم الأول. 71 - المرجع السابق، ص 276 – 283. 72 - المجموعة الكاملة، الطبعة الأولى، 1409هـ/ 1989م. 73 - المرجع السابق، ص 56- 59. 74 - المرجع السابق، ص 312، وجاء في الهامش أنها «أعدت كطلب وزارة الإعلام لتكون ملحنة ضمن برنامج فلسطين». 75 - أحمد سعيد بن سلم، موسوعة الأدباء والكتاب السعوديين، 2/53. 76 - دار المجتمع بجدة، وانظر: موسوعة الأدباء والكتاب 1/49. 77 - منشورات نادي جازان الأدبي، 1409هـ . 78 - انظر: أحمد سعيد بن سلم، موسوعة الأدباء والكتاب 3/273. 79 - أبها 1405هـ . 80 - انظر: أحمد سعيد بن سلم، موسوعة الأدباء 3/261. 81 - انظر: المرجع السابق 2/118. ?? ?? ?? فلسطين في الشعر السعودي ثقافتنا للدراسات والبحوث / المجلد 3 / العدد العاشر1427 / 2006 محمد بن حسن الزير 126 121
|
مقالات أخرى من هذا الكاتب |
• فلسطين في شعر المملكة العربية السعودية
(بازدید: 2661)
(موضوع: أدب)
|
مقالات أخرى من هذا الموضوع |
• الأدب العربي في إصفهان
(بازدید: 1242)
(نویسنده: حيدر محلاتي)
• دور الأدب في بناء الحضارة المعاصرة
(بازدید: 4451)
(نویسنده: محمّد علي آذرشب)
• فلسطين .. والشعر
(بازدید: 1078)
(نویسنده: محمّد علي آذرشب)
• فلسطين .. والشعر
(بازدید: 2280)
(نویسنده: محمّد علي آذرشب)
• فلسطين في الشعر اللبناني
(بازدید: 1635)
(نویسنده: الدكتور عبدالمجيد زراقط)
• فلسطين في شعر المملكة العربية السعودية
(بازدید: 2661)
(نویسنده: الدكتور محمد بن حسن الزير)
• الأواني المستطرقة
(بازدید: 1837)
(نویسنده: محمّد علي آذرشب)
• الأدبان المعاصران العربي و الفارسي مقاربة في الظواهر المشتركة
(بازدید: 1174)
(نویسنده: محمّد علي آذرشب)
• الخطاب الانساني في مثنوي مولانا جلال الدين الرومي
(بازدید: 2468)
(نویسنده: محمّد علي آذرشب)
• سعدي الشيرازي
(بازدید: 1973)
(نویسنده: محمّد علي آذرشب)
• يد العشق
(بازدید: 1353)
(نویسنده: عيسى العاكوب)
• الحماني العلوي - شاعر من سلالة الهاشميين
(بازدید: 1576)
(نویسنده: حيدر محلاتي)
• أبو فراس الحمداني
(بازدید: 2097)
(نویسنده: محمّد علي آذرشب)
• الأسلوب الأدبي للشهيد الصدر
(بازدید: 720)
(نویسنده: الشيخ عبد المجيد فرج الله)
• الوحدة الدينية في شعر الشيخ الفرطوسي
(بازدید: 1479)
(نویسنده: حيدر محلاتي)
• أثر المعتزلة على الادب العربي
(بازدید: 1214)
(نویسنده: فالح الربيعي)
• ادباء ايرانيون في دراسات سيد قطب
(بازدید: 1614)
(نویسنده: محمّد علي آذرشب)
• شاعران كبيران في إيران
(بازدید: 1515)
(نویسنده: محمّد علي آذرشب)
• الحكومة الاسلامية من منظور الشاعر الكميت بن زيد
(بازدید: 1272)
(نویسنده: محمّد علي آذرشب)
• الرسالية في الشعر الشيعي
(بازدید: 948)
(نویسنده: محمّد علي آذرشب)
|