تقرير
في 24 و25 نيسان 2006 عقد في جامعة الجنان بطرابلس الشام مؤتمر حمل هماً حضارياً على غاية من الأهمية يرتبط بمستقبل اللغة العربية.
هذاالمؤتمر الذي عقد برعاية الدكتور طارق متري وزير الثقافة اللبناني ضمّ المحاور التالية: التحديات، والتعليم، والمصطلح، والدلالة، ثم لغتنا إلى أين؟ والواقع أن اللغة العربية خرجت بعد ظهور الإسلام من لغة قومية لتصبح لغة الحضارة الإسلامية، وحين نقول لغة الحضارة الإسلامية لا يعني إلغاء دور غير المسلمين في هذه الحضارة، بل إنها لغة دخلت في دائرتها كل شعوب العالم الإسلامي بما في ذلك المسيحيون والزرادشتيون واليهود والصابئة و.. فكل هؤلاء أبناء الحضارة الإسلامية دونما شك.
وثمة مسألة أخرى هي إنّ الأحياء الحضاري الإسلامي يرتبط إلى حدّ ما باللغة العربية وإحيائها، من هنا فإن الاهتمام باللغة العربية هو نفسه اهتمام بمستقبل الحضارة الإسلامية. جامعة الجنان نهضت مشكورة بخطوة هامة على هذا الطريق، فدعت أساتذة من سوريا ولبنان والأردن والجزائر وماليزيا وفرنسا والمغرب وإيران والكويت وتركيا وليبيا والهند.
على هامش المؤتمر
1ـ كان المؤتمر على غاية من الدقة والتنظيم، وكانت أبحاث المؤتمر مطبوعة في كتاب قبل بدء المؤتمر.
2- المؤسسات الثقافية في طرابلس كانت على غاية من الاهتمام بالمؤتمر وضيوفها فاستضافتهم وعقدت لهم جلسات مفيدة مثمرة.
3- تألق الوزير اللبناني في المؤتمر بكلمة افتتاح جمعت بين العمق والوضوح والفكر المستقبلي.
4- الأستاذة الدكتورة منى حدّاد يكن رئيسة الجامعة كانت في نشاطها العلمي والتنظيمي والإداري بالمؤتمر مدهشة، اهتمت بكل جوانب المؤتمر وبالضيوف، ولم تغادر صغيرة ولا كبيرة إلاّ ورعتها وتابعتها بدقة.
5- مدير مركز الابحاث الاستاذ الدكتور علي لاغا كان له الدور العلمي والاداري الهام في المؤتمر .
6- تميّز المؤتمر باشتراك باحث كبير في اللسانيات هو العالم الفرنسي ميشال باربو أو الذي يسمى نفسه عبدالكريم باربو من جامعة ستراسبورغ بفرنسا فقدم بحثاً تحت عنوان: «نحو إدماج الدلالة في الحساب الألكتروني عبر الترابطات السيميائية الكامنة في المعجم الفصيح».
7- من البحوث الهامة التي قدّمت في المؤتمر ما يرتبط بالتجارب العملية لتعليم العربية، واشترك في هذه البحوث أساتذة من لبنان والكويت والهند.
8- تميّز بحث المشارك الهندي الدكتور نسيم أختر الندوي بصرخة توجّهت إلى العرب تطالبهم أن يعملوا على إنقاذ اللغة العربية في الهند، وكانت استجابة جامعة الجنان رائعة إذ قدّمت عدداً من المنح الدراسية لطلاب اللغة العربية من الهند.
وكانت للدكتور نسيم من الجامعة المليّة الإسلامية الحكومية بنيودلهي إشارات إلى تخلّي سفارات الدول العربية في الهند عن مسؤوليتها في دعم اللغة العربيّة، بينما السفارة الايرانية في الهند تبادر إلى إقامة ندوات للغة العربية إلى جانب اللغة الفارسية في الهند أو تبادر إلى دعم المؤتمرات والندوات التي تقام في هذا المجال.
9- رئيس تحرير «ثقافتنا» شارك في المؤتمر بورقة تحت عنوان: «اللغة العربية والمستقبل الحضاري للأمة»، نحى فيها نفس منحى هذه المجلة ومقصدها في استئناف مسيرة الحضارة الإسلامية.
10- وجّه رئيس جامعة طهران إلى المؤتمر كلمة تُليت في جلسة الافتتاح هذا نصّها:
الاخوة والأخوات في مركز الأبحاث والتنمية
جامعة الجنان – لبنان – طرابلس
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أغتنم فرصة انعقاد مؤتمركم الموقر تحت عنوان: «اللغة العربية إلى أين؟» لابعث لكم بعاطر التحية ووافر التقدير لكم ولكل المشاركين في مؤتمركم سائلاً الله سبحانه وتعالى أن يخرج هذا المؤتمر بنتائج طيبة تعود ثمارها على الأمة الإسلامية جمعاء.
إن عنوان مؤتمركم يزيدنا أملاً بأن أمتنا تفكر بمستقبلها أكثر من ماضيها وحاضرها، وهذا يعني التطلّع إلى مستقبلٍ ونهوضٍ وعزّة وسؤدد بإذن الله تعالى.
إنّ اللغة العربية بالنسبة لنا في إيران وفي جميع البلدان الإسلامية غير العربيّة هي لغة الهويّة الدينية والحضارية، والاهتمام بها يأتي على رأس اهتمامنا بهويتنا واستقلالنا وشخصيتنا الرسالية، من هنا نصّ دستورنا بعد الانتصار الإسلامي على ضرورة تدريس هذه اللغة في جميع المراحل الدراسية، واتسعت دراسات اللغة العربية في الفروع المتخصصة إلى مستوى الدكتوراه في أغلب الجامعات، ونشعر بالحاجة الملحّة لأن تواكب هذه اللغة متطلبات العصر، كي تبعث هذه اللغة في نفوس طلابها اعتزازاً بها وأملاً بمستقبلها.
ولقد كان سرورنا كبيراً حين اطلعنا على محاور المؤتمر فرأيناها تصبّ في طموحاتنا وأهدافنا، ونرجو أن تكون مجموعة الدراسات المقدّمة إلى المؤتمر ثراءاً علمياً لكل المهتمين باللغة العربية، كما نأمل أن تتحول هذا الدراسات إلى مشروع عمل تتظافر فيه جهود جامعات العالم الإسلامي لرسم مستقبل أفضل لعالمنا الإسلامي ووحدته وترابطه واعتلاء مكانته على ظهر الأرض.
كان الله لكم عونا وسنداً وسدّد خطاكم.
أخوكم
عباس علي عميد زنجاني
رئيس جامعة طهران
وبعثت الاستاذة الدكتورة رئيسة الجامعة الرسالة التالية:
سعادة الدكتور عباس علي عميد الزنجاني حفظه الله
رئيس جامعة طهران الزاهرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد..
يطيب لي أن أرفع إلى سعادتكم تحياتي وتحيات كل الفريق العامل في جامعة الجنان متمنين لكم دوام التقدم والنجاح ولجامعتكم الرفعة والازدهار.
ولقد كان لمشاركة جامعتكم الأثر العظيم والعلامة المميزة عبر ورقة العمل المقدمة من الأخ الفاضل الدكتور محمد علي آذرشب والتي كانت ترجمة عملية للتعاون البناء بين جامعتينا.
نتطلع من خلالكم إلى المزيد من التعاون البناء علمياً وأكاديمياً وتعزيزاً للرابطة الإسلامية التي تجمع بيننا بما يعود بالخير العميم على الأمة الإسلامية ومستقبل شبابها ويحصنها بالقوة والمنعة.
نجدد شكرنا وتقديرنا لشخصكم الكريم راجين الله تعالى أن يكلأكم وجامعتكم بعنايته ورعايته.
إلى أن نلقاكم لكم منا كل التقدير والاحترام.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رئيسة جامعة الجنان
أ.د. منى حداد