banner
مساحة «للتعارف» بين الإیرانيين و العرب
المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية
  کلمات   جمل   تعليقات      

فلسفة التاريخ عند مالك بن نبي
ثقافتنا - العدد ٢
دراسات حضارية
أحمد مسعود
1425

ملخّص
يعتقد مالك بن نبي أن التاريخ يمتلك طبيعة وشخصية مستقلة وأن الانسان في مسيرة الحركة الجوهرية العامة للوجود يكتسب حريته ويغير مجتمعه من خلال إدراكه للقوانين الطبيعية التي تتحكم في التطور والتكامل.
ويرى مالك بن نبي أن المجتمعات الاسلامية خرجت من ساحة صنع التاريخ بعد أن فقد الدين أبعاده السسيو ثقافية وأصبح نشاط رجل الدين يقتصر على التأويلات الميتافيزيقية والخطب والبيان.
ويعتقد مالك أن حركة التاريخ هي تراكم للنشاط البشري المستمر الواعي، وذلك من خلال تفاعل البنية الثقافية والبنية المادية الاجتماعية والبنية الفكرية.
علم فلسفة التاريخ هو علم يبحث في الوقائع التاريخية، ومعرفة
___________
* - أستاذ محاضر بقسم اللغة العربية وآدابها – جامعة وهران.
القوانين والعوامل التي تتحكم في سير التاريخ وتطور الأمم، وتتضمن فلسفة التاريخ دراسة المناهج التي يكتب بها التاريخ وقراءة المادة التاريخية، وفق تلك المناهج الحديثة كالبنيوية والتفكيكية والسميائية، ذلك أن الاستقراء والتمثيل ورغم ضرورتها في علم التاريخ إلا أنها أصبحت من المناهج الكلاسيكية.
كما أن المشتغل في هذا الحقل المعرفي يهتم باكتشاف العلل والحتميات التي تحرك التاريخ، وذلك من خلال مايسمى بالنشاط التركيبي للتاريخ، وفيه يتناول الباحث الظواهر التاريخية تناولا كليا وشموليا، تناولا يربط فيها الاجتماعي بالثقافي والسياسي والديني [١].
ويعتبر المسعودي مؤسس فلسفة التاريخ، فقد اعتمد هذا المؤرخ في مؤلفه الكبير «مروج الذهب ومعادن الجوهر» المنهج الاستقرائي في تفسير حركة التاريخ، وهي من مميزات هذا العلم، ولم يكن التاريخ يعتمد الاستقراء وتعليل تلك الأحداث والوقائع في دراسة السلوك الاجتماعي، ومعرفة ماهي القوانين التي تحكم التاريخ؟
وتقوم فلسفة التاريخ عند المسعودي على التعاقب الدوري، وحتمية العوامل الجغرافية في تأسيس ونشاط الحضارات، وقد «سرق» ابن خلدون هذه النظرية وبلورها دون أن يشير إلى ذلك.
إن فلسفة التاريخ عند ابن خلدون تقوم أيضا على التعاقب الدوري، فالمجتمعات البشرية تمر بطورين:
أولا: طور البداوة: وهي المرحلة التي يكون فيها المجتمع بدائيا، فالحاجة هي التي تدفع القبائل البدائية للتعاون وذلك لكسب العيش وتهتم بالضروريات من الحياة، فإذا وصلوا إلى حد فوق الحاجة والغنى والشرف دعاهم ذلك إلى التقاعس والخمول والسكون وهؤلاء هم الحضر.
ويعطي ابن خلدون مثالا لذلك القبائل التي تسكن الصحراء والبربر والجماعات التي تقطن الجبال في عصبيات قوية، وهذه القبائل لا تخضع لشروط الحضارة، يقول ابن خلدون وهو يصف أهل البداوة: «إنهم لا يزالون على خلق البداوة وخشونتها وتوحشها من شظف العيش وبسالة وافتراس والاشتراك في المجد، فلا تزال بذلك صورة العصبية محفوظة فيهم، فحدهم مرهف وجانبهم مرهوب والناس لهم مغلوبون» [٢].
ويعتقد ابن خلدون أن العصبية «تجعل القبائل تدافع عن ذاتها وكيانها، وهذه العصبية تكون أقوى في حالة البداوة منها في حالة التحضر» ونحن نستغرب هذا الرأي من رجل كابن خلدون الذي يرى أن الغلب والعصبية هي التي تشكل الدولة وتحرك التاريخ، ومن ثم عد ابن خلدون من مؤرخي المدرسة المادية التي تنطلق من الواقع وتتجاوز الفكر.
إن النزعة الميكافيلية غلبت على ابن خلدون، وذلك لمكوثه الطويل مع السلاطين وإيحاك الدسائس والمناورات لهم.
أما الطور الثاني فهو طور الحضر أي الحضارة، فإذا جاورت هذه العصبية القوية دولة في حالة الشيخوخة انتزعت منها السلطة وصار الملك لها.
إن الصياغة الفلسفية للتاريخ تحرره من الطريقة السردية التي لاتنظر إلى تطور الشعوب وثوراتها إلا من خلال بطولات الأفراد والقديسين.
إن استخدام العقل كأداة في دراسة التاريخ يلغي كل جانب تقديسي وخرافي للتراث، ويفتح للمؤرخ طريقا للبحث في القوانين التي تحرك التاريخ.
وقد طرح مالك بن نبي نظرية فلسفية للتاريخ تتجاوز تلك التعليلات البسيطة للظواهر التاريخية.
وتقوم فلسفة التاريخ عند مالك بن نبي على الحتمية التاريخية والتعاقب الدوري للحضارات حيث عددها بثلاثة أطوار هي: طور الحضارة، طور مابعد الحضارات، وطور ماقبل الحضارة.
إن الإنسان هو الذي يحرك التاريخ وذلك ضمن حتمية تاريخية يستوجب التحرر منها معرفة القوانين التي تنشئ الحضارات، يقول مالك بن نبي: «على أنني حينما أرى في حركة التاريخ حركة الإنسان وفي ركوده ركود الانسان فإن ذلك يضعني أمام مشكلة تصنف تحت عنوان الفعالية، فعالية الإنسان في التاريخ» [٣].
يتصل مفهوم التاريخ عند مالك بن نبي بالسلوك الاجتماعي والبنية الثقافية التي تؤطره، هذا من جهة، ومن جهة أخرى نجد أن هذا المفهوم يرتبط بالتطور والتقدم والتكامل، وهي قوانين تسير حركة التاريخ، ذلك أن معرفتنا للمجتمع باعتباره جزء من هذا العالم إما أن يكون على أساس الثبات والستاتيكية، وبالتالي فهو مجتمع لا يتحرك مثل مجتمعات الحشرات التي تعيش الآلية في السلوك، أو أنه مجتمع ديناميكي يخضع للضرورة التاريخية.
إن المجتمع كائن موجود له شخصية ويخضع لقوانين حتمية تحكمه وهي نوعان: الأولى القوانين الحاكمة في نطاق نوعية النوع، والثانية قوانين تتعلق بتطور الأنواع [٤].
وقد التفت الفيلسوف أوغست كونت إلى هذه الظاهرة وأشار إلى أن المجتمع يخضع لنوعين من القوانين: قانون الحياة وقانون التكامل، وكل مايرتبط بأسباب حدوث الحضارة وعلل سقوطها وأوضاع الحياة الاجتماعية والثقافية، والقوانين العامة المسيطرة على جميع المجتمعات نعبر عنها بقوانين الكون، وكل مايرتبط بأسباب التقدم في المجتمعات واجتيازها من مرحلة إلى أخرى، ومن نظام إلى نظام آخر نعبر عنه بقوانين التطور.
ومن خلال هذا التصور نرى أن فكرة الحتمية قانون تخضع له كل الحركات التاريخية والاجتماعية، فالتاريخ محكوم بنوع من الجبر والضرورة. فأين الحرية والاختيار؟
وإذا لم يتحكم قانون مثل العلية والتطور في التاريخ لم يكن بالإمكان تعميمه، وهنا نتساءل كيف تمكن مالك بن نبي أن يجمع بين هذه القوانين ذات الطابع الحتمي ومبدأ إرادة الإنسان وأنه هو الذي يحرك التاريخ؟
لقد اختار مالك بن نبي قانون الحتمية والعلية وأيد الجبر التاريخي، إذ لا معنى للحرية إلا التنبيه للضرورة التاريخية، ومعرفة هذه القوانين تجعل الإنسان هو الذي يحرك التاريخ ويصنع الثورات.
إن الإنسان في مسيرة الحركة الجوهرية العامة للوجود يكتسب حريته ويغير مجتمعه من خلال إدراكه للقوانين الطبيعية التي تتحكم في التطور والتكامل.
إن التاريخ يملك طبيعة وشخصية مستقلة إلا أن ماهية التاريخ ليست مادية ولا تملك وجودا ديالكتيكيا كما يرى كل من هيغل وماركس الذي يعتقد أنه إذا وجدنا في حركة التاريخ أن عقيدة أو فكرا أو أيديولوجية أثرث في تكامل مجتمع ما فلابد من النظر الدقيق في تلك الحركة التاريخية لنكتشف أن الأفكار والعقائد لا تحرك التاريخ، وإنما هي انعكاس لكل من القوة المادية في ذلك المجتمع وثورة الطبقة المستضعفة.
إن مالك بن نبي يعتقد بأصالة الروح، وأن الأبعاد الأصلية في وجود الإنسان لايمكن توجهها من خلال القوى المادية فقط، فالقوى النفسية والفكرية والعقائدية يمكن الإستفادة منها في تحريك التاريخ ووعي الجماهير، وهناك حركات اجتماعية في التاريخ، حركها الإيمان والفكر وهما جوهر الإنسانية، والجهد البشري والثورات الإنسانية مظهر للفكر والعقائد والأيديولوجيات.
يعتقد مالك بن نبي أن المجتمعات الساكنة لم تدخل بعد إلى التاريخ، وعلة هذا السكون الذي تعيشه تلك المجتمعات البدائية هو أن الدين كمحرك للمجتمعات فقد أبعاد هذه السسيوثقافية، وأصبح نشاط رجل الدين يقتصر على التأويلات الميتافيزيقية والخطب والبيان.
إن رجل الدين في الوطن العربي قدم استقالته الاجتماعية والسياسية، وقبع في المسجد يتكلم عن فقه الوضوء.
إن تكديس عناصر هامة في عملية الحضارة كالإنسان والامكانات المادية إضافة إلى غياب منهج عقلي وعملي صارم ينظم هذه العناصر أدى إلى ركود هذه المجتعات البدائية، يقول مالك بن نبي: لاشك أن المرحلة الأولى من مراحل الحضارة الإسلامية التي ابتدأت من غار حراء إلى واقعة صفين، وهي المرحلة الرئيسية التي تركت فيها عناصرها الجوهرية إنما كانت دينية بحتة تسودها الروح [٥].
إن واقعة صفين كانت منعطفا تاريخيا حيث انفصل السياسي عن الديني والعقلي عن الروحي، وعادت العصبية إلى الحكم الذي صار وراثيا قيصريا على يد معاوية بن أبي سفيان.
عنصر التحدي وأثر الجغرافيا: تمثل مالك بن نبي نظرية أرنولد توينبي في كون التحدي والاستجابة هما العاملان اللذان يحركان التاريخ والمجتمعات، إلا أن مالك بن نبي أعاد صياغة هذه النظرية وفق الطرح القرآني:
إن التحدي يخلق في المجتمعات التوتر، وهي طاقة فعالة ضرورية للنشاط الاجتماعي والإبداعي، وذلك إن الصعوبات والتحديات الطبيعية والجغرافية والاجتماعية التي تواجه الأمة تؤدي الى استجابة إيجابية تتمثل في التحدي وهو أهم عنصر في نشوء الحضارات، وقد تكون تلك الاستجابة سلبية، فحضارة الإسكيمو مثلا توقفت عن متابعة نموها نتيجة للظروف الطبيعية القاسية وعجز أصحابها عن بناء حضارة كبقية الشعوب، ذلك إن العامل الجغرافي كان أقوى من تحديهم له، ويمكن أن نرد على مزاعم هذه النظرية بأن ثمة حضارات قامت في مناطق جغرافية كالصحارى (الحضارة الإسلامية) وفي مناطق أخرى جبلية كحضارة الأزتيك والأنكا.
العقل يحكم التاريخ: تأثر مالك بن نبي بنظرية هيغل، والتي ترى أن العقل يسيطر على العالم، وهو جوهر التاريخ.
وقد حدد هيغل هذه الفكرة في ثلاثة عناصر:
ماهية الروح أو العقل: ويمكن إدراك العنصر الروحي بمعرفة مايضاده ويقابله، وهي المادة وجوهر المادة هو الجاذبية، أما جوهر الروح فهو الحرية، فالروح تستغني عن كل قوى خارجية تؤثر فيها كما هو الأمر بالنسبة لعنصر المادة.
وتكشف الروح عن وعيها الذاتي بالحرية في التاريخ الذي يمثل الفضاء الذي تكافح فيه للتحرر، فالتاريخ ليس سوى تقدم الوعي بالحرية، وكل حركة تاريخية تمثل درجة معينة من تقدم الوعي بالحرية، وكل حركة تاريخية تمثل درجة معينة من الحرية، ويعتقد هيغل أن أول مرحلة شهدت حركة هذا الوعي التاريخي هي الحضارات الشرقية الفرعونية والبابلية والهندية، وتتميز هذه المرحلة بكون أفراد المجتمع هم عبيد للسلطة الحاكمة التي تخضع للنزوات والغرائز.
وقد قامت الحضارة اليونانية والرومانية، وهي تؤمن بالحرية التي اقتصرت على بعض المواطنين، فالمجتمعات اليونانية كانت مقسمة إلى أسياد وعبيد.
ولما نهضت الشعوب الجرمانية وأسست حضارة راقية وصل فيها الإنسان إلى وعي الحرية، وأن هذه الحرية هي جوهر الإنسان، وتم ذلك بفضل التعاليم المسيحية التي تحث على ضرورة التحرر من كل تسلط، وتستنكر استعباد الإنسان لأخيه الإنسان.
إن الإنسان هو الذي يصنع التاريخ كما قال مالك بن نبي، أي أن مسار التاريخ يرد إلى أفعال الناس، ويكون مقياسهم في ذلك سلوكهم، فيحظى من خلال خدمة وطنه وشعبه بالاحترام، ويدان من خان أمته ووطنه، يقول هيغل: «إن أول نظرة إلى التاريخ تقنعنا أن أفعال الناس تصدر عن حاجاتهم وانفعالاتهم ومصالحهم الخاصة، إن هذه المصالح والحاجات الخاصة والانفعالات هي المنابع الوحيدة للسلوك [٦] ».
إن طبيعة الروح كما يعتقد هيغل مجردة وعامة وكلية، وتحتاج إلى عنصر آخر يحولها إلى التحقق الفعلي، وهذا العنصر هو الإرادة، ففعالية الإنسان تساوي بالضرورة تحقيق الفكرة.
إن وحدة الإرادة هي الشكل الذي تحقق فيه الروح أو العقل، وهي تتجلى في الكل الأخلاقي أو الدولة، فالدولة هي وحدة الأخلاق الذاتية والأخلاق الموضوعية، وهي التحقق الفعلي للحرية، لأن الإرادة الحرة تطبع نفسها أو بخضوع إرادة الإنسان الذاتية للقوانين المتعارضة، يكون للعقل فيه وجود ضروري بوصفه حقيقة الأشياء ووجودها [٧]. غير أن هذه الحتمية الروحية تستعبد المواطن، وتجعله عبدا للدولة.
وتمر الحضارة عند مالك بن نبي بمراحل ثلاثة:
مرحلة الروح: في هذه المرحلة نجد أن تحقق الروح هو نهاية لا بداية، وهي الصورة التي تتحقق فيها الحضارة والدولة، وفي هذه المرحلة نجد أن الدين هو الذي يحرك المجتمع لأنه يخلق في الإنسان الطاقة المحركة والتوتر والإرادة، وهذه العناصر ضرورية في نشوء الحضارات.
مرحلة العقل: هي المرحلة التي يتعقلن فيها الوعي والسياسة والسلوك الاجتماعي، ومن نتائج هذه الحتمية التاريخية للمرحلة انفصال السياسي عن الاجتماعي، وانفصال المعرفي عن الثقافي.
وعندما نتكلم عن مرحلة العقل نجد أن مالك بن نبي لا يميز بين العقلانية والبرغماتية، فمرحلة الروح تخلو من نزعة عقلية، وهذا يعارض الطرح القرآني والطروحات الوضعية، ذلك أن مرحلة الروح، وهي المرحلة التي تبدأ من غار حراء أي البعثة النبوية إلى معركة صفين شهدت إنجازات عقلية هامة بل إن الإسلام الذي جاء به النبي (ص) أكد ضرورة العقل في نهضة الشعوب وتقدمها.
وهنا لابد أن نشير إلى أن هذا الاضطراب الذي وقع فيه مالك بن نبي طبيعي، ذلك أن منهجه التوفيقي الذي حلل به الظواهر الاجتماعية والحضارية لا يصلح للوصول إلى اليقينيات، فالجمع بين الأصالة والمعاصرة مغالطة منهجية خطيرة جعلت الفكر الإصلاحي منذ محمد عبده يعيش أزمة التناقض وعدم وضوح المفاهيم، إضافة إلى ذلك الترجمة الرديئة التي قام بها الدكتور عبد الصبور شاهين.
ويعتقد المفكر مالك بن نبي أن حركة التاريخ هي تراكم للنشاط البشري المستمر الواعي، وذلك من خلال تفاعل ثلاثة بنيات:
١_ البنية الثقافية.
٢ - البنية المادية الاجتماعية.
٣ - البنية الفكرية [٨].
وهذه البنيات الثلاث لا تعمل متفرقة، فالسلوك الاجتماعي يتبع عالم الأفكار وينفذ بوسائل من عالم الأشياء، وتسمى هذه العملية بشبكة العلاقات الاجتماعية.
المجتمع الطبيعي والمجتمع التاريخي:
المجتمع الطبيعي أو البدائي: وهو الذي لم يعدل المعالم التي تجدد شخصيته منذ وجوده، وهذا النوع يحقق أنموذجا شبيها بمجتمعات النمل والنحل.
المجتمع التاريخي: وهو المجتمع الذي ولد في ظروف معينة، ولكنه عدّل كثيراً من طرائق معيشته طبقا لقوانين التطور والتكامل، وهذا المجتمع يمثل المجتمع الديناميكي الذي ينتج الأفكار والمفاهيم والأشياء، وهذا المجتمع يخضع بالضرورة لقانون التغيير، فهو كما يرى مالك بن نبي ليس وحيد الصورة، بل له عدة تمظهرات من حيث بنائه، ومهما يكن منهج البناء، فإن ظهور المجتمع التاريخي ليس حدثا عرضيا بل هو نتيجة عملية تغير مستمر، أي أن جوده يسبق ماهيته، وأن منشأه هو الأفكار [٩].
الهوامش:
١ - أنظر: فلسفة التاريخ، غنيمي الشيخ، دار النشر والتوزيع، ص ١٧.
٢ - ابن خلدون، المقدمة، ص ٥٠.
٣ - مالك بن نبي: تأملات. دار الفكر – دمشق، ص ١٩٠.
٤ - أنظر: مرتضى مطهري: المجتع والتاريخ، مؤسسة الوفاء، بيروت، ص ٦٥.
٥ - مالك بن نبي: شروط النهضة، ص ٨٦.
٦ - نقلا عن فلسفة التاريخ، غنيمي الشيخ، ص ١٤٥.
٧ - نفس المرجع السابق، ص ١٤٠.
٨ - مالك بن نبي: شروط النهضة، ص ٦٧.
٩ - أنظر: مالك بن نبي: ميلاد مجتمع، ص ٦٠ ومابعدها.
؟ ؟

مقالات أخرى من هذا الموضوع
• التغيير الإسلامي في إيران من منظور حضاري   (بازدید: 1098)   (نویسنده: محمّد علي آذرشب)
• انتشار الرسوم المسيئة لشخصية برؤية ثقافية حضارية رسول الاسلام (ص)   (بازدید: 882)   (نویسنده: الشيخ محمود محمدي عراقي)
• تعليم العربية لغير الناطقين بها وسيلة حوار بين الحضارات   (بازدید: 1706)   (نویسنده: محمد الجعيدي)
• دور زينب بنت علي في مسيرة الحضارة الاسلامية   (بازدید: 1727)   (نویسنده: محمّد علي آذرشب)
• عاشوراء بمنظار حضاري   (بازدید: 1463)   (نویسنده: محمّد علي آذرشب)
• عبدالرحمن الكواكبي من روّاد الاستنهاض الحضاري   (بازدید: 1350)   (نویسنده: محمّد علي آذرشب)
• مالك بن نبي والإنسان ومسار الحضارة   (بازدید: 1464)   (نویسنده: أسعد السحمراني)
• محمد إقبال وتجديد التفكير الديني في الاسلام   (بازدید: 2349)   (نویسنده: زكي الميلاد)
• مسألة «المهدي المنتظر» برؤية حضارية   (بازدید: 1137)   (نویسنده: محمّد علي آذرشب)
• مشروع الكواكبي اجتماعياً وتربوياً   (بازدید: 1312)   (نویسنده: محمد قجة)
• نحو فهم حضاري لتاريخنا الإسلامي معركة الطف نموذجًا   (بازدید: 1038)   (نویسنده: محمد مهدي الآصفي)
• الثقافة بين التخلف والتخلق   (بازدید: 1088)   (نویسنده: الدكتور خالد زهري)
• الثقافة والحضارة   (بازدید: 2449)   (نویسنده: زكي الميلاد)
• الجمع بين الاصالة والمعاصرة   (بازدید: 1840)   (نویسنده: الشيخ محمود محمدي عراقي)
• الحضارة والتفاعل الحضاري   (بازدید: 1183)   (نویسنده: عبد الله الفريجي)
• تحديات تأهيل العقل المسلم في المشروع الحضاري   (بازدید: 932)   (نویسنده: الدكتور عبدالناصر موسى أبوالبصل)
• رؤية السيد الشهيد الصدر لمسألة التنمية   (بازدید: 1452)   (نویسنده: محمّد علي آذرشب)
• مستقبل الإسلام في ضوء التحديات الراهنة   (بازدید: 1432)   (نویسنده: حسن حنفي)
• وسطية الحضارة الإسلامية   (بازدید: 847)   (نویسنده: أحمد الطيب)
• ابن المقفع بين حضارتين دراسة فكرية نقدية و أدبية   (بازدید: 2055)   (نویسنده: حسين علي جمعة)

التعليقات
الاسم:
البريد الالکتروني:
العنوان:
التعليق:
ثبت
[ Web design by Abadis ]