banner
مساحة «للتعارف» بين الإیرانيين و العرب
المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية
  کلمات   جمل   تعليقات      

ثقافة المقاومة بين العودة إلى الذات ونموذج الوعد الصادق - 2
ثقافتنا - العدد 15

محمد حسين بزي
1428

جذّرت مسلكية المقاومة في مواجهة الحرب العدوانية التي شنتها الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل على لبنان "نموذجًا" لهذه الثلاثية الرائدة، التي قلّما جمعتها أمة في تاريخها، حيث استطاعت أن تحقق أهدافها، وأن تمنع العدو على حدٍّ سواء من تحقيق أهدافه باعتراف العدو الصريح والواضح، وأن تمتلك في الوقت عينه شخصية القائد التي تختزن النصر والتي حملت اسم "نصر الله".
النصر ليس نصرًا واحدًا، بل هو ثلاثة انتصارات.. فعلاً إنها ثلاثية رائعة.
ثلاثية "الخلفية الإيمانية، والإعداد، والقيادة الحكيمة":
الخلفية الإيمانية
شكّلت الخلفية الإيمانية بكافة تشعّباتها أرضية خصبة للمقاومين، درجوا عليها منذ نشأتهم، ورضعوها في طفولتهم، واشتدّت لحمتها في بيئتهم التي تُعتبر مدرسة حقيقة لتخريج الثائرين على الظلم، الرافضين للفساد، المتعطشين للعدل والحرية، الذين يرفضون الذلّ والهوان، ويتمسكون بالكرامة والعزّة، ولا حياة لأفراد هذه البيئة خارج هذه التوصيفات.
كانت المجالس الحسينية (وهي مجالس ذكر الحسين) مدرسة متنقلة يتعلمون فيها، تعاليم دينهم، وينهلون منها دروس تفسير القرآن العظيم والمفاهيم الإسلامية، والفقه، والتاريخ الناصع للإسلام وأئمة المسلمين، وسيرة نبيّهم الكريم صلى الله عليه وآله، وأخلاقه العظيمة ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾.
هذه الخلفية الإيمانية شكّلت الحلقة الأولى من تكوين شخصية المقاوم الرسالية، وهي العنصر الرئيس الذي يحتّم على الفرد المقاوم أن يكون مسؤولاً أمام ربّه أولاً، وأمام نفسه ثانيًا، وأمام بقية الناس ثالثًا.. فالمقاوم يعلم تمام العِلم أن ما يقدّمه من خير فلنفسه وإن أساء فعليها، وهذه التقدير نابع من إيمانه بربّه وبقرآنه: ) فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ""وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ(.
إنها مدرسة متكاملة للمسؤولية الدقيقة أمام الله تعالى، ومن هنا نفهم كيف يثبت هؤلاء المقاومون أمام الأهوال، ويُخاطَبون بـ "تزول الجبال ولا تزول أقدامكم".. هذه الحقيقة، أنتجتها خلفية المقاوِم الإيمانية.
الإعداد والأخذ بالأسباب
لم يترك المقاومون شؤونهم للمصادفات، ولم يركنوا للظروف على علاّتها، بل استمدوا من قرآنهم ضرورة الإعداد ما استطاعوا من عناصر القوة لمواجهة عدوّهم، فأخذوا بقوله تعالى: )وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ(.. فأعدّوا ما استطاعوا بالفعل، وبذلوا جهدًا كبيرًا في عملية الإعداد.
ولم يكتفِ المقاومون بما حقّقوه من انتصارات خلال فترة مقاومتهم الطويلة بالإعداد الجيّد بل أضافوا عنصرًا جديدًا، استلهموه أيضًا من قرآنهم ألا وهو عملية الأخذ بالأسباب العِلمية والعملية، وهذه الأسباب تشمل التدريب العملي على ما في أيديهم، وتشمل أيضًا تطوير ما في أيديهم من وسائل ومعدات، وقد نجحوا في هذا الأمر نجاحًا كبيرًا، شهد به العدو قبل الصديق. وهذا الأمر ذكره الله تعالى في قصة ذي القرنيْن، فبعد أن أعطاه الله الأسباب "أَتْبَعَ سَبَبًا".. فلم يجلس مكتوف الأيدي ليستمتع بالأسباب التي أسبغها الله عليه، بل نهض للأخذ بالأسباب وللتفتيش عن المستضعفين والمظلومين أينما كانوا من الأرض ابتغاء نصرهم وإعزازهم.
القيادة الحكيمة
عرّفنا القيادة فيما سبق من القول، وقلنا أن القيادة تلعب دورًا هامًا في صنع النصر بل تكون هي بحدّ ذاتها "نصرًا"..
إلا أن القيادة الحكيمة لا تأتي أولاً، وإنما تأتي ثالثًا في ترتيب الأولويات. لأن القائد الحكيم بالغًا ما بلغ لا تنتفع الأمة منه في تحقيق النصر ما لم يكن لديه من الأتباع ثلّة مؤمنة مدربة واعية! فكم من قائد حكيم مرّ في تاريخنا وهو يتحسّر على مجموعة رسالية تنهض معه لتحقيق المبادئ ونشر الخير والفضيلة فلم يجد..
ثلاثية الخلفية الإيمانية والإعداد والقيادة الحكيمة، جلاها مجاهدو المقاومة الإسلامية بأسطع تجلياتها في معركتهم في مواجهة العدوان الإسرائيلي الوحشي على لبنان.
ثلاثية المقاوم "المقاوم المجاهد، المقاوم الصامد، المقاوم الرَّافد"
المقاوم المجاهد
المقاوم المجاهد هو المقاوم الذي امتشق سلاحًا في مواجهة العدو، أو هو المقاوم الذي يقوم بأي دور تسنده إليه القيادة العسكرية في الميدان.
هذا المقاوم، هو الذي يصنع النصر في الدرجة الأولى، وهو الذي يتحمل مسؤولية مواجهة العدو، وعليه تتوقف "بوصلة" المعركة، فإن انهزم! انهزمت الجبهة.. وإن ثبت وصبر! انتصرت الجبهة، فهو "ميزان" المعركة وعليه تتوقف نتائجها.
هذا المقاوم، عرفته الأمة في المواجهات الأخيرة إن لم نقل عرفه العالم أجمع.
المقاوم الصامد
المقاوم الصامد، هو المواطن الذي ثبت في مكانه وصمد في أرضه، وكان مكانه من الأرض يقع ضمن الدائرة التي يستهدفها العدو بنيرانه.
نموذج هؤلاء المقاومين شهدناه بكثرة، ومن بين هؤلاء كان العدد الأكبر من شهداء الوطن، بل إن الهجمة الشرسة للعدو تركّزت على هذه الفئة من المقاومين بعد اليوم الخامس تقريبًا من بداية العدوان،
وكل مَن تابع شريط الأحداث الميدانية على الشاشات المرئية يتيقّن من أن ثلثيْ هجمات العدو الجوية والصاروخية استهدفت عائلات هؤلاء المقاومين الصامدين ومن كل الفئات والأعمار.
المقاوم الرافد
وهو الشخص أو الهيئة أو الجماعة أو المؤسسة التي ترفد المقاومين الصامدين والمجاهدين بأي نوع من أنواع الرِّفادة.
والمقاومون الرَّافدون ليسوا بالضرورة من المواطنين اللبنانيين حصرًا بل قد يكونوا على امتداد العالم أجمع، ووقفة الشعب المصري العزيز المشهودة المشكورة؛ أجلَى من أن توصف.
وأنواع الخدمات التي قدمها المقاومون الرافدون كانت كثيرة ومتنوعة، سواء على مستوى الكلمة المعبِّرة في الإعلام أو في التجمعات المناصرة للمقاومة، أو في التظاهرات الحاشدة، أو في المساعدات الطبيّة أو العينية أو المادية، أو أي شكل من أشكال الدعم، هؤلاء بحق هم من المقاومون الذين رفدوا المقاومة بقسميها: المجاهد والصامد.
هذه الثلاثية المباركة للمقاومين: المجاهدين والصامدين والرافدين تجلّت ناصعة بأبهى صورها في مواجهة العدوان الارهابي الصهيوني الأمريكي
على لبنان.
هاتان الثلاثيتان عايشناهما ميدانيًا، ومنهما نتوصل إلى السياقات الحضارية الدافعة المتضمنة ثلاثية علي شريعتي "المنهج، الإيمان، التضحية" التي يساوقها ثلاثية مالك بن نبي التفاعلية "عالم الأفكار وعالم الأشخاص وعالم الأشياء".
ويرمز شريعتي بكلمة "المنهج" إلى كل أبواب المعرفة التي يستطيع الإنسان أن يستوعبها خلال مشوار حياته، وخصوصًا تلك الأبواب من المعرفة التي تساعد الفرد على خدمة الإنسان في مجتمعه قبل الانتقال إلى خدمة الإنسانية في المجتمع الكبير.
ويؤكّد شريعتي على أن "المنهج" يجب أن يكون موضوعيًا وجريئًا بحيث يمكّن الإنسان من اكتشاف الحقائق، ويحمل هذا المنهج في طيّاته على الدوام ملامح الإسلام الأولى بكل عناصرها الإنسانية لناحية تأصيل العلاقات الاجتماعية القائمة على الأخوة والمحبة والتعاضد
أما "الإيمان" فإنما يكون من وجهة نظر شريعتي "أمام كعبة الله"، أي في تقديس كل ما له ارتباط بالذات الإلهية، سواء على مستوى العقيدة، أو على مستوى فهم التعاليم واحترامها، أو لناحية تثميرها، والالتزام بها.
وأما "التضحية" فتكون أمام "بيوت الناس". ورمز شريعتي بذلك إلى أن تحقيق المبادئ على مستوى المنهج وعلى مستوى الإيمان؛ بحاجة للدماء من أجل تحقيق العدل والحرية والعيش الكريم لعامة الناس.
هذه الثلاثية وضعها علي شريعتي في مواجهة الثلاثية المعاكسة لها وهي "فرعون، وقارون، وبلعم بن باعوراء".
فالقرآن يرمز بفرعون إلى السلطة الحاكمة الظالمة الغاشمة.. ويرمز بقارون: إلى السلطة الاقتصادية الشرهة.. وببلعم بن باعوراء: إلى السلطة الدينية الرسمية، أو ما اصطلح على تسميته بوعاظ السلاطين.
ثلاثية في مقابل ثلاثية...
لا نستطيع أن نحصي عدد المؤسسات العاملة التي أسستها المقاومة في لبنان لخدمة الناس، ولا الخدمات المتنوعة التي يقدمها أفرادها لعامة الناس من كل الألوان والأطياف، ولكننا نستطيع أن نقول إن خير ما يعبّر عن منهج المقاومة في إطار الخدمات ما جاء على لسان سيد شهدائها الأمين العام السابق لحزب الله الشهيد السيد عباس الموسوي مخاطبًا المواطنين "سنخدمكم بأشفار عيوننا". وكفى بها من كلمة معبِّرة([51]).
"المنهج الإيماني" في شرع المقاومين يتمحور على إيصال النفع للناس وخدمتهم حتى ولو كلفهم ذلك "التضحية" بأنفسهم وبذل دمائهم.
فالمقاوم عندما يدافع عن الأرض التي هي أرض الناس، وعن أرزاق الناس، وعن أعراض الناس، ويسقط شهيدًا مضرجًا بدمائه في سبيل ذلك، فهل يعني ذلك غير أنه ضحّى أمام "أبواب الناس"!.. نعم، لقد ضحّى أمام أبواب الناس.
إن قلتَ: المقاوم يعمل في سبيل الله ويجاهد في سبيل الله ويستشهد في سبيل الله، فكيف تقول بأنه يعمل ويجاهد ويستشهد في سبيل الناس!؟
قلتُ: النتيجة واحدة، سبيل الله هو سبيل الناس.. فالله في صف الناس، في صف الفقراء، في صف المستضعفين، وليس في صف فرعون وقارون وبلعم بن باعوراء ومَن والاهم.
بل بقليل من التأمل نجد أن ما نسبه الله تعالى في القرآن لنفسه على المستوى الاقتصادي والمادي والاجتماعي هو للناس بلا منازع.. قال تعالى: )مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ(، والحال أن الله تعالى غني عن العالمين، والقرض يكون لعباد الله الفقراء والمحتاجين([52]).
وقال تعالى: )إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدىً لِلْعَالَمِينَ(، والحال أن هذا البيت هو بيت الله تعالى.
يروى أن جعفر بن محمد الصادق عليه السلام كان إذا تصدّق على فقير، قبّل يده مباشرة، فقيل له في ذلك، فقال: في يد الله وقعت!.. أي الصدقة وقعت في يد الله، والحال أن الصدقة وقعت في يد الفقير.. وهذا إن دل فإنما يدل على مدى الترابط الوثيق بين تقديم العون والنفع للناس وبين رضا الله تعالى، والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه..
وضمن هذا السياق قدّم شريعتي مفهومًا ابتكاريًا حيث قرّر أن القرآن الكريم قد ابتدأ بكلمة (الله) واختتم بكلمة (الناس) بل إن السورة الأخيرة من القرآن الكريم قد سُميت بسورة الناس، وبمجرد أن نفتح القرآن ونلقي نظرة عادية على أوله وآخره نلتفت إلى أن الإسلام يعتمد أساسًا على كلمة "الله"، وكلمة "الناس"، دون أي التفات للَّون والعنصر والشكل والطبقة، فالحركة القرآنية بين المُفتتح والمُختتم في الكتاب العزيز، هي حركة تبادلية بين الله والناس([53]).
والآيات والنصوص التي تشهد على ارتباط رضا الله تبارك وتعالى بخدمة الناس أكثر من أن تُحصى في هذه العجالة.
لقد سطّر المقاومون ثلاثية "المنهج الإيماني المُضحّي" جليّة واضحة أمام أعيننا كأروع ما تكون التضحية في مواجهتهم للعدوان الأمريكي الإسرائيلي الغاشم على لبنان.
هذه الثلاثيات هي ترجمة حيّة وناطقة للبناء الفكري والعقائدي والعملي لكل مقاوم وشريف في أرجاء الأرض، وهي تعكس نقاط التقاطع التي تكلمنا عنها في منظومتي شريعتي وابن نبي ترجمها المقاومون في لبنان ماضيًا وحاضرًا، بل يستطيع المُنصف أن يتأمل ما تقدّم بعناية ويقايسه بما شاهده وسمعه وقرأه عن المقاومين خلال الحرب وقبلها، ليتأكد من جديّة هؤلاء المقاومين الأسطورة في أقوالهم وأفكارهم وأعمالهم وقلوبهم وإيمانهم وتضحياتهم.


الهوامش:
--------------------------------------------------------------------------------
[*] - باحث من البحرين، أصدر أخيرًا كتاب: الوعد الصادق/ يوميات الحرب السادسة.
--------------------------------------------------------------------------------
[1]- مواطن الاستشهاد بالآية المباركة: بن نبي، مالك، ميلاد مجتمع، ص: 79 – 80، دار الفكر - دمشق، ط3، 1986م، إعادة: 2002م: "وهكذا نرى أن كل ما يغيّر النفس، يغيّر المجتمع. ومن المعلوم أن أعظم التغييرات وأعمقها في النفس قد وقعت في مراحل التاريخ مع ازدهار فكرة دينية".. أيضًا، را: بن نبي، مالك، المسلم في عالم الاقتصاد، ص: 61. وأيضًا، را: بن نبي، مالك، دور المسلم ورسالته في الثلث الأخير من القرن العشرين، ص: 57. وأيضًا، را: بن نبي، مالك، تأملات، ص: 79. وأيضًا، را: بن نبي، مالك، وجهة العالم الإسلامي، ص: 47. وأيضًا، را: بن نبي، مالك، شروط النهضة، ص: 25 - 31.
[2]- بن نبي، مالك، ميلاد مجتمع، ص: 29 - 42، مصدر سابق...
[3]- بن نبي، مالك، ميلاد مجتمع، ص: 37، مصدر سابق. "لا يُقاس غنى المجتمع بكميّة ما يملك من <أشياء>، بل بمقدار ما فيه من أفكار".
[4]- بن نبي، مالك، ميلاد مجتمع، ص: 31 – 33 – 37 – 38 46 – 47، مصدر سابق. أيضًا، را: بن نبي، مالك، تأملات، ص: 22، وص: 26 ".. فإذا ما أدركنا حقيقة هذا الفرد ومشاكله والصعوبات التي تنتج منه، أدركنا المشاكل التي تنتج من عالم الأشخاص، والصعوبات التي
تقوم فيه".
[5]- بن نبي، مالك، تأملات، ص: 59، دار الفكر، دمشق، ط1، 1979م، إعادة 2002م.
[6]- بن نبي، مالك، المسلم في عالم الاقتصاد، ص: 56، دار الفكر بدمشق، ط1، 1979. "ألمانيا لا تستعيد مركزها الاقتصادي فحسب، بل تضيف إليه مكتسبات جديدة، تجعلها من الدول الرائدة اقتصاديًا، وتضع عملتها في مصف العملات الصعبة التي ينتظر منها أحيانًا نجدة الدولار عندما يفقد النَّفَس في السوق العالمية".
[7]-"الأفكار الحية" هو مصطلح وضعناه في مقابل: "الأفكار القاتلة" و "الأفكار الميتة"، وهما مصطلحان ابتكرهما مالك بن نبي، والأول عنى به: تلك الأفكار التي نستعيرها من الغرب، والثاني عنى به: ما يجول بأنفسنا من أفكار قد فقدت الحياة.. را: بن نبي، مالك، في مهب المعركة، ص: 129.
[8]- بن نبي، مالك، المسلم في عالم الاقتصاد، ص: 56، مصدر سابق. "تخرج أندونيسيا من تجربتها في تطبيق مخطط شاخت، ليس فحسب من دون أي حصيلة في الميدان الاقتصادي، بل متورطة نفسيًا في الشعور بالهزيمة أمام واقع مرير". أيضًا، را: بن نبي، مالك، تأملات، ص: 54 – 57 – 58.
[9]- بن نبي، مالك، مشكلة الثقافة، ص: 45، دار الفكر، دمشق، ط4، 1984م، إعادة 2002م.."وبذلك تكون المقدرة الخلاقة هي قوة (الأفكار) إذ أن الحرب لم تستطع أن تهدّها، بل أتاحت لألمانيا أن تنهض مرة أخرى بعد اندحار الهتلرية، فها نحن أولاً نرى العجلة تتوقف دون أن تتوقف الحركة".
[10]- بن نبي، مالك، شروط النهضة، ص: 143، دار الفكر بدمشق، تصوير 1986م. وقد بسط ابن نبي رحمه الله الكلام في هذه الموضوع في الفصل الأخير من كتاب شروط النهضة، تحت عنوان (الاستعمار والشعوب المستعمرة).
[11]- بن نبي، مالك، شروط النهضة، ص: 31، مصدر سابق. "ولا يذهب كابوسه (أي الاستعمار) عن الشعب – كما يتصور البعض – بكلمات أدبية أو خطابية، وإنما بتحوّل نفسي، يصبح معه الفرد شيئًا فشيئًا قادرًا على القيام بوظيفته الاجتماعية، جديرًا بأن تُحترم كرامته، وحينئذ يرتفع عنه طابع "القابلية للاستعمار"، وبالتالي لن يقبل حكومة استعمارية تنهب ماله، وتمتص دمه، فكأنه بتغيير نفسه قد غيّر وضعَ حاكميه تلقائيًا إلى الوضع الذي يرتضيه".
[12]- بن نبي، مالك، في مهب المعركة، ص: 22 – 23، دار الفكر، دمشق، ط3، 1981، إعادة 2002م. "مركب تبعيّة: المركّب الذي ينزع من الطفل الفكرة والرغبة في تكوين إرادة وسلطة شخصيتين، حيث لا يرى فيهما جدوى، بل يراهما مستحيلتين". وص: 30 – 31.
[13]- بن نبي، مالك، وجهة العالم الإسلامي، ص: 92، دار الفكر، دمشق، ط1، 1986، إعادة 2002م. "والحق أن سهم الاستعمار ماحق، إذ هو يسحق بصورة منهجية كل فكرة وكل جهد عقلي أو محاولة للبعث الأخلاقي أو الاقتصادي؛ أعني: كل ما من شأنه أن يتيح لحياة أبناء المستعمرات مخرجًا أيًا كان".
[14]- بن نبي، مالك، شروط النهضة، ص: 146، مصدر سابق.
[15]- "تجنبنا قصدًا أن نستخدم في هذه المعادلة مصطلح (مادة) وفضلنا عليه مصطلح (تراب) والغرض من هذا الاختيار هو تحاشي اللبس في كلمة (مادة): حيث أنها تعني في باب الأخلاق مفهومًا مقابلاً لكلمة (روح)". بن نبي، مالك، شروط النهضة، حاشية ص: 44 – 45،
مصدر سابق.
[16]- بن نبي، مالك، ميلاد مجتمع، ص: 29، مصدر سابق. أيضًا، را: بن نبي، مالك، تأملات، ص: 171 "حضارة = رجل + تراب + وقت. فأنا إذن حينما أحاول التخطيط لحضارة فليس عليّ أن أفكر في منتجاتها، وإنما في أشياء ثلاثة: في الإنسان والتراب والوقت. فحينما أحل هذه المشاكل الثلاثة حلاً علميًا، بأن أبني الانسان بناءً متكاملاً، وأعتني بالتراب والزمن فإنني حينئذ قد كوّنت المجتمع الأفضل، كوّنت الحضارة التي هي الإطار الذي فيه تتم للفرد سعادته، لأنه يقدّم له الضمانات الكافية الاجتماعية". وص: 199. وأيضًا، را: بن نبي، مالك، شروط النهضة، ص: 44 – 45، مصدر سابق.
[17]- بن نبي، مالك، تأملات، ص: 77 - 78، مصدر سابق. "أما الإسلام فإنه يمنح الإنسان قيمة تفوق كل قيمة سياسية أو اجتماعية، لأنها القيمة التي يمنحها له الله في القرآن في قوله: ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ﴾ (الإسراء: 70)، فهذا التكريم يكون – أكثر من الحقوق والضمانات – الشرط الأساسي للتعبير اللازم في نفس الفرد، طبقًا للشعور الديمقراطي سواء بالنسبة للأنا أو بالنسبة للآخرين، والآية التي تنص على هذا التكريم تبدو وكأنها نزلت لتصدير دستور ديمقراطي يمتاز عن كل النماذج الديمقراطية الأخرى.
[18]- بن نبي، مالك، ميلاد مجتمع، ص: 39، مصدر سابق. "وعليه فإذا ما بلغ المجتمع ذروة نموّه فإن شبكته الاجتماعية تكون: ل1 = ن (ن - أ)، أعني الحد الأقصى. وهذه هي الحالة التي يشير إليها حديث رسول الله (ص): المؤمن للمؤمن.......". راجع أيضًا ص: 12، وص: 57، المصدر نفسه.
[19]- بن نبي، مالك، ميلاد مجتمع، ص: 9 – 10، مصدر سابق.
[20]- بن نبي، مالك، شروط النهضة، ص: 48 – 49، مصدر سابق."..بل يجب التأمل في سنن التاريخ التي لا تغيير لها، كما أشار إليها القرآن الكريم ﴿سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً﴾ (الفتح:23).
[21]- بن نبي، مالك، دور المسلم ورسالته في الثلث الأخير من القرن العشرين، ص: 60 – 61، دار الفكر، دمشق، ط1، 1978، إعادة 2002م. "كل فكرة لها جانبان: جانب الصحة، وجانب الصلاحية. قد تكون فكرة ما صالحة وليست صحيحة وقد تكون فكرة صحيحة وفقدت في الطريق صلاحيتها لأية أسباب".
[22]- بن نبي، مالك، القضايا الكبرى، ص: 56، دار الفكر، دمشق، ط1، 1991، إعادة 2002م. "ومجموع الأشخاص ليس إلا: (الإنسان) باعتباره كائنًا اجتماعيًا".
[23]- بن نبي، مالك، ميلاد مجتمع، ص: 27، مصدر سابق.. ".. هذه العوالم الثلاثة لا تعمل متفرقة، بل تتوافق في عمل مشترك تأتي صورته طبقًا لنماذج أيديولوجية من (عالم الأفكار)، يتم تنفيذها بوسائل من (عالم الأشياء)، من أجل غاية يحددها (عالم الأشخاص). أيضًا، را: بن نبي، مالك، تأملات، ص: 22. وأيضًا، را: بن نبي، مالك، مشكلة الثقافة، ص: 48.
[24]- بن نبي، مالك، ميلاد مجتمع، ص: 29، مصدر سابق. " (فالشخص) في ذاته ليس مجرد فرد يكوّن النوع، وإنما هو الكائن المعقّد الذي ينتج حضارة. وهذا الكائن هو في ذاته نتاج الحضارة، إذ هو يدين لها بكل ما يملك من أفكار وأشياء. وبعبارة أخرى كل من العوالم الاجتماعية الثلاثة يتفق مع الصيغة التحليلية التالية: ناتج حضارة = إنسان + تراب + وقت".
[25]- شريعتي، علي، الإنسان والإسلام، ص: 275، دار الأمير للثقافة والعلوم، ط1، 2006م.
[26]- ".. إن الفلاسفة لم يكونوا ممَن يصنعون الأيديولوجية، الناس هم الذين يوجدون الإيديولوجية، ولهذا فإن أبرز قادة الأيديولوجية وصانعيها ومخططيها وحاملي رسالتها، هم الأنبياء، الذين نهضوا ـ بنص القرآن وتأييد التاريخ ـ من بين الجماهير. وفي اعتقادي، أن صفة (الأُمي) لنبي الإسلام هي بهذا المعنى، هو شخص من (الأُمة) من (الأُميّين)، لا من الحكماء العلماء والشعراء والأمراء و.......". شريعتي، علي، الإنسان والإسلام، ص: 269، مصدر سابق.
[27]- شريعتي، علي، العودة إلى الذات، ص: 27، دار الأمير للثقافة والعلوم، ط1، 2006 م.
[28]- شريعتي، علي، بناء الذات الثورية، ص: 21 – 22، دار الأمير للثقافة والعلوم، ط1، 2005م.
[29]- .. هذا الوعي هو عبادة الله الذي جرّه بعض رجال الدين إلى الابتذال، وهو الاشتراكية التي بدّلها الشيوعيون إلى اقتصادية حتمية عمياء مادية، وهو الحرية التي جعلتها الرأسمالية نقابًا للنفاق والخداع. والثورة الفكرية هدفها معرفة هذا المَسخ الذي يُعد أعظم مسخ في زماننا. وفي نفس الوقت الوصول إلى لياقة ذهنية تستطيع أن تحقق الوحدة بين مفاهيم العبادة والعمل والنضال الاجتماعي". شريعتي، علي، بناء الذات الثورية، ص: 66 – 67، مصدر سابق.
[30]- "كانت إحدى زميلاتي اللائي تلقين دراستهن في أمريكا تقول: <أثناء عودتي من أمريكا، رأيت النساء الأوروبيات أكثر أناقة من الأمريكيات، ثم أتيت إلى طهران فرأيت النساء الطهرانيات أكثر أناقة من النساء الأوروبيات، ثم ذهبت إلى محافظتي فرأيت الأقلية العصرية من نساء تلك المحافظة أكثر أناقة من الطهرانيات> وقلت لها: <لو كنتِ قد واصلتِ المسير وذهبتِ إلى المحافظات الأصغر بل إلى بعض القرى، لرأيتِ أن اللائي أتينَ إلى طهران لعدّة أيام واشتغلنَ خادمات أو طاهيات أكثر عصريةً من الأمريكيات>. هذه قاعدة عامة، لماذا؟ هو نوع من الصراع النفسي، عندما يحس أحد بمركّب نقص تجاه آخر، فإذا رد الفعل الطبيعي عنده أن يعوّض هذا النقص أن يقلّده، ويصل بنفسه إلى مستواه". شريعتي، علي، مسؤولية المثقف، ص: 101 – 102، مصدر لاحق. أيضًا، را: ص 121 – 122 من نفس المصدر. وأيضًا، را: شريعتي، علي، تاريخ الحضارة، ص: 516 – 518، دار الأمير للثقافة والعلوم، ط1، 2006م.
[31]- "إعداد الذات ثوريًا في صورة أصل وأصالة وهدف، أي أن يوهب الجوهر الوجودي للذات تكامله". شريعتي، علي، بناء الذات الثورية، ص: 16 – 17، مصدر سابق.
[32]- "الإيمان يحطّم السلطات دائمًا، حتى وإن كان في قلب شخصٍ ضعيف، وكانت السلطات مجهّزة بأحدث القدرات. هذا تزامن جبري. وعلى حد قول القرآن ﴿كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً﴾ (البقرة: 249). هذا قانون جبر إلهي أو جبر التاريخ – لا فرق -، ولهذا يشير القرآن: ﴿وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ﴾ (القصص:5) بأية سلطة؟ هل يريد أن يقوم بمعجز؟ كلا، هل يريد أن يقدّم السلاح؟ كلا، إنه الإيمان. لازم ذلك واقتضاؤه هو الإيمان الواعي، أي الأيديولوجية". شريعتي، علي، الإنسان والإسلام، ص: 303 – 304، مصدر سابق.
[33]- "ولهذا نرى في التاريخ أن العلم لم يُثِر صراعًا أبدًا، وكذلك الفلسفة لم توجد الصراع أبدًا، وإن كان الاختلاف ما بين العلم والفلسفة كثيرًا ولا يزال، ولكن الأيديولوجيين هم فقط الذين أوجدوا الحروب، التضحيات، وكذلك الجهاد العظيم في تاريخ البشرية. هذه هي طبيعة الأيديولوجية واقتضاؤها: الإيمان، المسؤولية، الصراع، والتضحية". شريعتي، علي، الإنسان والإسلام، ص: 268، مصدر سابق.
[34]- "والعمل الصالح في الإسلام على خلاف التصوّر الديني الذي فهم به هذا المصطلح اليوم، فهو ليس العمل الديني فحسب، بل هو في نفس الوقت العمل المادي والعمل الإنتاجي".
شريعتي، علي، بناء الذات الثورية، ص: 51 – 52، مصدر سابق.
[35]- شريعتي، علي، بناء الذات الثورية، ص: 42 وما بعدها، مصدر سابق. "والمقصود من العبادة هو الاتصال الوجودي المستمر بين الإنسان والله. الإله الذي هو منبع الروح والجمال والهدف والإيمان وكل قيمنا الإنسانية، وبدونه يغوص كل شيء في مستنقع العبث واللامعنى والابتذال".: ص: 45.
[36]- نهج البلاغة، ص: 53، شرح الشيخ محمد عبده.
[37]- شريعتي، علي، بناء الذات الثورية، ص: 65، مصدر سابق.
[38]- شريعتي، علي، مسؤولية المثقف، ص: 80 – 81، دار الأمير للثقافة والعلوم، ط1، 2005م.
[39]- شريعتي، علي، العودة إلى الذات، ص: 365-366، مصدر سابق.
[40]- شريعتي، علي، العودة إلى الذات، ص: 366، مصدر سابق
[41]- شريعتي، علي، الإنسان والتاريخ، ص: 18، دار الأمير للثقافة والعلوم، ط1، 2006م.
[42]- شريعتي، علي، الإنسان والتاريخ، ص: 18، مصدر سابق.
[43]- "تؤكد لنا القَصَص الواردة في التوراة والكتب المرتبطة بها وكذلك قصص القرآن والروايات أن أعتى قوة جابهت رسالة النبي موسى وألحقت بها أشد الضربات هي حركة (السامري) و(بلعم بن باعوراء)". شريعتي، علي، دين ضد الدين، ص: 35، دار الأمير للثقافة والعلوم، ط1، 2003م.
[44]- "هابيل يمثّل مرحلة من مراحل التاريخ البشري، المرحلة التي كانت فيها حياة الإنسان تقوم على أساس الطبيعة والصيد وتدجين الحيوانات، أي أن الطبيعة كانت هي مصدر الإنتاج". شريعتي، علي، الإنسان والإسلام، ص: 59. أيضًا، را: شريعتي، علي، تاريخ الحضارة، ص: 205 – 217، مصدر سابق.
[45]- "قابيل يمثّل دورًا من أدوار تاريخ الإنسان، بحيث يكون فيه مصدر الإنتاج انحصاريًا، وتوجد فيه المُلكيّة الفردية والشخصيّة الانحصارية". شريعتي، علي، الإنسان والإسلام، ص: 59، مصدر سابق.
[46]- "قابيل كان يمثّل مرحلة، بحيث يحدّد قطعة من أرض الله، ويثبت اسمه على مصدر الإنتاج هذا، ثم يستثمر الآخرين ويستعبدهم، ويجبرهم على العمل له في مصدر إنتاجه واقتصاده، مقابل حصولهم على لقمة الخبز". شريعتي، علي، الإنسان والإسلام، ص:60، مصدر سابق.
[47]- ".. يسود قابيل والروح القابيلية على فلسفة تاريخ الإنسان.. مَن هو قابيل؟ رأينا مَن هو: قابيل ديِّن، لم يُنكر الله، ولم يقُل: ما هو الله، وليس له وجود، وهذه الأقوال تافهة، لأنه يذهب ويُقدِّم قربانًا. قابيل يُدين بدِين آدم، وكذلك هابيل. ولكن هذا الدِّين يكون لدى الشخصين دينيْن متضادّين، أحدهما يبرّر دوافع قابيل، والآخر يكون سببًا في تحقّق الحقائق وفضيلة هابيل، وهذان الدّينان يتحاربان على طول التاريخ". شريعتي، علي، الإنسان والإسلام، ص: 61، مصدر سابق.
[48]- "..هناك أكثرية جماهيرية اسمها <الناس>؛ وهناك قطب ضد هؤلاء الناس... هو القطب القابيلي الذي له ثلاثة وجوه: وجه اقتصادي، ووجه سياسي، ووجه ديني، المال والقوة والدّين.. ثلاثة ماهر موجودة في القرآن وتتكرّر دائمًا، وهي موجودة في التوراة أيضًا: أحدها فرعون باعتباره نموذج السلطة، والثاني قارون باعتباره نموذج الثروة والرأسمال الاقتصادي، والثالث بلعم بن باعورا، الروحاني الذي بيده الدين، هؤلاء الثلاثة هم نماذج الطبقة القابيلية". شريعتي، علي، الإنسان والإسلام، ص: 62 – 63، مصدر سابق. أيضًا، را: شريعتي، علي، الإنسان والتاريخ، ص: 35 – 43، مصدر سابق.
[49]- شريعتي، علي، دين ضد الدين، ص: 71، مصدر سابق.
[50]- آل فقيه، منذر، "مقال": الوعد الصادق "تجذير الثلاثيّات المفقودة"، كتاب الوعد الصادق، ص: 41 – 47، دار الأمير للثقافة والعلوم، ط1، 2006 م
فإذا حققت الجماعة أهدافها، وفي الوقت نفسه منعت العدو من تحقيق أهدافه، فالنصر يتحول إلى "نصْرَين".
[51]- "وينبغي على المثقف أن يدرك وأن يعلم أن القوى الرجعية المنحرفة – التي كانت دائمًا معادية للبشر تمتطي كواهلهم وتسيطر على مصائرهم – استخدمت الدين كسلاح بتّار لخداع الناس وصرف أحاسيسهم عن مصائرهم الحالية، وحصرهم فيما يتعلّق بالماضي، وتبديل المشاكل الحقيقية الراهنة عندهم إلى مشاكل ذهنية، وجذب اهتمامهم باسم الدين من مرحلة ما قبل الموت إلى مرحلة ما بعد الموت، وذلك لكي تحول بين المسلمين وبين مزاولة حياة حرّة كريمة فوق الأرض، وتنقل مُثُلهم التي يتوقون إلى تحقيقها في هذه الحياة إلى الحياة الآخرة، ونتيجة لذلك فهم يصوّرون الذين – وهو من أعظم الطاقات المعنوية التي تدفع الناس إلى الكفاح في حياتهم الدنيا – في صورة تجلب الأنظار والأسماع والقلوب من الحياة الدنيا إلى الآخرة، واعتبروا التفكير في الحياة الدنيا نوعًا من الفساد والانحطاط باسم الدين، ونشروا في المجتمع نوعًا منحرفًا من الزهد والميل إلى الآخرة". شريعتي، علي، مسؤولية المثقف، ص: 139، مصدر سابق.
[52]- را: شريعتي، علي، دين ضد الدين، ص 53 – 54، مصدر سابق.
[53]- شريعتي، علي، دين ضد الدين، ص: 61 – 62، مصدر سابق. أيضًا را: شريعتي، علي، الأمة والإمامة، ص : 31-36، دار الأمير للثقافة والعلوم، ط 1، 2006م.

مقالات أخرى من هذا الكاتب
• ثقافة المقاومة بين العودة إلى الذات ونموذج الوعد الصادق - 1   (بازدید: 1287)   (موضوع: )

مقالات أخرى من هذا الموضوع
• المرأة المسلمة والتحديات العالمية من خلال بعض الاتفاقيات الدولية   (بازدید: 2732)   (نویسنده: محمد علي التسخيري)
• المرأة في المشروع الإسلامي المعاصر   (بازدید: 2651)   (نویسنده: زكي الميلاد)
• توصيات مؤتمر المرأة المسلمة في المجتمعات المعاصرة   (بازدید: 4194)   (نویسنده: محمّد علي آذرشب)
• جلال الدين الرومي وآثاره العربيّة   (بازدید: 6849)   (نویسنده: فرح ناز رفعت جو)
• في أجواء نداء الحج لعام 1428هـ   (بازدید: 2882)   (نویسنده: محمّد علي آذرشب)
• قيمة الجمال في تداولها الإسلامي   (بازدید: 3253)   (نویسنده: عبد المجيد الصغير)
• منهج البيروني في دراسة الأديان   (بازدید: 4255)   (نویسنده: علي بن مبارك)
• ميتا - استراتيجيا المقاومة التبصُّر الخُلُقي نموذجًا   (بازدید: 2147)   (نویسنده: محمود حيدر)
• أزمة التخلف الحضاري و انعكاساتها على وضع المرأة المسلمة في عصرنا الراهن   (بازدید: 4151)   (نویسنده: محمّد علي آذرشب)
• أزمة الحوار الإسلامي   (بازدید: 1352)   (نویسنده: زكي الميلاد)
• أزمة الحوار السني - الشيعي   (بازدید: 4058)   (نویسنده: زكي الميلاد)
• إشكالية المرجعية في تقرير التنمية الإنسانية   (بازدید: 1214)   (نویسنده: خالد سليمان)
• آفتان في المتعصبين   (بازدید: 2170)   (نویسنده: الشيخ محمّد الغزالي)
• إنما المؤمنون إخوة   (بازدید: 1819)   (نویسنده: محمد حلمي عيسى باشا)
• أيها المسلمون.. ثقوا بأنفسكم دعوة لا تزال حيّة   (بازدید: 1639)   (نویسنده: عبدالمجيد سليم)
• الإرهاب الصهيوني فكرًا وممارسة   (بازدید: 1023)   (نویسنده: أسعد السحمراني)
• الإمام علي بن أبي طالب والتقريب بين المذاهب   (بازدید: 1061)   (نویسنده: الدکتور عبدالمتعال الصعيدي)
• الانسجام الإسلامي   (بازدید: 1540)   (نویسنده: محمّد علي آذرشب)
• التحديات الراهنة كيف نواجهها   (بازدید: 843)   (نویسنده: الشيخ محمود محمدي عراقي)
• التشريع وكرامة الإنسان   (بازدید: 888)   (نویسنده: سيد موسى الصدر)

التعليقات
الاسم:
البريد الالکتروني:
العنوان:
التعليق:
ثبت
[ Web design by Abadis ]