banner
مساحة «للتعارف» بين الإیرانيين و العرب
المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية
  کلمات   جمل   تعليقات      

تأملات في دعاء شهر رجب
ثقافتنا - العدد 9
فكر إسلامي
محمد مهدي الآصفي
1427

«ملخّص»
هذا دعاء يتألف من أربعة «نداءات» و«دعاء». والنداءات الأربعة تتضمن المنازل الأربعة للرحمة الالهية في حياة الإنسان. وهي: منزل الرجاء ومنزل العمل ومنزل الدعاء ومنزل الفقر. وفي الدعاء إشارة إلى ما ينزل من الخير من الله سبحانه إلى الإنسان، وما يصدر من شرّ وعصيان من الإنسان تجاه ربّ العالمين.
ومعرفة هذا الخط النازل والصاعد في علاقة الله بعبادة على درجة عالية من الاهمية لئلا يخرج الإنسان عن طور العبودية.
يا من أرجوه لكل خير، وآمن سخطه عند كل شر
يا من يعطي الكثير بالقليل
يا من يعطي من سأله
يا من يعطي من لم يسأله ومن لم يعرفه تحنّناً منه ورحمة. أعطني بمسألتي إياك جميع خير الدنيا وجميع خير الآخرة.
واصرف عني بمسألتي إياك جميع شر الدنيا وشر الآخرة.
فإنه غير منقوص ما أعطيت.
وزدني من فضلك يا كريم.
* * *
يا ذا الجلال والإكرام
يا ذا النعماء والجود
يا ذا المنّ والطَّول
حرّم شيبتي على النار.
هذا دعاء علّمه الامام الصادق(ع) لمحمد بن ذكوان السجاد، ليدعو به عقب كل فريضة في شهر رجب، ومحمد بن ذكوان السجاد من أصحاب الامام الصادق، وكان يعرف بسجداته الطويلة، حتى فقد بصره بذلك. ولذلك يعرف بـ «السجّاد».
روى السيد ابن طاووس عن محمد بن ذكوان، قال: قلت للصادق (ع) علّمني دعاءاً في شهر رجب لعل الله ينفعني به.
فقال: ادع كل يوم من شهر رجب في الصباح والمساء بعد الصلوات النهارية والليلية هذا الدعاء.
وهو دعاء شريف، جليل من غرر أدعية أهل البيت(ع) ذاع في أوساط المؤمنين، يدعون الله تعالى به عقيب كل فريضة من شهر رجب.
يتألف الدعاء الأول منه من أربعة نداءات ودعاء.
أما النداءات الأربعة فهي:
يا من أرجوه لكل خير، وآمن سخطه عند كل شر
يا من يعطي الكثير بالقليل
يا من يعطي من سأله
يا من يعطي من لم يسأله ومن لم يعرفه تحنّناً منه ورحمة
وأما الدعاء:
اعطني بمسألتي إياك جميع خير الدنيا وجميع خير الآخرة، واصرف عني بمسألتي إياك جميع شر الدنيا وشر الآخرة، فإنه غير منقوص ما أعطيت، وزدني من فضلك يا كريم.
وأما الدعاء الثاني فيتألف من ثلاثة نداءات ودعاء.
يا ذا الجلال والإكرام
يا ذا النعماء والجود
يا ذا المن والطَّول
حرّم شيبتي على النار
* * *
وفيما يلي طائفة من التأملات حول هذا الدعاء الشريف ونبدأ بالدعاء الأول:
الدعاء الأول:
النداءات الأربعة:
قلت: إن الدعاء الأول يتألف من أربعة نداءات ودعاء.
والنداءات الأربعة تسبق الدعاء.
وهذه النداءات تتضمن المنازل الأربعة للرحمة الإلهية في حياة الإنسان.
وهذه المنازل الأربعة هي:
1ـ الرجاء والأمن 2- العمل 3- الدعاء 4- الحاجة والفقر
وهي من أهم منازل الرحمة الإلهية.
ولابد لهذا الإجمال من بسط وشرح.
وإليك هذا الشرح:
منازل رحمة الله في حياة الإنسان:
رحمة الله وسعت كل شيء، ولا تضيق بشيء، وتنزل على كل مكان، وفي كل زمان، وعلى كل شيء، فهي واسعة شاملة عامة.
ولكن هناك منازل لرحمة الله تعالى في حياة الإنسان، تصب عليها رحمة الله، وتختلف عن غيرها من المنازل والأمكنة والأزمنة، وفي هذه المنازل يستنزل الإنسان رحمة الله أكثر من غيرها، وتصب هذه الرحمة على الإنسان صباً فتغمره.
وهذه المنازل كثيرة منها الصلاة، فإن الإنسان في حال الصلاة يستنزل رحمة الله.
ومنها التقوى، فإن التقوى من منازل رحمة الله: وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ (لأعراف:96) ومنها الاضطرار، يقول تعالى: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ 
(النمل:62) ومنها حالات انكسار القلب. فإن الله عند القلوب المنكسرة.
ومنها المساجد، ومنها السجود، وإطالة السجود بين يدي الله.
ومنها وادي عرفة يوم عرفة بعد الزوال، فإن رحمة الله تصبّ على هذا الوادي في يوم عرفة صبّاً، أكثر من أي مكان وزمان آخر، عدا الحائر الحسيني كما ورد في الروايات.
ومن منازل رحمة الله الاستغفار في الأسحار.. فإن رحمة الله تغمر المستغفرين بالأسحار. ومن منازل رحمة الله تعالى اجتماع المؤمنين وتآلفهم وتفاهمهم وتحابّهم فإن «يد الله مع الجماعة».
ومن هذه المنازل صلوات الجماعة فإنها من منازل رحمة الله. ومنها الصدقة، فإن الصدقة تستنزل رحمة الله وتدفع البلاء.. ومنازل رحمة الله كثيرة والعارفون العقلاء من عباد الله يعرفون هذه المنازل جيداً، ويحرصون على أن يحضروها ولا يغيبوا عنها، ويرتادوها، وتسكن نفوسهم إليها، كما تسكن نفوس أهل الدنيا إلى الدنيا.
المنازل الأربعة لرحمة الله:
ومن أهم هذه المنازل، المنازل الأربعة التالية:
1ـ الرجاء والأمن 2- العمل 3- والدعاء 4- والفقر
وهذه المنازل تتضمنها النداءات الأربعة الورادة في هذا الدعاء.
النداء الأول: «يا من أرجوه لكل خير، وآمن سخطه عند كل شر»، وهذا هو منزل الرجاء والأمن.
النداء الثاني: «يامن يعطي الكثير بالقليل»، أي الكثير من الجزاء بالقليل من العمل وهذا هو منزل العمل والسؤال.
النداء الثالث: «يا من يعطي من سأله» وهو منزل الدعاء والسؤال.
والنداء الرابع: «يا من يعطي من لم يسأله ومن لم يعرفه» وهو منزل الفقر والحاجة تنزل عنده رحمة الله تعالى على عباده لحاجتهم وفقرهم وليس لسؤالهم ودعائهم فقط.
وفي كل نداء لله يستفتح العبد باباً من أبواب رحمة الله، وأسماء الله مفاتيح لرحمة الله، فإذا دعوتم الله فادعوه بأسماء الرحمة، فإن كل اسم من هذه الأسماء يفتح للعبد باباً من أبواب رحمة الله الواسعة.
وإليك شرحاً للمنازل الأربعة الواردة في هذه النداءات الأربعة:
1ـ منزل الرجاء:
وأول هذه المنازل منزل الرجاء. وعلى قدر رجاء العبد من ربه، وأمله فيه وثقته به وحسن ظنه به تعالى تنزل عليه الرحمة، ويكون قريباً من الله تعالى ، وكلّما يكون العبد أرجى لله، وأوثق به يكون أقرب إلى الله تعالى، ويكون دعاؤه قريباً إلى الاستجابة.
وفي الحديث القدسي «أنا عند ظنّ عبدي بي، فلا يظنّ بي إلا خيراً».
وأوحى الله إلى موسى بن عمران كليمه (ع): «ما دعوتني ورجوتني، فإني لك سامع».
وعن أبي عبدالله الصادق(ع): «إذا دعوت فأقبل بقلبك وظُنَّ حاجتك بالباب».. هكذا يكون الدعاء برجاء وثقة في الله مطلقة بأن الله تعالى قد استجاب دعاءه، وأن حاجته بالباب.
والثقة بالله يكشف عن درجة معرفة العبد لله، كما أن مخافة العبد من الله تعالى تكشف عن درجة معرفة العبد لله.
بقدر علم العبد بالله ومعرفته لله تكون خشيته من الله يقول تعالى: إنما يخشى الله من عباده العلماء.
بين الخير النازل والشر الصاعد:
إلى جانب هذا الرجاء العريض، الأمان من عقوبة الله وغضبه، عند كلّ شر وعصيان صادر من العبد.
والعبد يقع بين هذا الخير النازل الذي يرجوه ويطلبه من الله، والشر الصاعد منه إلى الله، الذي يأمن عنده عقوبة الله.
وفي دعاء عرفة للإمام الحسين(ع)، في وادي عرفة نلتقي هذه اللوحة الرائعة للخير النازل من الله إلى عباده، والشر الصاعد من العباد إلى الله.
«أنت الذي مننتَ، أنت الذي أنعمتَ ، أنت الذي أحسنت، أنت الذي أجملت، أنت الذي أفضلت أنت الذي أكملت، أنت الذي رزقت، أنت الذي وفّقت، أنت الذي أعطيت، أنت الذي أغنيت، أنت الذي أقنيت، أنت الذي آويت، أنت الذي كفيت، أنت الذي هديت، أنت الذي عصمت، أنت الذي سترت، أنت الذي غفرت، أنت الذي أقلت، أنت الذي مكّنت، أنت الذي أعززت، أنت الذي أعنت، أنت الذي عضدت، أنت الذي أيّدت، أنت الذي نصرت ، أنت الذي شفيت، أنت الذي عافيت، أنت الذي أكرمت، تباركت وتعاليت..» وهذا هو الخير النازل من عند الله.
ثم الشرّ الصاعد من العبد إلى الله:
«أنا الذي أسأتُ، أنا الذي هممتُ، أنا الذي أخطأت، أنا الذي جهلت، أنا الذي غفلت، أنا الذي سهوت ، أنا الذي أسأت، أنا الذي هممت، أنا الذي أخطأت، أنا الذي جهلت، أنا الذي غفلت، أنا الذي سهوت ، أنا الذي اعتمدت، أنا الذي تعمّدت، أنا الذي وعدت، وأنا الذي أخلفت، أنا الذي نكثت، أنا الذي أقررت، أنا الذي اعترفت بنعمتك عليّ، وأبوء بذنبي فاغفرها لي .. يا من لا تضره ذنوب عباده، وهو الغني عن طاعتهم».
إن معرفة هذا الخط النازل والصاعد في علاقة الله بعباده، وعلاقة العباد بالله، على درجة عالية من الأهمية والضرورة ليعرف الإنسان طبيعة هذه العلاقة، ولئلا يخرج عن طور العبودية والإحساس بالتقصير في أداء حقوق العبودية، ولا يأخذه العُجب إذا صلّى ركعتين أو أنفق من ماله درهمين.
الرجاء والأمن:
إنّ العبد يعيش بين هذا الخط الصاعد والخط النازل في رجاء وأمن.
رجاء برحمة الله وفضله وجوده وعطائه،
وأمن من عقوبته وعذابه وغضبه.
رجاء برحمة الله، لأن الله أرحم الراحمين، تفيض رحمته على عباده من غير انقطاع. رحيم، سلام مؤمن، يُعطي لعباده الأمن والسلام، ويُشعر عباده بالأمن والسلام.
وسعت رحمته غضبه: رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ
تَابُوا (غافر:7) وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ  (لأعراف:156) والعبد شيء من الأشياء، تَسَعَه رحمة الله.
ونقرأ هذه الرائعة من روائع أدب الدعاء في سعة رحمة الله تعالى لإمام الساجدين علي بن الحسين(ع) برواية أبي حمزة الثمالي رحمه الله.
«وأيّ جهل يارب لا يسعه جودك؟ أو أي زمان أطول من أناتك؟ وما قدر أعمالنا في جنب نعمك؟
وكيف نستكثر أعمالاً نقابل بها كرمك؟ بل كيف يضيق على المذنبين ما وسعهم من رحمتك.
وما أنا يارب؟، وما خطري؟ هبني بفضلك، وتصدق عليّ بعفوك.
«أي رب جلّلني بسترك ، واعف عن توبيخي بكرم وجهك».
الأمن بين الخوف والرجاء:
ولكن الرجاء هو أحد حدّي الأمن، حدّه الآخر: الخوف من الله، فإن الأمن الذي لا يحدّه الخوف من الله يدفع الإنسان إلى معصية الله.
إن «الرجاء» حالة لابد منها في علاقة العبد بالله، ومن دون الرجاء، تبقى علاقة الإنسان بالله علاقة نصفية، تخيفه من الله، ولا تحبّب الله إليه، وتبعث في نفسه القلق والخوف، ولا تمنحه الطمأنينة والسكينة، والعكس أيضا صحيح، فإن العلاقة إذا كانت قائمة على الرجاء فقط، لا يخالطها الخوف، تُجرّئ الإنسان على معصية الله، ويتسامح صاحبها في مراقبة نفسه من مزالق الأهواء والفتن، ويتسلل الشيطان إلى نفسه. ولكي لا ينحدر الإنسان إلى مثل هذه المنحدرات المخيفة، لابد أن لا يأمن مكر الله، ولا يغلبه الرجاء على الخوف.
وعلاقة من هذا النوع لا توصل الإنسان بالله وصلاً صحيحاً، ولا تعرّف العبد بربه معرفة كاملة.
فإن العلاقة النصفية تؤدي إلى وصل نصفي ومعرفة نصفية.
وسلامة الإنسان وقيمته بسلامة علاقته بالله، فإذا اختلّت علاقته بالله، اختل توازنه في الحياة، وسقطت قيمته.
وسلامة العلاقة بالله بالتوازن في العلاقة بين الرجاء والخوف، فلا يغلبه الخوف على الرجاء، ولا يغلبه الرجاء على الخوف… وإنّما يكون بينهما.
وليس معنى ذلك أن يتردّد بين الخوف والرجاء، وإنما معنى ذلك أن يمزج بين الخوف والرجاء، فيخاف الله ويهابه في رجاء، ويرجوه في مهابة وخشية، ويوازن في علاقته بالله بين الخوف والرجاء.
عن أمير المؤمنين(ع): «الفقيه كل الفقيه من لم يُقنط الناس من رحمة الله، ولا يؤيسهم من رَوح الله ولا يؤمنهم مكر الله».
والآن نقرأ ونتأمل هذه الفقرة من الدعاء:
«يا من أرجوه لكل خير وآمن سخطه عند كل شرّ».
رجاء، وأمن:
رجاء في كلّ خير نازل من عند الله إلى عباده، وأمن في كل شر صاعد من العبد إلى الله، وما بين الله وبيننا لا يزيد عن هاتين الكلمتين:
«خيرك إلينا نازل ، وشرنا إليك صاعد».
فما كان من الله نازلاً إلينا فالحمد لله، وما كان منا صاعداً إلى الله فنستغفر الله.
ونحن نرجو الله تعالى في كل خير نازل من الله إلى عباده، ونأمن عقوبة الله في كل شر صاعد منا إلى الله.
والرحمة والخير نازلان من عند الله من غير انقطاع، يفيضان على العباد فيضاً دائماً متصلاً لا انقطاع له.. فإن الله تعالى خير، ورحمة ، ورحيم، ورؤوف، وكريم، وجواد، ومحسن، فلا يمكن أن ينقطع عن جنابه الإحسان والخير والرحمة.. والأمر كل الأمر أن يجعل الإنسان نفسه في منازل رحمة الله، وأن يتعرض لمنازل رحمة الله، ويكون هو من منازل الرحمة.
ومن بؤس الإنسان وشقائه أن يحجب عن كل هذا الخير النازل من غير انقطاع ، فلا يسعى إليه في منازله ولا يرجو الله له، ولا يتعرض له.. وهذا هو المنزل الاول.
2- منزل العمل:
والمنزل الثاني لرحمة الله في هذه النداءات الأربعة، منزل العمل: «يا من يعطي الكثير بالقليل» أي الكثير من الجزاء بالقليل من العمل، فقد جعل الله تعالى جهد الإنسان وحركته وعمله من أسباب الرحمة. فهو يرزق عبده به، ويوسّع عليه إذا خرج إلى السوق والمزرعة، ويقتّر عليه إذا تهاون في السعي والحركة.
وليس من شك أن الله تعالى هو الرزاق ذو القوة المتين. وليس من رازق غير الله، ورزق العبد من عند الله، وليس من السوق والمزرعة، لاشك في هذه الحقيقة، ولكن الله تعالى جعل العمل من منازل الرزق والرحمة.
وقد تكرّر في القرآن ذكر «العمل الصالح» بعد «الإيمان» في عوامل فلاح الإنسان وتوفيقه.
وذَكَر الله تعالى «الإيمان» و«العمل الصالح» في سورة العصر سبباً لنجاة الإنسان من «الخسر» والسقوط:  وَالْعَصْرِ، إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ، إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (العصر/3).
ومصاديق العمل الصالح كثيرة وواسعة في حياة الإنسان، والعمل الصالح هو الجهد الذي يطلب به الإنسان وجه الله تعالى… وبناءاً على هذا التعريف للعمل الصالح لا يختلف الجهد الذي يبذلـه الإنسان في السوق، ابتغاء وجه الله ورحمته عن صلاته وصومه.. فإن كلاً منهما عمل صالح، ولكن لا يغني بعضه عن بعض.
والله تعالى يدعو عباده إلى العمل، ويعطي الإنسان بعمله.
والآن نعود إلى النداء الوارد في الدعاء: «يامن يعطي الكثير بالقليل».
فنتساءل: ما هو القليل وماهو الكثير؟ وماهي العلاقة بين القليل والكثير؟
القليل هو أعمالنا، والكثير هو الجزاء والعطاء الذي يرزق الله عباده في مقابل العمل.
والعطاء الإلهي على نحوين: بالمقابلة وبدون مقابل.
ولا نقصد بالمقابلة: الموازنة والمعادلة، فإن جزاء الله تعالى وعطاءه لا يعادله شيء من أعمالنا.
وهذه المقابلة هي التجارة والشراء الذي يدعو إليه القرآن، بين الله وعباده.
يقول تعالى:  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ، تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ، يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ  (الصف10-12).
«تجارة رابحة أعدّها لهم ربهم»(نهج البلاغة / خطبة يصف فيها عليٌّ المتقين).
ويقول تعالى: إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالْأِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (التوبة:111).
وهذا العطاء هو الذي يرزق الله عباده في مقابل العمل، يتناسب مع العمل، وليس يعادله ويساويه.
وهناك نحو آخر من العطاء الإلهي بغير مقابل نتحدث عنه إن شاء الله.
والعطاء الذي يضمنه الله لعباده في مقابل العمل يحكمه قانون التناسب بين العمل والجزاء وليس قانون المعادلة والموازنة.
فليس يساوي ما نرفعه إلى الله من عمل صالح ما يؤتينا الله من ثواب وجزاء.
فإن الجهد الذي نبذله في العمل الصالح أمر زائل لا محالة مهما استطال به الزمن.
وما يؤتينا الله من الثواب والجزاء لا ينفد: مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ
بَاقٍ (النحل:96) هذا من حيث الكيف. ومن حيث الكم:
مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (البقرة:261) هذا تمثيل فقط .. ومع ذلك فإن هذا التمثيل من قبل أن يضاعف الله:  وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء   وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ .
والله يجزي عباده بأحسن ما عملوا.
يقول تعالى:  لِيَجْزِيَهُمُ اللّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ  (التوبة/ 121).
 وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ  (النحل/ 97).
ومعنى الجزاء بأحسن العمل أن يتخذ الله من كل صنف من أعمالهم أفضل نموذج من ذلك الصنف، ثم يجعل ذلك النموذج مقياساً للجزاء في كل أفراد ذلك الصنف.
وهذا غاية في كرم الجزاء.
فإن الجزاء ثلاثة:
اللؤم في الجزاء، والعدالة في الجزاء، والإحسان في الجزاء.
أما اللؤم في الجزاء فهو أن يأخذ «الجازي» أضعف أفراد عمل «العامل» ويجعل منه مقياساً يجزي به سائر أفراد عمل العامل.
فقد يصادق شخص آخر عشر سنين، ويجد من صاحبه خلال هذه السنين جميلاً كثيراً وتعاملاً حسناً، وعوناً وإحساناً، ثم يلقي منه مرة واحدة غضباً وانفعالاً وكلمات قاسية، فيقاطعه من أجلها، وينسى كلّ الذي لقاه منه من جميل وإحسان خلال هذه الفترة ويتنكّر له.
وهذا أسوأ الجزاء، ولا يكون إلاّ من لئيم، يأخذ بأضعف النماذج من العلاقة خلال السنوات العشر ويجعلها مقياساً يجزي به كل مفردات العلاقة خلال هذه الفترة.. وهذا هو اللؤم في الجزاء.
والنوع الثاني من الجزاء العدالة في الجزاء. وهو يلتزم به الناس عادة، في الأحوال العادية السوية من العلاقة، يأخذون بنظر الاعتبار مجمل العلاقة، ومعدلها المتوسط، ويقيمون العلاقة وجزاءها طبقاً للمعدل المتوسط، كما تفعل إدارات المدارس في تقويم درجة الطالب الامتحانية.. وهذا هو العدل في الجزاء.
والإحسان في الجزاء فوق ذلك كله، وهو ما ذكرناه من جزاء الله لعباده «بأحسن ما عملوا» يأخذ الله أحسن نموذج من عمل العبد، ويجعل هذا النموذج المفضل مقياساً لجزاء المحسنين. والله تعالى سيد المحسنين.
ولست أدري ماذا أعدّ الله تعالى لعباده من إحسان بعد هذا الاحسان؟ فإن الله تعالى يقول:  ليجزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ  (النور/ 38)، فما هذه الزيادة التي يتمم الله تعالى بها إحسانه إلى العباد إذا كان يجزيهم بأحسن ما عملوا.. فيزيدهم من فضله ، فوق هذا الإحسان.
ما أكرمك ربنا وما ألأمنا نحن عبادك!! وهذا هو المنزل الثاني.
3- المنزل الثالث:
«يامن يعطي من سأله»: وهذا هو المنزل الثالث من منازل الرحمة وهو العطاء بالسؤال والدعاء، والطلب، من غير مقابل ولا عمل.
فقد قلنا إن العطاء على نحوين:
عطاء في مقابل العمل، وعطاء من غير مقابل.
وهذا عطاء من غير مقابل، وبالسؤال والطلب فقط.
والله تعالى كما يعطي بالعمل يعطي بالطلب، وكل منهما باب من أبواب رحمة الله، ومنزل من منازل رحمة الله.
والذي لا يسأل ولا يدعو يحرم من هذا العطاء الإلهي الواسع.
ولنتأمل في هذه الفقرة: «يا من يعطي من سأله» إنها معادلة طرفاها السؤال والعطاء، والعطاء فيها يعادل السؤال. فمن سأل يعطيه الله كما سأل، وهو مقتبس من قوله تعالى: ادعوني أستجب لكم فتعادل الاستجابة في هذه الآية الكريمة الدعاء.
فإن الله تعالى لا يرد دعاء عبد قط، إلاّ أن يكون من لقلقة اللسان، ولا يحمل روح الدعاء وحقيقته، ولن تعود يد ارتفعت إلى الله تعالى بالدعاء إلى صاحبها فارغة، كما ارتفعت ، إلا بواحدة من ثلاث: التعجيل في الإجابة، أو التأجيل في الإجابة، أو التبديل.
فقد يعجّل الله تعالى لعبده الإجابة، وهو تعالى سريع الرضا وسريع المغفرة وسريع الإجابة.
وقد لا يكون التعجيل في الإجابة من مصلحة العبد، وقد يكون من مصلحة العبد أن يبقى في حالة التضرع إلى الله في البأساء والضراء فيؤجل الله تعالى إجابة دعائه ليبقيه في موضع التضرع والدعاء. فإن الله يحب أن يرى عبده في هذا الموضع. وهذا هو التأجيل.
وقد لا تكون الاستجابة في مصلحة العبد، لا عاجلاً ولا آجلاً، فيعوّضه عمّا يطلب بما لم يطلب، وعمّا يسأل من أبواب الخير والرحمة في دنياه وآخرته.. وهذا هو التبديل.
فلا ترتفع يد إلى الله تعالى – إذن – بالدعاء إلا وتعود إلى صاحبها بواحدة من هذه الثلاثة: التعجيل، أو التأجيل في قضاء الحاجة، أو تبديل الحاجة بغيرها.
والعقل يحكم بما يحكم به القرآن من معادلة السؤال والعطاء بين العبد وربه.
فإن ردّ السؤال لا يكون إلاّ لواحد من أسباب ثلاثة:
إما سبب عجز المسؤول عن الإجابة لطلب السائل. والله تعالى لا يعجزه بشيء، وسعت رحمته كل شيء، ولا تضيق خزائن رحمته بشيء من طلب عباده ولا تنقص خزائنه ولا تزيده كثرة العطاء إلا جوداً وكرماً.
أو بسبب بخل المسؤول عن الإجابة لطلب السائل، وليس في ساحة الله تعالى بخل أو شحّ، وتعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.
أو يعود إلى حال السائل نفسه، فقد لا يكون التعجيل في الإجابة في مصلحة السائل وقد لا تكون الإجابة في مصلحة السائل مطلقاً.
والسبب الأول والثاني منتفيان قطعاً، ولا موضع لهما في ساحة رحمة الله وخزائن رحمته الواسعة، فلا يبقى إلا السبب الثالث. وقد تحدثنا عنه، فقلنا إن الله لا يرد دعاء عبد قط ، فإما أن يعجّل له في الاستجابة أو يؤجلها له أو يبدل سؤاله بما لم يسأل، إن لم يكن ذلك في مصلحته. وهو قوله تعالى: ادعوني استجب لكم.
وهذه الجملة في الدعاء: «يا من يعطي من سأله» مشتقة من الآية الكريمة: ادعوني استجب لكم.
الشطر الثاني من الدعاء:
يا ذا الجلال والإكرام
يا ذا النعماء والجود
يا ذا المن والطَّول
«حرّم شيبتي على النار»
وهذا هو الشطر الثاني من الدعاء: «حرّم شيبتي على النار». يسبقه ثلاثة نداءات بأسماء الجلال والجمال.
فلنتأمل النداءات الثلاثة الأولى، أولاً، ثم ننظر في الدعاء.
وأولى هذه النداءات:
«يا ذا الجلال والإكرام»
والجلال يأتي بمعنى العظمة، وبمعنى التنزيه. وعلى التفسير الأول يكون المعنى يا
ذا العظمة والإكرام، وعلى التفسير الثاني يكون المعنى تنزيه الله عن الظلم، والله تعالى ذو الجلال: لا يظلم عباده.
وذو الإكرام: يكرمهم ويحسن إليهم.
والأول من أسماء الجلال، والثاني من أسماء الجمال، والعبد يلجأ إلى الله من خلال أسماء الجلال والجمال.
والنداء الثاني:
«يا ذا النعماء والجود»
والله تعالى مالك النعماء وخالقها وواهبها وهو سبحانه الجواد الكريم.
فهو سبحانه يملك النعمة، لإنقاذ ملكه وخزائن نعمه: ولله خزائن السماوات والأرض (المنافقون/ 62).
وهو سبحانه جواد كريم، لا حدَّ لجوده وكرمه، ولا بخل في ساحته، تعالى عن ذلك علواً كبيراً، فهو ذو النعماء والجود.
فَلِمَ لا يحسن إلى عباده؟ ولم لا يكرمهم ويستجيب لدعائهم إذا سألوه؟!.
وإنّما يتوقف من يتوقف عن العطاء والاستجابة إذا كان قاصراً عاجزاً لا يملك، أو كان بخيلاً لا تسمح له نفسه بالعطاء، كما قلنا قبل قليل.
وقد تنزّه ربنا سبحانه وتعالى عن كل منهما: عن الفقر والعجز، وعن البخل والشحّ.
فلِمَ لا يحسن إلى عباده ويعطيهم كلّما يسألوه، وهو سبحانه قادر على العطاء لأنه ذو النعماء الذي لا نفاد لنعمه، وهو جواد كريم يحب الجود والكرم، ولا بخل في ساحة جوده وكرمه.
وإذا كان المسؤول كريماً يحب العطاء، ويدعو للسؤال فإن التوقف والتقتير في السؤال والدعاء من السائل من أقبح اللؤم، كما قلنا.
والنداء الثالث:
«يا ذا المن والطَّول»
المن: العطاء، والمنّان من أسماء الله تعالى.
وقد ورد في دعاء الأسحار للإمام علي بن الحسين(ع) برواية أبي حمزة الثمالي: «أنت المنّان بالعطيات على أهل مملكتك».
وهو من الـمَنّ بمعنى العطاء، وليس من «المِنّة». بمعنى الاعتداد في العطاء.
فإن المنّ بمعنى العطاء إلى من لا يستحقه، دون أن يطلب منه جزاءاً أو يكلفه جهداً، وهو معنى «المنان» من أسماء الله الحسنى.
وقد يطلق «المنّان» على الذي لا يعطي شيئاً إلا مَنَّ على من دفع إليه واعتد به على من أعطاه، وهو مذموم، إذا كان من الإنسان لأن المنة تفسد العطية، يقول تعالى:
وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِر  .
وأما قوله تعالى: قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلإِيمَان (الحجرات:17) فإن إسناد المنّ إليه تعالى من باب المشاكلة، وأنه كان حقّه أن يمنّ على عباده بما أنعم عليهم من الهداية.
والطَّول بمعنى الفضل. ومنه الحديث «تطاول عليهم ربهم بفضله» أي تطوّل، والنداء هنا لله تعالى بهذين الوصفين: وصف المن والعطاء، ووصف الطول والفضل.
وأسماء الجلال والجمال مفاتيح خزائن الرحمة، فإذا أراد العبد باباً من أبواب الدعاء سأل الله تعالى باسمه الذي يناسب ذلك الباب.
وهنا السؤال عن العفو والمغفرة والرحمة ، وهو مناسب أن يكون بهذه النداءات التي تستثير عفوه تعالى ومغفرته وتجاوزه، وتفتح على العبد أبواب رحمته.
وبعد هذه النداءات الثلاثة يأتي دور الدعاء وهو:
«حرّم شيبتي على النار».
وتعالى الله أن يعذّب عباده ظلماً.
ويمنّ الله على عباده المذنبين بالعطاء والرحمة لأنه ذو النعماء، ولا نفاد لخزائن رحمته ونعمته، وذو الجود ولا أثر للبخل في ساحته.
ويمنّ عليهم بالعفو والمغفرة لأنه ذو المنّ والطول، والفضل على عباده.
ولهذا الدعاء تفسيران، وكل منهما صحيح فقد يكون الدعاء دعاءاً بالأسباب أي يرزقه الله تعالى الأسباب التي تحصّنه من الشرك، والمعاصي والذنوب.
والتوحيد يحصّن صاحبه من الشرك، والتقوى تحصّن صاحبها من الذنوب والمعاصي.
وبالتوحيد والتقوى يستر الله عبده ويعافيه من الشرك والذنب، وهذا هو الدعاء بالأسباب.
وقد يكون معنى هذه الفقرة من الدعاء أن يغفر الله تعالى له ذنوبه التي يستحق
عليها النار.
والذنوب والمعاصي، إذا كانت تقترن بالندم والتوبة، وتتجرد عن اللجاج والعناد والإصرار.. فإنها تستنزل العفو والمغفرة والرحمة من عند الله تعالى.
يقول تعالى:  قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا (الزمر/ 53).
وهذه من أرجى الآيات في كتاب الله تعالى، ففي هذه الآية الكريمة الذنوب والمعاصي تستنزل العفو والرحمة من عند الله، كما يستنزل الاستفغار والدعاء.
فتستنزل الشيبة الملوثة بالذنوب والمعاصي رحمة الله تعالى وعفوه ومغفرته، إذا كان صاحبها شاعراً بالندم والخجل من عند الله، قد أقلع عن ذنوبه ومعاصيه، كما تستنزل الشيبة الصالحة رحمة الله وجوده وكرمه وعفوه.
إلا أن هناك فرقاً بين هذا الاستنزال وذلك الاستنزال.

مقالات أخرى من هذا الكاتب
• أربعة دروس من سورة الانشراح   (بازدید: 1885)   (موضوع: قرآن)
• التعددية الدينية   (بازدید: 1293)   (موضوع: فكر إسلامي)
• التغيير   (بازدید: 710)   (موضوع: فكر إسلامي)
• الربانية   (بازدید: 1430)   (موضوع: فكر إسلامي)
• الرحلة بين المعرفة و التفويض   (بازدید: 1164)   (موضوع: قرآن)
• الفـرقـان   (بازدید: 774)   (موضوع: قرآن)
• القبول و الجزاء في القرآن   (بازدید: 1693)   (موضوع: قرآن)
• الكتاب الناطق   (بازدید: 1294)   (موضوع: قرآن)
• الكلمات الابراهيمية - ١   (بازدید: 1868)   (موضوع: قرآن)
• الكلمات الابراهيمية القسم الثاني   (بازدید: 876)   (موضوع: قرآن)
• المنهج العلمي في ترتيب الأدلة الاجتهادية   (بازدید: 1696)   (موضوع: فقه)
• تأملات في آية التقوى من سورة الاعراف   (بازدید: 2401)   (موضوع: قرآن)
• تحضير القلب للصلاة   (بازدید: 1282)   (موضوع: فكر إسلامي)
• تحليل ثقافي من العراق لأحداث لبنان   (بازدید: 641)   (موضوع: العالم الإسلامي)
• تحليل ثقافي من العراق لأحداث لبنان   (بازدید: 690)   (موضوع: العالم الإسلامي)
• حساب المستضعفين   (بازدید: 1344)   (موضوع: قرآن)
• مدخل الصدق ومخرج الصدق   (بازدید: 1563)   (موضوع: قرآن)
• نحو فهم حضاري لتاريخنا الإسلامي معركة الطف نموذجًا   (بازدید: 1038)   (موضوع: دراسات حضارية)

مقالات أخرى من هذا الموضوع
• الإمامة   (بازدید: 1736)   (نویسنده: الشيخ مجيد العصفور)
• الامداد الغيبي في حياة البشرية   (بازدید: 1445)   (نویسنده: مرتضى مطهري)
• البرهان والعرفان   (بازدید: 1334)   (نویسنده: الدكتور علي أبو الخير)
• المنطلقات الفكرية للتعددية السياسية   (بازدید: 1877)   (نویسنده: الدكتور حسان عبدالله حسان)
• المنظومة الفكرية للشهرستاني وموقع ابن سينا منها   (بازدید: 2123)   (نویسنده: محمّد علي آذرشب)
• قصة الناي في فكر الكواكبي   (بازدید: 1794)   (نویسنده: محمّد علي آذرشب)
• ما الذي يعنينا في هذا الاستشراق؟   (بازدید: 1289)   (نویسنده: عبدالنبي اصطيف)
• مقاصد الشريعة في المجتمع الإسلامي   (بازدید: 2789)   (نویسنده: الدكتور عمار الطالبي)
• مناهج دراسة مسألة «المهدي»   (بازدید: 1296)   (نویسنده: محمّد علي آذرشب)
• نهضة المهدي في ضوء فلسفة التاريخ   (بازدید: 1222)   (نویسنده: مرتضى مطهري)
• الاسلام وايران / الاتجاه الحضاري   (بازدید: 2176)   (نویسنده: الدکتور محسن الويري)
• التجديد والزمن - رؤية الشهيد الصدر لمؤثرات التجديد   (بازدید: 1254)   (نویسنده: السيد حسين الشامي)
• التحديات التي تواجه الإسلام / في العصر الحديث   (بازدید: 6892)   (نویسنده: الدكتور محمود حمدى زقزوق)
• الحداثة والتجديد / في فكر الإمام الخميني العرفاني   (بازدید: 1723)   (نویسنده: الدكتورة فاطمة الطباطبائي)
• الشهيد مطهري وإحياء الفكر الاسلامي   (بازدید: 2456)   (نویسنده: محمّد علي آذرشب)
• العلاقات الدولية / واحترام العهود والمواثيق في الإسلام   (بازدید: 2924)   (نویسنده: الدكتور وهبة الزحيلي)
• الغلو والتطرّف والإرهاب / وموقف الإسلام منها   (بازدید: 1333)   (نویسنده: الدكتور مراد ويلفريد هوفمان)
• الغلوُّ والتَّطرف والإرهاب / وموقف الإسلام منها   (بازدید: 1617)   (نویسنده: الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي)
• دور الامام الصدر في التطوير الفقهي / وتحديد المشكلة الاقتصادية   (بازدید: 1078)   (نویسنده: الدكتور عبد الهادي الفضلي)
• سنن التاريخ عندالشهيد الصدر   (بازدید: 1570)   (نویسنده: عبدالإله المسلم)

التعليقات
الاسم:
البريد الالکتروني:
العنوان:
التعليق:
ثبت
[ Web design by Abadis ]