لقاء مع الدكتور عبد الكريم بي آزار شيرازي
|
رسالة التقريب - العدد ١٥
مقابلات
عبد الكريم بي آزار شيرازي
1418
الدكتور عبد الكريم بي آزار شيرازي رجل علم وعمل، درس الفقه ثم اهتمّ أن يقدمه في أبسط أسلوب الى الجمهور، ودرس القرآن واهتمّ أن يُدخل مفاهيمه بأفضل أسلوب في القلوب والاذهان. ومن منطلق الجمع بين العلم والعمل اهتمّ بالتقريب لأن الاسلام يبقى على مستوى النظرية إن لم يكن ثمة تفاهم اسلامي بين جميع المذاهب على تطبيق الاسلام في كل مجالات الحياة. واهتمامه بالتقريب أهّـله لأن يكون في المجلس الاعلى للتقريب بين المذاهب الاسلامية، وفي موضع المسؤولية من جامعة فقه المذاهب الاسلامية. أجرت معه المجلة هذا الحوار. n نرجو أن تعطو القارئ فكرة عن حياتكم العلمية ونشاطاتكم التقريبية. o ولدت في شيراز سنة ١٣٦٤هـ، ودرست مقدمات العلوم في هذه المدينة، ثم رحلت الى النجف الاشرف لمواصلة دراساتي العلمية، ودرست على كبار العلماء منهم الامام الخميني (رضي الله عنه)، وكتبت تقارير حول دروسه في المسائل المستحدثة. وكان لي اهتمام شديد بالجمع بين الدراسات الحوزوية القديمة والدراسات الجامعية الحديثة، مما حداني لأن أهاجر مع أسرتي سنة ١٣٩٥هـ. الى كندا، وانتميت هناك الى جامعة مك گيل، حيث درست في معهد الدراسات الاسلامية. ومنذ سنة ١٤٠٢هـ. بدأت التدريس الجامعي، وأصبحت عضوا في الهيئة العلمية لجامعة الزهراء. وتوليت بعد ذلك مسؤوليات في هذه الجامعة. دونت حتى الآن أكثر من مائة وعشرين كتابا باللغة الفارسية منها: ماضي العالم ومستقبله، دورة "الرسالة الحديثة" في الفقه، ودورة "التفسير الكاشف"، و"ميثاق مع القرآن"، و"القرآن الناطق"، و"القرآن في الادب الفارسي" وخصصت رسالتي في الدكتوراه لتاريخ ترجمة معاني القرآن والأسس العلمية للترجمة. أما بالنسبة لنشاطاتي التقريبية فقد كانت البداية فيها التعرف على أفكار التقريب من خلال قراءة مجلة "رسالة الاسلام" التي كانت تصدر عن دار التقريب في القاهرة. وولعي بالفكر التقريبي دفعني لأن أراسل مؤسس الدار في مصر. ومن أجل تطبيق عملي لفكرة التقريب اتجهت من النجف مع جمع من طلاب الحوزة العلمية ومنهم المرحوم اللنكراني الى مدينة سامراء، وهناك عقدنا جلسه حوار تقريب مع علماء أهل السنة. وعندما جاء الامام الخميني الى النجف الاشرف إثر نفيه الى تركيا، ثم مغادرته تركيا الى العراق، بثّ (رحمه الله) روحا تقريبية في كل تلاميذه، كان يتحدث اليهم عن مشاهداته في اسطنبول، وما كان عليه الاسلام من عظمة وشوكة وقوة أيام وجود السلطان العثماني، رغم أن هذا السلطان لم يكن يتحلى بما يجب أن يتحلى به الحاكم المسلم بالمعنى الاسلامي للحاكم. كان يتحدث بحرارة عن أثر الوحدة في عزّة المسلمين وأثر الشقاق في أفول هذه العزّة. وبعث فيَّ أنا أيضا دما جديدا واندفاعا جديدا نحو الوحدة والتقريب. بعد أن انتشر كتاب "دعوة التقريب" وهو مجموعة مقالات المرحوم محمد محمد المدني رئيس تحرير مجله رسالة الاسلام وعميد كلية الشريعة بالأزهر الشريف، بادرت الى ترجمته، وأرسلت نموذجا من الترجمة الى دار التقريب، فلقت ترحيبا، وأرسلوا لي خطابا طلبوا فيه مني ترجمة الكتاب وسائر مقالات مجلة رسالة الاسلام. وفعلت ذلك. ثم عرضت ما ترجمت على مؤسس دار التقريب في إحدى زياراته لطهران. وعقدنا معه جلسات ممتعه لمقابلة النصوص مع الترجمة. وجاء لي بصور عن رجال التقريب وجلساتهم في القاهرة ضممتها الى الكتاب، ونُشر بالفارسية تحت عنوان، "التضامن بين المذاهب الاسلامية". ثم نشر لي مجلد ثان من ترجمة هذه المقالات تحت عنوان "الاسلام دين التضامن". ثم اخترت بعض مقالات المجلة المذكورة ونشرتها مع صُـوَر في لبنان تحت عنوان: "الوحدة الاسلامية". بعد انتصار الثورة الاسلامية في ايران نشرت كتابا آخر بالتعاون تحت عنوان: "توحيد الكلمة" وهي مجموعة مقالات لرجال التقريب منهم الامام الراحل الخميني (رضي الله عنه) وعلماء اسلاميون آخرون. كما أن سائر كتبي في الفقه والتفسير تنحو منحى تقريبيا بعيدا من كل إثارة طائفية. لذلك فان هذه المؤلفات تجد طريقها بين كل قراء اللغة الفارسية سنة وشيعة. كما أن بعضها ترجم الى لغات مختلفة. ولي مساهمات علمية في مؤتمرات التقريب عن طريق تقديم دراسة أو اشتراك في حوار. ومنذ تأسيس المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية عينني الامام الخامنئي حفظه اللّه عضوا في المجلس الاعلى للمجمع. n ماهي الأسس التي يجب أن يقوم عليها التقريب في رأيكم؟ o ١ - انتخاب كلمة "التقريب" بدلا من كلمة "الوحدة" كان موضع تأييد السيد جمال الدين الاسد آبادي المعروف بالافغاني، والشيخ حسن البنا، والامام الخامنئي. وسبب هذا الانتخاب هو التأكيد على أن هذه الحركة لا تستهدف تخلّي أصحاب المذاهب عن آرائهم في الفروع والاصول، ولا تعني إدغام هذه المذاهب في مذهب واحد. بل تعني تقارب المذاهب عن طريق البحث العلمي الجاد في المشتركات بروح أخوية إسلامية، كي يسدّوا الطريق أمام الثغرات التي ينفذ منها الاعداء للطعن في جسد الامة الاسلامية. مما تقدم نفهم أن الاساس الاول للتقريب هو البحث في المشتركات، ليتبين لكل أصحاب المذاهب الاسلامية عظم ما بينهم من ارتباط في العقيدة والعمل والمصير المشترك. ٢ - من الاسس الاخرى للتقريب تعرّف كل مذهب على المذاهب الاخرى من مصادره الصحيحة. فالناس أعداء ما جهلوا. ومادام الجهل متفشيا بين أصحاب المذاهب فان الحرازات ستبقى قائمة. وحين يسود التفاهم المذهبي بين المسلمين يدركون أن الاختلاف بينهم كالاختلاف بين الفارسي والتركي والعربي والرومي حول اسم فاكهة العنب. يقول الاول: انگور، والثاني: ازم، والثالث: عنب، والرابع: ستافيل. فكل المسلمين يطلبون القرآن والاسلام وسيرة نبي الاسلام، غير أنهم يتنازعون لجهل بعضهم البعض الآخر. ٣ - ومن أسس التقريب الابتعاد عن الحساسيات التاريخية. فلقد ظهر في تاريخ كل مذهب غلاة أساؤوا للمذهب، وهؤلاء يجب أن لا يحسبوا اليوم على ذلك المذهب، ولا أن تتخذ آراؤهم ذريعة للطعن في ذلك المذهب. بين أهل السنة ظهر النواصب الذين كانوا يناصون العداء لاهل بيت رسول اللّه. ولا يوجد اليوم منهم أحد بين أهل السنة، فلا يجوز تحميل أهل السنة وزر هؤلاء الذين انقرضوا في التاريخ. وبين الشيعة ظهر غلاة تحدثوا عن الائمة وعن مسائل الدين بالغلو، وهؤلاء لعنهم أئمة أهل البيت وتبرأوا منهم، ولا يجوز أن يتحمل الشيعة وزر هؤلاء الذين انقرضوا في عصور التاريخ وأصبحوا أثرا بعد عين. ٤ - ومن أسس دعوة التقريب الانفتاح في فهم الاسلام ضمن إطار الاجتهاد الصحيح. والاجتهاد القائم على أساس القرآن والسنة من شأنه أن يفتح آفاقا مستقبلية للمشروع الاسلامي للحياة، كما أنه يبعد علماء المسلمين عن الجمود والتقوقع في الفتوى. ٥ - لابد لحركة التقريب أن تشيع أولا روح الاحترام المتبادل بين أبناء المذاهب الاسلامية. لابد أن تربّي المسلمين على احترام الرأي الآخر. هذه سنة إسلامية ركز عليها رسول اللّه وخيار الصحابة وأئمة آل البيت. مسألة "التقية" عند الشيعة تنحو هذا المنحى. إنها تعني الابتعاد عن كل ما يستفز المسلمين من المذاهب الاخرى، ويخلق فواصل معهم. هذه المسألة فهمت خطأ مع الاسف، وحسب بعضهم أنها تظاهر ونفاق. كلا إنها تجاوز الخلافات، والابتعاد عن إثارة الحساسيات، من أجل خلق روح أخوّة بين المسلمين، ومن أجل ابتعادهم عن الصغائر ليفكروا وينشغلوا في المسائل الكبرى. وهذه الروح كانت موجودة عند أئمة المذاهب الاسلامية جميعا، فلقد أثر عنهم جميعا الابتعاد عن التعصب واحترام الرأي الآخر، غير أنهم خلفوا خلفا أضاعوا هذه الروح الاسلامية، وانشغلوا بالتعصب والشقاق والنزاع. ٦ - من أسس التقريب الانفتاح على الاسلام بروح عالية لاتفهم فوارق اللون واللغة والجنس والمذهبية. المعيار الاول والاخير في التكريم هو "التقوى"، وهذا المعيار الاسلامي القرآني لوساد لصغرت كل تلك الفوارق، ولا لتقى الجميع على ساحة الاسلام الرحبة بنظرة واسعة وصدر لا يضيق بالامور الصغيرة. n باعتباركم عضوا في المجلس الاعلى للمجمع العالمي للتقريب، كيف تقوّمون نشاطات المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية؟ o هذا المجمع وليد طبيعي للثورة الاسلامية في ايران. هذه الثورة بطبيعتها تتجه الى تجاوز الحالة الطائفية لتنفتح على كل المسلمين في العالم. أقول بطبيعتها لانها تحرك اسلامي يستهدف تحقيق عزّة الاسلام والمسلمين، ومثل هذا التحرك يرنو الى آفاق بعيدة، ويتطلع الى هدف إسلامي مستقبلي واسع. ومثل هذا التحرك الاسلامي الهائل الهادف لا يعرف الحواجز الضيقة ولا يقف أمام سدود حساسيات عصر الضعف والانحطاط. طبعا فكرة التقريب ليست جديدة، وإنما كانت موجودة حيثما وجد اخلاص وصحوة وعلوّ همة وبعد نظر بين المسلمين. والمجمع العالمي للتقريب إحياء لفكرة وجهود كانت قائمة على مرّ التاريخ بين العلماء والمصلحين. المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية أسسه الامام الخامنئي ليبلور روح التقريب في الجمهورية الاسلامية الايرانية في مشاريع عملية تخدم هذه الفكرة. ولقد عمل المجمع على فتح حوار جادّ هادف علمي بين علماء المسلمين ومفكريهم عن طريق المؤتمرات والندوات وتبادل الزيارات والمنشورات. واهتم المجمع باحياء التراث التقريبي القديم والمعاصر، فنشر كتبا للشيخ الطوسي والطبرسي وأعاد طباعة أكبر أثر تقريبي معاصر يتمثل في مجلة "رسالة الاسلام" القاهرية بكل مجلداتها. وأسس مركزا للبحوث والدراسات يضم ثلة من الباحثين الشباب والمتمرسين للكشف عن المشتركات بين المذاهب الاسلامية في حقول العقيدة والحديث والتفسير والفقه. وأسس جامعة لدراسة فقه المذاهب الاسلامية بهدف تقريبي. ونشر مجلة "رسالة التقريب" التي تهتم بتعميق التوجه التقريبي عن طريق الدراسات والبحوث. n لقد كانت لكم زيارات وجولات في العالم الاسلامي كيف وجدتم توجّه العلماء المسلمين لفكرة التقريب؟ o العالم الاسلامي يحسّ اليوم بأجمعه مرارة التفرقة الموروثة، ويفهم تماما أنه مني بهذه الهزيمة جرّاء النزاعات بين المسلمين. القرن العاشر الهجري شهد توفر ظروف كان بامكانها أن تعيد للامة الاسلامية عزّتها وكرامتها ومكانتها على ظهر الارض. لقد تعاصرت ثلاث دول مقتدرة في هذا القرن هي: الدولة العثمانية في وسط آسيا وغربها حتى شمال أفريقيا، والدولة الصفوية في إيران، والدولة المغولية في الهند. وكان بين هذه الدول مشتركات كثيرة في الدين والثقافة واللغة والتراث. لكنها تنازعت، ودخل العدوّ، ليزيد من الشحناء والبغضاء بينها، ففشلت جميعا، وتسلّط الاعداء على كل هذه الدول المسلمة. لقد تلمست مرارة هزيمة المسلمين بسبب تفرقهم في نفوس كل الواعين المخلصين من أبناء العالم الاسلامي، ووجدت أن التقريب يقترن مع كل صحوة تظهر بين المسلمين، ومع كل تحرك إسلامي نحو غد أفضل. وأنا شخصيا وجدت روح التقريب حتى بين المسلمين المهاجرين الى أوربا، بل وجدتها عندهم أكثر من غيرهم لما يحملونه من شوق كبير لعزّة الاسلام والمسلمين. ولقد استطاع المرحوم الدكتور كليم صديقي أن يبلور روح التقريب لدى المسلمين البريطانيين من خلال البرلمان الاسلامي والمؤسسه الاسلامية، وكانت مؤسساته قاعدة يجتمع عليها دعاة التقريب في بريطانيا وأوربا. وفي ماليزيا رأيت شوقا لا يوصف لوحدة المسلمين وتقريب المذاهب الاسلامية. والكتاب الاسلامي متداول بين المسلمين الماليزيين بغض النظر عن الانتماء المذهبي لمؤلفه. فأكثر من ٢٠٠ كتاب من كتب الامام الخميني والعلامة الطباطبائي والشهيد مطهري ترجمت الى اللغة المحلية. مصر لا تزال مهد فكرة التقريب المعاصر. لقد توفي رجال دار التقريب رضوان اللّه تعالى عليهم، لكنهم تركوا جيلا يؤمن بهذه الفكرة ويسعى من أجلها. ثمة مشاريع تقريبية يجرى تحقيقها كمشروع المرحوم محمد محمد المدني لجمع الاحاديث المشتركة بين أهل السنة والشيعة. وتلمست روح التقريب بوضوح في كل البلدان التي زرتها: في السودان والمغرب، ونيجريا، وسوريا، ولبنان، وتركيا. حتى أن بعض هذه البلدان أقامت ندوات تقريبية، وبعضها أسست فروعا لمجمع التقريب فيها، وبعضها اهتمت بنشر الكتب والمجلات في حقل التقريب. بعبارة موجزة العالم الاسلامي بأجمعه يتجه اتجاها جادا الى وحدة تشد أجزاءه وتعيد عزته وكرامته، وتتخلص من كل عوامل النزاع والشقاق فيه. n يحاول أعداء الاسلام أن يثيروا حساسيات طائفية بين أهل السنة والشيعة في إيران، فماهي سبل إحباط هذه المحاولات؟ وكم حققت من نجاح في رأيكم؟ o كان من المتوقع بعد انتصار الثورة الاسلامية أن يعمد أعداء الاسلام الى كل السبل من أجل تمزيق وحدة الصف الاسلامي في إيران. وكان واضحا أن التفرقة الطائفية إحدى أهم سبل هؤلاء الاعداء. مواجهة هذه المخططات يحتاج الى دراسة دقيقة لها، وللثغرات التي تنفذ منها. إنها تعمل على استغلال حالة الجهل والتخلف الثقافي، ولابد من مواجهة هذه الحالة أولا. والجمهورية الاسلامية جادّة في نشر المفاهيم الاسلامية الصحيحة بين أهل السنة والشيعة معا، وفي تنشيط الدراسات الاسلامية المقارنة في الحوزات الشيعية والسنية معا. مهتمة جدا بازالة الحساسيات التي خلفها نظام الطاغوت بين أبناء البلد الواحد والدين الواحد. كما أن الجمهورية الاسلامية تراقب بدقّة الايدي العابثة المأجورة التي تحاول إثارة النعرات الطائفية عن طريق نشر الكتب الاستفزازية والاشاعات المغرضة، أو عن طريق شراء الذمم وبذل الاموال. لقد استطاعت حتى الآن أن تحبط كثيرا من المؤامرات التي أرادت أن تثير النعرات الطائفية عن طريق نشر الكتابات الطائفية، أو اغتيال الشخصيات، أو حتى تفجير الاماكن المقدسة. وفي اعتقادي أن هذه المحاولات رغم ضخامتها وسعتها، ورغم ما تمتلكه من أموال وإمكانات وإعلام مقروء ومسموع ومرئي، لم تستطع أن تحقق نجاحا يذكر. نعم في بداية انتصار الثورة حاولت أن تثير القلاقل في بعض المناطق الحدودية، لكنها سرعان ما انتهت. واليوم لا نشهد إطلاقا أية حساسيات طائفية في الجمهورية الاسلامية الايرانية كالتي نشهدها - مع الاسف - في بعض البلدان المجاورة. ولكن المؤامرات سوف تتواصل طبعا، وتتطلب مزيدا من الحذر والدقة. n باعتباركم من المسؤولين والاساتذة في جامعة المذاهب الاسلامية ماهي رسالة هذه الجامعة وماهي مناهجها؟ o هذه الجامعة تضم ثلاث كليات هي: ١ - كلية فقه المذاهب الاسلامية وفيها فروع للفقه الجعفري، والحنفي، والشافعي، والمالكي، والحنبلي. ٢ - كلية القرآن والحديث. وفروعها: علوم القرآن، والتفسير، وحديث الشيعة، وحديث أهل السنة. ٣ - كلية الكلام والعرفان وفروعها: الكلام، والفلسفة والعرفان والاديان، وتاريخ الاسلام. هدف هذه الجامعة تربية جيل من العلماء والباحثين المسلمين يفهمون مذهبهم جيدا، ويتفهمون بقية المذاهب تفهما علميا يقوم على أساس الاحترام المتبادل المعهود بين علماء السلف. لقد كان التفاعل بين الدراسات قائما على مر العصور بين علماء المذاهب الاسلامية. لو ألقينا نظرة على مجالس دروس الامام الصادق (عليه السلام) أو الشيخ الطوسي لرأينا أمثلة رائعة من هذا التفاعل، حيث يشترك علماء السنة في هذه الدروس. كما أننا نرى فقهاء كبار من الشيعة مثل الشهيدين الاول والثاني تتلمذوا في حوزات أهل السنة أيضا. وللعلامة المرحوم المرعشي النجفي من المعاصرين أكثر من عشرين إجازة من علماء أهل السنة١. من المؤكد أن الطالب حين يتعرف على آراء المذاهب الاخرى إضافة الى مذهبه فانه سينفتح على مزيد المصادر، وسينظر الى الاختلافات المذهبية بذهنية علمية بعيدة عن التعصب، وسيقف من الاقوال المختلفة موقف من يستمع القول فيتبع أحسنة، وهو منهج قرآني يحدد موقفنا من الرأي الآخر: "فبشر عبادي الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه". ولعل في آراء المذاهب الاخرى ما يعين على فهم مسألة من مسائل الشريعة الاسلامية، وبذلك يكتمل أسلوب الاجتهاد. كان المحقق الحلّي يوصي تلاميذه بذلك ويقول: "وأكثر من التطلع على الاقوال لتظفر بمزايا الاحتمال واستفضل البحث عن مستند المسائل لتكون على بصيرة فيما تتخيره" [٢]. والامام الخميني - رضوان اللّه تعالى عليه - يرى أن دراسة أحاديث أهل السنة من مقدمات الاجتهاد [٣]. وإذا شئتم مزيدا من المعلومات عن جامعة المذاهب الاسلامية فاذكر: ١ - أنها تركز على الدراسات المقارنة. ـ ١ - نقلا عن: الاجازات الكبيرة، السيد النجفي المرعشي. ٢ - من وصايا المحقق الحلي في كتابه: المعتبر. ٣ - كتاب الرسائل، الامام الخميني، ج ٢، ص ٩٤. ٢ - تجمع بين الاسلوبين الحوزوي والجامعي. ٣ - تهتم بدراسة المصادر وتعرف الطالب على المكتبة الاسلامية. ٤ - أنها تقبل طلابا من سائر البلدان الاسلامية. ٥ - أنها تقبل الطلاب عن طريق اختبار خاص، وتعطي الاولوية لحفظة القرآن والحديث. ٦ - تسعى الجامعة الى أن تقبل طلابا بنسب متساية من جميع أبناء المذاهب الاسلامية. ٧ - تركز على تربية علماء ودعاة ومدرسين وقضاة يحملون العلم الاسلامي والالتزام الاسلامي في إطار من المعاصرة وسعة الافق ولغة العصر. ٨ - اللغة الرسمية في الجامعة هي الفارسية والعربية. ولابد من درجة معينة لاتقان اللغتين قبل دخول الطالب الجامعة. وإذا لم يكن له إلمام بذلك عليه أن يجتاز دروسا تؤهله بعد ذلك للدراسة في الجامعة. n شكراً دكتور. o عفوا، وأنا أشكركم وأتمنى لمجلتكم العلمية "رسالة التقريب" مزيدا من التطور وأن تكون منبرا لآراء علماء المسلمين ووسيلة للتعارف بينهم.
|
مقالات أخرى من هذا الكاتب |
• اتجاه التقريب في مجمع البيان
(بازدید: 609)
(موضوع: الوحدة الإسلامية)
• التوسل و الوسيلة
(بازدید: 743)
(موضوع: فكر إسلامي)
• التوسل و الوسيلة
(بازدید: 458)
(موضوع: فكر إسلامي)
|
مقالات أخرى من هذا الموضوع |
• مقابلة مع الاستاذ الشهيد مرتضى مطهري / حول مسائل النظام والثورة
(بازدید: 1641)
(نویسنده: محمّد علي آذرشب)
• حوار مع الدكتور سيد حسين نصر
(بازدید: 1751)
(نویسنده: محمّد علي آذرشب)
• مقابلة مع الشيخ محمدي عراقي
(بازدید: 926)
(نویسنده: محمّد علي آذرشب)
• حوار مع الاستاذ عبد الاله بلقزيز
(بازدید: 811)
(نویسنده: مصطفى مطبعه چي)
• حوار مع الدكتور جعفر عبد السلام
(بازدید: 886)
(نویسنده: مجيد مرادي)
• حوار مع السيد حسن الرباني نائب الامين العام للمجمع
(بازدید: 1721)
(نویسنده: محمّد علي آذرشب)
• حوار مع الاستاذ الشيخ الدكتور يـوسف القـرضـاوي
(بازدید: 1827)
(نویسنده: محمّد علي آذرشب)
• مع الاستاذ الشيخ محمد علي نظام زاده
(بازدید: 1067)
(نویسنده: محمّد علي آذرشب)
• حوار فكري
(بازدید: 789)
(نویسنده: محمد علي التسخيري)
• لقاء مع الأستاذ العلامة السيد محمد باقر الحكيم
(بازدید: 1073)
(نویسنده: محمّد علي آذرشب)
• لقاء مع الأستاذ المولوي اسحق مدني
(بازدید: 916)
(نویسنده: محمّد علي آذرشب)
• لقاء مع فضيلة الأمين العام
(بازدید: 959)
(نویسنده: محمّد علي آذرشب)
|