banner
مساحة «للتعارف» بين الإیرانيين و العرب
المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية
  کلمات   جمل   تعليقات      

ملامح من شخصية العالم المفكر الشيخ ميثم البحراني
ثقافتنا - العدد 13
شخصيات
السيد محمد بحر العلوم
1427

وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ
(التوبة:122) لا ينكر أحد عراقة وأصالة البحرين الفكرية عبر تاريخها الطويل، والذي يمتد إلى ثلاثة الآف عام قبل الميلاد، حيث كانت البحرين تضم في السابق:الإحساء، والقطيف, وأوال- وهذه الأخيرة اليوم هي البحرين. - ، وفي مثل هذا البلد التاريخي العريق يبزغ فيه من أبنائه ما يشير إلى شموخه الفكري عبر الأيام الطويلة .
وإذا فكرت "رابطة الثقافة والعلاقات الإسلامية والمجمع العالمي لتقريب بين المذاهب الإسلامية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية " أن تحتفل بتكريم عالم ومفكر إسلامي عربي، كالشيخ ميثم البحراني، فإنها تقوم بعمل رائع يعبر عن اهتمامها بالشخصيات التي تستحق التكريم والتقدير.
الشيخ كمال الدين ميثم بن علي بن ميثم البحراني من أعلام القرن السادس الهجري، المتوفى عام 679 هـ وعُرف بأنه:
" الفيلسوف المحقق، والحكيم المدقق، قدوة المتكلمين، وزبدة الفقهاء والمحدثين، العالم الرباني، كمال الدين ميثم بن علي بن ميثم البحراني، غواص بحر المعارف, ومقنّص شوارد الحقائق واللطائف، ضم إلى الإحاطة بالعلوم الشرعية، وإحراز قصبات السبق في العلوم الحكمية والفنون العقلية، ذوقاً جيداً في العلوم الحقيقية، والأسرار العرفانية، كان ذا كرامات باهرة، ومآثر زاهرة، ويكفيك دليلاً على جلالة شأنه، وسطوع برهانه، اتفاق كلمة أئمة الأعصار، وأساطين الفضلاء في جميع الأمصار على تسميته بـ "العالم الرباني" وشهادتهم له بأنه لم يوجد مثله في تحقيق الحقائق، وتنقيح المباني. والحكيم الفيلسوف سلطان المحققين، وأستاذ الحكماء والمتكلمين، نصير الملة والدين محمد الطوسي شهد له بالتبحر بالحكمة والكلام، ونظم غرر مدائحه في
أبلغ نظام".
وقد اعتمد العلامة المحدث الثبت الشيخ يوسف البحراني ـ صاحب الموسوعة الفقهية الإمامية الكبيرة، المعروفة بـ «الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة» على ما نقله العلامة الشيخ سليمان بن عبد الله البحراني في رسالته المسماة بـ « السلافة البهية في الترجمة الميثمية» ما يؤكد على مكانة هذه الشخصية الفكرية التي حظيت به البحرين في القرن السادس الهجري، وهي شهادة موثقة تستحق التقدير والإعجاب.
يستفاد من هذا النص ملامح شخصية شيخنا ميثم البحراني التي نبحث عنها وأبرزها أمران مهمان، هما باختصار:
أولا- إنه فيلسوف محقق وحكيم مدقق، و قدوة المتكلمين:
هذه الصفة المهمة أكد عليها الفيلسوف الكبير, أستاذ الحكماء والمتكلمين الخواجة نصير الدين محمد بن محمد بن الحسن الطوسي، المتوفى
عام672هـ المعاصر للشـيخ ميثم ـ حيــث شــهد لـــه بـأنـه « المتبحر بالحكمة والكلام».
وكذلك صدر المتألهين الشيرازي، محمد بن إبراهيم المتوفى(1059هـ ) حيث نُقل عنه: " أنه أكثر النقل عنه في "حاشية شرح التجريد" سيما في "مباحث الجواهر والأعراض"، والتقط فرائد التحقيقات التي أبدعها - عطر الله مرقده- في كتاب " المعراج السماوي" وغيره من مؤلفاته التي لم تسمح بمثله الإعصار، ما دار الفلك الدوار".
وهاتان الشهادتان من الشخصيتين المشهورتين بالعلمين: الفلسفة الإسلامية، وعلم الكلام، تعد في حساب التوثيق العلمي أمراً مهماً للغاية، فالشخصيتان الخواجة نصير الدين الطوسي، وصدر المتألهين الشيرازي لا يعبران في مجال التعريف بشخصية علمية عن عاطفة خاصة، أو مجاملة على حساب العلم والعلماء، وإنما نعتبر شهادتهما في مجال اختصاصيهما ـ في الحكمة(الفلسفة) والكلام- توثيقاً واعترافاً بمكانة الشخص العلمية.
بالإضافة إلى ما تقدم فحين نرجع إلى قائمة مؤلفات الشيخ ميثم- المتوفرة أسماؤها لدينا- نجد له عدة كتب ورسائل تختص بالفلسفة وعلم الكلام، وقد أشاد ببعضها اعلام الحكمة والكلام كما سيأتي.
فقد ترك للمكتبة الفلسفية، وعلم الكلام عدة كتب أو رسائل، نشير
إليها بإيجاز:
1- شرح الإشارات: وهو شرح لإشارات أستاذه العالم قدوة الحكماء، وإمام الفضلاء الشيخ السعيد الشيخ علي بن سليمان البحراني، ( معاصر للشيخ ميثم) وهو في غاية المتانة والدقة على قواعد الحكماء المتألهين.
وقال عنه الشيخ علي البلادي البحراني المتوفى 1340هـ " قال بعض مشائخنا المعاصرين: لو لم يكن له إلا هذا الكتاب لكفاه دليلاً على كمال تبحره".
2- المعراج السماوي: قال عنه الشيخ سليمان البحراني: إن صدر المتألهين الشيرازي " التقط فرائد التحقيقات التي أبدعها في كتاب المـعراج السماوي وغيره من مؤلفاته".
ونقل الطهراني الشيخ أغا بزرك: إن السيد عليخان المدني(علي بن أحمد بن محمد معصوم الحسني الحسيني المتوفى1119هـ) نقل عن الشيخ ميثم في كتابه المعراج السماوي في تصانيفه كثيراً.
3- القواعد في علم الكلام: قال الخونساري عند ذكره هذا الكتاب:"يعني به كتابه المسمى بقواعد المرام "، وأضاف بأن لديه نسخة قديمة منه، وقد فرغ من تصنيفه في شهر ربيع الأول من سنة676هـ".
وذكر الطهراني: قواعد المرام في علم الكلام، و يسمى ـ أيضا- " القواعد الإلهية في الكلام والحكمة " ، وقال: رأى منه عدة نسخ، وقد كتبه لأبي المظفر عز الدين عبد العزيز بن جعفر. وهو كتاب جامع في علم الكلام، ذكره الفقيه الشهيد الإمام أحمد بن علي العاملي، و إنه قرأ ذاك الكتاب على السيد الحسن بن السيد جعفر الموسوي الكركي العاملي.
4- البحر الخضم: ورغم أن كثيراً من المصادر التي تناولت مؤلفات الشيخ ميثم ذكرت له هذا الكتاب لم تشر إلى موضوعه إلا الشيخ أغا بزرك الطهراني فقد قال عنه: يبحث في الإلهيات.
5- النجاة في القيامة في تحقيق أمر الإمامة: ذكره الشيخ علي بن محمد بن حسن الشهيد الثاني في كتابه "الدر المنثور" كما ذكر في مقدمته. وذكر المرحوم السيد محمد صادق بحر العلوم بأن لديه نسخة من الكتاب، كتبها بخطه سنة 1361هـ على نسخة كتبها يوسف بن محمد بن إبراهيم المناني يوم الثلاثاء 17ذي الحجة سنة 852هـ .
وذكر الشيخ الطهراني:الكتاب بـ " نجاة القيامة في أمر الإمامة" وقال: ألفه بإشارة المعظم عز الدين أبي المظفر عبد العزيز بن جعفر النيشابوري ( المتوفى عام 672هـ في بغداد) وأنه لما ورد نيشابور(في إيران ) مجتازاً، اتصل به وأكرمه، واشار إليه بتأليف كتاب في الإمامة، فاعتذر منه بمشقة السفر، وما استلزمه من تشعب الذهن، ومفارقة الأهل والولدان، لكنه أمتثلته
أداء لحقوقه.
6- استقصاء النظر في إمامة الائمة الإثني عشر:وقال الشيخ يوسف البحراني: " ذكر بعض مشايخنا المحققين من متأخري المتأخرين كتاب استقصاء النظر في إمامة الائمة الإثني عشر. " وذكر الشيخ الطهراني الكتاب، وأردف قائلا :"إنه لم يُعمل مثله".
7- منهج (منهاج) الإفهام في علم الكلام:قال عبد الله الأفندي:رأيت قطعة منه، ولعله بعينه ما قاله في المتن ورسالة في الكلام".
8 ـ رسالة في الوحي والإلهام: ولم يشر أي مصدر عن موضوع هذا الكتاب، ولكن كما أفهمه لم يخرج عن إطار علم الكلام، لأن عنوانه يوحي بأنه يبحث عن علم النبي بواسطة الوحي أو الإلهام.
9- شرح المـنزلـة: ورد ذكر هـذا الحديـث في مقـدمة كتـاب الشـيخ ميــثم " قواعد المرام في علم الكلام"، ولم يشر إلى موضوعه، أعتقد أنه يتعلق بشرح الحديث الشريف " يا علي أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي" وهو بحث يؤكد على إمامة أمير المؤمنين علي
عليه السلام.
10- غاية النظر في علم الكلام: قال الطهراني: " رأيت النقل عنه مع النسبة إلى الشيخ ميثم في مسألة الإمامة وأدلتها في حاشية كتاب " المقاصد الكلامية " تصنيف الشيخ ميثم المذكور، ورموز تلك الحاشية (م.ح) والنسخة في كتب المولى محمد علي الخونساري" .
في حدود توصلي في البحث عما كتبه الشيخ ميثم في علم الكلام والفلسفة، من خلال المصادر المتوفرة لديّ هذه الكتب أو الرسائل التي أشرت إليها، وتركت بعض المؤلفات التي نسبت إليه، وشكك في نسبتها له بعض الأعلام، فتركت الإشارة إليها.ومنها كتاب "الاستغاثة في البدع الثلاثة". وكذلك ما ذكر البغدادي إسماعيل باشا بأنّ له كتاب " الدر المنثور" في جملة مؤلفات الشيخ ميثم دون أن يزيد على ذلك. وأحسب أن البغدادي وقع في اشتباه، حيث ورد في مقدمة شرح النهج لمترجمنا ذكر لمؤلف الشيخ " النجاة في القيامة في تحقيق أمر الإمامة" ما نصه:" ذكره وحكى عنه الشيخ الفاضل علي بن محمد بن الحسن بن الشهيد في كتابه "الدر المنثور"، ولعل ما ذكره البغدادي منشأه هذا إذ نسب كتاب الشهيد الثاني " الدر المنثور " لابن ميثم .
المهم من ذكر هذه المجموعة من مؤلفات الشيخ ابن ميثم التأكيد على أننا أمام شخصية علمية اختصاصية لها جذورها الفكرية في هذين العلمين المهمين، الذي يبحث أحدهما في علم الكلام، وهو- كما يعرف- ما يبُحث فيه عن ذات الله تعالى وصفاته، والعقائد الإيمانية والاعتقادات المذهبية،
"وأحوال الممكنات من المبدأ والمعاد على قانون الإسلام.والقيد الأخير لإخراج العلم الإلهي للفلسفة". فيكون في ضوء هذا التعريف هو المختص في العقائد الإيمانية، والاعتقادات المذهبية، كما وأنه يتضمن الحجاج عن العقائد الإيمانية بالأدلة العقلية، والرد على المبتدعة والمنحرفين.
ويُعرف علم الفلسفة، بأنه: " علم يبحث فيه عن حقائق الأشياء، والعمل بما هو أصلح ". فهو يختص إذا بالبحث عن حقائق الأشياء، والعمل بما هو أصلح. وهناك من يتوسع بالتعريف فيرى: أن الفلسفة تبحث عن حقائق الأشياء على ما هي عليه في الوجود بقدر الطاقة البشرية فهي علم نظري غير آلي.
ثانياً- وزبدة الفقهاء والمحدثين العالم الر باني:
الجانب الآخر من شخصية مترجمنا بعد اشتهاره بالحكمة والكلام، عرفته المصادر: بزبدة الفقهاء والمحدثين، والعالم الرباني، الذي " ضم إلى إحاطته بالعلوم الشرعية، وإحراز قصبات السبق في العلوم الحكمية والفنون
العقلية. "
هذا النص الأصل ـ نقل عن الشيخ سليمان بن عبد الله البحراني المتوفى 1121هـ ، في رسالته عن الشيخ ميثم، أسماها "السلافة البهية في الترجمة الميثمية " واعتمدها غالب من ترجم هذه الشخصية، ويفهم من هذا النص:أنه فقيه، بدليل قوله" وضم إلى إحاطته بالعلوم الشرعية، إحرازه قصبات السبق في العلوم الحكمية والفنون العقلية" ومعنى" إحاطته بالعلوم الشرعية" تضلعه بعلوم الشريعة بالفقه والحديث، و لكن حين نرجع إلى قائمة مؤلفاته نرى أكثرها تختص بالفلسفة وعلم الكلام، ولم يكن بينها ما يشير إلى مؤلف فقهي إلى جانب مؤلفاته الأخرى المتنوعة التي سنشير إليها، كشرح نهج البلاغة للإمام علي عليه السلام، أو مائة كلمة للإمام أمير المؤمنين عليه السلام، أوفي علم البلاغة، أو غيرها.
والغريب أن الذين ترجموا الشيخ ميثم لم يتطرقوا إلى أساتذته في البحرين طيلة زمن حضوره في حلقات الدروس العلمية سواء على مستوى السطوح أو الخارج، إلا القليل منهم بما لا يمكن أن يستنتج منه ما يُعرفنا على تأثره بخطى أساتذته الفكري أو البياني، ويظهر أنه أكمل شوطه العلمي في البحرين - كما يستفاد من مطاوي ترجمته- واشتهر في بلاده في الأوساط العلمية، ثم تعدى صداه إلى العراق، مما حفز علماء العراق، وخاصة أعلام الحوزة العلمية في الحلة إلى دعوته لزيارة العتبات المقدسة، ولقاء العلماء وأقطاب الحوزة العلمية، وشيوخ الحديث، وأعلام الفقه وأصوله، لغرض الإفادة والاستفادة. وحين لبى دعوتهم كان موضع حفاوة وتقدير من كافة الطبقات الحوزوية في المدن التي قصدها كبغداد والحلة والنجف الأشرف له، كما كانت حافلة بالمباحثات وبالمناقشات العلمية، وأكد في تلكم اللقاءات مع علماء الشريعة صدق ما اشتهر بـه من " اتفاق علماء الاعصار على تسميته بالعالم الرباني، وشهاداتهم له بأنه لم يوجد مثله في تحقيق الحقائق، وتنقيح المباني".
وكانت له ثلاث محطات في سفرته العراقية:
الأولى ـ بغداد، وحينها كانت تعج بعلماء فطاحل اختصوا بعلوم الشريعة، وأبرزهم:الشيخ نصير الدين محمد بن محمد بن الحسن الطوسي، وذكرت المصادر بأنه استفاد من وجود الخاجة نصير الدين الطوسي في بغداد عطاء في الفلسفة والكلام، كما ذكر استفادة الخاجة الطوسي من الشيخ ميثم عطاء فقهياً. وفي مصدر آخر عُد الخاجة من أساتذة ابن ميثم. ، وأرى أن لانطلق عنوان التلمذة على أي منهما، فالطرفان ضليعان في معرفتهما، ولكن حين جمعتهما الأيام استفادا من المباحثة والمناقشة، وهذا ما يحصل عند الكثير من العلماء المتساوين في المنزلة.
والشخصية الأخرى التي ذهبت المصادر أنه تلمذ عليها الشيخ ميثم في بغداد هو الشيخ أبو السعادات أسعد بن عبد القاهر بن أسعد الاصفهاني، وعـرفه الحـر العاملي بقوله:" كان عالماً فاضلاً محققاً، له كتب(عديدة) يروي عنه علي بن موسى بن طاووس، وقرأ عنده المحقق نصير الدين الطوسي، وميثم بن علي البحراني ".
الثانية ـ الحلة، وكانت حينذاك قد انتقلت لها الحوزة العلمية من النجف الأشرف حين انتقل إليها أعلام الحليين الذين تتلمذوا في حوزة النجف على يد الشيخ الطائفة محمد بن الحسن الطوسي وولده الحسن بن محمد بن الحسن المعروف بأبي علي، وفي مقدمتهم محمد بن أدريس الحلي سبط الشيخ الطوسي المتوفى عام 598هـ واكتمل أوج الحوزة العلمية في الحلة في أوائل القرن السابع الهجري في عهد المحقق الحلي نجم الدين جعفر بن الحسن المتوفى عام 676هـ وكان مجلسه يضم قرابة أربعمائة مجتهد.
والذي يظهر أن سفره للحلة لغرض زيارة حوزتها وعلمائها كان في عهد زعيمها المحقق الحلي رحمه الله تعالى، حيث كان له مع المحقق أكثر من لقاء، وقد أشارت بعض المصادر: إن الشيخ ميثم كان له مجلس مع المحقق نجم الدين و مباحثة معه.
ويظهر أن الشيخ ميثم أقام فترة في الحلة انسجم معه أعلام حوزتها وطلابها إفادة واستفادة، وتشير أكثر المصادر المترجمة لشيخنا البحراني أن كثيراً من أعلام الحلة استجازوه في الرواية: كالحسن بن يوسف بن المطهر، المعروف بالعلامة الحلي المتوفى عام726 هـ، والسيد عبد الكريم بن جمال الدين بن أحمد بن طاووس المتوفى عام 693، والسيد رضي الدين علي بن موسى بن جعفر بن طاووس المتوفى664هـ وغيرهم من أعلام الحوزة العلمية في الحلة، ولكن المصادر لم تحدد لنا مدة إقامته في الحلة.
الثالثة - النجف، وكما هو معروف أن هذه المدينة المركز الرئيسي للحوزة العلمية منذ انتقال الشيخ محمد بن الحسن الطوسي في أواخر النصف الأول من القرن الرابع الهجري، وإنها إحدى أربع جامعات علمية إسلامية في الوطن الإسلامي الكبير:كجامعة الزيتونة في تونس، وجامعة القرويين في المغرب، وجامعة الأزهر في القاهرة، وجامعة النجف في العراق.
والملاحظ أن المصادر المترجمة لشيخنا ابن ميثم لم تذكر شيئاً عن زيارته الى النجف، أو لقاءاته مع علمائها الذين بقوا فيها، ولم يرحلوا إلى الحلة كي لا تفرغ من وضعها الحوزوي. ومن غير المعقول أن الشيخ ميثم لم يزر النجف، لكننا لم نحصل في المصادر المتوفرة لدينا على ما كان بين الشيخ ميثم وبين علماء الحوزة العلمية في النجف.
وإذا أردنا الوقوف على الجانب الفقهي من مكانة الشيخ ميثم فإن مؤلفاته لا تشير إلى فقه أو أصول، نعم هناك إشارات خفيفة إلى بعض آرائه الفقهية التي استشهد بها بعض علماء الفقه في مؤلفاتهم، كما نقل المرحوم الشيخ علي البلادي حيث قال:" وقد ذكر أيضا هذا الشيخ الجليل الرباني كل من تأخر عنه ممن تصدى لكتب الرجال والإجازات:كالعلامة(الحلي)، والشهيد الثاني(زين الدين بن نور الدين علي بن أحمد الجبعي العاملي الذي استشهد عام 966هـ) والشيخ حسن
( صاحب المعالم )، والمجلسي (محمد باقر بن محمد تقي بن المقصود علي المجلسي، المتوفى عام1110هـ)، وابن أبي جمهور(محمد بن علي بن إبراهيم بن أبي جمهور المتوفى في أواخر النصف القرن التاسع) وغيرهم، ونقلوا تحقيقاته وفتاويه، وبالغوا في الثناء عليه".
وقبلهم أشار الشيخ سليمان بن عبد الله البحراني في نهاية رسالته التي كتبها في ترجمة الشيخ ميثم عن مكانته العلمية بقوله:" قد كثر استفادة المشائخ المتأخرين واقتباسهم من مشكاة تحقيقات شيخنا كمال الدين ميثم".
ويستشهد صاحب الرسالة المذكورة ببعض الشواهد فيذكر مسألة واحدة ذكرها الشهيد الثاني- رحمه الله - في شرح اللمعة الدمشقية في موضوع فضيلة الحاج ماشياً أو راكباً إذا كان الباعث على المشي توفير المال، لأن دفع رذيلة الشح عن النفس من أفضل الطاعات ".
ونسب الرأي قائلا"اختاره الإمام الرباني ميثم البحراني في شرح النهج، وهو جيد".
أخلص من كل هذا أن شيخنا المترجم اشتهر بعلم الحكمة والكلام، وفيه سجل الكثير من المؤلفات، وقد طغى هذا التوجه على سائر جوانبه العلمية.
أما في جانب علم الفقه فهو وإن توغل فيه إلى درجة الاجتهاد والفتوى، إلا أن الجانب العرفاني طغى عليه واشتهر فيه، ولم يكن له في الميدان الفقهي أو الأصولي ما يوقفنا - كما هو الحال في العلمين الكلام والفلسفة الإسلامية- على آرائه الفقهية.
ابن ميثم وشروحه لكلام الإمام علي (ع)
وإتماماً للفائدة في تجوالنا مع الشيخ ميثم البحراني، فقد لاحظنا اهتمامه الكبير في كلام الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، فذكرت المصادر أن له في شرح نهج البلاغة ثلاثة شروح:
الأول - الشرح الكبير لنهج البلاغة، واسمه " المصباح "
وقالت عنه بعض المصادر:" حقيق بأن يكتب بالنور على الأحداق،
لا بالحبر على الأوراق، وهو في عدة مجلدات".
وجاء في مقدمة الشرح الكبير ما نصه:
"هو كتاب ممتع مشحون بدقائق العلم والحكمة، يطفح من غرر حقائقها أعلاه، ومن درر نوادرها أغلاها، تريك العناية بتحقيق المطالب مبلغ علم مؤلفه، وسعة باعه.
دعاه إلى كشف حقائق كتاب نهج البلاغة ما رآه من تشوق الخواجة علاء الدين عطا الملك ابن بهاء الدين محمد الجويني الوزير الذي توفي سنة 689هـ. صدر الكتاب با سمه، واسم أخيه، وشقيقه الشهير بصاحب الديوان الخواجة شمس الدين محمد بن محمد بن محمد الجويني واسم أخيه وزير هلاكوخان وولده بعده الشهيد باقر ارغونخان سنة 683هـ، وهما من أجلاء وزراء الشيعة، وفرغ الشارح من هذا الشرح سنة 677هـ.وقد طبع(لأول مرة ) بطهران في سنة 1276في خمسة أجزاء جميعها في مجلد ضخم.
وقال الطهراني: شرح النهج لآية الله العلامة الحلي ،الشيخ الإمام جمال الدين أبي منصور الحسن بن سديد الدين يوسف بن المطهر المتوفى سنة 726هـ وهو مختصر ، كما في بعض نسخ كتاب ( الخلاصة)،وعبر في بعضها بـ(كتاب مختصر نهج البلاغة )،وقال في كشف الحجب أنه مختصر شرح كمال الدين ميثم، فيظهر منه أنه رآه، وعده صاحب صاحب الروضات من التصانيف الموجودة للعلامة ، فيظهر انه رآه أيضاً، ولكنه الآن لا وجود للنسخة".
وذكر الطهراني ـ أيضاًـ أن نظام الدين علي بن الحسن بن نظام الدين الجيلاني من أعلام القرن العاشر اختصر هذا الشرح- أيضاً- وسماه " أنوار الفصاحة وأسرار البلاغة والبراعة" وقد أضاف إليه بعض الزيادات من شرح ابن أبي الحديد، يقع في عدة مجلدات فرغ المؤلف من المجلد الأول في
سنة 1053.
الشرح الوسيط، وقد ذكرت بعض المصادر: أنّ له مختصراً للشرح الكبير، وقال الشيخ سليمان الماحوزي البحراني، المتوفى 1121هـ ." سمعت به من بعض الثقاة، أن له شرحاً ثالثاً على نهج البلاغة متوسطاً ".
وعلق المرحوم الطهراني على ما تقدم قائلا:" يظهر أن قول الماحوزي في (الرسالة الميثمية، المسماة السلافة البهية ) مما جرى على قلمه من ارتكاز ما سمعه من الثقة، ولعل الثقة الذي ذكر له الثالثة، جعل شرحه للكلمات القصار شرحاً ثالثاً، وقد أشرنا إليه بعنوان شرح الكلمات المائة. وقلنا إن إسمه «منهاج العارفين» في شرح كلمات أمير المؤمنين عليه السلام، وعليه فيتم الشروح الثلاثة لابن ميثم، فإن كلها شرح لمنشئاته عليه السلام التي دوّنها الشريف الرضي، وسماها نهج البلاغة". .
الشرح الصغير:قال عنه الشيخ يوسف البحراني، ومن مؤلفاته: "شرحه الصغير على نهج البلاغة، جيد مفيد جداً، رأيته في حدود سنة 1081هـ". وقيل: إن اسم الشرح الصغير" اختيار مصباح السالكين ".
ونقلت بعض المصادر: أن الشيخ أبن ميثم لخص شرحه لنهج البلاغة الكبير بطلب من علاء الدين عطاء الملك لولديه نظام الدين أبي منصور محمد، ومظفر الدين أبي العباس علي. فرغ من تلخيصه في شوال سنة إحدى وثمانين وستمائة.
وذكر الملا كاتب الجلبي المتوفى 1017هـ في هذا الصدد قائلا: ومن شروح نهج البلاغة شرح كمال الدين ميثم بن علي ميثم المعلى البحراني الشيعي المتوفى 679هـ، وقد فرغ من تلخيصه واختياره في أواخر شوال681هـ.
2- شرح المائة كلمة: وفي بعض المصادر اسمه " شرح المائة الكلمة المرتضوية". وقال عنه البلادي:" وهو شرح نفيس لم يعمل في فنه مثله" وفي مصادر أخرى اسمه "منهج العارفين في شرح كلام أمير المؤمنين عليه السلام ". قال الحسيني:هو شرح «المائة المختارة» والتي جمعها أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ المتوفى255هـ، وسماها "مائة كلمة لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب ".
وقال عنه الشيخ يوسف البحراني: " ومن مصنفاته- قدس سره- شرح المائة كلمة، (وأضاف ) كان عندي فذهب مني في بعض الوقائع التي جرت عليّ وبقي الشرح الكبير ".
وقال السيد عبد الزهراء الخطيب الحسيني في شأن هذا الكتاب:
"اختار الشريف الرضي جملة منه، وأثبتها في "النهج"، وقال أبو الفضل أحمد بن (طيفور) بن أبي طاهر(المتوفى280هـ) صاحب أبي عثمان الجاحظ، كان الجاحظ يقول لنا زمنا ًإن لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب مائة كلمة، كل كلمة منها تفي بألف كلمة من محاسن كلام العرب، قال: وكنت أسأله دهراً بعيداً أن يجمعها لي، ويمليها عليّ، وكان يعدني بها ويتغافل عنها ضناً بها، قال: فلما كان آخر عمره أخرج جملة الكلمات المائة هذه ثم ذكرها".
و قد طبع هذا الكتاب عدة مرات " والكتاب قيم بكل معنى الكلمة، وكل بحوثه مبنية على أسس علمية، وقواعد فلسفية وأصول حكميّة ".
الشيخ ميثم وعلم البلاغة:
تقول بعض المصادر:" إن سيد المحققين الشريف الجرجاني، (علي بن محمد بن علي، المعروف بالشريف الجرجاني، المتوفى 816 هـ) على جلالة قدره - في أوائل فن علم البيان من شرح المفتاح- قد نقل عن بعض تحقيقاته الأنيقة، وتدقيقاته الرشيقة، أنه عبر عنه (الشيخ ميثم) ببعض مشائخنا ناظماً لنفسه في سلك تلامذته، ومفتخرا ًبالانخراط في سلك المستفيدين من حضرته المقتبسين من مشكاة فطرته".
وفي ضوء ما تقدم فإننا نرى للشيخ ميثم كتاباً في علم البلاغة باسم:
تجريد البلاغة، ويقال له، أصول البلاغة - أيضاً- ألفه باسم نظام الدين أبي منصور محمد الجويني، وشرحه الفاضل المقداد بن عبد الله السيوري الحلي الاسدي الغروي المتوفىعام826هـ، وسمي شرحه "تجويد البراعة". ومع كل الأسف لم نحصل على مزيد من المعلومات بما يتعلق بهذ الكتاب في حدود المصادر المتوفرة لدي، سوى ما استشهد الجرجاني في شرح المفتاح في " كون التشبيه أصلا من أصول البيان" فذكر رأي الشيخ ميثم في ذلك بقولـه:"والصواب ما حققه بعض مشائخنا " وقصد ببعض مشائخنا ميثم البحراني.
علاقة الشيخ ميثم بالسلطة العراقية حينذاك:
حين نمر بحياة شيخنا المترجم الشيخ ميثم البحراني من خلال النظرة العابرة لغرض إعطاء صورة عن ملاح هذه الشخصية العلمية التي أشار لها كل من ترجمه بالاحترام، ووصفه بأرفع الصفات، نراه من خلال زيارته للعراق قد وطد صداقة وثيقة مع السلطة الرسمية في بغداد، والمتمثلة حينها بعطاء ملك علاء الدين بن بهاء الدين، وزير هلاكوخان، وابنيه أبي منصور بهاء الدين محمد الجويني وشقيقه مظفر الدين علي، كما يستفاد ذلك من إهداء كتابه "شرح نهج البلاغة" إليهم.
ولعلنا لا نجانب الحقيقة إذا ادعينا أن هذه العلاقة الرسمية بين الشيخ ميثم والسلطة الرسمية في بغداد حصلت بواسطة الشيخ نصير الدين الطوسي، الذي تربطه بالسلطة رابطة وثيقة، ومن خلال هذه القناة حصلت علاقة الشيخ ميثم بالوزير عطاء الملك، فالكثير من وزراء العباسيين كانوا من محبي أئمة أهل البيت عليهم السلام بداية من البرامكة, واستمراراً إلى نهاية العهد العباسي.
حينما نقرأ فيما كتبه الشيخ ميثم في مقدمته لشرحه النهج، وحين يرد ذكر لهذه الأسرة نرى العبارات التي يقدم بها كتابه إلى الوزير عطاء الملك الجويني يظهر منها مدى ما يحمله نحوهم من التقدير والتبجيل إلى درجة - في تصوري- لا تتناسب مع مكانته كعالم ديني له مكانته العلمية في الأوساط العلمية والدينية كما عرفناها من خلال هذه اللمحات التي قدمناها عن هذه الشخصية، وكي لا يكون الحديث دون دليل، فلنقرأ له بعض ما كتبه في مقدمته شرحه لنهج البلاغة ، وهو يتطرق إلى علاء الدين عطاء ملك، فيقول:
"دعاه إلى تأليفه ما رآه من تشوق علاء الدين عطا ملك ابن بهاء الدين محمد الجويني إلى كشف حقائق كتاب " نهج البلاغة " وهو من الأماجد والاشراف، ومن الذين جمع الله لهم الدين والدنيا، وحازوا شرف الدارين، وحبوا بالعلم الناجح، والعقل الراجح، ومن الذين ازدهت بحسن سيرتهم، وازدان بفضل تدبيرهم الأمور والبلاد حكم بإقامة العدل، وسياسية مرضية، ونشر الأمن، ومداراة الرعية، سهل اللقاء لهم، سمح العطاء إليهم، ولا يخيب أمل آمل".
والظاهر أن علاقة الشيخ البحراني توطدت مع هذا الوزير إلى ما بعد عام681 هـ نستفيد ذلك من طلب علاء الدين من الشيخ أن يلخص شرحه لنهج البلاغة لولديه:نظام الدين أبي منصور محمد، ومظفر الدين أبي العباس علي فكان فراغه من التلخيص في آخر شوال سنة إحدى وثمانين وستمائة هجرية.
وأعتقد أن علاقة الشيخ ميثم مع السلطة الرسمية ـ حينها ـ في بغداد توطدت إلى درجة القناعة الدينية، واعتبرها جزء من واجبه الإيماني في تعضيد هذه الحكومة، نستفيد ذلك من عباراته التي ضمنها مقدمته لشرحه نهج البلاغة، حيث يقول:
"قضت صروف الزمن بمفارقة الأهل والوطن، وأوجبت تقلبات الأيام دخول دار السلام (بغداد) فوجدتها نزهة للناظر، وآية للحكيم القادر بانتهاء أحوال تدبيرها، وإلقاء مقاليد أمورها إلى من خصه الله تعالى بأشرف الكمالات الإنسانية، وملكه ملكات الفضائل النفسانية...نعم هو من رشحة الله لاستكفاء أمور عباده وبلاده،وجعلها مطاوعة لأزمة قيادة، فأوامره الغالية تسري فيها مسرى الأرواح في الأجسام،وآراؤه الصائبة تجري مجرى الصحة بعد السقام ... ( إلى أن يقول ):
"وسطع صبح الحق بطلعته الحميدة من أفق الضلالة، ورفع ذيول ظلام الظلم فجر عدلـه، وأزهرت روض الرغائب بفيض سحائب فضله، المشيد لأركان الإسلام بعد التداعي للانهدام، المجدد من آثار الإيمان ما محاه طوفان الطغيان. صاحب ديوان الممالك، السالك إلى الله أقرب المسالك علاء الحق والدين عطاء ملك بن الصاحب المعظم، والمولى المكرم الفائز بلقاء رب العالمين، ومجاورة الملائكة المقربين، بهاء الدنيا والدين محمد الجويني..."
هذا اللون من التجليل والتعظيم لعلاء الدين عطا ملك لم يصدر من شيخ عرفاني وفقيه بشأن جهة لم يعرف واقعها الديني، وخلاف ذلك فصدقية هذا الإنسان المؤمن معرضة للاهتزاز، كما لاشك فيه أن مبعثه ليس هو التعصب الطائفي، أو ما يماثله. وكل ما توغلت بقراءتي في مقدمة الشيخ ميثم لشرح النهج في خصوص تعلقه بهذه الأسرة يتضح لي أن دوافع الولاء والحب لآل البيت عليهم السلام هو القاسم المشترك بينهما، وحين تكون البواعث إيمانية لا نستغرب من مثل هذا الكيل بالوصف الرفيع والتبجيل الموقر.
وفي ختام حديثي عن لمحات من شخصية الشيخ ميثم البحريني في خصوص جوانبه الفكرية، يؤسفني بأني لم أتمكن رغم المحاولات المتكررة في المصادر المتوفرة لدي- من معرفة دراسة الشيخ ميثم في البحرين إلا قليل القليل رغم شهرته في الأوساط العلمية هناك، وعن زمن مغادرته البحرين إلى العراق، وإن كنت أحصرها في أيام الخاجة نصير الدين الطوسي في بغداد، وأيام المحقق الحلي في الحلة، والزمن الذي قضاه في العراق، وهذه الفترة يمكن تحديدها بالنصف الثاني من القرن السادس الهجري، وعلاقته الوطيدة بعلاء الدين عطا ملك بن محمد الجويني كما يظهر أنه قضى فترة طويلة في العراق، بدليل أنه انتهى من تلخيص شرحه الصغير لنهج البلاغة عام 681 هـ.
هذه كلها نقاط تاريخية لها أهميتها في تاريخ حياة الشيخ، وأرجو أن تتوفر البحوث والدراسات عن هذه الجوانب، وخاصة من الإخوة الأفاضل أعلام البحرين إتماماً لمسيرة حياة هذا العالم الكبير الذي سجل له وجوداً كبيراً في البحرين والعراق زمنا ليس بالقصير.
و تفيد غالبية المصادر المترجمة له أنه توفي عام679هـ.
لكن المرحوم الشيخ أغا بزرك الطهراني: يرى أن تاريخ وفاته عام
699هـ بدليل أن فراغ ابن ميثم من الشرح الكبير لنهج البلاغة كان عام 677هـ، وفرغ من الشرح الصغير للنهج كان في 681هـ، فالصحيح من تاريخ وفاته هو ما ذكره صاحب كتاب كشف الحجب, وهو699هـ
ودفن فيها.
وعلق المرحوم السيد محمد صادق بحر العلوم على اختيار المرحوم الطهراني قائلاً:
"عين أكثر أرباب المعاجم وفاة الشيخ ميثم بسنة 679هـ، وبعض المعاجم أهملت تاريخ وفاته. أما شيخنا العلامة الطهراني تردد في سنة وفاته بين سنة 679 أو سنة699هـ أو ما بينهما، فكأنه لما وجد صاحب كشف الظنون يذكر أن شرحه الوسيط أو الصغير الذي كتبه لولدي الخواجة علاء الدين فرع منه سنة 681هـ ،كما أن النسخ التي رآها شيخنا الطهراني من الشرح المذكور في مكتبة الفاضلية بخراسان ،ومدرسة مروي بطهران ، ومكتبة الحاج آقا حفيد السيد حجة الإسلام الشفتي باصبهان، ونسخة مجد الدين ابن صدر الأفاضل النصيري, كلها ذكر في آخرها أنه فرغ من الشرح المذكور سنة 681هـ تردد في سنة وفاته، واحتمل من النسخ لمذكورة أن الشيخ كان حياً سنة 681هـ فلا يمكن أن يكون تاريخ وفاته سنة 679 فلاحظ ذلك، وأما احتماله بأن سنة وفاته699هـ كما ذكره السيد أعجاز حسين النيسابوري اللكهنوي في كشف الحجب المطبوع سنة 1330هـ .
أما سنة ولادته فذكرها الشيخ سليمان بن عبد الله البحراني في رسالته الصغيرة في تراجم علماء البحرين أنه سنة 636هـ، كما ذكر سنة وفاته
681هـ
وأشير إلى أنه دفن في البحرين لكن نقل عن الكفعمي إبراهيم بن علي بن الحسين أنه توفي في دار السلام بغداد، ودفن فيها.
الهوامش:
- راجع:حسن الأمين ـ الموسوعة الإسلامية:5/56 طع بيروت دار التعارف
- راجع يوسف بن أحمد البحراني- لؤلؤة البحرين : 216-217تحقيق السيد محمد صا دق بحر العلوم/ طبع النجف مطبعة النعمان
- الشيخ سليمان بن عبد الله بن علي بن حسن بن أحمد بن يوسف بن عمار البحراني الستراوي، انتهت إليه رئاسة البحرين ،وكان خصيصاً بعلوم الحديث،والرجال ، والتاريخ، توفي 1121هـ.ترجمه يوسف البحراني ـ اللؤلؤة:7-8
- طبعت هذه الرسالة ضمن كتاب كشكول الشيخ يوسف البحراني:1/41/طبع النجف مطبعة النعمان 1961
يوسف البحراني- المصدر المتقدم:255
- البحراني ـ المصدر السابق: 217
- ترجمه الحر العاملي في ـ أمل الآمل:2/189
- يوسف البحراني- المصدر المتقدم:259 عن الشيخ سليمان بن عبد الله البحراني في رسالته المسماة بـ "السلافة البهية في الترجمة الميثمية"، وأغا بزرك الطهراني- الذريعة إلى تصا نيف الشيعة:13/91 وقال المرحوم الطهراني:ذكره الشيخ البهائي في( الكشكول) والشيخ سليمان بن عبد الله البحراني الماحوزي في( تاريخ علماء البحرين)
وذكره المحامي عباس العزاوي ـ العراق بين احتلالين:2/ملاحق 28هامش 1و2 مستمداً ترجمته من"كنز الأديب لمؤلفه الشيخ أحمد بن درويش علي بن حسين بن علي بن محمد البغدادي الأصل الحا ئري المولد و المسكن، المولود سنة 1262هـ والمتوفى في حدود1327هـ والنسخة الأصلية بخط المؤلف موجودة عند الناقل عباس العزاوي في أربعة مجلدات ضخمة مخطوطة ، وكتاب الدر المسلوك في أحوال الأنبياء والأوصياء والخلفاء والملوك لأحمد بن الحسن ألعاملي، نسخة منه مخطوطة في مكتبة المحامي محمد أحمد.
- علي البلادي البحراني ـأنوار البدرين في تراجم علماء القطيف والإحساء والبحرين:63 طبع النجف مطبعة النعمان1960
- إسماعيل باشا البغدادي- هداية العارفين أسماء العارفين وآثار المصنفين من كشف الظنون: 6/486طبع بيروت دار الفكر1982
- يوسف البحراني ـ المصدر المتقدم: 217
- الطهراني ـ الذريعة الى تصانيف الشيعة:21/231
- يوسف البحراني- المصدر المتقدم:7/219
- الخونساري ـ روضات الجنات:7/219وإسماعيل باشا البغدادي ـ المصدر المتقدم /486وسماه "قواعد المرام".
- الطهراني ـ المصدر المتقدم :17/191
- الطهراني ـ المصدر المتقدم:17/179
- الطهراني- المصدر المتقدم:17/179
- ميثم البحراني ـ شرح نهج البلاغة:1/ المقـدمة ح
- ذكره في مقدمة شرح النهج للشيخ ميثم :1/ح ويوسف البحراني ـ المصدر المتقدم :
259، ومحمد باقر الخونساري ـ روضات الجنات :7/219طبع قم إيران مطبعة مهر تحقيق أسد الله إسماعيليان، والبغدادي ـ المصدر المتقدم:6/486
- الطهراني ـ الذريعة:3/37
- البغدادي ـ المصدر المتقدم:6/481كما ذكره عباس العزاوي- العراق بين احتلالين:2 ملاحق : 28 وسماه" النجاة في الإمامة" طبع اوفست طهران إسماعيليان
- يوسف البحراني ـ لؤلؤة البحرين:260 الخونساري ـالروضات 37و ميثم البحراني ـ مقـدمة شرح النهج
- البحراني ـ اللؤلؤة:260 هامش50
- الطهراني- المصدر المتقدم:24/61
- البحراني- لؤلؤة البحرين:260 الخونساري - المصدر المتقدم:7/220
- الطهراني ـ المصدر المتقدم:2/320
-عبد الله أفندي- رياض العلماء:5/227و1/81 طبع قم /مطبعةالخيام1401
-يوسف البحراني- لؤلؤة البحرين:259والبغدادي ـ المصدر المتقدم:6/491
- ابن ميثم- قواعد المرام في علم الكلام:12طبع قم مطبعة مهر 1398هـ
- ذكر الحديث محمد هادي الميلاني ـ قادتنا كيف نعرفهم:2/162طبع بيروت مؤسسة الوفاء1406 تحقيق السيد محمد علي الميلاني
- الطهراني- المصدر المتقدم:16/24
-يوسف البحراني:260-261
- البغدادي ـ المصدر المتقدم:6/481
-مقدمة شرح النهج لابن ميثم:1/ح
- علي بن محمد الجرجاني- التعريفات:147/طبع القاهرة مطبعة ألبابي.
- الجرجاني ـالمصدر المتقدم :162
- لزيادة الاطلاع على الفرق بين العلمين: يراجع : الخوارزمي أبو عبد الله محمد بن أحمد الخوارزمي- مفاتيح العلوم31 /طبع ليدن 1968، وبهاء الدين العاملي ـ الكشكول:3/262 /بيروت دار الزهراء للطباعة 1983،عبد الرحمن بن خلدون ـ المقدمة:58 و514 /طبع القاهرة/ مطبعة مصطفى محمد ، والشهيد مطهري-الإسلام وإيران:3/110 طبع /طهران ـ منظمة الإعلام الإسلامي.
- يوسف البحراني ـ اللؤلؤة: 255عن رسالة الماحوزي- "السلافة البهية في
الترجمة الميثمية"
- يوسف البحراني - اللؤلوة:255
- الأمين ـ أعيان الشيعة:10/197، ويقول السيد الأمين بعذ ذكر ذلك "ولم استثبته"
- -مقدمة " قواعد المرام في علم الكلام ـ للشيخ ميثم :8 .
- الحر العاملي ـ أمل الآمل 2 /33
- محمد صادق بحر العلوم - مقدمة رجال الطوسي:19وراجع أسباب وعوامل انتقال الحوزة العلمية إلى الحلة من النجف مالدراسة وتاريخها في النجف ـموسوعة العتبات المقدسة ـ جعفر الخليلي :2قسم النجف /38-56
- فخر الدين الطريحي ـ مجمع البحرين :6/172 طبع
- راجع مقدمة شرح نهج البلاغة لميثم البحراني
- للاطلاع على الأدلة ان النجف لم تفرغ من طابعها العلمي يراجع محمد بحر العلوم - موسوعة العتبات المقدسة - جعفر الخليلي :قسم النجف الثاني : 53طبع بغداد دار التعارف1966
- البلادي ـ أنوار البدرين:65
- يوسف البحراني ـ الكشكول: عن147عن السلافة البهية في الترجمة الميثمية
- البحراني ـ المصدر السابق:1/48
-الطهراني ـ المصدر المتقدم : 14/150وذكره يوسف الياس سر كيس في معجم المطبوعات العربية والمعربة :1822طبع القاهرة مطبعة سركيس عام1928وذكرهعمررضا كحالة ـ معجم المؤلفين:13/55 طبع دمشق مطبعة الترقي1961
- علي البلادي البحراني- أنوار البدرين في تراجم علماء والقطيف والإحساء والبحرين:63 طبع النجف مطبعة النعمان
- راجع مفصل عن محمد الجويني وأسرته دائرة المعا رف الإسلامية الإنكليزية ترجمة : أحمد الشناوي، وإبراهيم زكي خور شيد وعبد الحق ونس، وحافظ جلال مراجعة وزارة المعارف العمومية ـمصر مجلد 7/183- 188أوفست طهران انتشار جهان طهران.
- الطهراني ـ المصدر: 14/149
- الطهراني ـ المصدر المتقدم :14/150
-الطهراني ـالمصدر المتقدم :2/439 وأشار إليه في المصدر المصر المتقدم: 14/149
- الطهراني ـ المصدر المتقدم:14/149
- يوسف البحراني- المصدر المتقدم :259
- الطهراني ـالمصدر المتقدم: 14/41
- الطهراني - المصدر المتقدم:14/150
- يوسف البحراني ـ اللؤلؤة:259، الخونساري ـ روضات الجنات:7/221
- مقدمة كتاب قواعد المرام في علم الكلام- لابن ميثم ـ :12 كتبها السيد أحمد الحسيني/طبع قم مطبعة الصدر(الطبعة الثانية )وبهذا الاسم ذكره السيد محسن الأمين في أعيانه:
10/198، ومصطفى بن عبد الله الرومي الحنفي ، الشهير بالملا كاتب الجلبي ،والمعروف بحاجي خليفة ـ كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون : 2/1991-1992/ طبع دار الفكر للطباعة والنشر ـ بيروت 1982 والبغدادي ـ المصدر المتقدم:6/481 سماه "مصبح السالكين
لنهج البلاغة".
- ابن ميثم - مقدمة شرح النهج: 1/ز- ح
-ملا كاتب الجلبي ـ كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون : 2/1991-1992، والبغدادي ـ المصدر المتقدم :6/481 وسماه " شرح صد كلمة منسوبة لعلي بن أبي طالب كرم الله وجهه"
يوسف البحراني- المصدر المتقدم :260
- البلادي- أنوار البدرين:63
- البلادي- المصدر المتقدم:64
- الطهراني ـ المصدر المتقدم :2/44
- عبد الزهراء الحسيني ـ مصادر نهج البلاغة:1/225/طبع بيروت دار الزهراء للطباعة1985
- يوسف البحراني- اللؤلؤة :260 ،وذكره الحر العاملي في أمل الآمل:2/332 باسم وله"شرح المائة الكلمة".
وعلق المرحوم السيد محمد صادق بحر العلوم على ما تقدم من إشارة الشيخ يوسف البحراني، قائلاً:" ألف هذا الشرح للوزير مسعود بن كرشا سف- كما ذكره في مقدمته- وعندنا منه نسخة كتبتها بخطي سنة 1363على نسخة صحيحة كتبها محمد بن منصور بن حسين بن علي ألطاووسي، وفرغ من كتابتها يوم الأحد عشرين رمضان سنة 905 هـ ، وصححها على هذه النسخة جمال الدين محمد بن العرندس يوم السبت ثامن ذي القعدة من السنة المذكورة".
( راجع هامش 49من صفحة 260 لؤلؤة البحرين ).
- الحسيني - المصدر المتقدم:1/60
- الحسيني ـ المصدر المتقدم:1/226
- يوسف البحراني ـ الكشكول:1/ 42 عن السلافة البهية في الترجمة الميثمية .
- البغدادي ـ المصدر المتقدم:6/481
- مقدمة شرح نهج البلاغة لميثم البحراني :صفحة ح، و الطهراني - ا لذريعة :3/352
- يوسف البحراني ـ الكشكول :1/47عن السلافة البهية في الترجمة الميثمية
- مقدمة المؤلف شرح نهج البلاغة-لميثم البحراني:3وراجع حاجي خليفة - كشف الظنون:2/ 1991-1992
- مقدمة شرح نهج البلاغة ـ لميثم البحراني:1/ ز
- المصدر السابق:1/ ز- ح
- مقدمة ابن ميثم لشرحه نهج البلاغة: 1/2-3
- الطهراني - الأنوار الساطعة :187
- يوسف البحراني المصدر المتقدم :259 هامش47
- راجع هامش(47)من لؤلة البحرين :259
- البلادي ـ المصدر المتقدم:62
- مقدمة كتاب "قواعد المرام في شرح علم الكلام" :13

مقالات أخرى من هذا الموضوع
• الشيخ ميثم البحراني رمز من رموز التراث والتواصل الحضاري   (بازدید: 1930)   (نویسنده: محمّد علي آذرشب)
• الشيخ ميثم البحراني على خلفية أوضاع عصره   (بازدید: 1640)   (نویسنده: الشيخ ماجد الماجد)
• الشيخ ميثم البحراني.. يخترق العصر   (بازدید: 1430)   (نویسنده: الدكتور صباح زنكنه)
• العلامة ابن ميثم البحراني موجز حياته العلمية   (بازدید: 1593)   (نویسنده: زهراء مصباح)
• ميثم البحراني حياته ودوره في دعم الحركة العلمية في البحرين   (بازدید: 2797)   (نویسنده: الشيخ حميد مباركة)
• ابن ميثم البحراني وعصره   (بازدید: 1085)   (نویسنده: الشيخ محمود محمدي عراقي)
• الكواكبي والدين   (بازدید: 1136)   (نویسنده: أسعد السحمراني)
• رمز من رموز التراث والتواصل الحضاري   (بازدید: 1229)   (نویسنده: الشيخ ميثم البحراني)
• كيف ينبغي النظر إلى ظاهرة الشيخ ميثم البحراني؟   (بازدید: 1321)   (نویسنده: محمد جابر الانصاري)
• مجدّد العصر   (بازدید: 754)   (نویسنده: إبراهيم محمد جواد)
• العلامة المطهري / في آرائه الفلسفية والعقائدية   (بازدید: 4025)   (نویسنده: السيد حسن النوري)
• الملف / رجل الإحياء والاستئناف الحضاري   (بازدید: 941)   (نویسنده: مرتضى مطهري)
• احمد صدقي الدجاني رجل الفكر الحضاري   (بازدید: 1594)   (نویسنده: محمّد علي آذرشب)
• الشيخ محيي الدين بن عربي و أثره الحضاري في حوض المتوسط   (بازدید: 1189)   (نویسنده: محمد قجة)
• العلامة محمد تقي القمي رائد للتقريب والنهضة الإسلامية   (بازدید: 2852)   (نویسنده: محمّد علي آذرشب)
• رائد الدراسات الفارسية في مصر   (بازدید: 987)   (نویسنده: الدكتور صادق خورشا)
• شيخ الإشراق شهاب الدين السهروردي الحلبي   (بازدید: 2526)   (نویسنده: محمّد علي آذرشب)
• ملف مالك بن نبي   (بازدید: 1273)   (نویسنده: محمّد علي آذرشب)
• الاتجاه النقدي عند الشهرستاني   (بازدید: 1894)   (نویسنده: د. محمد حسيني أبو سعدة)
• شيخ الإشراق   (بازدید: 1697)   (نویسنده: سيد حسين نصر)

التعليقات
الاسم:
البريد الالکتروني:
العنوان:
التعليق:
ثبت
[ Web design by Abadis ]